كـتـاب ألموقع

لنتّحد، كي لا يلفظنا التاريخ// غسان يونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

لنتّحد، كي لا يلفظنا التاريخ

غسان يونان

  (عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.)

مسكينٌ هذا الشعب أو لا مبالٍ بما يجري حوله!... فلا احتجاجٌ ولا تحرك ولا تظاهر.. وكأنه راضٍ بما يجري حـولـه، وفي الحقيقة، هو رافضٌ لما يُحاك له، ولكن بصمت ووقار قلّما يجد المرء مثلهما في هذا الزمن الرديء!!!!...

فيه ما فيه من أقلامٍ صفراء، تغزل في كل الاتجاهات وفي كل المواسم، تكتب وتحلّل وتلقي التهم (أغلبيتها دون وقائع) وفي أمورٍ أو مواضيع لا حول ولا قوة لنا فيها، إذ يضع هؤلاء العباقرة أنفسهم في إطارٍ بعيدٍ كل البُعد عن الواقع الذي نحن فيه، وكأنهم يعترفون بطريقة أو بأخرى بعدم جدوى كتاباتهم لأن صرخاتهم في وادٍ والشعب يئنُّ في وادٍ آخر!..

كما، ونسمع  ونشاهد، لقاءاتٍ ونشاطاتٍ حيث تدعو الحاجة (وأغلبها في المناسبات القومية)، لرجالات (القضية) ومن مختلف التوجهات، وكأنهم خُلقوا لهذه المرحلة، ولا خلاص إلاّ على أيديهم.

لكن في الحقيقة، تأتي إنجازاتهم على قدر أحجامهم المتواضعة.

ولنكون أكثر منطقيّن وواقعيّن لنقول؛ "صغر الأحجام أو كبرها، ليس بالشيء المعيب" وأما المعيب هو محاولات الإلغاء أو التهميش الحاصلة ضمن البيت الواحد. فبدل وِحدة المواقف في الأمور المصيرية وتشابك الأيادي لمواجهة التحديات التي تهدد وجودنا كشعب وقضية، نرى العكس. فلدينا معطيات وثبات في المواقف يمكن أن تكون أساس البناء والاعتماد عليها وبشكل ديموقراطي متحضر، لتتوسع مروحة العمل القومي وتحتل مساحة أكبر في قلوب وعقول أبنائنا بالإضافة إلى احتلال مكانة راقية على الصعيدين الإقليمي والدولي وبالتالي تأتي الانطلاقة "الموحدة" نحو الأمام وبخطىً ثابتة راسخة في إطار الاعتراف والاحترام المتبادلين فيما بين بعضها البعض (أي المؤسسات وباقي مكونات الشعب) حتى يتوصل الجميع نحو الهدف المنشود وكلٌّ قد أعطى ضمن إمكانياته وطاقاته.

وهذا ما أحوجنا إليه اليوم من أجل استقامة واستمرارية قضيتنا.

لكن، وللأسف، إن استمرارية تمسك البعض "بالعقلية المتخلفة"، بمعنى رفضِ كل ما هو آتٍ أو صادر عن غيرها، فهذا لا يدل على النمو في الوعي القومي والسياسي لدى هؤلاء ولا حتى يدل على الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع..

وما هو مقلقٌ أيضاً اعتماد البعض أسلوب نشرِ غسيل بعضهم البعض على العلن وتحت راية "حرية التعبير عن الرأي" دون تدارك الإنعكاسات السلبية لحرية التعبير هذه بحق أنفسهم أولاً وبحق القضية التي يُناضلون من أجلها ثانياً، والصورة هذه باتت واضحة للكل من حيث إصرار البعض على تسجيل النقاط في مرمى البعض الآخر وعلى حساب القضية، ما يؤدي إلى بقاء "القضية" في "جوارير النسيان" مع بقاء استمرارية لهث البعض وراء مكاسب ظرفية آنية تلحق الضرر بالمصلحة القومية أكثر مما تفيدها.

فإلى متى تبقى تلك الأقلام وتلك القيادات والرجالات (....) لا تتعلم من مجريات الأحداث التي تعيشها بكل لحظاتها؟!..

إذ لا يجوز أن يتمسك البعض ب "أنا أو لا أحد"، كما ولا يجوز أن تبقى الساحة الآشورية مرتعاً لهذا الطرف أو ذاك ولا ممراً لهذه الجهة أو تلك.

والسكوت يعم الشارع الآشوري!.

لقد آن الأوان أن يكون الكل قد عرف حدوده وحدود اللعبة من حوله، والأهم من ذلك يكون قد استوعب وعرف مدى قدرته وحجمه في التأثير على قواعد اللعبة هذه، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

ألم يحن الأوان أن يخلوَ كل واحدٍ من هؤلاء على ذاته ويجري تقييماً للسنوات العشرة (ليس أكثر) المنصرمة ويعترف أين أخطأ وأين أصاب ومن ثم يخطوَ خطوات قليلة نحو أخيه الذي ينتظره في الجانب الآخر ويعبّدا معاً الطريق نحو المستقبل المنشود في وضع معالم الكيان الآشوري المستقل ضمن عراقٍ ديمقراطيٍ متعدد. وبذلك، سيعرف القاصي والداني مدى القوة والصلابة والعنفوان التي يتمتع بها شعبنا.

نعم، تحقيق الأهداف أو على الأقل محاولة تحقيقها بصورة جامعة موحدة، لم تكن يوماً تعتمد على العدد بقدر اعتمادها على القرارِ المشترك والنابع من قلوب وعقول الكل على حدٍّ سواء.