كواكب الساعدي
وأنا أقضم صمتي
كواكب الساعدي
اكتظت المدينة
بمعطف الليل
انتظرته أن يأتي القمر
ليكون صحبي
دخل في هالة الضباب
تركني وحدي
وتقاطرت الزخات
تننشج حزنا
لن يبقى لي
إلا ظل الليل الداكن
وخشخشة الأوراق المحتضرة
في الخارج
وأنا أقضم صمتي
وأمطر روحي بالأفكار
وأمامي لهب من نار
حتى الجدران الصماء
وبقايا ضوء شحبا مثلى
كأن أزمنة انسلخت منى
والذكرى
تلمع في أوردة النسيان
عند المطعم
ذو الواجهة البيضاء
وأنت كقوس قزح
يخرج من غيمة
اخترنا ركنا منزويا
وتهامسنا كالأطفال
لكنك احرجتنى
لما سالتك عن معناة
(العرزال)
قمت تشير بكلتا يديك
أحرجتني أمام النُدل
وامام الرواد
كنت مخموزا بفرحك
وطلبت شتى الاصناف
استنكرت خجلى
دعينا الليلة نزهو
فأنا من زمن
ابحث عن خيط
يهديني اليك
ها أنت أمامي
كنوز الار ض بين يدى
دعينا
نسرق من هذي اللحظة
ما هو ممكن
كفأنا قحط
كفأنا جدب
فكلانا ينتظر خيط رجاء.
* * *
بيروت 5 /1 /2010