اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

اُكرر اليوم: إنقسام العراق هو الحل الافضل والامثل للجميع!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب

اُكرر اليوم: إنقسام العراق هو الحل الافضل والامثل للجميع!

نيسان سمو

 

قبل سبع سنوات أجريتُ مقابلة في برنامجي الشهير (بانوراما) مع السيد مسعود البرزاني وكانت الحلقة بعنوان (لماذا لا ينقسم العراق ويرتاح المواطن الفقير)! وقد طالبتُ برأيه في هذا المطلب (إنقسام العراق الى ثلاثة او اكثر من الدويلات) وكان رده إيجابياً وذهب مع الفكرة بقوة ( طبعاً كُردي لعد اشراح يكول ) وقال في حينها:

 

انني معك ايضاً في هذا المطلب.. ان من اولى واجبات الدولة هي تأمين الامان والسلامة للمواطن ومن ثم تلبية احتياجاته الأنسانية والمعيشية والتعليمية والصحية كأساسيات اولية ومن ثم تليها باقي المتطلبات الضرورية للحياة والتي يحتاجها كل انسان..

 

ونحن في العراق ومنذ السقوط اي قبل عشرة سنوات تقريباً والى الآن لم نحقق للشعب العراقي مطلب واحد من هذه المطالب (بإستثناء سقوطه هو) فكيف ومتى سنحقق جمها؟ . لم نقدم للمواطن الفقير والبسيط غير القتل والتعذيب والفقر والهجرة والنزوح الى اماكن غير اماكنه الذي عاش واجداده فيها. وسوف لا ندخل في تلك التفاصيل (دول الجيران شاهد صغير) في هذه الامسية ولكننا سنتسائل هل من امل؟ هل لأحدكم بارقة امل لضوء في الظلام الدامس القادم؟ هل هناك تباشير لهذا الأمل؟؟..

 

ان وضع العراق والعراقيين كان قبل خمسة سنوات افضل من اليوم وقبل عشرة سنوات افضل من قبل خمسة سنوات وقبل خمسة عشرة سنة كان (لا وقتها كان صدام موجوداً) .. لقد انقسم العراق سياسياً واجتماعياً ومذهبياً وحتى اقتصادياً وفي كل شيء حتى في الرياضة الى دويلات مقسمة (اربعة). وهذه حقيقة واقعة وتنعكس كل تداعيات هذا الانقسام على حياة المواطن البسيط والذي لا يعلم الى اي قسم يجب ان ينقسم! المواطن هو الوحيد الذي يتألم من هذه التداعيات.. وسوف لا ندخل ايضاً الى تفاصيل تلك الآلام المروعة لأنكم تعلمونها اكثر وخاصة الذي يعيش حيثياتها اليومية..

 

والانشقاق يتسع يوماً بعد آخر، ولا امل في التقارب (مستحيل) ولا امل في الشراكة الحقيقية بين الكوردي والعربي ولا بين السني والشيعي ولا بين بين بين!. لأن الثقافة ليست هي، ولا الفكر هو، ولا حتى المذهب يشبه الآخر ولا حتى الثقافة ولا السياسة ولا التوجه ولا حتى العادات والتقاليد تشبه ولا يوجد شيئ يشبه فكيف سيتم الاتفاق؟؟ سيقولون كيف يتفق العالم الآخر الذي يختلف كما نختلف نحن ايضاً! وسنقول وببساطة: هناك شيء واحد مشترك بين العالم الذي يتفق مع بعضه البعض وبين انسانه والآخر وهو: اضمحلال المذهب وتلاشي القومية وذوبان الطائفية.. كما قلنا سابقاً ومراراً بأن العالم لم يستطع التوافق دون التخلص من هذه الآفات؟؟ العالم لم يسكن ولم يهدأ الانسان فيه ولم يحصل على الامان والسلام والعيش الكريم دون التخلص من هذا الارث الثقيل والخطير الى درجة الموت.. نعيد؟ لا..

إنتهى الإقتباس من تلك الحلقة ...

 

واليوم وبعد ستة عشرة سنة من الرحيل أين وصل العراق!

لقد تعرض العراق الموّحد خلال هذه السنوات الى اكبر كارثة في تاريخه الحديث بسبب هذا الوضع الطائفي المذهبي المذري (شنو أنتو مو بشر) ! . لم ولا يعلم حتى الباري العالي مَن يحكم العراق ومن اين جهة تأتي الاوامر والإصدارات. ولا حتى الاكبر من الباري لا يستوعب لماذا امر رئيس الوزراء الشيعي الجيش والفرق المتواجدة في السهل السني الكردي المسيحي بترك مواقعه وتسليم السهل وثلاثة اربعاع مساحة العراق للجماعات الإسلامية. وقد فعلت الجماعات الإسلامية ما فعلته إذا كان في السهل او مذبحة سبايكر او في الشيخان وسنجار او قرى السهل او الفلوجه والرمادي وغيرها. وقد حصل ما حصل من نحر وسبي وبيع في النخاسة والقتل والتشريد ولا احد يعي تلك الكارثة غير المراقب الفوقي والاعظم من ذلك لا احد يتحدث عن المسبب والفاعل الحقيقي (اشلون راح نعرف إذا كان الوزير الشيعي يُستبدل بآخر إيراني) ! ومَن يتحمل المسؤولية ومَن سيُحاكم (لا هاي راح إنخليها للباري) ! . راح نترك هذه المواجع والمآسي كي لا نقلب مواجع اكثر مما الشعب العراقي موجوع......

 

قبل الكارثة قلتُ: إن افضل حل للعراق وللتخلص من كل هذه المحاصصة والطائفية والمذهبية القاتلة هو الإنقسام الى ثلاثة دول مستقلة (شبه فدرالية) ... ثلاثة دويلات لا يمكن لأي جزء منها التعايش والإستمرار دون مشاركة ومقاسمة الطرف الآخر اقتصادياً. فلا الدولة الكردية قادرة على الإستمرا وهي محاصرة من الفارسي والعثماني دون الإعتماد على الجانب السني ولا السني قادر على التقدم وهو محاصر من قبل الجماعات الارهابية في سوريا الممانعة دون مشاركة اخيه الجانب الشيعي والكردي وخاصة اذا وصلت التعليمات للأردنية الهاشمية بتضيق المنفذ الوحيد للجانب السني المطل على ذلك المعبر ونفس الشيء بالنسبة لأخير الشيعي، فلا قدرة له على المواصلة إن تم محاصرتة من قبل السني الخليجي فما له إلا في تقسيم الرغيف مع اخيه السني والكُردي . نقطة.

 

مساحة كل دولة من الدول الثلاثة تزيد على مساحة هولندا وبلجيكا وسويسرا  وغيرها من الكثير من الدول الغربية المتقدمة مجتمعةً فأين تُكمن المشكلة!

 

سيضطر كل قسم وكل حكومة من الحكومات الجديدة بطي صفحة المحاصصة والطائفية والمذهبية ورفها على الرف وإستبدالها بملف الاقتصاد كي يتمكنوا من العيش (معقولة راح يخنقوا شعويبهم بأيديهم! والله الله اعلم) . وبهذه الطريقة ستحل السيطرة الإقتصادية والتي هي العامل الحقيقي والركيزة المهمة في الحياة والعلاقات الدولية ومصالح وشريان الشعوب محل الملف المذهبي القاتل للشعوب.

 

كيف تنظرون الى الفكرة والمطلب؟

اعلم سيُكفرني البعض والبعض الآخر سيتهمني بالتخريف وليس ببعيد أن يذهب اذكاهم وافطنهم بوضعي في خانة الصهيونية وووالخ من هذه التلفيقات القديمة ولكنني لستُ من هذا ولاذاك بل خوفي هو على هذا الإنسان الفقير الذي لم يشعر بطعم السعادة او ليلة هانئة منذ عقود طويلة ( إي والله لا اكثر ولا اقل ) .. ومع هذا ولنذهب مع المتهمين ونسألهم السؤال التالي:

 

ماهو البديل إذاً !!!! هل يُمكن لأحدكم أن يخبرني بأن المذهبي سيترك مذهبه وكتابه الذي يتعاض مع الثاني جنباً وسيقتدي بالآخر او سيضع يده بيد الآخر على حساب مذهبه وطائفيته!!!!

 

هل سيركنوا كل الأئمة والجوامع والحسينيات والمشايخ والمفاتي ورجال المرشدي والمهدي جانباً ويستبدلونها يعلاقات إقتصادية!!

 

هل سيُجمدوا كل هذه الكُتب والآيات والتصحيحات والمصادر والعلوم الفقيهية والرؤوس المحشية بعلوم حقيقية ودولة مدنية دستورية بعيدة عن الدين!!!

 

طيب ماهو الحل إذاً! بَس لا يجي واحد بطران ويقول سوف نصل الى مستوى هولندا وفلندا ونحن مع هذه الطائفية والمذهبية ! ماهو البديل إذاً !!!! نقطة...

 

طيب سوف نخفف المطلب ونقول: إنقسام كونفدرالي وقتي وليكون لمدة خمسة سنوات على سبيل التجربة وبعدها نُقيّم النتائج (يعني مو كل اربعة سنوات تجري إنتخابات فاشوشية لنعتبر هذه ايضاً دورة من تلك الادوار) ! صادقاً سيطلب الشعب بدورة إنتخابية ثانية وثالثة وبعدها نكون قد وضعنا اقدامنا على عتبة من عتبات نقطة الصفر وبعدها لا خوف علينا .. نعود ونتحد مرة أخرى إذا كان هذا مطلب الشعوب .. نعتبرها دورتين إنتخابيتين لا اكثر ولا اقل..

 

وقد اضفت في نهاية مقابلتي ولقائي السيد البرزاني الآتي:

وانني اضم صوتي الى صوت السيد البارزاني ولأن الشعب يُقتل يوم بعد يوم ولأن الانسان يُقتل اكثر واكثر كل يوم ولأن الوضع يسوء يوم بعد يوم ولأن المذهبية والطائفية والعنصرية تزداد يوم بعد ربع ساعة فلماذا الانتظار وعلى ماذا؟؟ ستلومني اخي العزيز وستقول بأنك تدعوا الى الانقسام بدلاً من الوئام! اعلم ذلك ولك الحق، ولكن اخي العزيز صادقاً سنتعب وسنرحل والوضع سيبقى كما هو والى الاسوء.. بعد التحرر وانتصار المذهبية والقتل العشوائي اصبح معدل (عمر) الانسان العراقي اربعون عاماً، إذاً هذا الجيل سيزول وليس ببعيد الجيل القادم ايضاً قبل إدراك الحقيقة فلماذا ننتظر ونخسر جيليّن آخرين؟؟. يجب التسابق وقطع مراحل بأكملها وإلا سنكون كما نحن والعالم ينظر الى حديقتنا..

 

ولهذا ادعوا بالإنفصال ولو جزئي، اي يقوم كل جزء من الاجزاء المذكورة بإدارة شؤونه الادارية والاقتصادية (على شكل فدرالية) ومن ثم سيستقر الوضع المعيشي لكل جزء وخاصة لو ادرك كل قسم بأنه محتاج الشراكة الاقتصادية والجغرافية مع الجزء الآخر وبعد ان تستقر الأجزاء (بعد عمر طويل) يمكن التقارب والاندماج مرة اخرى ولكن بعد ان يكون كل شيء قد وضع على الورقة والقانون هو السيد وليس رجل الدين او شيخ الطائفة او العشيرة او اللقب (لا بد من دخول الأنسان في كل الاطوار حتى يستوعبها ومن ثم تطبيقها مثل الحرية، الديمقراطية، العدالة، الضمير المتفعل، حرية الأعتقاد (او إلغائها نهائياً) ووووووو الخ) .. وهكذا هو حال اغلب الدول العظمى فلماذا لا ننفصل ونعيش بسلام إذا كنا لا نستطيع ان نتحد ؟؟ سؤال وجيه..

 

ولو سألت اي مواطن السؤال التالي: هل ترغب بالعيش بأمان وسلام وعيشة كريمة ومؤمنة لك ولأطفالك في وضع الانقسام أم ترغب ان تبقى على هذا الوضع ولكن في الوضع العراق الكامل ( الابيّ ) فسترى الجواب الصادق ( بشرط ان لا يكون على الفضائيات بل يكون بيني وبينك)

إنتهى الإقتباس الاخير من تلك الكملة ....

 

هذا كان في عام 2012 ونحن الآن في عام 2019 فماذا حصل بعد تلك المقابلة وماذا جنى العراقي غير  حادثة العبارة والمواطن يسبح في النهر من شدة الفرح ! داعش واعماله ! هاي بسيطة...

 

لنضحك في نهاية الحلقة قليلاً: استقر الوضع في العراق! استقل العراق في قراره! منع العراق السيطرة الخارجية والتدخلات المذهبية! قلّ الفساد!!! قلت او انفصلت المذهبية من المشهد السياسي! عادوا الملايين من المهاجرين (بعد الرحيل طبعاً) ! إستبدل سيطرة العمامه بالعِلم والمعرفة! حصل المواطن على ضروريات حياة أي إنسان حُر وكريم في بلده (اسألوا الماء والصحة والمجاري والكهرباء وسيخبرونكم) ! قلّت عمليات الخطف والقتل والتفجير الحُر! حصل مواطن اغلى بلد في العالم على الضروريات الصحية والخدمات الإنسانية في هذا الجانب (مو على سرير كل مريض اربعة فئران وجرذين يهزونه كي ينام) ! هل هناك أي امل او ضوء حتى لو كان اسوداً في الافق! أم تنتظرون وتتأملون في القرن القادم كي تنفرج المصائب (ومنو كال راح تنفرج بدلاً من ان يزداد التقطيع والنفير والتشرذم) ! أم تتوقعون حرب مدمرة في المنطقة عسى ولعله من بعدها يتغير المشهد (بَس على اي شكل سينفرج) ! أو تتوقعون في حصول المعجزة في أن تتحد المذاهب والطائفيية وتختفي العنصرية والكراهية وتتأخا المذاهب في بودقة إنسانية واحدة (هذا الإحتمال هو الاقرب) !!!!.

 

اما بالنسبة الى الاقليات والمكون المسيحي (لا هذا بعد ما يعرف اصله من فصله ولما يعي ذلك ستكون الدويلات قد اتحدت مرة اخرى ويبدأ هو من جديد من الصفر في رحلة البحث عن اصله واسمه واسم مَيمنتهِ (زين يعني راح يبدي من الصفر) !!!!..

 

لا يمكن للشعوب المتأخرة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر! شنو راح نبقى نكرر!

 

نيسان سمو الهوزي 09/05/2019

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.