كـتـاب ألموقع

قـصـة قـصـيرة// غسـان يونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

قـصـة قـصـيرة

غسـان يونان

 

يُحكـى قـديمـاً أن حـاكمـاً مسـتبـداً، كـثُرت فـي عهـده السـجـون علـى المـدارس، وتهجـّر أكـثر مـن نصـف شـعبـه بحثـاً عـن الأمـن والأمـان وعـن الحـريـة والاسـتقـرار.

 

والنصـف الـذي تهجّـر قسـراً، تمكـن مـن التـأقـلـم فـي الـدول التـي عـاش فيهـا لـدرجـة أنـك عنـدمـا تـرى البعـض منهـم جـالسـاً فـي القهـوة أو حـتى مـنزلـه و"السـيجـار" الكـوبـي يلعـب بـين أصابعـه مـن جهـة و"كـأس الويسـكي" السـكوتلنـدي المعتّـق علـى الطاولـة أمـامـه مـن جهـة أُخـرى، تتخيـّل للوهلـة الأولـى بـأنك أمـام خـبيرٍ أو باحـثٍ أو محـلـّلٍ يفقـه فـي كـل الأمـور إلاّ فـي حـلّ عـقـدتـه.

 

وبـالعـودة إلـى الحـاكم المسـتبـد، فلقـد نـزل الـوحـي يـومـاً عليـه وبسـحـر سـاحـر، فـفـكـّر بالـرحيـل كـي لا يبقـى "مـلكـاً دون ممـلكـة" طـالمـا الشـعب لا يحبّـه.

فأتتـه نصيحـة أحـدُ معـاونيـه بالعـودة إلـى الشـعب المتبقـي والاسـتفتـاء علـى بقـائـه أم رحيلـه ليبـدو ذلـك وجهـاً مـن أوجـه الـديمقـراطيـة!...

 

كـانت فكـرة مقبـولـة للجميـع ولـو أتت متـأخـرة.

لكــن "نصف الشـعب" الـذي هُجّـر قسـراً، كـان قـد فقـد ذاكـرتـه طـوال فـترة وجـوده فـي الغـربـة إذ راح يـدافـع عـن ذاك الحـاكم المسـتبـد ولـم يفسـح المجـال للنصـف المتبقّـي (الشعب الذي لم يهاجر) بأن يبـدي رأيـه بـالرحيـل أو البقـاء!.

غسـان يونان