كـتـاب ألموقع

قـانـون "اللقـاء الأرثوذكسـي" قـانـون انتخـاب مـوعــود!! -//- غســان يـونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قـانـون "اللقـاء الأرثوذكسـي" قـانـون انتخـاب مـوعــود!!

غســان يـونان

ـ 12 نيسـان 2013

منـذ أكـثر مـن الشــهرتقـريبـاً، وبعـد التصويت فـي المجلـس النيـابـي اللبــنانـي، علـى المـادة المتعلقـة بزيـادة عـدد النـواب مـن 128 ليصبـح 134 نائبـاً، مـوزعـين علـى النحـو الآتـي: إثنـان ســريـان أو أقليـات، واحـد روم كـاثوليك، واحـد ســنة، واحـد شـيعـة وواحـد درزي (المجـموع ســتة). كثـُرت التحـاليـل والتعليقـات وراح البعض يفســّر النتيجـة علـى هـواه. أمـا فـي مـا يخص الشــق المتعلـق بنـا، الشــعب الآشــوري، ومـن أجـل التـوضيـح للقـارىء الكـريم، ففـي لبــنان ومنـذ عشــرات الســنين، تشــكـل مـا يُســمـّى بـ: "اتحـاد الأقليـات" والـذي يضـم الطـوائـف الســتة التـاليـة (كون لبــنان بلـد طـوائـف):

-      السـريـان الأرثوذكـس

-      السـريـان الكاثوليـك

-      الآشــوريون

-      الكـلــدان

-      اللاتــين و

-      الأقبــاط

وكـان العمـل ضمـن "اتحـاد الأقليـات" المـذكـور علـى قـدمٍ وســاق وفـي أجـواء إيجـابيـة مـن أجـل الـوصـول إلـى الحـد الأدنـى مـن التمثيـل الحقيقـي لهـا فـي كـل مـؤسـسـات الـدولــة اللبــنانيــة، حيث اســتمـرت الاجتمـاعـات والنشـاطـات وضمـن الإمكـانيـات المتـوافـرة دون تقطـع أو انقطـاع وكـانت مرضيـة ولـو بالحـد الأدنـى إلـى أن جـاء مـؤخـراً "القـانـون الأرثوذكسـي" والـذي لم يُكتب لـه النجـاح. والبرهـان علـى ذلــك، أن الإنتخـابـات المقـررة فـي شــهر حـزيران القـادم ســوف تـؤجـل حســب أغلبيـة الكتـل النيـابيـة اللبــنانيـة، وعليــه، فـالبحـث جـارٍ ضمـن اللجـان والكتـل النيـابيـة مـن أجـل إيجـاد قـانـونٍ يرضي الأغلبيـة ولا يحـرم طائفـة علـى حســاب طائفـة أخـرى.

وللتـوضيـح أيضـاً وأيضـاً، "للأقليـات" أيضـاً حصـة فـي معـظم الحكـومـات التي تشـكل فـي لبــنان، إذ هنـاك حقيبـة وزاريـة تحت إســم "الأقليـات"، مـا معنـاه، أن أي وزيـرٍ أو نـائـب مـن إحـدى الطـوائف الســتة المـذكـورة، هـو بطـريقـة أو أخــرى، ممثـلاً لكل تلـك الطـوائف الناشــطـة تحت اســم "الأقليــات" وغـير ذلــك، فتمثيل ذاك الـوزيـر أو النـائـب يـأتـي باطـلاً ويُطعـن بـه لـدى الجهـات المختصـة.

وأمـا مـا يراه البعـض اليـوم ومـن منظـار ضيق ويتحـرك انطـلاقـاً مـن هـذا المنظـار أو هـذه القـراءة الخـاطئـة للأمـور، كـأن يُقـال: بأن النـائـبين الأولـين (أحدهمـا للسـريان الأرثوذكـس والآخـر للســريان الكاثوليـك)، فـذاك مـوقف سـيؤدي بالنتيجـة إلـى ضـرب مـا يُســمى بـ "اتحـاد الأقليـات" وضرب الثقـة بـين أغلبيـة مكـونـاتـه وتحـديـداً بـين مكـونـات الشــعب الـواحــد!

فبـدلاً مـن المحـافظـة علـى التماسـك والتـآلف بـين مكـونـات "اتحـاد الأقليـات" واســتمراريـة العمـل يـداً بيـد حتـى نيـل ثـلاثـة مقـاعـد نيـابيـة بـدلاً مـن مَقـعــدَين ويُنتخـب كـل أربعـة ســنوات (حســب القـانـون الإنتخـابـي اللبــنانـي) مـداورة بـين الطـوائف الســتة وبالتراضـي. نـرى اليــوم وللأســف، كيف يلهـث البعـض وراء منـاصب لغـايـات شــخصيـة وآنيــة!

فالممثـل عـن الأقليـات (نائبـاً كـان أم وزيــراً ...إلخ.)، يعنـي بـدون أدنـى شــك، وكيـلاً عـن الطـوائف الســتة وليـس طـائفتـه فقط، وبالتـالـي تـرك البـاب مفتـوحـاً أمـام الطـوائف الســتة فـي أي اســتحقـاق مســتقبلـي لتـأخـذ العمليـة مـداهـا القـانـونـي وبطريقـة عادلـة، متوازنـة وتـأتـي مـداورة بيـن بعضهـا البعـض بغض النظـر عـن الأحجـام أو مـا شــابـه.

أمـا أن تـأتـي نتيجـة العمليـة التـي خـاضتهـا الأقليـات الســتة معـاً وعلـى مـدى عشــرات الســنين علـى حسـاب هـذه الطـائفـة ولصالـح تلـك الأخـرى، فـذلـك مجحـف بحق "اتحـاد الأقليـات" ككـل وتنكـرٌ للمبـادىء التي تأسـس مـن أجلهـا وللتضحيـات التـي قـُدمـت لأجـل ذلــك وعمـلٌ منـافٍ للـديمقراطيـة والعـدالـة والمســاواة التـي تســود لبــنان، وبالتـالـي ســتلقـى هكـذا خطـوات أحـاديـة رفضـاً كليـاً مـن بـاقـي مكـونـات "اتحـاد الأقليـات" وســتؤثر نتـائجهـا الســلبيـة حتـى فـي النشـاطـات فـي المهجــر. وعلـى الحُكـّام والمخلصـين مـن كـلا الطـرفـين، أخـذ الأمـور بكـل جـديـة والعمـل الـدؤوب علـى إيجـاد الحلـول للمخـطط الترامـي لتفتيت مـا تبقـى مـن مكـونـات الشــعب الـواحــد.

وبنفـس الـوقت، علـى بعـض الجهـات أو الشـخصيـات اللبـنانيـة، وقبـل اتخـاذ مـواقف معارضـة أو داعمـة لهـذا الطـرف أو ذاك، أن تأخـذ الأمـور بمحمـل الجـد أيضـأً وتعمـل قـدر المســتطـاع فـي تذليل العقبـات وإيجـاد الحـلـول لمـا يُصـار مـن تـلاعب فـاضـح وغـير مســؤول علـى التســميـات، وخـاصـة أبنـاء الشــعب الـواحـد! فـأي مكـون مـن مكـونـات "اتحـاد الأقليـات" مخطـىء إذا اعتقـد نفســه رابحـاً بحصـولـه علـى مقعـدٍ هنـا أو آخـر هنـاك، لا ســيمـا أن ذلـك ســيكـون علـى حســاب شــقيقـه. فكمـا يُعـرف المـرء بمـوقفـه، هكـذا أيضـاً تـُعـرف المجمـوعـة بمـوقفهـا الصلـب فـي الـدفـاع عـن حقـوقـهـا مجتمعـة وليـس كمـا هـو جـارٍ اليـوم لـدى البعـض بالهـرولـة وراء منـاصب أو مكـاســب ظرفيـة. وإنمـا المـرء بـأفعـالـه يُـذكـر!!!