كـتـاب ألموقع

عـفـواً غبطـة البطـريـرك... مـا قيـلَ فـي تـركيـا، مـردود!// غسـان يونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

عـفـواً غبطـة البطـريـرك... مـا قيـلَ فـي تـركيـا، مـردود!

غسـان يونان

١١ حزيران ٢٠١٥

 

لقد ترددتُ كـثيراً فـي التعليـق علـى هـذا الحـدث التـاريخـي والصـادر عـن قـائـد روحـي بمثـابـة الأب الـروحي لشـعبنا، كـي لا يُفسـر كـلامـي أو تعليقـي فـي غـير محلـّه وبالتـالـي يُعطـى المجـال للأقـلام الصفـراء ببث سـمومهـا فـي كـل الاتجـاهـات وعلـى كـافـة الصُعـد، فيمـا نحـن اليـوم بأمـس الحـاجـة إلـى القـواسـم المشتـركـة التـي تلمـلـم مـا تفـرّق وتـداوي مـا انجـرح.

 

ولكــن، وبنفـس الـوقت، علـى المـرء أن يتحمّـل عـواقب أو نتـائج أفعـالـه، - وكلمـا عـلا وارتفـع مقـام أو شـأن هـذا المـرء كلمـا ارتفـع وعـلا مـن حجـم مـأسـاة تلـك الأفعـال - ولئـلا تمــرَّ مـواقف بهـذا الحجـم مـن التزويـر والتشـويـه لصفحـات التـاريـخ وكـأن شـيئـاً لم يكـن وبالتـالـي تـزوّر الحقـائق والـوقـائـع فيمـا بعــد  وتـنعكـس سـلبـاً علـى الأجيـال الصـاعـدة وعلـى مسـار القضيـة التـي آمنّـا بهــا ونعيشـهـا وتعيـش فـي أعمـاقنـا لحظـة بلحظـة.

 

فمحـاولات "الإبـادة الجمـاعيـة" التـي تعـرض ولا زال يتعـرض لهـا شــعبنـا الآشـوري، متعـددة الأوجـه والأزمنـة والأمكنـة، فهـي لـم تبـدأ بســقـوط نيـنوى ٦١٢ ق.م. ولـن تنتهـي بمجـازر سـهل نيـنوى (حزيران المـاضـي) وقُـرى الخـابـور (شـباط المـاضـي)، ومـا بينهمـا...

 

وعنـدمـا نتـذكـر كـل تلـك المحـاولات، لا يعنـي ذلـك ولا بـأي شـكلٍ مـن الأشـكال بـأننـا نـدعـوا للانتقـام لا سـمح الله وإنمـا نـدق جـرس الإنـذار وبـأعلـى الصـوت فـي وجـه مـرتكبـي تلـك المجـازر بالـدرجـة الأولـى ووجـه وضمـير المجتمـع الـدولـي بمـؤسـسـاتـه الإنسـانيـة والحقـوقيـة والثقـافيـة والاجتمـاعيـة... إلخ. بالدرجـة الثانيـة، ليتنبّهـوا ويـأخـذوا الحيطـة والحـذر لمنـع تـكرارهـا بحقنـا مجـدداً كمـا هـو حـاصـل اليـوم فـي ســهـل نيـنوى (العـراق) وقُـرى الخـابـور (سـوريـا) أو كمـا يحصـل ضـد العـديـد مـن القـوميـات الأخـرى.

 

وبالـرغـم مـن ضُعف الإمكـانيـات المتـوافـرة لـدى شــعبنـا بمـؤسـسـاتـه السـياسـة والـدينيـة والثقـافيـة والاجتمـاعيـة وذلـك مقـارنـة بقـدرات وطـاقـات الـدول العظمـى والاقليميـة والمحليـة، نجـد شــعبنـا الآشـوري قـد تخطـى خطـوات متقـدمـة فـي كـافـة الأصـعدة ومنهـا "نيـل الاعـتراف" الرسـمي مـن بعض الـدول بمجـازر الـ ١٩١٥ "سـيفـو" وكـرة الاعـترافـات هـذه تكـبر وتكـبر لصـالح القضيـة الآشـوريـة المقـدسـة.

 

لكـن، مـا يُـدمـي القلـوب وينـزف الجـروح مجـدداً، هـو قتـل شـهيـدنـا مـرّتـين:

 

- مـرّةً؛ علـى يـد الأعـداء

- ومـرّةً أخـرى؛ بـأدوات داخليـة

 

وهنـا نعـود إلـى مـا ورد علـى لسـان غبطـة أبيـنـا البطـريـرك مـار لـويـس سـكـو (بطريرك الكنيسـة الكلـدانيـة) وهـو فـي زيـارة "رعـويـة" إلـى تـركيـا فـي منتصـف شـهر نيسـان المـاضـي (كما ورد) وكلمتـه الشـهيرة هنـاك حيث طـالب <<بسـمـاح تـركيـا لمحاولتهـا إبـادة الأرمـن والآشـوريـين>> و <<علـى العـالم الإسـلامـي الاقتـداء بتجـربـة تـركيـا!..>>.

 

فهـل أراد غبطتـه بيـع مـواقف سـياسـيـة علـى جثث الأطفـال والشـيوخ والنسـاء مـن الآشـوريـين والأرمـن فـي وقـت كـانت دائـرة الاعـترافـات الـدوليـة  بتلـك المجـازر تكـبر وتكـبر، ومـا الفـائـدة مـن هكـذا مـواقف وفـي هـذه الظـروف بالـذات؟!.

 

ثمّ مـن كلـّف غبطتـه بإطـلاق تصـاريـح مـن هـذا النـوع لا تخـدم القضيـة التـي ينـاضل مـن أجـل شــعبنـا بكـل مكـونـاتـه (السـياسـة والكنسـية)؟!.

وبنـاءً علـى كـل مـا ورد أعـلاه، نقـول لغبطـة البطـريـرك:

"عفـواً غبطـة البـطريـرك... مـا بعتـه فـي تـركيـا مـن مـواقف مشـبوهـة، غـير مقبـول، لا بـل مـردود".

 

* التقرير التركي البطـريـرك على الرابط التالي:

http://www.aydinses.com/genel/goruntulu-haber-dunya

-keldanileri-patrigi-soykirimla-ilgili-konustu-h522603.html