كـتـاب ألموقع

• لا تخافوا على مستقبل العراق

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عزمي البير

لا تخافوا على مستقبل العراق

من خلال مشاركتي كعضو في اللجنة التحضيرية ومرافقتي للمخيم الشبابي الذي أقيم في مدينة السليمانية برعاية الملتقى العراقي إحدى منظمات المجتمع المدني التي تهتم بمستقبل ورعاية الشباب وتطلعاتهم وصقل مهاراتهم من خلال عدة برامج تخدم تلك الشريحة الواعدة من المجتمع العراقي ، ومن هذه المشاريع هو إقامة مخيم سنوي لشباب العراق من جميع محافظات العراق وفق برنامج ثقافي ترفيهي معد بشكل منهجي لفئة عمرية تتراوح بين العشرين والثلاثين عام الغاية منه هو جمع الشباب وتبادل الثقافات والخبرات ومن جميع مكونات الفسيفساء العراقي ومن مشاربه وقومياته وأديانه لمساعدتهم لإظهار مواهبهم وطرح مشاكلهم وكيفية معالجتها من خلال البرنامج المعد لذلك ، لا اخفي سراً ومن خلال المناقشات التي دارت بين أعضاء اللجنة التحضيرية كان هناك توجس من حصول إخفاق في هذا المشروع كون الأحداث التي مرت على العراق تضع علامات استفهام كثيرة منها الانغلاق الذاتي وعدم الانفتاح على الأخر قد يسبب أزمة في ذلك كون إن هذه التجربة الأولى من نوعها منذ سقوط النظام السابق وما تخلف من آثار و أحداث جراء الاستهداف الطائفي والعرقي وعلى الرغم من ذلك كان الإصرار على قيام هذا النشاط .

كان الموعد هو مدينة السليمانية ، الوقت أعياد نوروز ، كل هذا يعني الربيع الخضرة تجدد الحياة كل هذا يدعو إلى التفاؤل اجتمع الجميع ومن كل جهات العراق الأربعة أكثر من 100 شابه وشاب يجتمعون تحت سقف واحد تجمعهم مرجعية واحدة هي العراق ، لا اخفي سرا كان اليوم الأول هو توجس من البعض ولكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور من خلال انفتاح البعض على البعض ورغم من هناك كانت مشكلة ولكن التلقائية تغلبت على الموقف وهي اللغة ولكن كان اللغة المشتركة هي لغة المحبة والقلوب حيث اتبعت اللجنة التحضيرية خطة بجعل وضع كل شابين في غرفة واحدة من مختلف التوجهات أي وضع عربي مع كوردي ووضع عربي مع آشوري أو وضع ابن البصرة مع ابن ديالى أو وضع ابن اربيل مع ابن بغداد حيث نجحت هذه الخطة نجاحا ملحوظا .

أقدم لي احد الشباب وهو كوردي متحدثا بالعربية ولكن بصعوبة قال أنا لا أتحدث العربية خلال يومين فقط استطعت أن أتحدث بنسبة 40% واستطيع أن أتفاهم مع أخوتي العرب ؟ إن هذا الانجاز لا يعود إلى رغبة هذا الشاب تعلم اللغة العربية بل يعود إلى رغبته بالحوار مع أخيه العربي ومحبته له والانفتاح عليه . بناز هذه البنت الرائعة في السابعة والعشرين ربيعا كانت شعلة من النشاط والحركة وعكست صورة رائعة للبنت الواثقة من نفسها وامتلاكها الثقة العالية بالنفس حيث منحت لزميلاتها الدعم للتحرر من الذات والقيود الاجتماعية السلبية وقبول أخيها طبيعيا بدون قيود وتحفظات . افتتح المخيم من قبل الدكتورة نرمين عثمان حيث أعطت المخيم دعما معنويا ملحوظ من خلال تحريك الشباب نحو تقديم طروحاتهم بكل جراءة ومن دون تحفظ . الطبيعة كانت عامل مهم في إنجاح المخيم مما ساهمت في رفع الحالة النفسية للشباب حيث أضفت جو من المتعة والسعادة للجميع، طبيعة سكان المدينة كانوا عاملا مهما في تغير بعض المفاهيم البالية حيث اطلع الجميع على ثقافة هذا المجتمع مما جعل الشباب التصرف بتلقائية وبدون الخوف من العادات والتقاليد الاجتماعية البالية ، كل هذه الأمور في جانب ويوم الوداع في جانب أخر لحظات الوداع كانت مؤلمة جدا حيث ودع الشباب بعضهم بالدموع المنظر حقيقة مؤلم ، نبز هذا الشاب الرائع من أهالي السليمانية واقف أمام الباص يبكي بكاء مؤلم يتمنى أن يستقل الباص ويذهب مع زملائه ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ، موعدنا العام القادم.

حقيقة كان نشاط فريد من نوعه كان هدف الجميع هو رسم صورة جميلة معبرة عن وحدة العراق بشعبه الأصيل هذا الشعب الذي رفض كل مخططات التقسيم والتجزئة والكل يحمل في قلبه هوية واحد وهي هوية العراق وأقول كلمة للامانه وللجميع لا تخافوا على مستقبل العراق إن العراق في أعناق شبابه فهنيئا للجميع الملتقى العراقي على هذا الانجاز الرائع ، اللجنة التحضيرية على الجهود المبذولة ، شكر وتقدير لمدينتنا السليمانية ولشعبها الرائع على ضيافتهم المخيم ، وأخيراً هنيئا للعراق شبابه الواعد .