اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

روح الشــهيـد الآشــوري تـرفـرف فـوق رؤوســنـا// غسـان يـونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

روح الشــهيـد الآشــوري تـرفـرف فـوق رؤوســنـا

غسـان يـونان

   عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

نظـراً لـضـخـامـة الأحـداث الـتي تـحـصـل فـي المنطـقـة وخطـورتـهـا، ولفـظـاعـة الجـرائـم الـتي تُرتـكـب بحـق أهـلهـا وشـعـوبهـا، لا ســيمـا الأقـليـات الـقـوميـة منهـا، وذلـك علـى أيـدي جـمـاعـاتٍ ضـالّـة تحـاول عـبـثـاً تـضـلـيـل الـنـاس وإعــادة عجـلــة الـزمـن إلـى الــوراء.

 

وســط هـذه الـتطـورات الـمـأسـاويــة والمـتـســارعـة فـي آنٍ مـعــاً، تـمـر عـلينـا ذكــرى ”الســابـع مـن آب“ وروح الشــهـيـد الآشـــوري تـرفـرف فـوق ســهـل نيـنـوى المـثـقـل بـالجـراح وتَعـبر الحـدود لتصـل قُـرى الخـابـور السـوريـة وكـل حـيٍّ وشـارعٍ حُـفـرت فـي ذاكـرتـه تنهـدات رجـالٍ طيّـبـين أشـــداء، لـولا ســواعــدهـم وعـزمـهـم وجـبروتـهــم، لمَـا بـقـيـت تـلـك الحـكـايـات تعـجّ كُـتـب التـاريـخ، ولمَـا بـقـيـت رايـاتهـم المحظـورة تـرفـرف فـي ضـمـيـر ووجـدان وقـلـوب أبـنـائهـم وبـنـاتـهـم المخـلصـين السـائـرين عـلـى خـطـى الآبـاء والأجــداد.

 

فـبـالـرغــم مـن كـل هـذه الـمـســتجـدات المـتـســارعـة وكـل هـذه المحـاولات المتـكــررة لأشــبـاه الـرجـال، لازال الآشـــوري، هـويـةً وقـوميـة ولغـة وعـراقـة، صـامـداً، ليـس اليـوم فـقـط، وإنمـا منـذ آلاف الســنين ولـم تتمـكـن أيـّة مـجـمـوعـة مـن تلـك المجـمـوعـات الضـالـة أو أيـّة ســلـطـة ديـكـتـاتـوريـة مـارقـة مـن زعـزعـة إيمـان الآشــوري بمـاضيـه وحـاضـره ومـســتـقـبـلــه. فـالتـاريـخ أثـبـت اسـتمراريـة تـشــبث هـذا الشـعب العـريق بـكـل مـقـومـات وجـوده وتمكـن أيضـاً مـن مـواجهــة آلات التـدمـير المـوجـهــة ضـده فـي كـل زمـان ومكـان وخـرج منهـا منـتـصـراً شـامخـاً كـأرز الـرب.

 

وأمـام هـذا الـلـوحـات المـأســاويـة الـمـنـحـوتــة بـدمــاء ودمـــوع أهـلـنـا، وأمـام هـذه الجـراح النـازفـة، يُـســمـع نــواحٌ فــي الـبـريّــة؛ ”آشـــورُ تـبـكـي أولادهـا!“

هـا هـو شــعـبـي يُـعـذّب! يُـقـتـلُ ويُـذبـحُ أبنـائـي، تـُغـتـصـبُ وتُـسـبـى بـنـاتـي! والعـالـم، ويـلٌ لـلعـالـم الأخـرس!.

 

وأمـّا مجيـئـي اليـومَ، فـهـو مـن أجـل مـحـوِ  آثـار هـذا الاضـطـهـاد المـتربـص عـلـى صـدور أبـنـائـي، وذاك الـتـعــدي الصـارخ بـحـق شـــعـبي آشـُــور المـبــارك، الــذي هــو "عَـمَــلُ يَـــدَي ربّــي“.

 

أعــدكـم يـا أولادي المـقـسّــمـين المــشـــتـتـين المـرتـبـكــين، ليـس حـبّــاً بـالانـتـقــام، وإنـمـّـا منعـاً لـتـكــرار "سِــمَيـلـه" أُخــرى أو "سَـــيـفـو" ثــانٍ أو ســـقـوط نيـنـوى بـتـواطـئ مـن الـداخـل كـمـا ســبـق وحـصـل مســبقـاً أو تـنـشــيف ميـاه الخـابـور كـمـا جـرى بـالأمـس كـوســيـلـةِ ضـغـطٍ (اقـتـصـاديـة!) لكَـمّ أفـواه بَـنـيـه وقـتـل روح الـقـوميـة المتجـذرة فـيـهـم وبـالـتـالـي تـرحـيـلـهـم عـن مـوطـنـهـم، أو كـمـا هـو حـاصـلٌ اليـوم مـن خـلال قـتـل وأَسـْـرِ وتـشـريـد أهـلـه الأبـريــاء.

 

أعـدكـم، والـوقـت لـيــس بـبـعـيـد، بـأن ”هـيكــل الفـتـنـة“ ســيُـدمّـر عـلـى رؤوس أهـلـه وأمّـا أربـاب رايــات الـقـتـل والـتـخـريـب والـتـدمـير، فـلـن يـنـجـوَ مـنـهـم أحـّـدٌ، وأمّـا أنتـم، يـا شــعـبـي المـبـارك، فـســـأحـرركـم مـن كــل هـذه الـمـحــن...

 

أقـول للجميـع؛ وبـصـوتٍ عـالٍ؛

أُوقـفـوا المجـازر بحـق شــعـبي يـا لـصـوص الهيـكــل،

إرفـعــوا أيـديـكــم عــن أولادي يــا أولاد الـزانـيــة!..

 

ألـم تسـمعـوا بـعـدُ صـوت الشــهـداء مـن الأعـالـي يـنـادي:

"لمـاذا قـسّــمتـم كـنـيـسـتي إلـى كـنـائــس يـا مُـرائــين؟

لمـاذا قـسّـمتـم شــعـبـي إلـى مِـلَـل يـا دجـالـين“؟.

 

يـا أبنـائـي، ويـا بنـاتـي الأحبـاء،

أنـاديـكـم! بـاْســم كـل شــهـيـدٍ آشــوري ســقـط دفـاعـاً عـن مـواطـنـه، بـاْســم كــل شــهـداء الأمـّة، مـن: ٦١٢ قبـل الميـلاد وحـتى آخـر شــهـيـد انـضـمّ إلـى قـافـلـة الشــهـداء الأحيـاء.

 

بـاسـم هـؤلاء؛ وبـاســـمكــم،

أُنـاشــد الـوحــدة بـيـنـكـــم، فـاتحـدوا لأنـكـم واحــد، وبـاتحـادكـم فـقـط ســتـرقـد نفـسـي ونـفـوس آبـائـكــم وأجـدادكــم بـسـلام.

 

إن قلبـي اليـوم يـا أحـبـّتـي، مـفـعــمٌ بـالألــم ومثـقـلٌ بـالجـراح،

أدعـوكـم لتـثـوروا علـى ذواتـكـم قبـل أن تـثـوروا عـلـى ((مـن اعـتـقـدتـم يـومـاً أنهـم)) أعــدائـكــم..

طـهّـروا بـيـوتـكــم مـن هـؤلاء المـرائـينَ الـنـجـســـين فـأنـا مـعـكــم...

انفـضــوا عنـكـــم غـبـارَ الحـقـــد والأنـانيــة..

تبخـّروا بعـطــر عـشــتـار الـسـرمـدي وعـظـمـة آشـــور الأبــديــة وعــدل حـمـورابـي الأســاس.

 

ثقـوا بـأنـفســكـم لأنكـم أبنـاء نبـوخـذنصـّر وگـلـگــامـش وأســرحـدون ومـار بـنـيـامـين ونـعــوم فـائـق وآغـا بطــرس وفـريـدون آتـورايـا.......

 

لا تتنـازلـوا عـن حـقـوقـكــم، هـويتكــم، تـاريخكــم، لغـتـكـم.....

 

لا تخـافـوا، فـأنـا معـكــم!

تـذكـّـروا بـأنـكــم أبنـائـي ولا  أبنـاءَ لـي غــيـركــم،

 

لا تجـعـلـوا الأرقـــام (الأعــداد) تـغـشــكــم،

فليـس بالأعـداد وحـدهـا تُـبنـى الأوطـان وإنمـا بـتـمـسّــكـكـم بفعـل إيمـانـكــم الـقــوي بـتـضحيـات آبــائـكــم وأجـدادكـم وبعـدم التنـازل عـن حـقـكـم المقـدس. يقـترب اليـوم الـذي ســتـنـتزعـون فـيـه حـقـكـم مـن أيـدي الطـغــاة المـارقـين المتربصـين بـكـم شــراً.

فهـا هـم، ومنـذ ســقـوط إمـبراطـوريـتــكــم الـعـظيمــة وإلـى يـومنـا هـذَا، هـم أنـفـسـهـم وبـأوجـّـهٍ مـتـعـددة.

أَلا تـرونـهـم كـل يـوم يـأتـونـكــم مـبـتـســمـين، لكـنـهم ذئـابٌ مفـترســة.

 

ثقـوا يـا أبنـائـي بـأنكـم أصحـاب الحـق وورثـتـه الحـقيـقـيّن، وأمـا "دُعـاة الـتـقـسـيم والتـفـتـيـت والتركـيـب" فـعبيـدٌ خُـلِـقـوا وعبيـدٌ ســيـبـقـَـون.

 

أنتـم أقـويـاء يـا أحـبّـتـي، أقـويـاء بـاسـتمراريـة صمـودكـم، أقـويـاء بفـعـل إيـمـانـكـم الـثـابـت بـأبـيـكـم الـذي يـمـد لـكــم يـد المـحـبـة والـحـنـان والـتســامـح، وأقـويـاء أيضـاً بـتـمسّـكـكـم بقضيـتـكـم الـمـحـقـّـة.

 

لـم ولـن أتـركـكـم أبـداً.

أَوَلـَســتُـم أنـتـم فـلـذات أكـبـادي، ولأجـلـكــم أنـا اليـوم هنـا.

 

إنـي بـاقيـة معـكـم حـتى انقضـاء الـدهــر.

بـي تـنـتصـرون، وأنـا بـكــم، وبـهــذا فـقـط تـرقــد روحـي وأرواح أخـوتـي وأخـواتـي بـســلام.

٥ آب  ٢٠١٥

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.