كـتـاب ألموقع

اللعنة // وفاء القناوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتبة

اللعنة

وفاء القناوي

كاتبة من مصر

 

نسمع دائماً عن لعنة الفراعنة وهى اللعنة التى تصيب من يهتك ستر مقابر ملوك الفراعنة, أى إنها تصيب المعتدى أما أن تصيب الملك نفسه هو الشئ  الذى لم نسمع عنه , أُضيف إلى تلك اللعنة لعنات أخرى  ظهرت و طفت  على سطح الحياة  , وذلك بفعل عوامل كثيرة أهمها إنحدار الأخلاق وتدنيها بين جميع المستويات,لعنات جديدة كلعنة الجَمَال ولعنة الإحترام والطيبة , لعنات مع الأسف تصيب من يتمتع بتلك الصفات وليس من يقترب منهم, فالجَمَال إرتبط بالمرأة سواء كانت ملامح وجهها جميلة أو تناسق جسدها  جميل , هذه الصفات تجعل غالبية من يقترب منها من الرجال لا يفكر إلا بالفوز بهذا الجمال مهما تكبد من مال وعناء ومها قدّم لنفسه بطُرِق شريفة أو طرق قذرة حقيرة, فالرجل الشرقى بصفة خاصة يظن أن جمال المرأة ما هو إلا دعوة صارخة لكى يفوز به , و على النقيض لا نجد إمرأة تفعل المستحيل لكى تفوز بقلب رجل جميل , فالجمال لا يأتى فى المرتبة الأولى بالنسبة لها  , وبرغم جمال الرجل لانقول هذا رجل جميل وإنما يُقال إنه رجل جذاب , فالجمال صفة إرتبطت بالمرأة التى نجدها دائما ما تشعر بأن الرجل لا يحب سوى هذا الجمال الخارجى , ولا يفكر غير فيه بأفكار مريضة وأوهام سيكوباتية , ولا يهتم بها كإنسانة ذات فكر وعقل ,ولذلك يُعتبر الجمال واللعنة وجهان لعملة واحدة هى لعنة الشقاء , الذى يعود عليها من حسد الحاسدين وغيرة الآخرين والمصاعب التى تواجهها فى تعاملاتها بسبب ذلك, وكل جريمتها إنها إمرأة  قد حباها الله بشئ من الجمال ,  وإذا كانت المرأة لا يرجع الفضل فى جمالها إلا إلى الله سبحانه فإنه قليلاً مانجد إمرأة جميلة ذات قلب طيّب حنون وتعامل جميع من حولها بإحترام  فغالبيتهن يصيبهن الغرور لِما يملكن من جمال , فالتواضع ونُكران الذات والعطاء بلا حدود للآخرين من الصفات الجميلة أيضاً ,والتى لا يحق لأحد أن يستغلها أو ينكرها ويقلل مِن شأن صاحبها , وإذا كانت الطيبة تنبع من باب حب العطاء فإنه لا يجب أن تُقابل بعدم تقدير أو قلة إحترام ولا يمكن أن تُسْتَغل  تلك الطيبة إستغلال سئ بأى حال من الأحوال .

وإذا كان إحترام النفس هو إرضاء للنفس فإننا نجد الشخص الخلوق هو صاحب الأخلاق الرفيعة الراقية , الذى يحترم الآخرين من إحترامه لنفسه بشكل طبيعى وغريزى , فالشخص المُحترم يعرف حدوده وحدود علاقته بالآخرين ولا يتخطاها , وإذا كان الرجل وبخاصة الرجل الشرقى يحتاج إلى عقود من الزمان لكى يفهم معنى صداقة رجل وإمرأة ويضعها فى الإطار السليم , فنجده لاينظر إليها كإنسان ذات فكر وعقل مثله , وإنما ينظر نظرة قاصرة تقتصر على الجسد فقط وما يتعلق به مِن أفكار جنسية وأوهام خيالية , فإنه لايسعنا إلا أن نؤكد على أنه وإن كان الجمال شئ مهم ومطلوب فإنه ليس كل شئ تمتلكه المرأة , فهناك ما يخفى عن العين ولا تلاحظه النظرات المحدّقة فى الأجسام ألا وهو الجاذبية تلك الكلمة السحرية والقوة الغامضة التى  يعجز عن فهمها وتفسيرها المفسرون  ,ولِأن النفس أمانة والجسد أمانة فلنحافظ على تلك الأمانة بإحترامنا لأنفسنا وإحترامنا للآخرين .

 

 

بقلم وفاء القناوى