كـتـاب ألموقع

يحدث فى رمضان// وفاء القناوى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتبة

يحدث فى رمضان

وفاء القناوى

مصر

 

توشك أيام العتق من النار أن تهل علينا, ويوشك شهر الخير على الرحيل, يأتى على مهل ويرحل فى عَجِل, ويترك فى القلوب شوق إلى رؤياه مرة أخرى ومرات عديدة, ويهل علينا مع شهر الخير أشياء كثيرة غير البركة والروحانيات, ويعتقد البعض أن رمضان لن يكتمل إلا بها, وبرؤية رامز جلال وهو ينال حظه من السباب والضرب والركل من ضيوفه ونحظى معه بكمية لا بأس بها من التيت... وهى تغطية للألفاظ السيئة حتى لا تدخل البيوت ولا أعرف ما هو الهدف من وراء هذا البرنامج الذى يتكلف ميزانية رهيبة لكى يخرج علينا فى رمضان, كما تخرج علينا مسلسلات لا حصر لها وكأنه مطلوب من الصائم أن يسلى صيامه ويقضى أوقاته فى سباق محموم للحاق بأكبر عدد من المسلسلات, والتى أُضيف إليها علامات قبل عرضها مثل +16 و+18 وبرغم أنه أسلوب جاء متأخر جداا عن الآخرين إلا أنه أيضا لا علاقة بين ما يقدم وبين أعمار  تلك العلامات, وكأن من وضعها لا يفهم معناها, كما وجدنا السباق بين شركات المحمول فى الإعلان عن نفسها بعمل فنى وهو ما ينتظره المشاهدون لكي يحكموا على العمل الفنى وليس على الخدمة المقدمة, والتى لو أُدخر جزء من تكلفة العمل الفنى لتحسين الخدمة المقدمة لكان أفضل, وسمعنا عن أسماء لشباب مثل توتّا وفوفا وكوكا من خلال الإستفسار عن الشخص الذى يقف فى الردهة وكلها أسماء تحمل من المياعة وتبعد أكثر عن  الرجولة, ولا يقف الأمر على ذلك فى الإعلانات وإنما تكرارا لما يحدث كل عام من أسلوب إدخال الهم والغم على الناس لحثهم على التبرع بالزكاة والصدقات, لبناء المستشفيات أو توصيل مياه وعمل أسقف للبيوت وكأنه مسئولية هذا الشعب الذى يحتاج هو إلى من يشعر به ويقف بجانبه , وننتقل من الإعلانات إلى المسلسلات لكى نرى الصديقة وهى تستولى على زوج صديقتها وتبرع فى الكيد لها وهذا شئ قد يكون عادى أما ماهو غير عادى أن تقف أسرة الزوجة مع الصديقة ضد إبنتهم , كما شاهدنا أغلب الأزواج يخونوا زوجاتهم وأغلب الزوجات نكديات حتى فى الإعلانات, والعلاقات غالبيتها علاقات محرّمة, والناس تخاف من شرطة السياحة ولا تخاف الله, أما شُرب الخمر والسكر والعربدة والدعارة فهى لقطات عادية دخلت البيوت ومرّت مرور الكرام وكأنها جزء من حياتنا وشئ عادى وإن حدث وفقدت الفتاه عذريتها فهو شئ بسيط ويمكن تصحيح الخطأ بالذهاب إلى الصيدلية وهو دعوة للفجور وضياع الأدب والأخلاق, أما الطابع المميز لكل العلاقات فيتسم بسيطرة الغل والحقد والحسد والمكائد عليه, ويلوثه الفساد من القاع إلى القمة إلا إن فساد القمة أقوى ويده طايلة وباطشه, والزوجة قبل الزواج حمادة وبعد الزواج حمادة تانى وقبل الحجاب شئ وبعده شئ تانى, المرأة تنسى نفسها وأناقتها وكأن الحجاب هو نوع من أنواع الإهمال ونسيت أن الله جميل يحب الجمال حتى وهى محجبه, أما أغرب شئ هو تقمص الرجل لشخصية المرأة سواء فى الإعلانات أو المسلسلات وكأن هناك نقص فى عدد النساء للقيام بذلك وهى دعوة للتخنث وتَقَبُل ذلك فى حياتنا, وإذا كان  كل ما رأيناه وشاهدناه هو محاكاة للواقع  بكل عيوبه ومساوئه, وتجسيد للحياة المصرية والشعب المصرى وأدعو الله أن لايكون كذلك وإلا  ...فلنقول على الدنيا السلام , و .....رمضان كريم.

 

بقلم وفاء القناوى