كـتـاب ألموقع

وسقطت الأقنعة// وفاء القناوى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتبة

وسقطت الأقنعة

وفاء القناوى

 

القناع هو ما يوضع على الوجه ليخفى معالم وتفاصيل الوجه الحقيقى  يلبسه الناس فى الحفلات التنكرية أو فى الكرنفالات , يُلبس لبعض الوقت ثم يعود كلٌ إلى حقيقته فلا يستطيع أحد أن يستمر بالقناع , ولكننا نجد مَن هم لديهم القدرة على الحياة وراء الأقنعة ,نحن فى زمن الزيف والوجوه الملونة والمتلونة , لم نعد نميز بين ماهو صادق وما هو كاذب , لم نعد نعرف نثق بمن؟؟ و لا نرتاب فى من ؟  لم نعد على يقين بإخلاص أحد أو وفائه فقد نضع ثقتنا فى أشخاص وتأتى طعنتهم من الخلف معلنه صداها الذى يهزنا  , ويهز كل ما آمنا به معلنه سقوط الثقة وسقوط القناع الذى وثقت به ولم تدرك حقيقته وما يخفى وراءه , فتعلو الدهشة الوجوه , ويرتسم الذهول فى العيون  , ويعتصر الألم القلوب  ونتساءل عن  ملايين الأسئلة  التى لاتجد مجرد إجابة واحدة , ماذا تصدّق!!!

وماذا تكذّب !!هاهى الأقنعة تسقط وتتساقط وتكشف ما يختبئ وراءها من زيف ووجوه ملوّنة كالحرباء , وجوه كانت جميلة ظاهرة للعيان ولكنها للأسف خادعة ماكرة تختفى وراء أقنعة رائعة , هى بلا شك  تخفى عقول و قلوب مشوّهة تدعى الطهر والفضيلة , وتلبس لباس الورع والتقوى , وتمنح الرضا وصك الغفران للمقربين منها , هى أقنعة لوجوه سافرة , تتعرى وتظهر على حقيقتها ويظهر قبح منظرها بمجرد أن يتساقط عليها قليلاً من قطرات المطر ....

عندما تسقط الأقنعة كسقوط أوراق الأشجار فى الخريف , وتتعرى الأجساد وتتكشف العورات , تظهر الحقيقة التى توارت خلف الأقنعة تلك التى أصبغت على صاحبها صورة لا تمّت الى حقيقته بأى صلة وهو الى الثعالب أقرب مايكون  .

غرباء أنتم أيها البشر الزائفين .....ماذا تفعلون؟؟

أليس الوجه الحقيقى  الذى خلقه الله سبحانه أفضل من الأقنعة الزائفة؟  أليست الفطرة التى خُلقنا بها أفضل؟؟ أم الزيف والتزييف هما الأفضل؟؟ لقد جعلتنا  تلك الأقنعة نبدو كالسُذّج البلهاء عندما وثقنا بكم , وأشعرتنا باليأس وفقدان الثقة بأنفسنا وبالآخرين جميعا ً,حتى إننا نظن  بأنه  وجب علينا إرتداء تلك الأقنعة أيضا مثل الآخرين  ولِما لا والكل يتقنع بقناع , ولكن حكمة العقل تمنعنا , وخوفنا من الله يعصمنا .

فجأة تسقط الأقنعة مرة واحدة  فتكشف ما وراءها لتصل الحقيقة الخافية عنا بوجهها القبيح ,ويظهر ماكان للوجوه من زيف , هنا.....تسمع صوت الحق بدون ريب , فما كانت لتسقط لولا أن شاءت الأقدار , ليذهب الليل معلناً قدوم النهار , وينقشع الظلام أمام وهج الأنوار .

ومهما العيون بكت وأدمعت ومهما الشفاة قالت وتأوهت فصبراً جميلاً لمن صُدم فى وجوه سقطت عنها الأقنعة , ربما قد يأتى يوم يكون فيه الناس على حقيقتهم بلا أقنعة وبلا زيف أو خداع , ويعلموا أننا جميعا راحلون ولن يبقى مِنّا إلا الذكرى , فياأيها القلب النقى  البرئ لايخدعنك البريق فليس كل مايلمع من بعيد ذهباً , وأنتى يانفس لكى منى دمعة حزن وأسى لأنك لم تكتشفى الخداع قبل أن تسقط الأقنعة

 

وفاء القناوى