اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

استشهاديون ام ممغنطون، هل لبرامج الCIA العصبية والنفسية دور؟ (2)// عارف معروف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

استشهاديون ام ممغنطون،

هل لبرامج الCIA العصبية والنفسية دور؟ (2)

عارف معروف

 

عقب نهاية الحرب العالمية الثانية وحينما كان الالوف من علماء المانيا النازية في معسكرات اعتقال مختلفة لدى قوات الحلفاء المنتصرة، اجاز الرئيس الامريكي ترومان وفق قانون خاص 1945-1946، استغلال اولئك العلماء والاستفادة من خبراتهم المتطورة في القطاعات العلمية والعسكرية الامريكية، ولغرض حرمان الاتحاد السوفياتي من الاستفادة من هذه القابليات العلمية. وكان معنى ذلك تجنيد ونقل اكثر من 1600 من هؤلاء الى الولايات المتحدة. لقد كانوا، جميعا، من النازيين، بل وكان بعضهم قادة وكوادر متقدمة في الحزب النازي. كانوا علماء نوويين وعلماء بحوث عسكرية ومهندسين واطباء وباحثين نفسيين وفي قطاعات اخرى، زجوا في مشاريع الولايات المتحدة السّرية لتطوير البحث النووي والصاروخي والعسكري والكيميائي والبايولوجي والنفسي فيها. يبيّن ذلك طبيعة الالتزام الاخلاقي والقانوني الزائف للأوساط النافذة في الادارة الامريكية. وكيف ان سلوكها يعتمد قاعدة الغاية تبرر الوسيلة بغض النظر عن اي التزام قانوني او اخلاقي جاد.

ان ما يهمنا، هنا، ان عددا من الاطباء وعلماء الاعصاب والنفس الاشرار الذين شاركوا في بحوث وتجارب اجرامية اجريت على البشر في معسكرات الاعتقال النازية تم تجنيدهم وتشجيع بحوثهم في هذا المجال من قبل المخابرات المركزية الامريكية CIA.

لقد اسست CIA في 1947 وشرعت تحت توجيه جيمس فورستال وزير الدفاع، آنذاك، ومنذ الاجتماع الاول لمجلس الامن القومي المؤسس وفق نفس القانون، قانون الامن الوطني 1947، في العمل بمشاريع وبحوث نفسية وطبية بالتعاون مع الاطباء والمختصين النازيين الذين كانوا قد برهنوا على قدرات احترافية في  تجارب تحطيم واعادة تركيب العقل. لقد كانت بعض القواعد العسكرية مكانا لهذه الانشطة والبرامج السرية. كان هوس الخطر الشيوعي قد اصبح اولوية مطلقه، واباح، في ظاهر، الحال التجاوز على اية قواعد اخلاقية او مباديء دستورية.

كان واحدا من الميادين التي استحوذت على الاهتمام والبحث، من قبل الCIAهو ميدان السيطرة العقلية (MIND CONTROL) الذي حفزه، بصورة اساسية، تصور نجاح السوفيت والصينيين في استخدام هذه التقنية. لقد بدأت وكالة المخابرات المركزية اولى برامجها في هذا المجال عام 1950  تحت اسم " الطائر الازرق "  ،الذي ابدل،  بعد ان ضم بريطانيا وكندا، الى اسم "الخرشوف". اما مشروع MKULTRA، فقد بدأ، رسميا، عام 1953 وانتهى، تقنيا، عام 1964 رغم ان بعض برامجه قد استمرت تحت اسم MKSEARCH حتى السبعينات.

وخشية من اية تحقيقات مستقبلية فأن مدير الCIA ريتشارد هلمز امر بأتلاف كل السجلات والوثائق التي  تتعلق بمشروع MKULTRA.

استنادا الى قانون حرية المعلومات (FOIA) امكن كشف مدى "التقدم" الذي تم احرازه  في بحوث وعمليات طرق السيطرة على تفكير وتصرفات الناس.

ففي 1977، ومن خلال هذا القانون، كُشفت 16000 صفحة من الوثائق التي وجدت، والتي كانت جزءا من السجلات المالية للوكالة (بسبب ان الوثائق الرئيسية كانت قد اتلفت وفق اوامر هلمز، كما اسلفنا، فقد بقيت توثيقات السجل المالي، لتلك البحوث، دون ان ينتبه اليها ويشملها الاتلاف، وهذا هو مصدر المعلومات، هنا، حول تلك البحوث) . هذا رغم ان بعض الوثائق الخطيرة حُجبت ولم تُكشف، حتى بالاستناد الى هذا القانون، كما تقول المصادر الامريكية!

ورغم اتلاف الوثائق الرئيسية فأن محتويات ما تبقى، كافية لتفضح لنا، اية دناءة في التفكير وانحطاط في الاخلاق، ذلك الذي كان يُمارس، في الزوايا المظلمة والازقة الخلفية، لدنيا الديمقراطية والدستور وحقوق النسان، تحت ذريعة حماية هذه الحريات وصون تلك الحقوق والعمل ضد العدو الذي يتربص بها!

ان وثيقة تبحث في الاطار العام لمشروع blue baird  "الطائر الازرق" تكشف لنا طبيعة الاهتمامات او الاهداف التي ركزت عليها وكالة CIA في باكورة مشاريعها في هذا المجال. وسنرى من خلال الوثائق الاخرى اللاحقة، تجارب عملية، في منتهى الخسة والانحطاط أجريت على متطوعين دون علمهم  وبتضليلهم التام عن الاساليب او مستوى التجارب او غاياتها الحقيقية. ان النقاط او الاهداف الواردة في مطالب هذا المشروع، تكشف ما كان عليه الوضع في مطلع الخمسينات، اما بعد عقود من ذلك الزمن، وفي اطار من السّرية التامة والحرية الكاملة المتحللة عن اية قيود او اعتبارات قانونية  والدعم المالي الوفير، فالله وحده يعلم الى اي مستوى وصلت هذه الابحاث والتجارب، واية نتائج شريرة توصلت اليها يمكن ان يكون الافراد والجماعات قد اصبحوا تحت وطئتها او سلطانها اليوم.

لابد، هنا، من ان اعيد التأكيد على ان ما اقدمه هو ترجمه لوثائق امريكية  مكشوفة ومنشوره ومتاحه للجميع، وقد ادرج الناشر الامريكي الروابط الرسمية التي يمكن من خلالها الدخول على تلك الوثائق والاطلاع عليها. اقول هذا، لكي لا يذهب احبة الهيمنة الامريكية وعشاقها الذين يغارون عليها حتى من النسيم الى القول بأن الامر ناجم عن موقف سياسي مسبق او تحامل ايديولوجي:

 -------------------------

(وثيقة ال(CIA) المرقمة 140401/ رقم الصفحات 6 و7

التاريخ: 1 كانون الثاني 1952

العنوان: بحث خاص، الطائر الازرق.

 

نبين في ادناه مشاكل محددة، يمكن حلها فقط عن طريق التجربة، البحث، والاختبار:

1-هل بإمكاننا السيطرة على كافة نشاطات فرد معين (الجسدية والعقلية)، راغبا او غير راغب، عن طريق تطبيق تقنيات ال (SI) الحّث خلال النوم او ال (H) التنويم المغناطيسي.؟

2-هل نستطيع عن طريق البرمجة المغناطيسية ان نجعل شخصا ما، يفعل اشياء متناقضة مع مبادئه الاخلاقية؟

3-هل نستطيع في مدى ساعة من الزمن، ساعتين، يوم ، ...الخ، انتاج تأثير مغناطيسي لشخص معارض او عنيد الى المدى الذي يجعله يؤدي فعلا في مصلحتنا؟

4-هل نستطيع حجز "حاله" ثم جعله في مدى ساعة او ساعتين بواسطة البرمجة المغناطيسية ان يصدم طائرة ، يدمر قطارا ، ... الخ؟

5-هل نستطيع بواسطة تقنيات ال (SI)و ال (H) اكراه شخص (معارض او غير ذلك) على السفر لمسافات بعيدة وارتكاب افعال والعودة الينا، او جلب وثائق او مواد؟

6- هل نستطيع ضمان تحقيق فقدان ذاكرة  كلي في اي ظرف او كل الظروف؟

7-هل نستطيع تحويل شخصية انسان؟

8-هل يمكننا وضع نظام لجعل الاشخاص المقاومين، عملاء راغبين.. وبعد ذلك تحويل هذه السيطرة الى وكلاء غير مدربين للوكالة عن طريق شفرات او اشارات تعريف؟

9- هل من الممكن ايجاد غاز يمكن ان يستعمل للحصول على حالة ال( SI) من قلم غاز، دون رائحة او لون وبضغطه واحدة ...الخ؟

10- ماهي التفاصيل الكاملة لآلة حفز النوم؟

11- كيف يمكن اخفاء عامل صوديوم (A) او (P) او اي من عوامل حفز النوم في مواد عادية وشائعه مثل الحلويات، السكائر، البيرة، الخمور، القهوة، الشاي، العلكة، ماء الشرب، اقراص الاسبرين، الادوية الشائعة، الكوكايين، معجون الاسنان؟

12- هل يمكننا باستخدام تقنيات (H) و (SI) انتزاع الاسرار العلمية المعقدة من العلماء، المهندسين.... الخ في حال كانوا ممانعين؟) انتهى.

-----------------------

( ملاحظة الناشر الامريكي:

ان قراءة وثائق ال (CIA) التي كُشفت والمدرجة في هذه المقالة يفترض ان الاجابة على معظم ان لم نقل كل الاسئلة اعلاه ستكون بالإيجاب. لاحظ ان عوامل تأثير الحّث بالنوم، تم وضعها في الحلويات، الاسبرين، الكوكايين وغير ذلك. فكّر في الاثار التي تنجم لو ان بعض الرجال العاملين في هذه البرامج استخدموا هذه المواد خارج اطار العمل الرسمي للتأثير على اشخاص والتحكم بهم لغرض تحقيق منافع شخصية. حان الوقت لنشر هذه المعلومات لكي نكون، جميعا، على دراية بما يجري، ونستطيع العمل لوقف هذه الانتهاكات. لاحظ ان هذه الوثيقة لسبب ما غير منشورة ضمن السيديات الثلاثة ولذلك ....الخ.)

--------------

شُرع بهذا البرنامج منذ اكثر من 65 سنة، فألى اي مدى يمكن ان تكون الCIA قد نجحت؟ وهل ثمة شك، مع حالة التطور العلمي ومستوى البحوث العصبية والنفسية والمخبرية التي جرت، منذ ذلك الحين، في ان اجابات دقيقة قد توفرت لكل تلك الاسئلة والاهداف؟

بالنسبة للنقاط (3،2،1) كم من شخص أو معارض، او مقاتل، جعلوه، عبر الاعتقال، واخضاعه لما توصلوا اليه من آليات وطرق جهنمية، سيرد بحثها لاحقا، جاسوسا ومخبرا لهم برغم ارادته؟

اما بالنسبة للنقطة (4) فهي دلالة قويّة ومؤشر بالغ الوضوح على ما ذهبنا اليه، في المقال السابق، من ان الانتحاريين، او على الاقل، جزء مهم منهم، اشخاص مبرمجون او ممغنطون، مسلوبي الارادة والادراك، يسيرون نحو اهدافهم بآلية الروموت كونترول، دون ان ينفي ذلك بالطبع، وجود الانتحاريين العقائدين، الذين حُفزت فيهم دوافع الكراهية وغرائز القتل، بفعل التكوين الايديولوجي والاعداد الطائفي او العقائدي التكفيري.

لقد تم التركيز على هذه النقطة في الاعلام الامريكي المضاد (الاعلام الحرّ والمضاد لهيمنة الاعلام الرسمي والطاغي، المضلل) بعد اعتداءات ايلول 2001، خصوصا العبارة التي تشير الى جعل الشخص او الحاله موضوع التأثير، يصدم طائرة! واقترانا مع ما ابداه بعض اهالي واصدقاء ومعارف المتهمين من انكار واستغراب أن تصدر عنهم مثل تلك الافعال!

ترى هل تم حجزهم لساعة او ساعتين او اقل او اكثر وبرمجتهم مغناطيسيا لكي يقترفوا تلك الافعال دون وعي ولا معرفة؟ هل كان بن لادن او غيره من الاشخاص الثانويين، عملاء تم اعدادهم وبرمجتهم بشكل مسبق لكي يلعبوا دور مركز جذب وتجنيد استنادا الى الفقرات (3،2،1 ) اعلاه، ثم قتلهم والتخلص منهم بعد ذلك؟!

بالنسبة للنقطة (8) ما لمقصود بتحويل العملاء الذين يجندون رغم ارادتهم، بالطرق العصبية والنفسية، الى عهدة او الارتباط او سيطرة وكلاء غير مدربين للوكالة عن طريق شيفرة او اشارات تعريف؟ وهل تم تحويل العشرات او المئات من "الجهاديين" المتطوعين الى عملاء ممغنطين ثم نقل السيطرة عليهم الى وكلاء غير مدربين (قد يكونوا عملاء سياسيين، مثلا) في العراق او سوريا او غيرها من الاماكن، عن طريق كلمة او اشارة؟ وما علاقة ما قيل، في حينه، من وجود اسماء وارقام هواتف لسياسيين عراقيين، في هاتف الزرقاوي او غيره من بعض الانتحاريين الذين القي القبض عليهم ؟ ولماذا خرج العديد من المعتقلين في سجن بوكا  منه وهم اكثر شراسة ودموية حتى شاع ان سجن بوكا كان مدرسة اعداد ارهابي امريكي اكثر مما هو سجن!

نكتفي بهذا القدر من العرض والاسئلة، في هذه الحلقة، لنستكمل بحثها في حلقات اخرى.....

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.