كـتـاب ألموقع

الأزهـر يـرفض تكفـير "داعـش"!// غسـان يـونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الأزهـر يـرفض تكفـير "داعـش"!

غسـان يـونان

ناشـط آشـوري

 

{(بالأمـس، رفـض الأزهـر تكفـير "داعـش" مـؤكـداً أنـه لا يمكـن تكفـيـر مسـلم مهمـا بلغـت ذنـوبـه)}.

"لا يمكـن تكفـير مسـلم مهمـا بلغـت ذنـوبـه"، وبمعنـىً آخـر، كـل مـا يقـوم بـه المـرء (المسـلم) مـن فعـل أو ردة فعـل، هـو أمـرٌ مُـنزلٌ لا يجـوز البت فيـه وإنمـا الرضـوخ لـه!.

إنهـا الحقيقـة التـي يفهمهـا المسـلم ويتكمـش بهـا، أنصـر أخـاكَ ظـالمـاً كـان أم مظلـومـاً!..

ومهمـا حـاول الشـريك الآخـر مـن إجـراء عمليـات التجميـل لهكـذا مـواقف وتصاريـح، لـن تجـدي نفعـاً، فالمـولـود القبيـح سـيبقـى كـذلـك حـتى يـوم القيـامـة!

ومـن خـلال كـل ذلـك، نجـد أنفسـنا أمـام واقـع قـديمٍ متجـدد، ليـس بوسـعنا إلا تحـديث معلـومـاتنـا والتـأكـد مـن أن داعـش وأخـواتهـا ليسـت إلاّ  منظمـات إرهـابيـة سـتجـد فـي كـل زمـان ومكـان البيئـة الحـاضنـة لهـا والمسـتشـرسـة فـي الـدفاع عنهـا، وأمـا الـذي يحضـن المجـرم ويـأويـه تحت أي شـعـار كـان، لا يقـل خطـورة عـن الفـاعـل نفسـه!.

وبالعـودة إلـى العنـوان، فمـا جـرى بالأمـس مـن نقاش فـي مـؤتمـر الأزهـر (في مصـر)، هـو دليـلٌ قـاطـع عـلـى مـدى التخبّـط الـذي سـاد أجـواء المـؤتمـريـن وعـدم اتفـاقهـم حتـى علـى نبـذ الإرهـاب الـذي لا يمـيز بـين ديـن أو آخـر.

وهنـا، علـى الجـانب الآخـر مـن الحيـاة، أي المسـيحي (الشـرقـي أم الغـربـي) أن يعـي جيـداً بـأن شـريكـه لا يفهـم إلا لغـة السـيف والـدم والسـبي والجـواري.... بينمـا هـو نفسـه ينطلـق مـن مبـدأ المحبـة رالتسـامح والعـدل والمسـاواة وحب الآخـر...

إنـه فـرق شـاسـعٌ بـين المفهـومَـين. فالأول يُنادي بالانتقـام والثـأر وسـفك الـدمـاء. أمـا الثـانـي، فبالمحبـة والتسـامـح وحبّ الجـار.

إنهمـا خطّـان متـوازيـان، لكنهمـا وبفضـل بعـض الشـيـوخ، لـم ولـن يلتقيـا!..

هـذه هـي الحقيقـة وهـذا هـو الـواقـع، وكـل مَـن يحـاول تزيينهمـا بعبـارات منمّـقـة، سـيكتشـف قـريبـاً بـأن التمنيـات غـير الـوقـائـع. وهـذا لا يعنـي بـأي شـكل مـن الأشـكال، الشـمـوليـة. أي أن نعتقـد بـأن كـل المسـلمـين "داعـشـيين" لا سـمح الله، ولكـن أكـثريتهم صامتـة وبعـضهم متـواطـئ والتـاريـخ يتكـرر أو يعيـد نفسـه ونحـن لا نـريـد أن نتعلـّم.  

١٣ كانون الأول ٢٠١٤