كـتـاب ألموقع

منذ ألفـَي عـام لـم نر هـكذا حدث// غسـان يـونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

منـذ ألفـَي عـام لـم نـر هـكذا حـدث

غسـان يـونـان

 

منـذ ألفَـي عـام لـم نـرَ هـكـذا حـدث، إنهـا صـورة تفـاؤليـة قـوميـة كالتـي تناقلتهـا العـديـد مـن الوسـائـل الإعـلاميـة ومـواقـع التـواصل الاجتمـاعـي التـي رأينـاهـا منـذ أسـبوع وهـي تضـم أغلبيـة تنظيمـات شـعبنـا السـياسـيـة حيث يـوقـّع قـادتهـا وبالتـوافق علـى مطـالـب شـعبنـا المشـروعـة فـي سـهل نيـنـوى، الامتـداد التـاريخـي والجغـرافـي للحضـارة الآشـوريـة المتجـذرة هنـاك منـذ آلاف السـنين.

لكــن، مـا أدهشـني، هـو عـدم أخـذ هـذا الحـدث التـاريخـي مـن قبـل أغلبيـة كتـّابنـا ومفكـرينـا علـى حقيقتـه أو عـدم إعطـائـه الحـيّز الأكـبر فـي كتاباتهـم أو تعليقـاتهـم كمـا هـي العـادة فـي أمـورٍ، أقـل مـا يُقـال فيهـا، لا تخـدم قضيتنـا المقـدسـة. وعليـه انتظـرت فـي تعليقـي هـذا لربمـا مـن كـاتب هنـا أو مفكّـرٍ هنـاك يبـدي رأيـه بالحـدث المـذكـور.

 

الكـل يعلـم، ومنـذ قـرن تقـريبـاً وحتـى يـومنـا هـذا،  بالـوفـود الآشـوريـة المرسـلـة إلـى الأمم المتحـدة أو مـا شـابـه لشـرح مطالبنـا والتـي كـانت تـواجـه بـوفـودٍ (مـدسـوسـة) ليـس لشـيء وإنمـا لتخـريب المشـروع ككـل ونسـفـه مـن الـداخـل.

 

هـكـذا كـانت تسـير الأمـور وهـذه هـي نسـخـة مـن المظـالـم التـي تعـرض لهـا شـعبنـا وبـأدوات داخليـة.

فـالأمثلـة علـى ذلـك لا تُعـد ولا تحصـى، وهنـا لا يسـعنـا إلا أن نسـتذكـر مـا عـانـى منـه القـائـد العظيـم الجـنرال آغـا بـطرس ورفـاقـه.

 

إذ تـراهـم أحيـانـا باسـم الصليب يـدمـرون أحـلام شـعب بـأكملـه وبـاسـم الحـركـات أو التجمعـات أحيـانـاً أُخـرى.

 

أَمّـا الحـدث التـاريخـي المـذكـور أعـلاه، فهـو رسـالـة للـداخـل والخـارج.

وأمـا الـداخـل، فمـا كـان مسـمـوحـاً قبـل الإمضـاء الجمـاعـي علـى وثيقـة مشـتركـة لمطـالب شـعبنـا فـي مـوطنـه، لـم يعـد مسـموحـاً بـه بعـد هـذا التـاريـخ.

 

وأمـا الخـارج، فاللغـة واضحـة وجريئـة ولا تنـازل عـن حقـوقنـا فـي أرض الآبـاء والأجـداد. فنحـن شـعب واحـد ذات قـوميـة واحـدة وتـاريـخ مـشـترك ولغـة واحـدة ومـا مـن قـوة فـي العـالـم قـادرة علـى انتـزاع هـذا الحق المشـروع منّـا.

١٢ آذار ٢٠١٧