اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

زهور برية -//- وفاء القناوى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

زهور برية

وفاء القناوى

.....زهور برية...نبتت فى الصحراء أوفوق الجسور وبين تشقق الصخور, زهور جميلة الطلعة لم تلمسها يد بشر نقية نقاء الثوب الأبيض,لم يلوث  نقاءها  شئ , الهية الوجود تبارك الله فيما خلق وأبدع ,جذابة هى وسط الحشائش أو كانت حتى  وحيدة فهى فريدة متميزة , نبتت فى ظروف قاسية معزولة عن حياة الآخرين , رغم رقتها الا انها قاسية تدميك بشوكها ان اقتربت منها أولامستها ,أو سولت لك نفسك قطفها وجمعها فى باقة مزينة على أساس انها مجانية لم تدفع لها ثمن , ولكن يخيب الظن عندما تتمرد عليك وتدمى أصابعك كأنها تعاقبك على أن سولت لك نفسك  الاقتراب منها , هى ملكة متوجة  بلا شك فى مكانها وهى المفترسة المتوحشة فكيف تجمع بين الرقة والوحشية وكيف للنقيضين أن يجتمعا ,هنا تجدها مفيدة ونافعة شافية من الألم ومخلصة من المرض نقاؤها من الكيماويات يرفعها الى الصفوف الأولى عندما تفكر فيها أو تقع عليها عينك ,تذكرك بأصفياء البشر الذين النقاء والرقى من شيمهم ولكن كل الاحتراس والحذر فمن كانت هذه صفاته قد تكون صفات أخرى أشد وأعنف لآخرين من    نفس جنسه,فقد تكون سامة وقاتلة مميتة مدججة بالأشواك تجرح من حاول الاقتراب منها,تبث سمومها كالأفعى لو حاول أحد تذوق طعمها أو تنشق عبيرها  دون أن يعلم عنها شيئ ,زهور برية خلقها رب البرية أعشقها منذ الصغر ,دائمةالنظر اليها عندما أسير فى الطرقات البعيدة , أو أجلس على صخر أستريح من عناء السير أحمل بين يدى الصغيرتين كتاب دائما سواء أكان كتاب مدرسى أم كتاب للمطالعة التى كنت ومازلت  أعشقها , أجلس متأملة تلك الزهرة التى كنت أعتقد بفكرى الصغير انها نبتت لى أنا ولذلك هى تنتظرنى دائما وكأنى على موعد معها ألتقط  غصن جاف صغيرسقط من شجرة أداعب به زهرتى البنفسجية اللون ومن هنا جاء عشقى لهذا اللون البنفسجى ولا أعلم لماذا رمز به للحزن وللنفس الحزينة هل لأن زهوره البرية كانت وحيدة هل هناك علاقة بين ذلك لا أعلم حتى الآن, أتأمل زهرتى جيدا وأحادثها وأتساءل معها كيف تستطيع أن تعيش هكذا وحيدة ولا يوجد حولها من يعتنى بها أو يستمتع بجمالها , هل هى سعيدة بمفردها وتفردها فى مكان كهذا بعيدا عن العيون ,أحركها وأهزها  كأنى أنهرها لأدفعها لتجيب على تساؤلاتى ولكنها لاترد ولا تعير اهتماما  لكلامى  , أحيانا لا أستطيع مفارقتها فتمتد يدى برفق أقطفها وأقبلها وأضعها بين صفحات كتابى فلم أكن أريد مفارقتها وتركها وحيدة  ولكنها لحظة الرجوع الى المنزل وقد حانت  ,أخرجها فى الليل قبل أن أنام وأحادثها الى أن يغلبنى النوم , ارتبطت  بزهورى البرية وكأننا تشاركنا أقدارنا وتقاسمنا نصيبنا من الوحدة , هل كان ذلك مجرد اعجاب بزهور أم كان مشاركة فى الصفات وارتباط فيما  بيننا لا أعرف مغزاه حتى الآن !!!!!

ــــــــــــــــــــ

بقلم وفاء القناوى

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.