كـتـاب ألموقع

سيدي نيقوديموس شرف والنائبة فيان دخيل في استوديو التاسعة// عزمي البير

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

سيدي نيقوديموس شرف والنائبة فيان دخيل في استوديو التاسعة

عزمي البير

 

قبل ان ادخل في اي تفاصيل انحني اجلال واحتراما لكل من سيادة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف رئيس اساقفة الموصل وتوابعها للسريان الارثدوكس، وللنائبة الايزيدية (بنت العراق ) فيان دخيل على مواقفهم الشجاعة والجريئة في المناشدات المستمرة في طرح قضايا ومعاناة شعبنا من مختلف مشاربه لما تعرض ويتعرض له من عمليات ابادة جماعية وتهجير قسري من مختلف مناطق سكناهم، ان كان في سهل نينوى او سنجار او في مختلف المناطق التي تعرض لها شعوبنا من جراء تلك الاعمال، حيث نلاحظهم في اي مناسبة ان كانت من خلال وسائل الاعلام او اقامة الندوات او المؤتمرات الا انهم يستغلان تلك المناسبات في المطالبة واستعراض اوضاع ومعاناة شعبنا، والضغط من خلال تلك المناسبات لانتشال شعبنا من الحالة المزرية التي يمر بها، فتحية لهم ولجميع من يقوم بالمثل ومن يمد يد العون لانتشال شعبنا المشرد من جراء اعمال الجماعات الارهابية من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ، ونتيجة لتلك الاعمال تم تهجير اكثر من مليونين ونصف عراقي من مختلف مكوناتهم وخطف اكثر من ثلاثة الاف فتاة وامراة ايزيدية الى جهات مجهولة، وفقدان اكثر من سبعمائة شخص منقاعدة اسبايكر الى جهات مجهولة، لايعرف لحد الان مصيرهم، وغيرها من الاعمال، سلمان بك، امرلي، واليوم البغدادي، ولاتزال الحروب والمواجهات قائمة حتى هذه اللحظة دون تقدم اي انجاز على الارض.

انا من متابعي برنامج استوديو التاسعة لقناة البغدادية واواضب يوميا على مشاهدة هذا البرنامج في ما يعرض من هموم ومشاكل الناس واداء وملفات الفساد لبعض من المحسوبين على الحكومة وادارة الدولة، وفي المقابل هناك شخصيات واشخاص تطالب وتضغط وتناشد من اجل الحصول على حقوق شعبنا بشكل عام، فتحية لهذا البرنامج وللاعلامي الناجح انور الحمداني ولقناة البغدادية عموما ، فالاعلامي الناجح هو من يوصل مبتغاه من خلال وسيلته الاعلامية مهما كانت نوعها ، والاهم من ذلك هو امتلاك اسمى صفات المهنة الاعلامية .

منذ حزيران من العام المنصرم ووصولا الى اب الاسود حيث كان استهداف بشكل خاص شعبنا وشعوب المنطقة في سهل نينوى وسنجار، من المسيحيين والايزيدين والشبك وغيرهم حيث نتيجة لتلك الاعمال الارهابية من قتل وسلب ونهب وتهجير قسري للالاف من ابناء شعبنا والشعوب المتعايشة في تلك المناطق، وكان نتيجة تلك الاعمال هو الانتهاج الطائفي للحكومة السابقة ومما تسبب في ذلك ايجاد ارض خصبة لتواجد تلك العصابات الارهابية وبمساعدة البعض من عشائر المنطقة، والجميع يعرف تلك الاحداث والظروف التي مرت حيث تبنت الكنيسة ايواء وعون للالاف من البشر وتقديم يد العون لؤلائك المشردين والمهجرين من خلال مناشدة المنظمات الدولية والدول الصديقة المناهضة للارهاب، على عكس موقف الحكومة فقد استغل المكلفين بادارة هذا الملف ابشع استغلال على الرغم من بؤسه، من فساد وسرقة اموال المحتاجين الدعم والمساعدة ومن الملاحظ ان بدا الدعم يتلاشى شيء فشيء حتى وصل الى عدمه من كلا الطرفين الحكومي والمجتمع الدولي واصبحت الكنيسة عاجزة في تقديم العون والدعم في الوقت الحاضر، اما الجانب السياسي فللاسف واقولها بشدة لموقفهم البائسة وفي اي موقف ان كان على الصعيد الدعم المادي والحراك السياسي والمطالبات والمناشدات بصريح العبارة وبالعامية (كلشي ماكو) ، فلاخوة العرب السنة والشيعة من السياسين نلاحظ من خلالهم التصعيد والمطالبات والضغط واطلاق النداات للاستغاثة، فلهم من الساسة والبرلمانيين والكتاب والاعلاميين مايجعلهم في موقع التاثير على مراكز القرار، وفي الجانب الاخر نشاهد النائبة الايزيدية الوحيدة في مجلس النواب العراقي، وعلى الرغم من انها امراة ومع كل الاحترام للنائبة فيان دخيل لكنها بالف رجل لمواقفها حتى وصل الامر بها كادت تفقد حياتها، حتى استطاعت هز الرئيس الامريكي والراي العام العالمي من خلال وصف حالة شعبها، ومن جانب اخر تم تشكيل وحدات عسكرية من الايزيديين لشن هجمات على الجماعات الارهابية .

لشعبنا خمسة نواب في البرلمان العراقي ووزير في حكومة المركز ولدينا خمسة نواب في البرلمان الكوردستاني ووزير في حكومة الاقليم ورئيس هيئة لحقوق الانسان في الاقليم وحسب علمي هناك اثني عشر حزبا قوميا ومنظمات مجتمع مدني وقناتان مرئية اعلامية والعديد من المنابر والمؤسسات الاعلامية  والثقافية وعدد كبير من المثقفين والاعلاميين ، ومع كل الاحترام لهذا الكم الهائل لم نلمس اي ضغط او دعم لقضية شعبنا ومعاناته ، واقولها بكل صراحة بسبب تلك المعاناة التي يمر بها شعبنا سوف لم نجد هناك شعب يذكر حاله حال الشعوب المنقرضة ، احزابنا واقولها بكل صراحة تتصارع فيما بينها حول المناصب والمكاسب بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب اين النواب اين الوزراء اين الاحزاب اين المواقف كيف تواجهون شعبكم ، ليس مهما ؟ كونكم ضمنتم الكوتا الانتخابية وضمنتم حصتكم من الاستوزار لحقيبة وعلى الدنيا السلام ، ماذا سيتحدث عنكم التاريخ ماذا تقولون لاحفادكم في زمننا نحن كساسة ذبح شعبنا ، هجر ، سرق ، هتكت الاعراض ، فمبارك لكم .

كنا نعول على مواقف الكنيسة في دعم قضايا شعبنا ولكن للاسف نلاحظ ان الكنيسة جراحها مثقلة مشاكلها الداخلية وصلت الى ابعد مستوى وعلى الرغم ان المشكلة ليست مشكلة الكنيسة ولكن الكنيسة تبنت الموضوع على عاتقها ، الكنيسة مكان للعبادة والتعبد ليست منظمة انسانية او اغاثية وليست دولة ، حيث اصبحت مسؤولة من خلال تبنيها لملف المهجرين ، واليوم نلمس مبادرات فردية تصريحات لاتتعدى المطالبة بالتدخل الدولي لحل الازمة ، حتى وصل الامر من اصحاب القرار في الدولة وفي احدى المؤتمرات يتركوا قاعة المؤتمر قبل سماع كلمة سيدي صاحب الغبطة ، وصل الامر بنا لهذه الدرجة كل ذلك جاء انعكاسا لمواقفنا الضعيفة في المطلبة والضغط  .

اتمنى من كل رجال الكنيسة ان يقتدوا بسيادة المطران نيقوديموس شرف من حيث القوة في الطرح والمواجهة في الحقائق والمطالبة والضغط وان يكون موقفها مدوي ، كل الاحترام لرجال الكنيسة فهم قادرين على ذلك ، فهم يمتلكون من القدرة ان تجعلهم خير نصير لشعبنا الجريح .

كما اتمنى من ساستنا ان يحذوا حذو الساسة من العرب في الضغط على الحكومات ورفع المناشدات الدولية وان يستغلوا المنابر الاعلامية من اجل رفع الظلم والمعاناة عن شعبنا ، واتمنى ان اشاهد زعماء شعبنا وهم يطالبون ويطرحون قضايا شعبنا من خلال استوديو التاسعة فهي قناة الشعب على شاكلة النائبة فيان دخيل ، وسيشهد لكم التاريخ بذلك وسوف تكونون فخورين بانفسكم امام اللهوشعبكم واحفادكم بانجازاتكم ، كفاكم تشرذما قفوا وقفة رجل واحد وموقف واحد .

 

دعوة لجميع كتابنا في الوطن والمهجر وجميع مثقفينا وجميع الاعلاميين الى تضافر الجهود كون اعلامنا طاقات مهدوره ، فشعبنا بحاجة ماسة لنا ، وبحاجة الى مواقف جادة ، علينا مسؤلية كبيرة واستغلال جميع المناسبات للمطالبة والضغط ، واستغلال جميع المنابر كوننا نمتلك للعديد من الطاقات وعلينا ان نوظفها بشكلها المهني والصحيح ، وان نشاهد برامجا على شاكلة استوديو التاسعة على قنواة شعبنا، نحن نمتلك العديد من الاعلاميين الاكفاء القادرين على ادارة مثل تلك البرامج ، الامانة كبيرة ملقاة على اعناقنا ، ومن لم يكن له بصمة في هذه المرحلة ، فمتى ؟ نحن محاسبون امام الله وشعبنا والتاريخ .