كـتـاب ألموقع

امضي ياسيدي صاحب الغبطة بسفينتك// عزمي البير

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

امضي ياسيدي صاحب الغبطة بسفينتك

عزمي البير

 

بين الحين والاخر، ومنذ فترة ليست بالقصيرة يكيل البعض من المحسوبين على الاخوة من ابناء شعبنا الاشوري ( المتاشورين) ، وابل من الشتائم والسب وبصورة مباشرة، دون حياء واي اعتابارات لرمزية وقدسية سيدنا صاحب القداسة المعظم مار لويس روفائيل ساكو الاول الكلي الطوبى بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، رأس الكنيسة الكلدانية ورمزها المقدس، وبذريعة التدخل بالشان السياسي والمساومة على بيع قضيتنا القومية .... الخ ، وفي الايام الماضية نشر موقع البطريركية جانبا من تلك الشتائم ومن خلال متابعتنا للشان القومي على المواقع الالكترونية والحسابات الخاصة على التواصل الاجتماعي نطلع دائم على بعض من تلك الممارسات الا اخلاقية وايضا من البعض من الاقلام المتاشورة والماجورة والمتطرفة، وكل تلك الممارسات لاتعكس واقع او اخلاق الشرفاء والغيارا من سياسيين وكتاب مهتمين في الشان القومي ولهم كل الاحترام والتقدير.

اتخذت على عاتقي الكتابة وابداء رأيي بخصوص هذا الموضوع ليس كون سيادة البطريرك رئيسا لكنيستي فحسب بل اعرف هذا الشخص جيد حين كنت طالبا من طلابه في كلية بابل الحبرية وكان حينها رأيسا للدير الكهنوتي واستاذا في الكلية الحبرية لمادة تاريخ الكنيسة والاسلاميات ومشرفا على العديد من البحوث والدراسات للباحثين والدارسين والاباء ويعد من الاساتذة الكبار في حينها واسمه مقترن باسماء كبيرة وبشتى العلوم امثال دلي وحبي والبير وكوب وجاك مع كل الاحترام في الحفظ للالقاب ... وتطول القائمة ، وامتلك القليل من المعلومات عن شخصه المقدس، استاذا في كلية العلوم الاسلامية في جامعة بغداد حسب علمي، ممثل الحبر الروماني الاعظم لحوار الحضارات في الشرق الاوسط ومن ثم رسم اسقفا على ابرشية كركوك ، قبل انتخابه بطريركا على الكنيسة الكلدانية، وفي الاونة الاخيرة انتخب رئيساً لمجلس كنائس الشرق الأوسط للعائلة الكاثوليكية لمدة اربع سنوات ، وهذه هي المرة الاولى التي بها يتبوأ بطريرك الكلدان هذه الرئاسة، حاز على عدة أوسمة وتشريفات منها وسام الدفاع عن الايمان من إيطاليا، ووسام باكس كريستي الدولية ووسام القديس إسطيفان عن حقوق الإنسان من ألمانيا. كما ألف ونشر ما يزيد عن 200 مقال و20 كتاب في مجالات عدة، عرفته وهذا رأيي الشخصي برغم هدوءه لكنه شخصية ثورية طموحة جدا غيور على كنيسته وشعبه محبوب من قبل رعيته وطلابه والمقربين منه متواضع جدا، ثوريته توقعه في البعض من الاخطاء وهذا من باب الحرص والغيرة ومما جعل البعض من المتصيدين في الماء العكر ليستغل هذه النقطة للنيل منه، تسلم السدة البطريركية خلفا لمثلث الرحمات الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي رحمه الله، استلم تركة كبيرة وثقيلة سلبية وبظروف صعبة للغاية، ولم يمر على تسلمه السدة البطريركية عام ونصف وكانت الطامة الكبرى من احتلال عصابات الدولة الاسلامية (داعش) لتبداء مرحلة صعبة للغاية على شعبنا من احتلال معظم اراضيه وقامت تلك العصابات بابشع الاساليب مورست ضده من تهجير وسلب ونهب وهتك للاعراض وقتل ومصادرة للاملاك، هنا ارغب في التوقف عند هذا الحدث للمراجعة مع القارئ الكريم؟

شعبنا تعرض لابشع الممارسات الارهابية، من هي الجهة التي تحملت مسؤولية احتواء الازمة، على الرغم الازمة مسؤولية الدولة ومؤسساتها وجميعنا يعلم حجم الفساد الذي يستشري في مرافئها؟ ، الاحزاب والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني اخفوا رؤسهم كالنعام ولم نسمع صوتا لا من بعيد ولا من قريب لاحتواء الالاف من النازحين دون استثناء، المكلفين لما يسمى بخلية الازمة في حكومة المركز قامت بسرقت الاموال المخصصة للنازحين، حكومة الاقليم المسالة اكبر من امكانياتها هذا ماصرح به السيد رئيس الاقليم بسبب الازمة المالية وكبر حجم المعاناة، لم يبقى امام شعبنا سوى باب الرحمة الذي لايغلق بوجه احد، فتحت المؤسسة الكنسية وعلى راسها سيدي صاحب الغبطة قلبهم قبل الابواب، كاجراء اولي لاحتواء الازمة، بالمناسبة بغض النظر عن من كان كلداني او سرياني او اشوري او حتى يزيدي او شبك بغض النظر عن العرق او المذهب الاهم هو الانسان والجميع يعلم ماذا حصل، من تقديم يد العون من احتواء وماكل ومشرب والاهم من ذلك ماقام به سيادة الاب الراعي بالتحشيد الدولي واستقطاب ابرز المؤسسات والشخصيات الدولية، جميعنا يعلم من هي الكنائس التي استقبلت النازحين والكنائس التي اوصد ابوابها مع جل احترامي للجميع؟ قدمت الكنيسة طوال اليوم 24 ساعة وعلى مدى الاشهر او الى يومنا هذا، خدماتها من ماكل ومشرب وتعليم اضافة الى الخدمات الطقسية والرعوية كل ذلك وبفرح غامر، هنا سؤال يطرح نفسه اين كانت تلك الاقلام والاصوات من المتاشورين هل يستحق سيادته كل تلك الشتائم ام تناسيتم ذلك؟.

على مدى العقد والنصف من الزمن ومنذ تاسيس الدولة العراقية المعاصرة اي منذ عام 2003 الى يومنا هذا لهث اغلب السياسيين من ابناء شعبنا، وراء المناصب والمكاسب لشغل مراكز عديدة وفي مركز القرار سواء في الاقليم او المركز ما الذي قدموه لشعبهم من مكاسب وحقوق؟ اليس كانت الصراعات في مابينهم للحصول على تلك المكاسب وعلى حساب دماء شعبنا، اين انتم ايها المتاشورين العظام من كل هذا، لاتعرفون سوى لغة الشتائم وتتناسون وتغضون النظر عن فساد البعض من السياسيين لمصالحكم كماجورين او على حساب طائفي بغيض اليس بسبب تلك الممارسات دفع الشعب الثمن من خلال انبطاحهم تحت اجندات اسيادهم للحصول على اكبر قدر من المكاسب وباسرع وقت، اين انتم ايها المتاشورين والماجورين من كل هذا. وبسبب هذه الممارسات الا اخلاقية للبعض من المحسوبين على مايدعون ممثلي شعبنا والمعتاشين على دماء شعبنا وجراحه تبنى سيدي صاحب الغبطة المشروع السياسي لانتشال شعبنا من واقعه المزري والعبور به الى بر الامان وعلى الرغم من التحديات التي يلاقيها بسبب الصراعات السياسية، فقد اوصل بمعانات شعبنا الى المحافل الدولية والى اعلى مستوى فيها، الامم المتحدة، مجلس الامن، الاتحاد الاوربي، المنظمات الدولية، رؤساء دول وشخصيات مهمة سياسية وكنسية ومن دول شقيقة وصديقة وبالمقابل عجز سياسيوا شعبنا وبسبب ضعفهم وعدم امتلاكهم المستوى من تلك العلاقات بسبب انشغالهم امور اخرى مثل الصراعات والفساد، حيث قام البعض بوضع العراقيل واطلاق التصريحات البائسة بسبب شعورهم بانهم خارج دائرة الاضواء والمشهد السياسي، ومن هنا بدء شن حملة ضد غبطته من خلال هؤلاء الماجورين والمتاشورين .

من هنا اود ان اطرح سؤال؟ لماذا لم يعترض او يعتبر الاسماء التالية ابطال قوميون مثل:

مثلث الرحمات الشهيد البطريرك مار شمعون بنيامين رحمه الله بسبب ممارسات الاحتلال البريطاني والتي راح ضحيتها اكثر من50000 من ابناء رعيته في حكاري نتيجة لمذابح سيفا .

مثلث الرحمات الشهيد البطريرك مار ايشاي شمعون رحمه الله والذي اغتالته يد غادرة عام 1975.

ما تفسير اليوم زيارة صاحب الغبطة والقداسة مار كوركيس صليوة السامي الوقار بطريرك كنيسة المشرق الاشورية  للحبر الروماني برفقة السنهودس المعظم .

ناهيك عن تقديم كنيسة المشرق العديد من الشهداء دفاعا عن قضايا ومصائر الامة والذين قدموا انفاسهم نذورا ضد الظلم والخونه لمصلحة شعبنا على مر التاريخ والحقب المتعاقبة .

اليس كان الاجدر ان نتقدم بالشكر والامتنان لصاحب القداسة المعظم لمواقفه من اجل شعبنا بدلا من كيل الشتائم المقززة وقلة الادب، انا لست بصدد المديح او اي شيء اخر ولكني بصدد العرفان بالجميل، والاغلب يعرف جيدا اني في بعض الامور والمواقف اختلف مع سيادته ولكن هذا بسبب بعض الاخطاء التي تخص ادارة الكنيسة، فكلنا بشر وجميعنا معرض للوقوع بالخطاء وعلينا ان نشخص بموضوعية وبالحوار وبحدود الاداب واللياقة، اليوم سيادته يوجه الدعوة للمجتمع الدولي والاتحاد الاوربي لاعادة اعمار المناطق المحرر بمعنى اخر ، جل اهتمامه اعادة اعمار المنازل المهدمة قبل الكنائس فهذا الشعور نابع من روح الاب لابنائه، ادعو اخوتي من ابناء جلدتي الشرفاء من مثقفين وسياسيين ان نقف خلف غبطة ابينا وان ندعمه ونشد على يده من اجل شعبنا الكلداني، ونقول له امضي بسفينتك ياسيدي ولتخساء الاصوات النشاز والالسن العفنة من المحسوبين على ابناء امتنا الاشورية، بوركتم سيدي وليسدد الرب خطاكم، وبعون الله القافلة تسير وتمضي .