كـتـاب ألموقع

لماذا لا تتدخل الآله في انقاذ رعاياها؟ -//- نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لماذا لا تتدخل الآله في انقاذ رعاياها؟

نيسان سمو

اليس من الواجب ان تتدخل الآله ولو لمرة واحدة في إنقاذ رعاياهه والمؤمنيين بهم وتخليصهم من اثم الشك وشرور الآله الخبيثة ام ان الوقت لم يحن بعد ؟؟ متى إذاً !!

اهلاً بكم في برنامجكم (  إضاءات ) وهذا الموضوع سيكون محور إضاءتنا مع ضيفنا المنور العالم الشيعي الكبير احمد القبانجي والذي يحاول إضاءة شمعة ( ولو انها صغيرة وتنتطفي بسرعة ) في درب ظلامنا بالرغم من كل الرياح العاصفة لإطفاء شمعته .. تفضل سيدي الشمعة عندك ..

بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على كل مَن اشعل شمعة في طريق الظلام .. طيب ..

بصراحة وكما ترى اننا نحاول ان ننور في ذلك الطريق ولكن وكما تعلم عندما تكون الرياح هوجاء وعاصفة ومن كل الجهات تسيح الشمعة بسرعة ، اي تتعاكس قوة الإضاءة وفترة بقاءها مضيئة طردياً مع قوة الريح ( هذه سمعناها من فيثاغورس ) . وبما ان الرياح قوية وطبعاً لا تعلمون ماذا اقصد بالرياح القوية هنا لهذا وجب علينا الاسهاب ، نقصد بالعامية للرياح القوية هنا بالتخلف ......

فكلما كانت درجة التخلف كبيرة وواسعة تكون سرعة الرياح قوية وبالتالي انطفأت الكثير من الشموع وستنطفي الباق بسرعة الريح ..  وهنا يجب ان نتسائل : ما هو دور الآله إذاً في إنارة تلك الشموع ؟؟

ألم يحن الوقت للآله في التدخل من اجل إنقاذ رعاياه ومحبيهم ام ان الوقت لم يحن بعد او ان الآله نفسها سادية الطبع في التعذيب والتقهير لمؤيديها ؟؟ فكما يعلم الجميع ومنذ الازل ( تقريباً ) اي منذ نشأة الآله ( وهي فترة قصيرة نسبةً للتاريخ او الزمن الحقيقي للكون ) والمؤمنين والصالحين والفقراء في محن بعد عذاب والم بعد بأس وشقاء . فكل الضيم والقهر والبغاء والجور يصب على ذلك الطرف المؤمن الفقير المعتمد على تلك الخارقة البعيدة .. والامثلة التاريخية لا تحصى او تذكر وخاصة الحروب الدموية المريرة التي احرقت الملاين من اجساد اولئك الصابرين من نساء ورجال واطفال ( الفقراء طبعاً ) ففي معظم الحروب كان الفقير المؤمن هو الوقود وعبر كل ذلك التاريخ الطويل .. وحتى في الكوارث الطبيعية والتي نعترف ونقر بأنها إلهية ( غير ذلك صعب ) يكون الغرق والمنجرف والغاطس والمتوحل الفقير البائس المعتمد على صاحب تلك الكارثة .. في الازمات وفي الانتفاضات وفي الفيضانات وفي الثورات ( هذه ما ننساها ) وفي الجفاف والارهاب والاضطهاد والسجون والتعذيبات والجوع والفقر يكون المتضرر الفقير المعتمد على الآله في إنقاذه ( العجيب في الموضوع هنا ايضاً المعادلة طردية سبحانة الذي خلق الطردية ) .. فعند الهروب يكون المنبطح تحت الاقدام ذلك الممثل ، في العمليات الانتحارية يكون هو في الشارع يبحث عن صدقة من تلك العالية ، في الجفاف والفقر والجوع والامراض الافريقية والآسيوية يكون هو المتدحرج بين الاقدام ( هل رأيتم في حياتكم ميسور او مترف مات من الجوع او غرق بالفيضان ) ؟؟ حتى عندما يتم تفجير كنيسة او جامع او معبد يكون نفس الفقير متواجد متضرعاً لتلك الآله طالباً الستر والعون والسلام ( الصحة مو مهمة ) ولكنه لا يعلم هي كانت في نفس الوهلة تخطط في إهلاكه ( عندما تأتي الساعة اينما كنت ) ، في الهروب من الاوطان الى اوطان اخرى يكون هو هو نفسه الضحية ( ولا اعلم لماذا يهربون إذا كانت الآله معهم اصلاً ) ؟ في الانقسامات المذهبية والطائفية والقبلية والعشيرية وصراع الاحزاب والبارطيات وغيرها يكون مرة اخرى هو هو المنجعص والمفطوس ، والمفارقة الغريبة العجيبة هنا هي حتى في الصراعات المذهبية والتي تطالب التقرب منه بشدة ولكن بطرق مختلفة يكون هو هو نفسه المذبوح ؟؟ ..

القائمة طويلة والأمثلة كثيرة ولكننا يجب ان نتوقف لأن ادمغتنا بدأت تشل من كثرة الالم والحصرة ، حتى في الكتابة نحن الاغبياء الذين نحاول ان نشعل تلك الشمعة في دروبهم الظلماء نكون الضحية والمنافقين الدجالين الذين يسحقون ويسيلون تلك الشمعة في كتاباتهم  للطائفية والمذهبية يكونون المنتصرين ...  ولكن يجب ان لا ننسى بالتذكير لكل هؤلاء الحالمين الواهمين المعتدمين والمنتظرين العون من تلك الغمامة والتي سوف لا تصل ابداً بأن هناك دائماً مَن يقوم بالفبركة والتنظيم وتشكيل المسرح وتزينه من اجل الاغراء بنا وهو المستفيد الوحيد ...

كذلك يجب ان لا ننسى الذكر بأن في كل تلك الملحمات التاريخية والآلام العصيبة دون رحمة يكون المؤمن جالساً متضرعاً متأملاً مُصلياً صابراً متسلحاً بالكلمات التاريخية العون ، الصبر ، الإيمان ، الرحمة ، الحمدلله ، بعونه تعالى ، الشكر على كل شيء ، الشكر على لا شيء ، وغيرها من التأملات  منتظراً تلك الرفسة وهنا ايضاً وبقدر قادر تكون المعادلة طردية ايضاً ( سبحانة الذي خلق الطردية ) .

حتى في كتابتي ووصفي  لهذا البلسم من اجل هؤلاء الفقراء المتوهمين المظلومين البؤساء من اجل تنويرهم وإشعال شمعة تُنور دروبهم من هذا التعفن الذي هم فيه سيكون كرهمم وبغضهم عني طردياً ( سبحانة الذي خلق الطردية ) . ألا ترون مفارقة الطردية معي .. العالم يسير طردياً .. شكراً لكم ..

لم يبقى إلا ان اشد على يد ضيفي الكبير وازيد واقول متى إذن ؟ متى سينظر الينا ويساعدنا ويخلصنا نحن العابدين له ومنذ التاريخ من ايادي الذين يدوسون كل شيء تحت احذيتهم الجلدية ؟؟ اصبر ؟ لم يبقى إلا ان نكرر ما نؤمن به عسى ولعله نصيب مرة ونقول ..

لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر ... !! نيسان  سمو