اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

التنسيق بين الوطن والمهجر ضرورة ملحّة// غسان يونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

التنسيق بين الوطن والمهجر ضرورة ملحّة

غسان يونان

 

ولو أننا لسنا بحاجةٍ إلى الإثباتات والبراهين، لكن المِِحن الأخيرة التي مرّ ولا يزال يمر بها شعبنا في مواطنه عموماً وفي العراق على وجه الخصوص، أثبتت دون أدنى شك، مدى هشاشة العلاقة بين مؤسسات شعبنا (على مختلف أنواعها) في الداخل والخارج (أي في الوطن والمهجر). إذ كانت العلاقات فيما بين بعضها البعض تقتصر على اللقاءات التي كانت تحصل في مناسبات قومية ولم تتخطّ ذلك، لا بل كانت الثقة شبه معدومة بينهما، وبرأيي الشخصي، كان الطرفان (الداخلي والخارجي) على خطأ، حيث كان تصرف مؤسساتنا في الداخل وللأسف التكابر والتعالي وفي الكثير من الأحيان اعتبار إخوتهم في المهجر غير مواطنين مثلهم وبالتالي لا يحق لهم التدخل في شؤونهم الوطنية، وبمعنى أوضح، الآشوري العراقي مثلاً يعتبر الآشوري السوري أو الآشوري اللبناني أو الآشوري الإيراني.. إلخ. غير مكلف أو لا يحق له التدخل في شؤونه الداخلية لفقدان المواطنة (لا يحمل جنسية البلد الآخر)!!!... ونتيجة هذه البرودة في العلاقة بين الجهتين، تأزمت العلاقات وتطورت نحو الأسوأ مما أفسحت (هذه التصرفات) في المجال إلى الابتعاد عن بعضهما البعض حتى في القضايا الثانوية كما هو بادٍ اليوم. أما من يدفع ثمن كل ذلك، فهو الشعب بالدرجة الأولى والقضية الآشورية المحقة بالدرجة الثانية.

ولكي لا نبقى (نراوح في مكاننا)،

ولكي ننفض عنا جميعاً غبار الحقد والأنانية،

ولكي نعود إلى صوابنا ورشدنا وآشوريتنا

ولكي نحافظ على ما تبقى لنا من كرامة وعزة وعنفوان،

على مؤسساتنا في المهجر أن تقوم بإعادة تقييم عشرات السنين الماضية من عملها وترتكز في ذلك على النتيجة التي نحن فيها اليوم، أي الخسارة للجميع وبالتالي يجب أن تعرف وبوضوح بأنها غير قادرة على فعل أي شيء من دون التنسيق المباشر مع الداخل.

وعلى نفس الخط، مطلوبٌ من مؤسساتنا في الداخل بأن أخواتها في المهجر ليست بموقع المنافس لها وإنما جسر عبورٍ لإيصال الصوت حيث تُصنع القرارات الدولية.

من هذا المنطلق، على الطرفين أن يدركا جيداً بأنهما يكملان بعضهما الآخر ولا حياة لطرف دون الآخر ولا أحد قادر بمفرده أن يحرّك أمراً ما.

وطالما وصلت الأمور على ما هي عليه اليوم، فلا خلاص إلا بالعمل المشترك والتنسيق جنباً إلى جنب ضمن أُطر الاحترام المتبادل والثقة بينهما.

أما كيف تكون البداية، ستكون من خلال اعتماد ما ورد أعلاه وعلى كل طرفٍ أن يعود إلى حجمه الطبيعي الذي انكشف مؤخراً، حيث بدا جلياً وبإعصار "داعشيّ" تطايرت حتى مؤسسات الدولة العراقية فكيف لمؤسساتنا اليتيمة!. فلا عمل ناجح دون شراكة الأغلبية.

وطالما لدينا مؤسسات ذات مكانة في الوطن وممثلة في مؤسسات الدولة هناك ولها وزنها المتواضع أيضاً، فما المانع من ربطها بأخواتها في المهجر ضمن برنامج سياسي موحد تُعطى الأولوية للمؤسسات في الداخل في كل شاردة وواردة وهذا حقها، وبنفس الوقت تكون الأولوية لمؤسسات المهجر الذي هو من حقها أيضاً، فهذا التآخي والتعاضد والتنسيق المنشود سوف يحقق الكثير الكثير من أحلام الشعب الآشوري وبالتالي تحقيق أهدافه المقدسة.

عضو الهيئة الاستشارية في الاتحاد الآشوري العالمي.

 

٢٤ آب ٢٠١٤

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.