كـتـاب ألموقع

لمصـلحـة مَـن هـذه الإصطفـافـات؟!// غسـان يـونـان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

لمصـلحـة مَـن هـذه الإصطفـافـات؟!

غسـان يـونـان

 

بالأمـس منظمـة "داعـش" الإرهـابيـة أكـلـت الأخضـر واليـابـس فـي المنطقـة عمـومـاً وفـي منـاطـق تـواجـد أبنـاء شـعبنـا بشـكل خـاص وذلـك ابتـداءً مـن سـهل نيـنـوى والجـوار وصـولاً إلـى ضفـاف نهـر الخـابـور فـي سـوريـا مـروراً بـكـل البـلـدات والقـرى ذات الغـالبيـة السـكانيـة مـن القـوميـات الأصيلـة.

كـل ذلـك مـا كـان ليمـر بتـلك السهـولـة لـولا التـواطـئ المـكشـوف لـدى البعـض.

وبـدلاً مـن تـوحيـد جهـود مـؤسـسـات شـعبنـا  تحضـيراً لمواجهـة الأصعـب، تفـاجـئنـا منـذ بضعـة أيـام بـولادة تجمـع آخـر تحـت اسـم: "المجلـس الأعلـى للتجمـع السـريانـي الكـلـدانـي الآشـوري - سـورايـا -"؟!..

 

واليـوم انكشـفت بشـكل أوضح محـاولـة ضـرب إرادة شـعبنـا الصلبـة وذلـك مـن خـلال الضغـوطـات المبـاشـرة مـن قبـل "الحـزب الـديمقـراطـي الكـردسـتانـي" علـى مخـاتـير مـدن وقصبـات سـهـل نيـنـوى (الـواقعـة تحـت نفـوذ الپشـمرگـة) لـدفعهـم علـى التـوقيـع علـى ورقـة تطـالـب بـإجـراء الاسـتـفتـاء فـي منـاطقـهـم.

 

كـل هـذا، وللأسـف، نـرى البعـض مصمم عـلـى ضـرب التـواجـد الأصيـل لشـعبنـا وضـرب مقـومـات وجـوده وتحـديـداً فـي سـهـل نيـنـوى - امتـداد الحضـارة الآشـوريـة العـريقـة -.

 

إن التصميـم علـى تقسـيم المقسـّم الـذي يتّبعـه البعـض عـن سـابق تصـورٍ وتصميـم ليـس وليـد الصـدفـة وإنمـا هـو امتـدادٌ تـاريخـي لـقـليـلـي الإيمـان.

 

انطـلاقـاً مـن هـذا الحـدث المـؤلـم، نتـوجـه لكـافـة قيـادات تنظيمـات شـعبنـا بمـراجعـة حسـابـاتهـم ووضـع المصلحـة القـوميـة فـوق كـل اعتبـار مـن أجـل سـد الطـريق أمـام أكـلـة خـبز الأرامـل ومصـاصـي الـدمـاء.

فـالولادة القيصـريـة وبهـذه السـرعـة لهـذا التجمـّعٍ ومن دون العـودة إلـى الأحـزاب الأخـرى التـي تتـآلف معهـم، لا يبشـر بالخـير وإنمـا سـيزيـد الأمـور تعقيـداً وسـيحعـل مـن هـذه الـولادة التـي أتت قبـل أوانهـا فـي وضـع دقيق جـداً.

 

لا نتمنـى خسـارة لأي فـريق تابع لشـعبنا ومطالبـاً بحقوقـه لأنهـا سـتكـون خسـارة لنـا جميـعـاً وبالتـالـي تـدمـير لتطلعـات شـعبنـا علـى أرض الآبـاء والأجـداد.

 

لكــن، ولكـل هـؤلاء نقـول: "عـودوا إلـى التـاريـخ، إقـرؤوا عـن بطـولات أبنـاء نـيـنـوى وبنـاتهـا، تعلـمـوا مـن فعـل إيمانهـم القـوي بالمحـافظـة علـى اسـتمراريـة وجـودهـم المتجـذر فـي هـذه الأرض ومنـذ آلاف السـنين.

 

مـا مـن أحـدٍ تمكـن مـن قهـر إرادة شــعـب متجـذرٍ فـي المنطقـة، والكـل يعـرف بـأننـا مـن خمـيرة هـذا الشـعب الأصيـل الـذي تصـدى أمـام جحـافـل هـولاكـو وجنكـيزخـان ومـا قبلهمـا وبعـدهمـا وصـولاً إلـى مـا إرهاب داعـش.

 

٢١ آب ٢٠١٧