كـتـاب ألموقع

السرطان !!// نيسان سمو الهوزي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

السرطان !!

نيسان سمو الهوزي

 

 

اين يَكمن السرطان وماذا يفعل وكيف يستشري داخل جسم اي امة !!

اهلاً بكم في بانوراما الليلة وحلقة اليوم (صحتك) وهذا الموضوع سيكون محور حديثنا مع الجراح الامريكي ويليام هالستيد والذي قام بأول عملية استئصال ثدي في الصومال (ما اعرف ليش وْكف) !  دكتور كم هي انواع ذلك المرض الخبيث وكيف يستشري داخل الجسم ومتى يقتُل حامِلهِ وماهي افضل وسية للاستئصال الكُلي !!

 

شكراً لهذه الاستضافة وهذا الموضوع المثير .. السرطان مرض خبيث ينتج نتيجة تلف الخلايا وتكاثرها (بالمقلوب) وبسبب ذلك التكاثر يؤدي في النهاية الى تلف الجسم وتَهَلُكِهِ وبالتالي الى المقابر ... للخبيث انواع مختلفة واماكن متعددة، يضرب بعمق الرأس (يعني الدماغ) واحياناً اخرى الرئتين والقولون والقصبات الصحراوية وبيوت الرحم والحناجر (صاحبه لا يمكن ان يهلل عند سقوط اي شهيد في ارض الوغى) ويضرب احياناً اخرى العظام ويهشهش الدواليب ولكن اخطر تلك الخباثة عندما يضرب في الدم (اللوكيميا) فتكون النتيجة مستعجلة ولكن الاخطر والاعظم من كل هذا وذاك عندما يضرب الرأس فيفتك بالدماغ وينقر المخييّخ  (بصورة عامة) فيؤدي الى تلف خلايا جسم ذلك الانسان وبالتالي الى الهلوسة فيقتل نفسه بنفسه ومن ثم الجيران والآخرين  دون الحاجة الى الرجوع للمرض نفسه !!!!..... كيف ذلك !!

 

عندما تنظر وتشاهد المنظر العربي وانسانها وعقله لا يمكن إلا ان تتخيل ذلك المرض .صورة كئيبة وعقل مريض واحداث سرطانية والكل مُلتهي في نقل الجرثومة الى الطرف المقابل دون التأمل في نتائج تلك الحقنة .

 

امة بأكملها مصابة بذلك الداء. تتأمل الطائفة الفلانية تراها مهتمة وبكل ثقلها الى نقل الجرثومة الى الطائفة الاخرى. تتحد وتنخرط في حزب لا تشاهد الى عمليات نقل المايكروبات الى البارتي الآخر. تحضر صلاة الغائب على روح المرحوم لا تسمع إلا كيفية نقل تلك البرغوثة الى المعبد الآخر. تجتمع برئيس الوزراء لا تصغي إلا الى كيفية قيام تلك الحكومة بمحاولة زرع ونشر ذلك الخبيث في بيت الوزير الفلاني. تستمع او تقرأ لكاتب تعتقد بأنه خالي من ذلك المرض وبمجرد ان اختلف احدهم معه لا ينثر إلا حبات الخردل الخبيث بوجهك وبوجه المقابل. تنخرط في احدى المنظمات الفقيرة لا ترى إلا صور للرؤوس المقطوعة المصابة بداء الثعلب لأفراد تنمي الى منظمات معادية. تشاهد التلفاز لا تشعر إلا بإصابة الجمجمة بورم حميد. الوزراء يقاتلون بعضهم البعض ،العشائر تعادي الجيران، القبائل تنحر الآخر، المذاهب تُحرم الأديان الاخرى ، الطوائف تطوف على جُثث الطوائف الاخرى، البرلمانيون يرشقون بعضه البعض بالأخذية والنعل ، المثقفون ينحرون بعضهم البعض، حتى المكون المسيحي الصغير بدأت نزاعاته ومهاتراته بعد رحيل صدام ولم يستطيعوا ولأكثر من ثلاثة عشرة عاماً من ايجاد تسمية موحده لهم او حتى ان يتفقوا على نوعية الصلاة التي يجب ان يهيموا فيها الى ان بدأوا بالإنقراض، تخرج للشارع لإستنشاق بعض النسيم النقي لا تَتَنسم غير رائحة ذلك الدواء ورائحة البارود الملوث بتلك الآفة . كل شيء تالف وملوث بجرثومة .

 

هناك فيروس عظيم وقوي أصاب العقل العربي وانسانها بشكل عام. فيروس خبيث لا يعلم احدهم او ادهاهم من اين وكيف ولماذا! حاولتُ جاهداً البحث على مربوطة وكوتمية ذلك الخبيث من مشرقنا الى مغربنا ومن شمالنا الى جنوبنا فلم استقر بنتيجة او دليلة معرفية لنوع الفايروس وسببه وعلته ودوائه. تشعر وتتحسس (ليش مو موجود وواضح في كل مكان) بأن الخلية النائمة موجودة تحت سرير اي انسان عربي وهو لا ينتظر إلا الفرصة حتى يهج حاملاً معه فيروسه ليفتك بالآخرين. خلايا نائمة لبعض الوقت ولكن تنسم رائحة الجرثومة منهم عن بُعد.  امة مصابة بفيروس قاتل ولا يعي اشطرهم كيف واين ستنتهي الجرثومة ... أنا آسف ، لقد ابتعدتُ عن موضوع الحلقة الطبي وسحبني ذلك الخبيث الى جسم وعقل العربي .. شكراً لك يا دكتور  ..

 

فعلاً هناك جرثومة أصابت رأس ذلك الإنسان والمصيبة الاكبر انه مرض ينتقل عن طريق الأبوين، يعني الطفل يحمل الجرثومة قبل ان ينزلق الى الشارع فيقوم هو الآخر بدوره على اكمل الوجه بتلويث المحيط الذي انزلق اليه .

 

امة اصابها المرض القاتل فلا تسمع غير اين ضرب الخبيث وكم عربي قُتل وكم شرقي تلوث وكم عروب انفلق وكأنه لا يوجد عالم آخر في هذا الكون غير عالمنا المريض! جرثومة غريبة ومسستحيلة الادراك جعلت هذه المجموعة الرعوية تتخبط به وبنفسها ومع نفسها وضد نفسها، جعلتها امة فطيسة الحركة والتقدم والتطور دون غيرها من الامم .

 

تأملتُ جيداً ما قاله ضيفي الكئيب والمتشائم فحاولتُ جاهداً البحث عن ثخرة انطلق منها لتكذيبه او مخالفته فبحثتُ في كل شبر عربي وانتقلت الى الصحافة المرئية والمسموعة والمقروئة والى الميديا وازقة ودهاليز الاحزاب والحكومات والمنظمات الفقيرة وتقلبتُ بين هذا الموقع وذاك وهذا الكاتب والآخر وفي النهاية انهيتُ رحلتي في عقاب الحوار المتمدن ومقالة السيد البروفسور افنان القاسم والحلقة الرابعة من برنامجه الحريات والمنشورة على الموقع المذكور بتاريخ 09/08/2015 والتي كانت مخصصة للشعب والرئيس المصري والتي يقول البروفسور العربي فيها:  نحن لن نحاكم واحدًا منهم، ربما تركنا الناس تبصق على وجوههم، خاصة وجه السيسي، وهو يضع نظارته الشمسية، متشبهًا بعبد الناصر، ويا ما أبشعه! انتهى الاقتباس (.. بروفسور عربي (عادي يعني ليش مستغرب) يصف رئيس اكبر دولة عربية ويلعنه بهذا الشكل لا لأنه افضل منه او لأن السيسي سيء او لأنه دكتاتور مثلاً او شيء آخر ولكن مجرد ان السيد البروفسور لا يحب السيسي ولا يوده (لأنه فقط الحاقد والكاره ينعت المقابل بهذا الوصف) .. تأملوا إذا كان هذا اسلوب ومرض البروفسور العربي فكيف سيكون مرض الأمي والغير المتعلم والفقير والجوعان والمبتلي بِكُتب غريبة والمحشية من الفوق الى التحت بنار الطائفية والمذهبية وغير ذلك! (انني هناك ومع كل احترامي للسيد افنان لا اتهمه بشيء ولكن انقل الصورة العربية فقط ) ..

 

المرض ضارب وبعمق في الجذور ولا احد يعي ماهي نوعية تلك الخلية او اساس تلك الجرثومة او طريقة التخلص منها او معالجتها ، أنها فعلاً آفة وخوفي من ان تضرب أو تستشري تلك الجرثومة الى العالم الآخر ، العالم الحر  (بس لا تهاجر الى افريقيا). خوفي وهلعي هو ان حتى نقطة الصفر قد لا تستطيع ان تعالج تلك الجرثومة !

 

لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !! نيسان سمو

 

 

13/08/2015 نيسان سمو الهوزي