كـتـاب ألموقع

عراقيون من هذا الزمان11- جبار عبد الرضا سعيــد// رواء الجصاني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

رواء الجصاني

 

عرض صفحة الكاتب

عراقيون من هذا الزمان11- جبار عبد الرضا سعيــد

رواء الجصاني

 

    في النصف الاول من السبعينات الماضية، ينتقل من النجف الى بغداد،، شاب اسمر نحيل، هو: جبار عبد الرضا سعيد، ليكمل دراسته في المعهد الزراعي، وتتسلمه المنظمة الطلابية المسؤولة في بغداد، وبأهتمام، خاصة وأن المعلومات التي جاءت عنه تؤكد حماسته، وحيويته السياسية، الشيوعية، كما نشاطه في هيئات اتحاد الطلبة العراقي العام في النجف...

   والرجل من عائلة نجفية كريمة، هي نفسها عائلة الشهيد الوطني سلام عادل (حسين الرضوي) سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الذي قتله الطغاة البعثيون الفاشيون بعد فترة وجيزة من اعتقاله اثر الانقلاب الفاشي في 8 شباط 1963 .. وقد لمع جبار في مهماته ونشاطاته بحيث تولى مهام سكرتارية فرع اتحاد الطلبة العراقي العام في كربلاء (والنجف قضاء تابع الها آنذاك) منتخبا من مؤتمر الفرع الذي انعقد اوائل السبعينات(1) ...

     ونلتقي في بغدادعام 1974 لمتابعة شؤون العمل الطلابي الشيوعي الحزبي والسياسي، وقد كلف الرجل في حينها بمتابعة عدد من الهيئات التنظيمية، والاشراف عليها، وبرز في تلك المسؤولية كالعادة، ايضا.. وفي منتصف السبعينات يحصل الرجل على زمالة دراسية لأكمال دراسته في جامعة مدينة نيترا، وهي مركز احدى المحافظات المهمة في سلوفاكيا (القسم الشرقي من الفيدرالية التشيكوسلوفاكية السابقة). ثم التقينا من جديد، وبمناسبات مختلفة، بدء من عام 1979 حين وصلت براغ، عاصمة تشيكوسلوفاكيا لمهمات سياسية وطلابية..

   ومن بين اولى تلكم المناسبات التي جددت اللقاء مع جبار: ، مهرجان الربيع الطلابي العراقي عام 1980 الذي استضافته نترا، وكان الرجل ورفيقه، وزميله، محمد حمزة الظاهر( الدكتور الأخصائي لاحقا) ابرز المعنيين الاساسيين في التهيئة لتلك لفعالية المشهود لها، واتمام متطلبات نجاحها على مدى يومين، وقد شارك فيها - على ما أتذكر-  نحو مئة من الطالبات والطلاب العراقيين الدارسين في مدن تشيكوسلوفاكيا المختلفة، وابرزها براغ وبراتسلافا وبرنو. اضافة الى لفيف من العراقيين– وعوائلهم- العاملين والمقيمين في البلاد التشيكية، وضيوف آخرين..

     وعلى مدى اعوام، وحتى اوائل الثمانينات تحديدا تكررت اللقاءات مع جبار، عدة مرات، ومن بينها حين مشاركته في ادارة وتنظيم اجتماع مركزي لممثلي فروع اتحاد الطلبة العراقي العام، في الخارج، وعقد بالقرب من براغ عام 1982.. وبقي الرجل نشيطا مثابرا، لافتاً للاهتمام بشخصيته وتواضعه، وعلاقاته، وحيويته، ودون بهرجات!... ومما اتذكره ايضا في هذه التأرخة العجول، ان جباراً كان قد قطع دراسته عام 1980 ليلتحق مع فريق من الطالبات والطلاب العراقيين الدارسين في الجامعات التشيكية والسلوفاكية، بصفوف المنظمات الفلسطينية في لبنان، تضامنا معها ضد الاعتداءات الاسرائيلية، وقد دام ذلك لعدة اشهر، ثم عادوا مجددا لأكمال دراستهم.  

   وفي عام 1983 ينهي جبار دراسته الجامعية، ويغادر سلوفاكيا لينضم هذه المرة الى الفصائل المسلحة للحزب الشيوعي العراقي في كردستان العراقية (الانصار) شاغلا هناك مهمات عديدة، ومن بينها مستشار سياسي، كما ينقل اصدقاء عنه، اضافوا: ان الرجل تميز هناك وبصفاته المعهودة،  في تلك المهمة النضالية لعدة اعوام، وحتى تغير الاوضاع والتوجهات والظروف، اواخر الثمانينات، فيعود الرجل الى سلوفاكيا، ويكمل دراسته العليا وينال الدكتوراه بنجاح في المكننة الزراعية، ثم يغادر بعدها الى ليبيا ليعمل في جامعاتها سنوات قليلة، استاذا في اختصاصه... 

   وبعد التغير الهادف لعراق جديد،  عام 2003 يعود جبار من جديد الى كرستان، واربيل تحديدا، ليعمل استاذا في جامعتها هناك، الى جانب عنايته بمسؤوليات سياسية في منظمة الحزب الشيوعي العراقي، وفي هيئات رابطة الانصار الشيوعيين، ومركزها في اربيل، كما ندري.. وهكذا تستمر الحال حتى عام 2018 ليعود للاستقرا مع عائلته(2)  في مدينة نيترا السلوفاكية، والى اليوم، محتفظاً بمكانته الاجتماعية والاكاديمية، مع تجارب سياسية وتاريخ نضالي دام عقودا، وفي مجالات عديدة، ولعله يكتب مؤرخا عن بعضها على الاقل، لنطلّع ونستفيد، كما الاجيال القادمة..

 

--------- بــراغ / اوائل شباط 2019

  (*)  تحاول هذه التوثيقات التي تأتي في حلقات متتابعة، ان تلقي اضواء غير متداولة، أو خلاصات وأنطباعات شخصية، تراكمت على مدى اعوام، بل وعقود عديدة، وبشكل رئيس عن شخصيات عراقية لم تأخذ حقها في التأرخة المناسبة، بحسب مزاعم الكاتب.. وكانت الحلقة الاولى عن علي جواد الراعي، والثانية عن وليد حميد شلتاغ، والثالثة عن حميد مجيد موسى والرابعة عن خالد العلي، والخامسة عن عبد الحميد برتـو، والسادسة عن موفق فتوحي، والسابعة عن عبد الاله النعيمي، والثامنة عن شيرزاد القاضي، والتاسعة عن ابراهيم خلف المشهداني، والعاشرة عن عدنان الاعسم ... وجميعها  كُتبت دون معرفة اصحابها، ولم يكن لهم اي اطلاع على ما أحتوته من تفاصيل..

1/ أغلب المعلومات والتواريخ بحسب الذاكرة فقط، ولعل الموثق له يبادر مشكورا للتصحيح والاضافات، وهي دعوة ايضا لمعارفه ومحبيه ليضيفوا ما استطاعوا الى ما تقدم من خلاصات..

2/ متزوج من السيدة ييركا سعيدوفا، ولهما ولــد واحد اسمياه داوود .