كـتـاب ألموقع

معركة وطيسة حديثة بين الرُعات!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب

معركة وطيسة حديثة بين الرُعات!

نيسان سمو

 

إندلعت معركة حديثة ووطيسة بين راعيين من رُعات غنم الاقطاعي.

حدث ذلك بينما مرّ راعي بأغنامه بجانب راع آخر في البرية يرعى قطيع من البهائم لأحد الاقطاعيين ففاجئه راعي البهائم بقوله للزائر:

الراعي الاول: لماذا لون جلد أغنامك شاحب ومْصفَر ألا تعي العناية بالأغنام!

الثاني: ومالك وما أغنامي يا بهيم!

الاول: لو لم تكن غبياً لما نعيتني بهذا الوصف!

الثاني: إنك كذلك تماماً، وإلا ما علاقتك بلون جلد أغنامي إذا كان شاحباً او حتى فشعريرياً! أُنظر الى صوف بهائمك يشبه شعيرات رأس سيدك ومالك بهائمك!

الاول: هل تنعت ولي امري وصاحب نعمتي ومالك الديار والسهول يا متسول!

الثاني: أنت البادىء بإطالة اللسان والبادىء اظلم (كما يقول الكتاب) يا دخيل ومتطفل!

الاول : يسحب السيف من تحت سرج حِماره مهاجماً الراعي.

الثاني: يرد بسحب الخيزرانة مهرولاً نحول الاول وتقع معركة وطيسة وفطيسة بين الراعيين وصلت أصدائها مسامع أهل قريتي الراعيين.

 

لبت العشيرتين النداء، ودخلت بعضها ببعض وسالت الدماء بين الجانبيين. توسعت اصداء الفطيسة الى مسامع القرى المجاورة، فإنقسمت بدورها (مع النساء والاطفال) بين مؤيد للراعي الاول ومناصر للثاني. وقع الاقوام فيما بينهم واستمرت المعركة لفترات طويلة (لازالت مشتعلة). كانت تتباطيء او تخمد بين الحين والآخر وما ان تنطلق كلمة هنا او خدشة هناك او عطسة راعي غنم فطيس تتوزع قبائل القرى فيما بينها مُسقِطة عشرات القتلى والجرحى ناهيك عن فطس المئات من الاغنام والبهائم والحمير بين ارجل الرُعات.

 

استمر هذا الحال بين الرُعات الى أن وصل غضب الاقطاعي مالك الارض والحلال والبهائم ذروته فأوبخ االراعي الاول على تدخله في شؤون أغنام إقطاعي آخر وأمر بأن تدفع كل قرية من قرى التي شاركت الوليمة بدفع فدية الف ناقه له تعويضاً على إقلاقه وهو في فترة القيلولة. استمر دفع الفدية لأعوام عديدة! لا/ لازال مستمر ( ماكو كاش صار الدفع بالتقصيد)......

 

كل كلمة تخرج من الفم لم تبقى مُلكاً لك بل مُلك الجميع فلماذا لا تتريث قبل أن تنعت اغنام راعي آخر! ألا تعلم بأن الرُعات سوف يردون ويطالبونك بفدية لنعت لون جلد أغنامهم (بعدين مالك ومال لون جلد ابقارهم إنشاء الله يكون زهري)! أليس من المفروض أولاً وقبل كل شيء أن تهتم بلون جلد بهائمك (مو صاروا بلا لون)!. أم هي أوامر من الاقطاعي مالك أغنامك بالتحرش بأغنام الإقطاعي الثاني لمعرفة ردود فعله ولون غضبه وقوته ونقاط ضعفه! أم إنكم كُنتُم تودون مشاهدة الاغنان وهي تتراقص في حقول وبساتين الآخر! ألا تعلمون بأن الإقطاعي صاحب الارض والاغنام سيفرض فدية جديدة إذا قطفتُم الورود من بستانه!

 

لم تستفيدوا ولم تتعلموا قيد أنملة من كل الظروف والتجارب التي مرت وتمر عليكم! قبل حصول الربيع لا لائمة عليكم ولا شائبه والعُذر مسموح ولكن ماذا بعد الخريف الدامي!

 

لا الاحزاب استفادت او استغلت الهوجة ولا البارتيات استغلت الفراغ والرحيل ولا القوميات وحدت الخطاب ولا الجوامع والكنائس جمعت الرعات ولا الحكومات استنبطت الإنقلاب ولا الطائفي نكش الذباب ولا من المتعلم والحكيم استفادت الارباب ولا حتى الرعات إستفادت من الاعشاب. نقطة.

 

لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !

 

نيسان سمو الهوزي 30/04/2019