كـتـاب ألموقع

الاتحاد الآشوري العالمي نحو التجدّد// غسان يونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الاتحاد الآشوري العالمي نحو التجدّد

غسان يونان

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

يعمـل الاتحـاد الآشـوري العـالمـي جـاهـداً ومنـذ انطـلاقتـه الأولـى بخطـىً ثابتـة راسـخـة مـن أجـل المحـافظـة علـى مقـومـات وجـود شـعبنـا ومـن أجـل نيـل حقـوق الآشـوريـين (بمختلف انتماءاتهم الكنسية) وذلـك علـى أرض الآبـاء والأجـداد. إذ اسـتطاع وبفعـل إيمـانـه القـوي بمبـادئـه المـسـتـمـدّة مـن عمـق التـاريـخ الآشـوري، تخطّـي الكـثير مـن الصِعـاب وفـي مـراحـل متعـددة مـن عملـه حـيث تكـلـلـت بعـض جهـوده بالنجـاح والبعـض الآخـر بالتراجـع وذلـك نظـراً لتطـورات الأحـداث والظـروف السـائـدة فـي الـدول التي كـان ينشـط فيهـا.

لكــن، وبـالـرغم مـن كـل تلـك التطـورات المتسـارعـة مـن جهـة وعـدم وجـود حليـف قـوي يسـنـد عليـه من جهـة ثانيـة، تمكـن الاتحـاد مـن المحـافظـة علـى اسـتمراريـة وجـوده وإيصـال صـوتـه إلـى مـراكـز القـرار، فبالإضـافـة إلـى العـديـد مـن الانجـازات علـى الصعيـد القـومـي التـي قـام بهـا - ولسـنا فـي صـدد ذكـرهـا - لأنه وبنظـري، كـل الإنجـازات التـي سـبقـت سـتبقـى ناقصـة مـا لـم تُـتـوّج بحـريـة واسـتقلال وكـرامـة شـعبنـا لتصـل إلـى مـرحـلـة إدارة ذاتـه بـذاتـه فـي منطقـة جغـرافيـة هـي امتـدادٌ لشـهـادات آبـائـه وأجـداده منـذ آلاف الـسـنين.

 

أمـا اليـوم، فبـات الاتحـاد الآشـوري العـالمـي علـى عتبـة النصـف قـرنٍ يحـاول بكـل فخـر واعتـزاز نفـض الغُبـار عـن أكتـافـه، غبـار السـنين المثقلـة بالبُعـد والابتعـاد عـن الـذات وعـن الآخـر مـن خـلال تمسـكـه القـوي بمـاضيـه والتحضـير للمـزيـد مـن التضحيـة والعطـاء لـخـدمـة القضيـة الآشـوريـة التـي ينـاضل مـن أجـلهـا وذلـك مـن خـلال إدخـال روح الشـباب إليـه ودعـمهـم بالخـبرات والتجـارب التـي خـاضهـا الجـيل المـؤسـس نحـو التـوصل لإعـادة بنـاء مجتمـعٍ آشـوري مـؤمـن بحتميـة نضـال آبـائـه وأجـداده وربـط هـذا النضـال بالمـاضـي والحـاضـر لـرسـم المسـتقبـل الـمُشـرق والمنشـود الـذي يتطـلـع إليـه شـعبنـا لـيكـون نـواة تـشـكيـل كـيـان مسـتقـل ضمـن عـراقٍ ديمقـراطـي سـيد حـر مسـتقـل.

 

مـن هنـا، نـرى بـدايـة انطـلاقـة الاتحـاد الآشـوري العـالمـي الثـابتـة مـع التمسـك بالعمـل المشـترك مـع كـافـة مـؤسـسـات شـعبنـا وعلـى مختلـف تـوجهـاتهـا وانتمـاءاتهـا واجـب وضـرورة حتميـة، حيث أثبـتـت التجـارب أن العمـل المنفـرد ومهمـا عظُمـت قـدراتـه لـن يكـون قـادراً علـى تحقـيق أهـدافـه فـي ظـل تطـورات مـأسـاويـة كـالتـي نعيشـهـا اليـوم، مـا يعـني أننـا جميعـاً بحـاجـة لبعضنـا البعـض كـي نتمكـن مـن مـواجهـة كـل التحـديـات لنبقـى ونسـتمـر فـي هـذا الشـرق المجبـول بـدم ودمـوع أجـدادنـا منـذ آلاف السـنين وحتى اليـوم.

 

١٩ أيلول ٢٠١٥