كـتـاب ألموقع

بقائنا في وحدتـنا// غسـان يـونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

بقائنا في وحدتـنا

غسـان يـونان

 

 

فـي كـل المجتمعـات المهـزوزة أو المبنيـة علـى الرمـال المتحـركـة، نـرى عنـدمـا تتـأزم الأمـور وتخـرج عـن نطـاق السـيطرة، تعـمّ الفـوضـى وتتعـالـى الشـعـارات الـتقليديـة تاركـةً المجـال للطفيليـين الدخـلاء لإنـزال أكـبر قـدرٍ ممكـن مـن الضـرر بـأبنـائهـا.

 

فمـا يجـري اليـوم عنـدنـا ليـس إلاّ حلقـة تابعـة للمحـاولات السـابقـة فـي كتابـة التاريـخ علـى أصـوات النشـاز وأشـباه النـاس علـى أنقـاض تاريـخ شـعـوبهـا الأصيـلـة والمتجـذرة منـذ آلاف السـنين.

 

وهـل حـدثٌ بهـذا الحجـم لا يسـتدعي أصحاب المسـؤوليـات إلـى الالتفـاف حـول بعضهـا البعـض مـن أجـل توحيـد المـواقف العمـلانيـة كـون مـواقـفهـا بالأسـاس متطابقـة وخطـابهـا السـياسـي متنـاغـم.

 

فمـن أجـل إنقـاذ مجتمعنـا والمحـافظـة علـى اسـتمراريـة وجـودنـا فـي هـذا الشـرق، يتطـلـب مـن الكـل تحمّـل مسـؤوليـاتهـم وعـدم تـرك السـاحـة للمنـدسّـين الـذين لـم يتعلمـوا بعـد بـأن الشـعب الآشـوري المُصـان مـن الأعـالـي لا يمكـن أن تـنال مـن عـزيمتـه وعنفـوانـه وكـرامتـه حفنـةٌ بـاعت نفسـها للشـيطـان وتعيـش أبـداً بـين الحـفـر.

 

إن الـواجب القـومـي والشعـور بالمـسـؤوليـة وخطـورة الحـدث يفـرض عـلـى مـؤسـسـاتنـا (جميعهـا) أن تقـترب أكـثر وأكـثر مـن بعضهـا البعـض وتتعـالـى فـوق كـل الصغـائـر لتصـل إلـى عمـق الجـرح وقمـّة الألـم،  فـالـوقت ليـس للتكـابـر أو العِنـاد أو الإلتهـاء بالسـطحيـات وإنمـا التمـسـك بالمبـادئ والحقـوق والهـويـة، لأننـا كشـعب وأمّـة واحـدة علـى نفـس المـركـب ومَـن يظـن غـير ذلـك فهـو أكـثر مـن واهــم.

 

١ أيلول ٢٠١٥