اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

التاريخ الامريكي الادبي// ترجمة: علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ترجمة علي اسماعيل الجاف

 

عرض صفحة الكاتب 

التاريخ الامريكي الادبي

النثر الامريكي... الثورة واعادة البناء

ترجمة الاستاذ الباحث/ علي اسماعيل الجاف

 

كان السرد منذ الحرب العالمية الثانية يقاوم التعميم، ويبدو واضحا" تنوعه وتعدده.  وقد ظهر من خلال التيارات العالمية امثال الوجود الاوربي والواقعية الهامشية الامريكية، بينما الفترة الالكترونية قد جعلت العالم قرية.  واعطت الكلمة السردية على جهاز التلفاز حياة جديدة الى التقليد اللفظي واثرت الانواع الادبية: الصحافة والثقافة العامة المعتمدة كثيرا" على السرد والكلام. 

 

ففي الماضي، اثرت النخبة الثقافية على الثقافة العامة من خلال مكانها ومثالها المنتج، ويبدو التناقض حقيقيا" واقعيا" في الولايات المتحدة الامريكية اليوم.  الروائين الواقعين امثال تومس باينكون، جوستن كارل، كيرت خونكارت واليلس ولكر قد استعاروا ونقدوا المواقف الكوميديا، الافلام، الموضة، الاصوات، والتاريخ اللفظي.

 

ولنقول ان ذلك يجعل الادب الحديث تافها"، فأن الكتاب في الولايات المتحدة يسألون اسئلة جدية والعديد منهم يميلون للكتابة بأسلوب طبيعتهم وما يعرف بأسلوب "ماوراء الطبيعة".  واصبح الكتاب مبتكرين ببراعة ووعي جيدين، وربما محورين الافكار بأمتياز، ووجدوا ان الميول والانماط التقليدية غير فعالة وبدؤا يبحثون وطلبون الحيوية في مادة اكثر واوسع شعبية وانتشارا".  بعبارة اخرى، الكتاب الامريكين، في القرون الحديثة، طورا احساس ما بعد الحداثة، فأنهم اصبحوا بناة متجددين بلمسات حديثة، واعادوا بناء الاشياء بحداثة بدون ان يقدموا شيئا" سطحيا" لانهم يبحثون في الاصل عن سياق الرؤيا الملزم للتجدد والحداثة.

 

الميراث الواقعي ونهاية الاربعينات

كما كان يبدو واضحا" في النصف الاول من القرن العشرين، فأن القصة القصيرة عكست في النصف الثاني الشخصية لكل فترة وعهد، ولاحظنا ذلك في نهاية الاربعينات نتيجة الحرب العلمية الثانية وبداية الحرب الباردة.

 

قدمت الحرب العالمية الثانية مادة اولية: نورمن ملير (العار والموت، 1948) وجيمس جونز (من هنا الى الخلود، 1951) كانوا كتابا" من الطراز الاول ورائدين.  وصنف كلاهما الواقعية على حافة الصراحة الطبيعة، واخذ كلاهما الآلآم لكي لايمجد القتال والصدام، وكذلك الشيء كان شبيها" مع ارون شو في (الفتيان الاسود، 1948)، وبين هورمان وك في (التمرد، 1951) ان اخطاء الانسان كأدلة قاطعة في اوقات الحرب كما هي في اوقات الحياة المدنية العادية.  وفيما بعد، بين جوزيف هلر الحرب العالمية الثانية بعبارات ومصطلحات سخرية واستهزاء هزلي، وكان يحاور قائلا": "ان الحرب مرتبطة بالجنون ..."  واصبح كيرت احد النجوم البارزين ضياءه في ما يعرف بأسم "الثقافة المضادة"  خلال بدايات السبعينات وتحديدا" في "حملة الاطفال الصليبة، 1969)، وروايته (ضد الحرب) التي تحدث فيها عن النيران والقنابل في درستن والمانيا بواسطة قوات التحالف خلال الحرب العالمية الثانية (التي شهدها بنفسه كسجين حرب).

 

شهدت الاربعينات ازدها" كبيرا" لدى الكتاب الطارئين والجدد، بضمنهم الشاعر والروائي والكاتب القصصي روبرت بين وارن، والمسرحي ارثر ملر، وتنسي وليم، وكتاب القصة القصيرة امثال كاثرين اني وبورتر ايردورا ولتي.  وشارك الجميع بقدر الفرد ضمن العائلة او المجتمع بأستثناء ملر الذي كان اصلا" من الجنوب، وكان هناك ندائا" حول التركيز على التوازن بين النمو الشخصي والمسؤولية امام الجماعة. 

 

الوفرة والتحول خلال الخمسينات

شهدت الخمسينات تأخيرا" كبيرا" في تأثير الحداثة والتكنولوجيا في الحياة اليومية وايامها، المتوارثة منذ العشرينات – قبل الاضطهاد الكبير والعظيم.  اخرجت الحرب العالمية الثانية الولايات المتحدة الامريكية من الاضطهاد، وقدمت الفترة الخمسينية، لأغلب الامريكين، وقتا" اضافيا" للتمتع بعد الانتظار الطويل للازدهار.  وتبدو الاعمال في العالم المتعاون والمشترك انها تقدم الحياة الفاضلة (خصوصا" في الارياف والقرى)، والاشارات الواقعية والرمزية والحقيقية للنجاح اصبحت تسمو في الافق داخل البيوت، في التلفاز والتطبيقات المنزلية.

 

لكن بقت الوحدة والانعزال في القمة كأفكار رئيسية مسيطرة، واصبح الرجل المتحدي غير معروف السمة والنمط والمثال ثقافيا" كما لاحظنا في رواية سلون ولسن (The Man in the Gray Flannel Suit) في عام (1955) وبعدها جاء التحول الامريكي العام تحت دفة الاجتماعي دايفد رسمان في (الازدحام الوحيد، 1950) وبدأت دراسات علمية، ثقافية، عامة اخرى مع فانس في (المقنع المختفي، 1957) و (مناشدوا المكانة والمنزلة، 1959) والى وليم وايت (الرجل المنظم، 1956) ووايت كولر في عام (1951) و (جماعة القوة، 1956).  وساهم جون كنت في (المجتمع المعطاء، 1958).  واغلب تلك الاعمال اسندت الافتراضات على ان جميع الامريكين يتقاسمون نمط حياة عامة وبسيطة التي تتواجد بصورة روتينية لديهم.  وتحدثت الدراسات بعبارات ومصطلحات عامة وشائعة، ناقدة" المواطنين كونهم فقدوا الجدية الفردية واصبحوا ممتثلين جدا" كما جاء امثال ملز الذي نصح الناس ان يكونوا ضمن اعضاء "الصف الجديد" الذي يكون فيه ابداعا" في التكنولوجيا ووقتا" للمتعة كما جاء في اعمال كال برث.

 

ان عهد الخمسينات حقا" عهد الشدة الدقيقة والمتخلخلة، كما في الروايات التي قدمت من قبل جون شيفر الذي اكتشف الشدة المختبئة بين الظلال الذي يبدو قناعة تامة.  ان افضل الاعمال التي صدرت (الرجال الذين فشلوا في مصارعة النجاح) كما جاء في ارثر ملر في (وفتاة رجل البحر)، وكذلك (الرجل المخفي، 1952) لي رالف السن و (على الطريق، 1957) لجاك كاروك.  وابرز الايام الشئومة في عهد الخمسينات، وصول فلب روث بسلسلة من مجموعته القصصية من موروثه (وداعا"، كولومبس، 1959) وتأمله النفسي قدم غذاء" الى القصة.  والكتاب الامريكين الاخرين امثال برنارد مالمود وسنكر الذين تميزوا بالسخرية، الفكاهة والاخلاق وصورا العالم القديم والجديد في كتاباتهم.

 

التمرد والابداع في الستينات

ان التحول والشدة التي امتازت به الخمسينات اوجدت البروز والظهور في تعابير الستينات في الولايات المتحدة الامريكية في حركة الحقوق المدنية، الانوثة، مقاومي الحرب، مذهب فعالية القلة، ووصول مناهضي الثقافة وتأثيرهم مازال فعالا" خلال المجتمع الامريكي.  تشمل الاعمال البارزة السياسية والاجتماعية، في هذا العهد، اقوال وخطابات قائد الحقوق المدنية الدكتور مارتن لوثر، والكتابات المبكرة الاولى عن الانوثة والقيادة التي ظهرت بواسطة بتي (صورة الانوثة، 1963).

 

وتميزت فترة الستينات بالغموض بين القصة والحقيقة، الروايات والريبورتاجات، التي استمرت حتى يومنا هذا، وقام الروائي ثرومان كابوت الذي حير القراء كونه كان ناشئ في الاربعينات والخمسينات في اعمال (الفطور في تيفاني، 1958)، وادهش الجمهور في (الدم البارد، 1966)، كانت تحليلا" جاذب الانتباه لقاتل ضخم وحشي في قلب الارض الامريكية التي كانت تبدو كقصة بوليسية.  وفي نفس الوقت، أبرزت (الصحافة الجديدة) العديد من المقالات غير القصصية ممزوجة بالصحافة بأسلوب سردي وقصصي، او الذي يتلاعب بالحقائق واعادة اسلوبها او تشكيلها لتضاف الى المسرحية والقرب من اعلان القصة، كما كان واضحا" في اعمالتوم ولف (The Electric Kool-Aid Acid Test، 1968) الذي بين فيه فكرة الشهوة الحائرة وفيها انتقد وسخر من مذاهب الفعالية العديدة، وبعدها كتب ولف الفترة الاولية والتمهيدية لتاريخ برنامج الفضاء الامريكي.  وان (Bonfire of the Vanities، 1987) التي مثلت صورة المجتمع الامريكي الشاملة في الثمانينيات؛ وظهرت ايضا" الكوميديا والسخرية في هذا العهد التي انعكست في خرافات العديد من الكتاب كما في كن كيسي في (One Flew over the Nest) في عام (1962)، وهي رواية عن الحياة في مستشفى المجانين وفيها يكون هناك دورا" مهما" للمراقبين التي تبدو اكثر مساهمة من الاحياء.  وسجل النمط الجديد انتصاره في قضايا الكوميديا الرائعة بحيث امتزحت الطبيعة مع الكوميديا كما رأينها في (بكاء الكثرة 49، 1966). 

 

وقدم ادورد البي في السرحية، على خلاف الكثيرين، توجها" بسلسلة من الاعمال النفسية غير التقليدية (من يخاف من ذئب فريجينيا؟، 1962)، و (هروب البحر، 1975) الذي عكس بحث روح الكاتب نفسها واسلوبه المتناقض.  وكذلك، ظهرت في هذه الفترة، او شهد العهد الوصول المتأخر الموهبة الادبية التي كانت بداياتها في الاربعينات في ولكر بيرسي، كان طبيبا" متدربا" ومثالا" للرقة والرجولة الجنوبية، واستخدم اسلوبا" عكس منطقته من اجل بناء مسرحيات نفسية ذات مكائد وحيل مصدرها نسيج الرسوم كما في (الرجل النبيل الاخير، 1966) والذي اعتبر من افضل كتبه التي قيمت فيما بعد.

 

التوجهات الجديدة: السبعينات والثمانينات

في منتصف السبعينات، بدأت فترة التعزيز والاندماج وقد انتهت حرب الفيتنام وبعده ادركت الحكومة الامريكية بجمهورية الصين الشعبية، وابتهجوا بالذكرى المئوية الثانية.  وعلى عجالة، اثبتت الثمانينات مكانتها كفترة جديدة، وبدأ الفرد فيها تركيزه على القضايا الشخصية بمدى اجتماعي اوسع.  ففي الادب، بقت التيارات القديمة، لكن التوجه نحو تجارب جديدة نقية فرضت وجدوها، ومن الروائين الجدد امثال جون كاردني وجون ارفنك برزوا كتاباتهم منها (The World according to Garp) في عام (1978)، وبول ثيروكس ( ساحل المسكيتو، 1983) التي ابرزت هذه الاعمال الروايات الرائعة بأساليبها لتصور حركة مسرحيات الانسان، التي ركزت انذاك على: المشهد، الشخصية، والافكار الرئيسية الممزوجة مع الواقعية العائدة، وفقدت الواقعية من قبل الكتاب التجريبين في الستينات، وكذلك وقفت رجوعا"، وكانت في الغالب مزج مع عناصر اصلية وواقعية معتمة كما رأينا في رواية داخل رواية في اعمال جون كاردنا في (ضوء الشهر العاشر، 1976) او اللهجة الامريكية لذوي البشرة السوداء في اعمال الس وكر في (العرق غير الابيض اللاذع).  وبدأ الادب الناشئ والفتي يزدهر، وتحولت المسرحية بحركتها من الواقعية الى اكثر سينمائية، بأساليب حركية نشيطة.  وان نظرية "زمني او عهدي" التي انبثقت قد اظهرت مسحة جديد للموهبة والذكاء كما في اعمال جي مسينري في (الاضواء البهية، المدينة الكبيرة، 1984)، وبرت ايستون الس (اقل من الصفر، 1985) وفي تاما جانووتس (عبدة نيويورك، 1986).

 

وبنهاية الثمانينات وبداية التسعينات، رأينا كتابات الاقلية قد اصبحت اوتادا" ثابتة ورئيسية في العمل لتكون مسندا" لتزين الصورة الامريكية الادبية.  وكان ذلك واقعيا" في المسرحية والنثر، واستمر اوكس ولسن في الكتابة ورأينا تمحوره حول دائرة المسرحيات خلال القرن العشرين وتحديدا" حول خبرة وتجارب السود امثال بولستر برايز في (القيود، 1986) وفي (دراسة على الة البيانو، 1989)، وكذلك الروائين البارزين امثال الس ولكر، جون اكر وتوني مورسن. 

 

ايضا"، ساهم الامريكيون من اصول اسيوية في المشهد النثري والكتابي امثال ماكس هوك في (المرأة المقاتلة، 1976) التي اوجدت لنفسها مكانا" بعد الصراعات الطويلة بجانب الزميل الامريكي من اصول اسيوية، وكذلك امي ثان الذي عكست روايته الحياة الصينية ونقل فيها ما بعد الحرب العالمية الثانية في امريكا في (نادي المرح والفرحة، 1989) وفي (زوجة الاله في المطبخ، 1991) التي افتنت اذهلت القراء.  ودايفد هاونك، المولود في كليفورينيا من اب صيني مهاجر، قد وضع بصمته في السرحية بمسرحيته (اف او بي، 1981) و (الفراشة، 1986).

 

وظهرت مجموعة اخرى في الافق الادبي الامريكي اسمها (Hispanic – American) اي الامركيون من اصول اسبانية، وظهور المؤلف الكوبي بلتزر برايز الذي حاز على جائزة الاوسكر في كتابه (اصوات الحب، 1989)، وكاتبة القصة القصيرة ساندرا سيسنيرزو في مؤلفها (Women Hollering Greek and Other Stories، 1991).

 

الاقليمية الفنية الجديدة

لايوجد شيئا" جديدا" حول التقليد الاقليمي للادب الامريكي، فهو قديما" جدا" كالاساطير الامريكية السائدة، كبروز اعمال جيمس فينيمور كوبر، وبرت هارت، وكاروايات المدوية لوليم فرلكنر ومسرحيات تنسي وليم.  ولهذا فأن الزمن، فيما بعد، قد اخفى التقاليد والموروث القديم خلال عهد ما بعد الحرب العالمية الثانية وجعلها ظلال، ونأخذ بنظر الاعتبار تصحيحا" ربما يطرأ حول القصة المتمدنة وهي شكل للاقليمية الفتية، لان خلال الازمت والعهود الماضية، كسبت الاقليمية الفنية النصر وعادت الى الادب الامريكي، مما مكنت القرار للحصول على شعورا" للمكان والزمان والانسانية.  وكما تبدو منتشرة في القصة والسرد القصصي بصورة عامة وشائعة، امثال القصة البوليسية، وكما كان موجودا" في الادب الكلاسيكي كالروايات، القصص القصيرة والمسرحيات.  ويوجد هنالك العديد من الاسباب لهذه الاحداث، احدهما:

1. ) اصبحت جميع الفنون في امريكا مركزية عن اجيال الماضي والولادات السابقة، كون المسرح، الموسيقى، والرقص اصبحا سائدان ومثمران وبارزان في المناطق جنوب، شمال وغرب امريكا في المدن الفقيرة والكبيرة كنيويورك وشيكاغو، وان شركات الافلام توزع افلاما" على انحاء امريكا بأكمله بصورة وافرة وزهيدة، ونرى دور النشر القليلة اخذ صداها ينتشر عبر نافذة الخارج – خارج مدن نيويورك – واصبح وضع الكتاب واصحاب دكاكين الكتب والمؤتمرات رائجا" اكثر من قبل.  كذلك دخل مسار الادب في اروقة الكليات والجامعات في البلد كافة، ولايوجد شك في ان الموهبة البسيطة تجد طريقا" في اي مكان حلت وكل ما يحتاج اليه المرء هو قلم رصاص، ورقة ورؤية (فكرة جديدة).

ان الشيء الرائع في الاقليمية الفنية الجديدة هو توسعها وتنوعها فقد خيمت على امريكا من الشرق الى الغرب، واصبح ادبا" ممتدا" عبر القارات الذي بدأ في الشرق الشمالي في البانيا، نيويورك، وكان التركيز مكرسا" على متعة الادب الام، ومن خلالها حصل الصحفي وليم كندي – بروايته (Albany، 1992) على الروعة والبهاء والشموخ وغالبا" ما استهوت الألأف الامريكين في الشوارع والصالونات وعاصمة نيويورك. 

 

كذلك، الروائية الشخصية الانسانية الجانبية، والكاتبة القصصية وساردة المقالات جويس كارل التي كسبت الكثير من الشمال الشرقي لأمريكا بأعمالها الفريدة، وشخصياتها المهوسة من خلال المحاولة في كسب الكمال ضمن بيئتهم التصويرية؛ لكن قادهم ذلك الى الخراب والدمار.  وبعض من اعمالها الرائعة هي قصص بمجموعة (عجلة الحب، 1970) و (الى اين انت ذاهب، واين كنت؟، 1974).

 

وبالتوجه اسفل الساحل والخوض في بلتمير، ماري لاند، ان تيلر، التي قدمت بأسلوب ولغة بسيطة وواضحة وشخصيات غريبة وغير مألوفة وحياة استثنائية كروايات امثال (Dinner، 1985) و (Breathing Lessons، 1988) التي اظهرت النجاح في الادب وكسب الشهرة امام الجمهور.

 

وبعيدا" عن بلتمير لنذهب الى عاصمة امريكا واشنطن، التي احتفظت بتقاليدها الادبية، اذ كانت مغطاة قليلا"، في مدينة طابعها العام هو السياسة، ومن الصور الاكثر روعة وجمال للحياة هو الروائي وصاحب النفوذ والقوة وارد جست، مراسل عالمي سابق، الذي افترض ان ثمة مهنة ثانية للكتابة حول العالم التي يعرفها هو عالم الصحفين والمراسلين، السياسين، الدبلوماسين والجنود – ففي كتابه (  Nicholson at Large، 1975) هي دراسة لرجل الاخبار في واشنطن خلال وبعد رئاسة جون كيري في بداية الستينات في (مدينة الخوف، 1982) ونظرة عن واشنطن خلال فترة حرب فيتنام وان كتاب (Jack Gance، 1989) هو نظرة واقعية على سياسي شيكاغو ووصوله الى مجلس الشيوخ الامريكي، وهي افضل اعماله المذهلة.  وقدمت سوزن ايجارد في (اطفال القوة والنفوذ، 1979) تقييم العيش الخاص لمجموعة اولاد وبنات اصحاب نفوذ حكومي رسمي، بينما الروائي المعروف توم كلانسي، مقيما" في ميري لاند، قد استخدام الصورة الفنية للجيش والسياسة في واشنطن كمسند لمجموعته وسلسلته الادبية حول حكايات ملاحم الشك والحيرة. 

 

وبالتوجه نحو الجنوب، فقد ظهر رينولد برايس وجل ماكوركل، الذين برزوا في السبعينات ككتاب مقيمين في الجنوب، وبرز برواية (الحياة السعيدة الطويلة، 1962) التي تناقش حياة الناس والارض في شمال غرب كليفورينيا: وخصوصا" مع امرأة شابة اسمها روسكوك موستين.  واستمرت كتابة الحكايات حول هذه البطلة على مدار السنين اللاحقة، وبعدها حول توجهه وتركيزه على امرأة اخرى في عمله (Kate Vaiden، 1986) وبعدها الرواية الاخيرة لبرايس (Blue Calhoun، 1992)التي حاول فيها معرفة تأثير العاطفة لكن الفحوى الرئيسية كانت سيطرة الحب الحتمي والمقدر على عهود حياة العائلة.

 

وقامت ماكوكل تبكريس جهدها في روايتها وقصصها القصيرة، التي اشارت في عام (1958) على الولادة الجديدة لجيل جديد، والمشاهد في مدن صغيرة في شمال كولورينا، لتكشف النقاب عن غموض المراهقين في (هتاف وانتهاج القائد، 1984) المزج بين الاجيال والمشاعر الغريبة لأمرأة الجنوبية الدائمة في (انهيار الحمية، 1992). 

 

وبرزت صفوف جديدة في امريكا بمواهبها الكتابية امثال جين سميلي، الذي كان يدرس الكتابة في جامعة اوايا وسميلي الذي كسب الجائزة عام (1992) عن قصة (A Thousand Acres، 1991) التي غرست نتاج شيكسبير في (King Lear) الى المزرعة الولايات المتحدة الامريكية النصف غربية وارضت العداء العائلي الحاد المعلن عندما وحاول فلاح مسن بتحويل ارضه الى بناته الثلاثة.

 

وقام تكس لوري بتوزيع الوقت والاحساس خلال القرن التاسع عشر كما في (Anything for Billy) في عام (1988) والتلاشي في المدن الصغيرة لهذا ما بعد الحرب في (The Last Picture) في عام (1966).  وفي الشمال في مولتانا، قام الشاعر جيمس ولج، بتقديم تفاصيل الصراع بين الامريكين الاصلين لانتزاع المعنى من الحياة المتحفظة بأفراط وقسوة متمثلة بالحرمان والجوع وتناول الخمر والضمور والرواية التي قدمها خالية من الاخطاء (المحامي الهندي، 1990).

 

اخيرا"، ان النجاح الذي حققته حركة المرح الاقليمية الفنية، شركات ومؤسسات غير ربحية، التي اصبحت مشهورة في الثقافة الدائمة في مدينة امريكة واحدة تلو الاخرى، وتجاوز وامتد الادب الامريكي في كافة المقاطعات والمدن في الوقت الحاضر.  استطاع المجتمع والتكنولوجيا والتاريخ ان يقول كلمته وان يضع بصمته وتأثيره على الادب الامريكي في النثر، التقليد والموروث القديم الذ اثمر بما وصلت اليه من تقديم بفعل الانسانية والاستعداد لتجنب المأساة والحزن.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.