كـتـاب ألموقع

القتل من اجل استنهاض روح الميّت!// نيسان سمو الهوزي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

القتل من اجل استنهاض روح الميّت!

نيسان سمو الهوزي

 

مَن قال بأن العرب قد تطوروا او حتى يمكن ان يتقدموا (يمكن بعد عاصفة الحزم! لا مامعقولة) ! او وصلت الحداثة اليهم او حتى استفادوا من تجارب الشعوب والامم الاخرى !!

اهلاً بكم في بانوراما الليلة وبرنامجكم الجديد (المثير للسخرية) وهذا الموضوع وذلك الاستهزاء سيكون موضوع حلقتنا اليوم وسنستضيف فيها السفير الاممي المحنك السيد اخضر البلومي (آسف اقصد الاخضر الابراهيمي) والذي سيكشف لنا تلك الخبايا!! سيدي الكريم لك اكثر مما نعيه تماماً ومدرك بالخفايا البدوية وثقافتهم الرعوية فلك الكلمة والهزء .. شكرا للضيافة ... عادي !!

وأنا ايضاً اسأل بدوري مَن قال ذلك (ولا واحد) ! . لقد تَخيلنا او توهمنا بعد مرور فترة التحرر والتخلص من السيطرة الساكسونية (هذا منو يابا) ! للوطن الرعوي والبدوي بأننا قد دخلنا نادي ثقافة الشعوب والامم الهجينية (ليش هي هيجي يا ربي) ! وقد وصلت الينا الحداثة والتمدن وسنسير ونواكب البشرية (مثل باق البشر) ولكن وللأسف لم تكن هذه إلا ظاهرة وقتية فرضها البعض علينا إذا كانت جهات حكومية او دكتاتورية (واحسرتاه عليهم) او حتى سياسية .. لم تكن إلا بؤر فرضتها بعض الظروف والاحداث والاشخاص وفي مناطق محددة . اما القاعدة العامة للشعوب فلم تخرج من قالبها العرباني المذهبي الطائفي وعنصريتها الموروثة من الكُتب القديمة والتي هطلت علينا بواسطة المركبات الفضائية كحبات البرد الخشن ( ليش اول مرة ينزل البرد وطيور من الفضاء) ! .

العودة الى الاصل والبداوة والرعوية والشرمذة الخلابة هي التي اتينا بها وعدنا معها الى الاصل. فلم يكن يوم من الايام قد تخلى الراعي عن عصاته وعن بعرانه ولا حتى كوفيته ونعله العفنة (ام الاصبع المفتوح) .. كل الغرب وبالرغم من تفرعاتهم المذهبية والطائفية الهجينية استطاعوا ان يندمجوا ويتكتلوا ويتعايشوا سوياً وذلك لأنهم استطاعوا ان يتحرروا من جاذبية الكتب الموروثة اما نحن!

لقد مررنا بالعراق ورأينا مدى التأثير بذلك الموروث المحاصصي والطائفي وزرنا سوريا ورأينا الحب المتبادل بين تلك الفصائل واقتربنا من ليبيا ورأينا القتل العشوائي الاخوي والارعن من اجل العيون الخمرية (قتل من اجل التسلية! اي والله) ! وسافرنا ورأينا الاخوة والاخوات والاخوان كيف يتعانقون ويتحابون (مثل طيور الكناري) وشاهدنا اليمنية ولاحظنا العجائب (بس هَم يبقى الشعب اليمني افضل من باقي الرعات) ! وطرنا فوق الصومال (من رائحة البارود ما نزلنا) وغيرها من الحضائر التي زرناها وسوف يأتي الدور على كل الباقية والتي تعتقد بأنها محصنة ضد ذلك الموروث والاصل الاصيل .

لقد انطلق العالم والشعوب والامم الاخرى وسوف نحتاج الى قرون عديدة الى ان نتمكن من تسوية حساباتنا الارضية (من ورا) هذا إذا تم تسوية ذلك وإذا لم يكن السبب في نشوب حروب اقليمية وحتى عالمية مدمرة ...

وإذا ما تجنبنا تلك الحروب (مستحيل) سيكون العالم قد نظم كأس العالم على سطح القمر ويشاهد المباريات مباشرة من على حائط المريخ ( شنو هناك هَم راح يكون ارهابين) ! ونحن سنكون مشغولين بترتيب كوفيتنا ونعلنا العريضة (ام الريحة) وركبنا تبريد صحراوي على دشداشتنا النمساوية .. مع الاسف وكل الاسف، فالمسافة شاسعة وكبيرة وخطيرة فبِبقاء ذلك الموروث لا ولم نفعل اي شيئ ولا يمكن فعل شيء، فنحن نسير بواسطتة الى الوراء وقد تعكس احياناً عيوننا الجقلاء باننا نحو الامام سائرون فهذه ليست إلا خُدع سينمائية بدوية . وشكراً لكم .. شكراً لك سيدي الكريم ..

شكراً لضيفي الكبير بالرغم من انه لم يقل شيء جديد. ولكن قد تتعجبون او تضحكون على الوصف بالرغم من بساطته ولكن الحق اقول: لكم مستقبل اسود . لأن الموروث اسود، وسوف لا نخرج من هذه الشرنقة والبهدلة إلا بعد ان يأتي فيروس قاتل ومدمر يقضي على كل ذلك الارث الاهوج ( فيروس عربي اصيل ) . فكما قال المرحوم القذافي للرؤساء العرب في إحدى قِمَمِهم الفارغة ( بعد مصيبة صدام ) سيأتي دوركم واحد بعد الآخر .. المصيبة كل الرؤساء استهزأوا وقهقهوا عليه وعلى وصفه ولم يعلموا بأنهم مطرودين وخارج الخدمة بعد العودة مباشرة ! . سيأتي الدور لكل الدول العربية الباقية وستدخل نفس الطور ( لأنها نفس المدرسة الكتابية ) ولا تعتقدوا بأن الشعب السعودي او الجزائري او الاردني او البحريني وغيرهم قد تخلصوا من ذلك الوحل الرطب او قد خرجوا الى العالمية ولكنهم ينتظرون وبفارغ الصبر زوال ذلك الضغط المضغوط على رؤوسهم حتى يبدأوا الهواية الجميلة وهي نحر الآخر من اجل الضحك والمسخرة ...   القتل من اجل قينونات حجرية ( هي وين بْقَت ! هاي هَم اكلناها ) متخلفة وموروث متحجر غير قابل للتفسير والمجادلة والمحادثة او المناقشة ، القتل من اجل ماض غير موجود ، القتل من اجل استنهاض روح الميّت ..... راح نشوف !!

لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر ..

 

نيسان سمو الهوزي .. 19/04/2015