كـتـاب ألموقع

هـل نحن بحاجة إلى "ربيع آشوري"!!! -//- غسان يونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

هـل نحن بحاجة إلى "ربيع آشوري"!!!

غسان يونان

ألمانيـا

03/03/2013

إن تقـييم أي عمـل نقـوم بـه، أفـراداً كنـا أم جمـاعـات، حـاملـي صفـات رسـميـة أم غـير رســميـة ـ وبغض النظـر عـن الزمـان والمكـان ـ، يـأتـي مـن خـلال القيـام بجـردة حسـاب دقيـقـة لمجمـل الفـترة التـي حصـل فيهـا هـذا العمـل. عنـدئـذٍ، نســتطيـع الحكـم علـى ذلـك إيجـابـاً أم سـلبـاً وبالتـالـي إيجـاد البـدائـل لتـقـويـم الإعـوجـاج.

وللـدخـول فـي صلـب الموضـوع وتوضيـح الصـورة، هنـاك أمثلـة عـدة مـرتبطـة بهـذا المـوضوع وأبـرزهـا: مـؤسـســات شــعبـنـا (السـياسـيـة منهـا أو الـدينيـة أو الثقـافيـة....إلـخ.)، وهـذا لا يعنـي بـأي شــكلٍ مـن الأشــكـال، انتقـاصـاً مـن كـرامـة أحـد بقــدر مـا هـو طريقٌ لا بـد مـن أن تسـلكـه مؤسـسـاتنـا ككـل لتتفـادى المـأزق الـذي تتـأرجـح فيـه. فالمـؤسـسـات السـياسـية عـمـومـاً، والتـي عليهـا تـُعقـد الآمـال أكـثر مـن غـيرهـا فـي القضـايـا المصيريـة والتـي هـي بنفـس الـوقت أكـثر عـرضـةً للإنتقـادات! لـم تثبـت، ولـو لمـرة واحـدة، جـديتهـا فـي تعـاطيهـا فـي الشـأن القـومـي!

أمـا كيف يتوصـل المـرء علـى هـكـذا اسـتنتـاج، فلأن الأمـور بنتائجهـا تـُحكـم. وأمـا النتـائـج علـى الصعيـد القـومي (من حقـوق سـياسـية وثقافيـة واجتمـاعيـة...) مكشـوفـة وواضحـة للكـل، فالشـعب الآشــوري لـم يحصـل حتى علـى (10%) ممـا كـانت مـؤسـسـاتـه السـياسـية تطـالب أو تنـادي بـه. وبالعـودة سـريعـاً إلـى تـاريـخ مـؤتمـرات كـل هـذه المـؤسـسـات، نجـد فـي تلـك المـؤتمـرات، مقـررات وتوصيـات لـو تحقق (25 % ) منهـا، لكنـا اليـوم بـأفضـل حـال. وهنـا يسـتطيع المـرء أن يقـول، بـأنه لم يجـد أو يلمـس أيـة جـديـة فـي التعـاطي بالأمـور المصيريـة.

وعليـه، فـإن القيـام بـدراسـة معمقـة وداخليـة لكـل مـؤسـسـة مـن أجـل تقييم أعمـالهـا، وتصحيح مكـامن الضعف (ومـا أكثرهـا)، وهـذا التصحيح/التقـويم يـأتـي مـن خـلال وضـع الإنسـان المناسـب فـي المكـان المنـاسـب، ثم وضع خطـة عمـل قـابلـة للتنفيـذ وقريبـة للـواقـع الـذي نعيشــه وليـس مـا نحلـم بـه.

وللوصول إلـى مقـولـة "الرجل المناسـب فـي المكـان المنـاسـب"، علـى قيـادات المؤسـسـات المـذكـورة، أن تتحلـى بمـا فيـه الكفـايـة مـن الـوعـي القـومـي وأخـذ الأمـور علـى محمـل الجـد، كونهـا قضـايـا وطنيـة قوميـة وليسـت مصـالـح ذاتيـة تتداخـل أو تتقـاطـع بمصـالـح آنيـة ظرفيـة أو تتـأثر بمحـاور خـارجيـة  تنعكـس سـلبـاً علـى مصـير شــعب بأكملـه.

إن الأمثلـة علـى فـشـل مؤسـسـات شــعبنـا فـي قيـادة هـذه الأمـة متعـددة وحتى متجـذرة إن جـاز التعـبير، حيث لا داعـي للدخـول فـي تفاصيلهـا لأن المطلـوب حلـول أكـثر مـن وضع اللـوم علـى هـذا الطـرف أو ذاك، فالمطلـوب واحــد، "وقفـة عـز" و "تحمـل المسـؤوليـات" بكـل مـا لهـذه الكلمـة مـن معنـى.

إذ أن الاسـتفـراد فـي أخـذ القـرارات الكـبرى، لا يخـدم شــعبنـا، لا بـل يغـرقنـا أكـثر وأكـثر فـي الرمـال المتحـركـة.

المطلـوب اليـوم، أكثر مـن أي وقـت، هـو العـودة إلـى الضمـير والـذات، ووضـع الأوراق علـى الطـاولـة والعمـل يـداً واحـدة مـن أجـل تشــكيـل "قيـادة جمـاعيـة مـوحـدة" لا تسـتثـني أي طرف أو فـريق، أي تسـتتوعب الكـل لتعمـل مـن أجـل الهـدف التـاريخي المنشــود! وطالمـا كـافـة قيـادات شــعبنـا باتت علـى قنـاعـة كـاملـة بـأنه مـن خـلال العمل المشـترك، نتوصل إلـى أرضيـة ثابتـة ننطلق نحـو تحقيق مـا كـان يصدر مسـبقـاً مـن مقررات وتوصيـات المـؤتمرات السـابقـة التي بقيت (وللأسـف) حـبراً علـى الـورق.

إن المعـاناة التي يمـر بهـا الشــعب الآشــوري فـي المنطقـة، تمـامـاً كباقـي شــعـوب المنطقـة، لا ســقف محـدود لهـا، والتمنـي أو البكـاء علـى الأطـلال لا يخـدم الشــعـوب، وإنمـا الـوعـي القـومـي والاعتمـاد علـى الـذات والثقـة المتبادلـة بـين كـافـة مكونـات شــعبنـا، سـترفـع مـن شــأنـه فـي محيطـه وبالتـالـي لـن يكـون لقمـة ســائغـة لهـذه الجهـة أو تلـك.

ومـا هـو واضح علـى مـا يبـدو، هـو أن الســاحـة الآشــوريـة بحـاجـة إلـى "ربيــع آشــوري" يـولـد مـن رحـم هـذه المعـانـاة والمـآســي التي نعيشــهـا، إذ يثـور الشــعب علـى قيـاداتـه المهترئـة بـأغلبهـا وينفض عنـه غبـار التقـوقـع والإنعـزال ويشــكل "قيـادة مـوحـدة" تســير وفق أجنـدة نابعـة مـن كـل هـذه المعـانـاة حتـى تحقيق الحلـم الـذي يـدغـدغ مشــاعـر هـذه الأمــة وعلـى مـر مئـات الســنين.