كـتـاب ألموقع

هـل نبحـث عـن مـؤسـسـة آشــوريـة حيـاديـة!// غسـان يـونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

هـل نبحـث عـن مـؤسـسـة آشــوريـة حيـاديـة!

غسـان يـونان

منـدوب الاتحـاد الآشـوري العـالمـي فـي لبـنان،

سـوريـا والعـراق وعضو هيئتـه الاسـتشـاريـة

٢٤ نيسـان ٢٠١٥

 

مـن النـادر جـداً أن تجـد مجتمعـاً مشـابهـاً لمجتمعنـا الآشـوري مـن حيث الشـجاعـة والاسـتبسـال والعطـاء مـن أجـل المحافظـة علـى اســتمراريـة بقـائـه فـي منطقـة تتجـاذبهـا الصـراعـات والنعـرات الطـائفيـة والمـذهبيـة والعقـائـديـة ولم تـر أو تعـش الاسـتقـرار الطـويـل علـى مـر الـزمـن، مـا انعكـس سـلبـاً فـي المسـيرة النضـاليـة لأجـدادنـا، ومـا زاد الأمـور تعقيـداً وولـّـد الكـثير مـن الحـالات العـدائيـة تجـاهنـا هـو تمـيزنـا عـن محيطنـا دينـيـاً وقـوميـاً، وبـدل أن يكـون ذلـك عـامـل وحـدة وقـوة كـان عـامـل تفـرقـة وضعف. وبفضـل البعض منّـا (وللأسـف)، فقـد مجتمعنـا العـريق البعض مـن مقـومـات وجـوده، لكنـه (والحمـد لله) وبفضل البعض الآخـر اسـتطاع التمسـك وبقـوة بتلك المقـومـات بالـرغـم مـن عـدم تـوافـر الـدعـم أو الغطـاء المحـلي أو الإقـليمـي أو حتـى الـدولـي لـه، حيث تلقـى الطعنـات مـن الـداخـل أكـثر ألمـاً وتـأثـيراً علـى مـا تعـرض لـه مـن الخـارج.

 

فمـن ناحيـة، نـرى هـذا الصمـود والاسـتمـاتـة فـي النضـال ضمـن إمكـانيـاتـه المتـواضعـة، مـيزةً إيجـابيـة حسـنة، ومـن ناحيـةٍ أُخرى نتسـاءل مـا إذا كـانت "رعـايـة إلهيـة" أم "تقاطـع مصالـح دوليـة"، لكــن، وفـي تلك الحـالتـين، (هـذه المـيزة)  ليسـت بفضـل مـؤسـسـاتنـا (بمختلف انتمـاءاتهـا) التـي لا زالت تتنـاحـر فيمـا بـين بعضهـا البعـض وتخـوض المعـركـة الحقيقيـة فـي جبهـة أقـل مـا يُقـال فيهـا بالخـاطئـة، فبـدلاً مـن تضافر الجهـود وتـآزرهـا وتوحيـد صفوفهـا لتغـيير بوصلتهـا نحـو الاتجـاه الصحيح، نـراهـا عـاجـزة عـن ذلـك. كمـا وليسـت أيضـاً بفضـل تقاطـع المصالـح الـدوليـة، ولكـن ربمـا بفضـل جميعهـا مجتمعـةً وعـن طريق الصـدفـة.

 

فمـن أجـل هـذا وذاك، نـرى الآشـوري فـي كـلّ آن وأوان، حـامـلاً زوادتـه علـى كتفيـه ونجمتـه فـي قلبـه وضمـيره يتنقـل مـن بـيت لآخـر أو بـلـدٍ لآخـر علّـه يجـد المـؤسـسـة الأم والمجـرّدة من كـل أنانيـة أو حقـدٍ أو ضغينـة تعمـل علـى الحيـاد وتجمـع كـل أولادهـا تحت جناحيهـا، لكن هـذه الرحلـة (وللأسـف) سـتطول أكـثر وأكـثر طـالمـا الأرضيـة الآشـوريـة ليسـت جـاهـزة حتـى تـاريخـه علـى حمـل المعـول ودكّ كـل عتيـق بـالٍ  مهـترئٍ وحفظ كـل مـا هـو بمثابـة قـاسـمٍ مشـترك يـدعـو إلـى الجـدّيـة والاحـترام المتبـادل وتحمـل المسـؤوليـات بـأمـانـة.

 

وفـي خضـم كـل مـا يجـري حـولنـا وحتـى فـي عقـر دارنـا، يتجلـّى اللاوعـي القـومـي والسـياسـي لـدى أغلبيـة تنظيمـاتنـا، حيث نجـد مجمـوعـةً هنـا وأخـرى هنـاك وكـلٌّ تـدّعـي التحـرير وال...!!!.. ومـن جهـة مقابلـة، بعض مـؤسـسـاتنـا تقف مع هـذا الطـرف ضـد الطرف الآخـر وفـي أفضل الأحـوال واقعنـا بعيـدٌ كـل البُعـد (أقلّـه حتى تاريخـه) مـن أن يتمكـن مـن تنفيـذ حـرفٍ واحـد ممـا يقـال هنـا أو هنـاك.!..

فنحـن اليـوم لسـنا فـي مـوقـع الهجـوم ولـن نكـون أيضـاً، نحـن اليـوم بحـاجـة مـاسـة لخلق الصداقـات لا سـيمـا مـع المحيط الشـقيق.

 

فـي الحقيقـة، أغلبيـة مـؤسـسـاتنـا تمــر اليـوم فـي أسـوأ مـرحلـة فـي حياتهـا، النضاليـة إن جـاز التعبير، والأسـوأ مـمـا تقـوم بـه بعض تنظيمـاتنـا العمـلانيـة هـو تلك المؤسـسـات التـي تـدّعـي الحيـاد وإنمـا فـي الحقيقـة مليئـة بالحقـد والضغينة ولا مجـال لهـا أبـداً فـي لعب هـذا الـدور الحيـادي طالمـا لم تتمكـن مـن نيـل ثقـة أغلبيـة تنظيمـاتنـا "العمـلانيـة". وفـي هـذه الحـالـة، مطلـوبٌ مـن دُعـاة الحيـاد، تثبيت حيـادهـم فعـلاً وقـولاً، فـإن كـان الجميـع ينادي بالحقـوق الآشـوريـة، فالحقـوق لـن تُقـدم لشـعبنـا علـى طبق مـن الفضـة وإنمـا تـؤخـذ بالسـياسـة أحيانـاً وبالقـوة أحيانـاً أخـرى. فـأين نحـن اليـوم مـن هـذا وذاك، وهـل سـنتعلـم اليـوم مـن أخطـاء الأمـس أم سـنسـتمـر فـي مراهقتنـا السـياسـيـة حتـى نكـون راشـدين قـادريـن علـى إدارة شـؤوننـا الـذاتيـة، وحتـى ذلـك الحـين فنحـن بحـاجـة إلـى أوليـاء أمـرنـا نتسـولهـا علـى أبـواب السـفارات!.