كـتـاب ألموقع

أعيـدو حسـاباتكـم، نحـن هنـا ...// غسـان يونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أعيـدو حسـاباتكـم، نحـن هنـا ...

غسـان يونان

قيـادي فـي الاتحـاد الآشـوري العـالمـي

١ كانون الأول  ٢٠١٦

 

لقـد حصـل مـا لـم يكـن متـوقعـاً لـدى البعـض ومـا كـان أمنيـةً لـدى البعـض الآخـر.

"لقـد تصالحنـا مـع الكـل، فلمـاذا لا نتصالـح مـع أنفسـنـا" قـالهـا د. سـمير جعجـع رئيـس حـزب القـوات اللبـنانيـة.

 

فابتـداءً مـن تـاريـخ المصالحـة أو مـا يُعـرف باتفـاق "معـراب" الشـهير، بـين القـوات اللبـنانيـة والتيـار الـوطنـي الحـر، قـد خُلطت الأوراق علـى السـاحـة اللبـنانيـة إن لـم نقـل اهـتزت الطاولـة مـن أمـام اللاعبـين واربكتهـم جميعـاً، إذ حصـل مـا لـم يكـن فـي الحسـبان. إنهمـا الأسـتاذيـن ابراهيـم كنعـان وملحـم الرياشـي مهنـدسـا الاتفـاق المنشـود، دخـلا التـاريـخ مـن بـابـه الـواسـع، عمـلا بتـأنٍّ ورويـة وحكمـة (عالسـكت)، تمكنـا وبجـدارة مـن طـي صفحـة المـاضـي بـين الأشـقاء وبنفـس الـوقـت مِـن وضـع حـدٍّ لمـرحلـة زمنيـة داكنـة أقـل مـا يُقـال فيهـا بـأنهـا مـرحلـة وضـع اليـد علـى كـل مفـاصـل الـدولـة مـن قبـل البعـض ونجحـا فـي رسـم الخطوط العـريضـة لآفـاق مسـتقبـلِ مسـيحيي لبـنان والمنطقـة بالإضـافـة إلـى المحـافظـة علـى كـل مقـومـات الـوطـن مـن دون المسـاس بحقـوق أيـة فئـة لبـنانيـة أُخـرى.

 

اليـوم، انتفـض الطـائـر "الفينيـق" ونفض عنـه غبـار السـنين العجـاف، فالمسـيرة مسـتمـرة وبخطـىً ثابتـة ومـا كـان مباحـاً قبـل تفـاهـم معـراب لـم يعـد اليـوم ممكنـاً.

 

فالمطلـوب اليـوم مـن بـاقـي الشـركـاء المسـيحيـين الالتحـاق بهـذا التفـاهـم لأنـه مبنـي علـى أسـس ثابتـة ومتينـة، مسـيحيـة ووطنيـة، ولا عـودة لعقـارب السـاعـة إلـى الـوراء كـون هـذا التفـاهـم قـد انطلـق مـن مبـدأ المصلحـة الوطنيـة وليـس الشـخصيـة كمـا يحـاول بعض المتضـرريـن تصويره. فـالمتضـرّرون (مسـيحيـاً)، إن جـاز التعبير،  قـلـة قـليلـة كـانت عـائمـة علـى تناقضـات البعـض كمـا هـي الحـال فـي العـديـد مـن المجتمعـات، وأمـا المتضررون (وطنيـاً) فهـذا أمـر طبيعـي وسـوف يتـأقلـم  هـذا البعـض مـع الـواقـع الجـديـد هـذا والـذي سـيصب فـي مصلحـة الـوطـن والمـواطـن دون اسـتثنـاء.

 

أكـثر مـن ذلـك، نـرى فـي هـذا التفـاهـم التـاريخـي بـين القـوات اللبـنانيـة والتيـار الـوطنـي الحـر بـارقـة أمـل لمسـيحيي الشـرق وسـنـداً لهـم فـي كـل زمـان ومكـان.