اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لماذا يتيه الأنسان العربي في الشوارع ؟ -//- نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

نيسان سمو

لماذا يتيه الأنسان العربي في الشوارع ؟

هل مصيبة الأنسان العربي ( والشرقي بصورة عامة ) تشبه مصائب باق البشر وهل بَلْوَتُنا إُحادية الجانب ام ثلاثية اوسداسية الحافات وكيف يمكن التخلص منها ؟؟ مستحيل ....

اهلاً بكم في بانوراما الليلة وهذا العنوان سيكون محور مصيبتنا وسنستضيف فيها القاريء الكريم الاخ مخلص توفيق ليحدثنا عن تلك المصيبة والتجربة .. تفضل اخي مخلص ..  (Mokhlis Taufik )

في ردي على تعليق لك على كلمتي والتي كانت عن ما سبق الضربة الامريكية ( هل تحولت الضربة الى ضرجة ) ! وما شابها من هواجس التأجيل والتاخير وغيرها قلت فيها : رداً على قولك بأن ملايين الامريكيين والغربيين يعيشون كالخدم للسعوديين وغيرهم من اهل الخليج ! بأنك ادخلتنا في نفق مظلم من جديد وهو النفق الرأسمالي وقلت بأن ذكرنا لأكثر من مليون مرة بأن الرأسمالية لا يعنيها الانسان بقدر ما يعنيها المال وهي خادمة وراكعة للدولار ولا غير شيء .. فقلتَ في ردك ما يلي :

كلام جميل وواقعي ، وانا وانت نعرف هذا الكلام وواجبنا الديني والاخلاقي توعية المخدوعون وكشف قذارة الغرب وسفالته ... انتهى ردك .. ووعدتك بأنني سأكتب كلمة بهذا الخصوص.. وها انا افي بوعدي كالمعتاد وقلت حينها ستكون ضيفي وها انا استقبلك في برنامجي .. هل لك إضافة على ما ذكرته أم ترغب ان تسمع الإجابة .. اسمع الإجابة .. طيب ولكن بدون مقاطعة رجاءاً ..

كشف سفالة الغرب :

إن مسألة كشف السفالة تقودنا الى حالة من التَيهان اكثر مما نحن فيه ، وتَقَبُل هذه السفاهة هو الاختيار المر من بين الاختيارات الاكثر علقم . هو ناتج التخبط الذي يعانيه والتيهان التي يمر بها الانسان العربي والشرقي بصورة عامة . حالة من الضياع الفكري والثقافي والسياسي والنفسي وحتى التربوي وغيرها . فمطالبتنا في الحلقة السابقة بتشكيل دولة مستقلة للقاعدة لم يكن إلا حرصنا على توضيح وفصل وتحديد هذا التيهان ( ولو بجزء بسيط منه ) ..اننا شعوب تائهة ..

تَيهان الشعب في الشوارع :

كما تعلمون نحاول ان نسهب المواضيع بسلاسة ودون تعقيد ( هناك مختصيين بهذه المسألة ) ولا نرغب في الدخول في متاهات لا نعلم حتى ( نحن كيف نخرج منها ) او نضيف عُقَد على الوضع اكثر مما هو شائك . فمصيبة الانسان العربي هي ضياع الفكر العلمي له وبينه وبين المحيطين به . فهو محصور بين اضلاع سنختصرها بالثلاثية ، وهي ثلاثية تقوده الى التَيَهان . وهذا التيهان يشمل حتى المثقف العربي وينخرط  فيه ويدعوا اليه في حالات اكثر . فهذا الانسان الذي ورث كل هذا الموروث الوهمي ودرسه على مر العصور لا يمكن له ان يخرج خارج إطاره ويبعث بفكر او حالة علمية جديدة بل سيبقى يدور في ذلك المثلث المُر ونحن معه ... والمثلث المذكور هو محصور ومُغلف بالإسلام المعتدل ( الضائع التائه ) بين الرأسمالية الغربية وبين التراث المذهبي ومقسوم الى الطائفية والعقائدية معتمداً الميثولوجيا والفوبيا البعيدة ضارباً نفسه بنفسه قاسماً الانسان نفسه الى اقسام وهمية جاهلية غير واضحة المعالم خالية من اي فكر او فلسفة او عَلمانية يستطيع انسانهُ الاتكاء عليها او إعتمادها كخط ومنهج علمي لتكوينه او بناء المستقبل .

ويقابله في الضلع الثاني التشدد والذي هو الاكثر علقماً . وهو ايضاً نهجاً يختلف عن الاول في زيادة الاعتماد على الموروث الجاهلي ضارباً بكل القيم عرض الحائط .  فإذا نجد البعض القليل من تلك القيم مثل الحرية والديمقراطية وحرية الفكر وحقوق الانسان ( من المرأة الى الطفل اللقيط ) في الضلع الاول فالثاني ينفيها لا بل يقضي عليها ويحاكمها بالمؤبد .. اختصر هواية لحيّت ..

اما الضلع الثالث ( المسيحي ) والذي لبس ثوب الرأسمالية وفصل نفسه عن المذهب فهو لا يختلف عن الضلعين الاول والثاني في الحبكة الدرامية ولكنه ينفي وبصورة عامة كل افكار الضلع الاول والثاني ضارباً معتقدهم عرض الحيطة ولكن برقصة وطرب وكلمات شاعرية غير جاهلية بل حديثة . التفاصيل في حلقات سابقة وقادمة ..

المثلث الضائع :

لقد دخل الانسان العربي والاسلامي المتاهة وبدأ يتخبط بين الاضلاع الثلاثة رافضاً كل ضلع بشكل او بآخر . فلا الضلع الاول الممزوج بالدكتاتورية والطائقية والمذهبية وغياب كل اساسيات الانسنة قابل للتحمل والتعايش معه وهذا قد تجلى وبشكل صارخ في الثوران الربيعي وفي اغلب دول تلك الشعوب فدخوا في المحظور من الضلع الثاني وهذا كانت واقعته اشد من الضلع الأول والذي نراه في ليبيا وتونس ومصر والعراق وسوريا  وغيرها من الردة عليه ومقاومته خير دليل على رفض الضلع المتشدد الرجعي الغريب . ونفس الانسان الذي يتخبط الآن بين الضلعين المذكورين لا يستطيع إستيعاب وبرمجة فكره وإندماجه للضلع الثالث ( الرأسمالي ) بالرغم من انه الاكثر مرارة من الوترين الآخرين . ولهذا نرى بأن المصري والليبي والتونسي والعراقي والسوري وغيرهما يحاولون التمسك او الوصول الى ذلك الضلع بالرغم من عدم جاهزية الانسان العربي بسبب وعورة القاعدة ومعقودية الموروث التخلفي الذي تمّ زرعه بداخل جمجمته .. لهذا نرى الانسان العربي وفي كل الأمثلة المذكورة منتصفاً في الشوارع متخبطاً بين هذا الضلع او ذاك . فلا الاول يمكن تقبله بعد الآن ولا الثاني يمكن العودة والغرق في دهاليزه المظلمة ولا الثالث واضح ومُدرك المعالم . فلا احد يعلم ماذا يريد التونسي ولا الليبي او المصري او العراقي او اليمني او السوري كل تلك الشعوب تنتقل من مرحلة تائه وثورة ضائعة الى الدوران في الشوارع دون خطة وهدف ومعالم واضحة او قاعدة علمية صحيحة ..

الماركسية هي الحل :

سيقول البعض ( من زمان ) بأن الماركسية هي الحل الأفضل والطريق النهائي . ولكن اين هي تلك الماركسية وما هي معالمها وكيف يهتدي الانسان الوارث لكل تلك الجينات القاتلة اليها ! فهل استطاع ذلك الانسان من إستيعاب الأضلاع الثلاثة والتي تعايش معها وخلالها لآلاف السنين حتى يستوعب ضلع رابع دخيل وغريب عن كل موروثاته ( المسألة صعبة للغاية وتتعلق بتغير الجذور ومن منابعها الهدامة وبناء جذور جديدة وانسان جديد ( عدنا خُلق لضلع رابع ) ؟ ..

نبقى تائهين :

لهذا سنبقى ضائعين تائهين واهمين متخبطين بين الاضلاع الثلاثة قاتلين وهادمين جيل آخر او اكثر بهذه الشوارع ، وهناك دائماً مَن يستغل ويستفيد لا بل حتى يقود كل هذا التيهان بسبب غياب القاعدية العلمية الصحيحة ونقطة الصفر . والى الوصول الى تلك النقطة سيبقى الانسان العربي تائهاً في الشوارع .. 10/09/2013

 

لا يمكن للإنسان المتأخر ان يتقدم دون البدأ من نقطة الصفر .. نيسان سمو


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.