كـتـاب ألموقع

• جيب الأمن أعطيك مَلك

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عزمي البير

جيب الأمن أعطيك مَلك

تشهد الحركة المسرحية في هذه الأيام انعطافة جديدة من خلال العرض المسرحي الجماهيري الشعبي المقام على خشبة المسرح الوطني ومن خلال متابعتي لهذا العرض الرائع بكل تفاصيله وأدقها، ابتداءً من شباك التذاكر إلى رأس الهرم وهو مدير عام دائرة السينما والمسرح ، ولم يأتي هذا الانجاز من فراغ بل يرجع هذا إلى الجهود المبذولة من قبل كل المشرفين والعاملين وعلى مدى فترة طويلة من العمل والجهد والمثابرة كون إن هذا العمل يقدم لأول مرة بعد عسرة خمسة سنوات للمسرح العراقي . حيث جسدت المسرحية الواقع المؤلم للمشهد السياسي العراقي وبشكل كوميدي وما يمر به من أوجاع ومعانات المواطن في ظل المرحلة الراهنة التي نمر بها مما أثار عواطف وأشجان الجماهير الغفيرة التي شاهدت هذا العمل الرائع وبهذه الحرفية التي لم يعتاد عليها وعلى مدى عقود من الزمن الماضي زمن التمجيد والتأليه، ويبدأ زمن الموجهة وزمن المهنية المسرحية الصحيحة وهي أمانة في أعناق كل شخص يحترم مهنته وبلده وقضيته ويشعر بألم شعبه ومعاناته ويجسدها من خلال مهنته ، ويكمن نجاح هذا العمل لعدة عوامل وأهمها خطة فرض القانون التي أطلقها دولة رئيس الوزراء مما دعم بشكل مباشر تواجد الجماهير بشكل ملفت للنظر وعلى شكل طوابير على شباك التذاكر والتي لم تتسع قاعة العرض لهذه الجماهير مما دعا القائمين على هذا العرض تمديد موعد العرض لأكثر من أربعين دقيقة والإعلان عن الحجز المسبق لهذا العمل ، أما العامل الثاني هو منهجية الوزارة الجديد حيث لم يكن هذا النجاح الأول بل يأتي وعلى زمن قياسي النجاح الثاني بعد الأسبوع الثقافي المقام في سوريا ومما لاقى أصداء إعلامية واسعة من خلال القنوات السمعية والمرئية والمقروءة حيث جسد هذا الأسبوع حقيقة المثقف العراقي الشاعر والأديب والمسرحي والتشكيلي واللوحات الفلكلورية والتي عكست المشهد الصحيح والحقيقي على خلاف الصورة المأخوذة وهي العنف والإرهاب والدمار ومشاهد الدماء.

فهنيئا لدولة رئيس الوزراء هذا الانجاز في ظل نشر الأمن وطمأنينة المواطن وهنيئا لوزارة الثقافة ولوزيرها الجديد والتي تقع عليه المسؤولية الكبرى لنشر ثقافة الحب والتسامح بدلا من ثقافة الحقد والكراهية وهنيئا لإدارة المسرح الوطني جميعا وهنيئا لحيدر منعثر.