كـتـاب ألموقع

يا جماعة نحن اصغر مما نعلم بذلك!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب 

يا جماعة نحن اصغر مما نعلم بذلك!

نيسان سمو

 

نظرة سريعة ومن بعيد على إنتخابات الرابطة الكلدانية في كندا والمعطيات التي اشعرتُ بها والمقاطعات التي شابت العملية قادتني الى التفكير في موضوع مهم للغاية ( على الاقل بالنسبة لي ) وهي إننا نتعامل مع بعضنا البعض وكأننا دول عظمى . نتعامل وكأننا لا زلنا في مملكة الكلدان والتي الى الآن لم نعلم إذا كانت مملكة قد مرت على التاريخ من عدمه او حتى لا نفقه إن كانت لها موقعة جغرافية او حدود مملكية !

 

يتعاطى الآشوري مع الآخر وكأنه سنحاريب قبل اربعه ايام! يعتقدون بأن المملكة الآشورية قائمة الى وقتنا الحاضر وهي تقود العالم كدولة عظمى!

 

احزابنا واشخاصنا وكُتابنا وبارتياتنا وجماعاتنا وقومياتنا وحتى كنائسنا تتعاطى مع الآخر وكأنها فعلاً دول عظمى! يا جماعة علينا أن نعي بأن الماضي سوف لا يكرر نفسه والذي مات سوف لا يستيقظ . حتى الامبراطوريات العالمية كالرومانية والاغريقية ادركت ذلك ونست مكانتها التاريخية وتتعامل مع العالم الخارجي وحسب مكانتها واهميتها الحالية!

 

افقر دولة واضعف دولة في تحركاتها وقراراتها وعنجيتها هي حفيدة ( اليونان ) الامبراطورية الاغريقية والتي كانت يوماً من اعظم الامبراطوريات في العالم!

 

اكثر واعظم البلاوي والمشاكل والضعف والوهن الذي اصابنا وإلى يومنا هذا هو بسبب تعاملنا مع البعض على اوهام تاريخية واسماء رحلت وانتهت وسوف لا تعود.

 

يا جماعة ترى نحن اضعف مما نعلم به! اقزم مما نحن واهمين فيه! نحن لسنا غير جماعات هشة واهنة متفرقة متشردة متعرضة في أي لحظة لِتَلَقي اللطمة الاخيرة .

 

لا نعلم في اي لحظة سيتم قتل مسؤولنا او خطف مختارنا او هدم وتفجير كنيستنا! نحن فعلا نتكابر في فراغ هو الذي ازاد من تفرقتنا وأكبّرَ صُغر حُجمنا وقلص مكانتنا وأمحى إسمنا. علينا أن نصحى وننظر الى حجمنا الحقيقي الحالي! علينا أن نتعامل مع بعضنا البعض على هذا الاساس وهذا الوضع الذي يومياً نبتعد عن بعضنا البعض ونفترق ونذوب في جغرافيا العالمية المتباعدة الاطراف. نحن لادولة ولا حزب ولا امة ولا جغرافيا ولا ارض! حتى بعض القرى المسيحية الفقيرة والتي كان البعض يتبسم عند ذكر اسماءها كالألقوش وتللسقف وبطانيا وغيرها هي الاخرى ذبلت ولم يبقى فيها غير الدفعة الاخيرة وتصل ليد الاعداء! رابطة كلدانية صغيرة اسمينا اضحت بلوة ونقطة سوداء في طريقنا فكم نحن بُهلاء وواهين واقزام!

 

تعامل السرياني مع الآشوري كالتعامل البريطاني مع الصومال! رد فعل الآشوري على السرياني كرد فعل إسرائيل للمفاعل الإيراني! تعاطي الكلداني مع الاثنان كالتعامل الامريكي مع الحوثي ( هاي هَم اهم )! والاعظم من كل ذلك هو ذلك التعامل الاجوف والاغرب الذي وصل الى الشخص البسيط نفسه! الى رجل الدين مع الآخر! الى الكُتاب والقراء بعينهم! حتى بعد تركنا لأرض التاريخ وهروبنا وتشردنا وتناثرنا في أراضي الحرام كوّن كل واحد حول داره الجديدة دولة عظمى! والله فكرة ...

 

في النهاية إذا نظرنا الى موقعنا واسمنا ومكانتنا وقدرتنا فلا نجد غير ذيل الثعلب الطويل والذي حلم يوماً بأنه ملك الغابة وفجأتناً نطّ وارتطدم رأسه بالأرض بسبب نملة قد عضت ( هسة راح يجي واحد ويگولي هي قرصة مو عضة ) ذيله الطويل ففاق من حلمة الملكي ولم يجد امامه غير ذيله الطويل الفارغ وهو وحيداً يرتجف ويرتعب من الوحدة والذيل الطويل ( صاير بلوة عليه ) !

 

يجب علينا إن رغبنا في الحفاظ على القلة القليلة الباقية وآخر رمق في عرشنا أن نعي ذلك ونُغير من تعاطينا وتعاملنا مع البعض كي لا تمر آخر المقطورة ونحن نحلم كالثعلب ومن ثم نصحى ونجد إن تلك القاطرة الاخيرة قد رحلت ايضاً!

 

علينا أن نصحى من الوهم والحلم التاريخي ونتعامل مع الآخر بالأمر الواقع الحاصل! الامر المتبقي لهذا اليوم! الوضع الذي بيدنا هذا الشهر! اللغة والقرابة والعادات والتقاليد المشتركة! علينا دمج وتفعيل هذه الصفات المشتركة كي يحق لنا ان نحلم ولو ببصيص امل للغد! صادقاً لم يبقى بيدنا غير ذلك الامل الاخير!

 

غير ذلك فصادقاً نحن سيكون في رقبتنا ذنب الاجيال القادمة من الضياع والتفرقه والابتعاد والخسارة ( في كل شيء ) والذي سوف لايسامحنا عليه حتى الله ( بالنسبة الى الذين يؤمنون بسماحته وعطفه ) ! هو الآخر سيتنكر لنا في النهاية ( ليش بقت الشغلة عليه )؟؟

 

خلاصة: لم ننجح في أي شيء غير التشرد والضياع لأننا لم نعتمد على الواقع الراهن بل على الاسماء الوهمية التاريخية!

 

لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !

 

نيسان سمو 09/12/2021