اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رسالة شخصية جداً جداً الى غبطة بطريرك بابل للكلدان// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب 

رسالة شخصية جداً جداً الى غبطة بطريرك بابل للكلدان

الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الجزيل الاحترام

نيسان سمو

 

بصراحة لم أكن أعلم بأن الرسائل المعلنة والمنشورة في المواقع المفتوحة هي اهم حيزاً ومكانة وقراءة وأهميةً من الرسائل الشخصية (صار عدنا باب رزق جديد نتسلى بي)!

 

ولكن اليوم أدركتُ ذلك، ولهذا ملء قلبي جُرأةً وشجاعةً لكتابة هذه الرسالة المهمة جداً جداً.

لهذا السبب المهم اتمنى وكُلي رجاء في الرد او على الاقل قراءة  هذه الرسالة.

 

وبما إن الرسائل المعلنة والمنشورة على المواقع المفتوحة لها اثر اكبر وإهتمام اعلى، فلي رجاء وأمل أن يتم النظر فيما سأخبره هنا والتي هي تمنيات لا اكثر ولا اقل (تمنيات زمن كورونا، ولكن لا تخافوا ولا تهابوا الكورونا فهي اهون من الغدر والخيانة). اتمنى ان يكون صدركم وصبركم مُشرحاً ومتسعاً للفضائيات القادمة. ومن مبدأ بالمثل والتساوي، يحق لكل مسيحي تابعاً لكنيستكم ينشر طلباته ورغباته وأفكاره علناً، وأن يتسع صدركم للبحث في الإقتراحات المذكورة في هذه النشرات التواصلية العلنية. .لهذا اسمحوا لي بكتابه هذه الرسالة:

 

سيادة البطريك: رسالتي هذه تخص وتتعلق بكل مسيحي مؤمن برسالة كنيستنا الكاثوليكية والتي جنابُكَ على رأس هَرَمها. هناك الكثيرون من الرعية مثل السيد ليون برخو مختلف معكم في الكثير من القضايا الطقسية والإدارية ( بَس لا تْوْصَل للمذهبيه نفسه) ، لهذا اتمنى ان تتبنوا طلبي هذا في الرد لِمعرفة رأيكم ونظرتكم على طلباتي المختصرة في هذه الرسالة.

 

سيادة البطريك المحترم: اتمنى ان تبحثوا شؤون كل الاخوة المختلفون معكم في الشأن الكنسي والطقسي، وان تبدأوا بزيارة شخصية لكل مختلف معكم في هذا الشأنل (ماراح نقدر أن نأتي بكل المختلفين والمعارضين في العالم الى بغداد، إذاً عليك الذهاب اليهم فرداً فرداً).

 

لهذا اقترح ان تبدأ الزيارة عند السيد مايكل سبي في استراليا، وبعد مناقشة القضية ونوعية الاختلاف معه، تتوجهوا الى جيرانه المعارضين واحداً بعد الآخر، وبعد الإنتهاء من المهمة التوجه مباشرة الى مدينة ملبورن لِزيارة المؤمن المختلف الاخر مثل السيد بطرس وياقو وشليطا وكل المعارضين في تلك المدينة، ثم تنتقلوا الى المدينة الاخرى للقاء عوديشو واسحاق وقرياقوس وغيرهم في تلك السكينة. وبعد إتمام المهمة تصلوا الى نيوزيلندا، وتلتقوا المختلفين هناك، وبعدها مباشرة الى مشيغان ومن ثم واشنطن وديترويت وكاليفورنيا وكل الولايات الأمريكية (أعلم ستحتاجون سنوات هناك ولكن ضرورية لعدم ترك أي مختلف) . بعدها تنتقلوا الى كندا لمقابلة زيد وعبدو وبرخو وليلى ولؤي ودريد وهاني وباسم وغيرهم. اعلم المدة والفترة الزمنية ستكون طويلة (اي مو مساحة كندا كبيرة) ولكنها فترة مُلِحة. منها مباشرة الى بوينس أيرس في امريكا اللآتينية، تلتقوا هناك ب قدو وبتو ويونن وايشو والعشرات الاخرين (حسب تعداد المعارضة). ثم بعدها مباشرة الى كوالالامبور وسنغافورة وطوكيو ومدينة ووهان الصينية (لا هاي فيها كورونا! ليش الكورونا أخطر من المعارضة)! زوروا ووهان الصينية ولا تهابوا! ومن ثم الطيران الى الدول الباردة الاسكندنافية (هاي مافيها الحجر المنزلي، فلا خوف من الكورونا وحتى معارضيها قليلون ولا خوف منهم) . إنتقلوا الى روسيا القيصرية، ولا تنسوا مركز بؤرة الكورونا اوربا! وهكذا لا تعودوا الى بغداد أبداً قبل ان تكتمل مناقشة كل آراء وأفكار وطلبات المعارضة! واذا لا قدر الله لم يسمح لكم عمركم في إنهاء هذه المهمة فسلموها ومن اين انتهيتم للذي سيحل مكانكم على رأس الهرم الكنسي، ولا يترك طهران واذربيجان ومنغوليا (يمكن فيها لاجىء مسيحي معارض)! والقوقاز ولا ينسى السعودية ودول الخليج (هذه دول غنية، فلا تهتموا بتفقات البقاء او السكن فهي دفيعة) وغيرها. كذلك لا تنسوا أن تعملوا قائمةً للبطريرك الذي سيُخْلِفكم (بعد عمرٍ طويل) للأحزاب المنتشرة والمعارضة التي يجب أن يلتقي بها خَلَفَكُم ورؤساء الاحزاب والوزراء والحكومات والملوك والشخصيات المعارضة. لا يترك مسؤول ولا رئيس بلدية ولا محافظ ولا حتى شرطي مرور وإلا جلس معه وناقش إختلافاته ومعارضته!، وعندما تتحد وتتفق مصالح جميع المعارضة، يُسَلّم الملف الى الذي سيأتي بعده في القرن القادم. لا ينسى أن يزورني ويرى طلباتي ومشاكلي الشخصية (آني هَم ضايج ومامُرتاح نفسياً بسبب الكورونا) ! وكما ذكر السيد الاختصاصي فسنكون نحن الكُتاب والقراء في اوجه وأكمل سعادتنا إن اتمَتُم برنامج الزيارات واللقاءت المذكورة! اْيْ فهذا لعمري سيكون ضربة إستباقية لكل مَن يرغب بعد الآن بالمعارضة.

 

وهذا من واجباتكم ومن حق كُل مُؤمن عليكم، ومن مبدأ التساوي والعدل بين جميع افراد الممانعة، وبالتساوي والعدل كما امرنا السيد المسيح في المعارضة.

ولكم جزيل التقدير .

 

الاخوة الاعزاء: هذه الفقرة السخرية كانت حُصتي (السخرية) من القضية والحال الذي وصلنا إليه. وسوف يتهمني البعض بأنني أسخر من كل شيء ومن الجميع دون مراعاة هذا او ذاك او إحترام هذه القيّم او تلك ضارباً الجميع عرض الحائط ... قد يكون الحق مع بعض الذين يفوتهم او فاتهم الدرس.. الدرس سيكون هنا وبدون سخرية... الدرس بدأ بداية مباشرة في عام 79 ، أي  اكثر من اربعون عاماً. ساُحاول طرح رأي فيما تعلمته شخصياً من هذا الدرس دون سخرية ولا هزل (بعدها سأعود الى طريقتي المفضلة) ... سأختصر الاربعون عاماً في صفحة واحدة فقط..

 

الإعصار الحقيقي والمباشر ضرب تلك السنة. كل ما تراه ووصلنا إاليه هو ناتج ذلك الاعصار. تأثيرات تلك الزوبعة لطمت كل المنطقة وشعوبها وليس طائفة بحد ذاتها او مذهب بعينه او قوم لوحدهِ، بل حتى ضربت ودمرت ولازالت مستمرة في قلع وتدمير المنطقة العربية برمتها. الزوبعة مستمرة، والإندثار والإنشطار والتفكك جاري على قدم وساق، وسوف لا ينتهي في القريب العاجل. من الذين تألموا وتفككوا وإندثرت خيمتهم وتفككت وإنتشرت اوتارها وتقطعت حِبالها من عُنف الريح هي الطائفة او الجماعات المسيحية العراقية. إندثرنا وإنشطرنا، وكانت شواطىء العالم الغربي مرسى للذين حالفهم الحظ واستطاعوا السباحة في هذه التيارات المرتفعة، وكان هذا نصيب وقدر الاغلبية.. أما الذين لم يركبوا الموجه والتيار والذين هُم القلة القليلة فلازالوا في الإعصار ينتظرون ويتأملون بأن يتوقف او يخف الإعصار .......... بعد ذلك لا رؤيا لهم..

 

الآن: طبيعي أن تكون للزوبعة والضربة الكبيرة إنعكاسات وآثار مبرحة ومؤلمة على المندثر وإن تباينت الاوجاع. ومن الطبيعي أيضاً أن يزداد ويتوسع ويتنوع التفكك داخل التفكك الرئيسي نفسه. نحن الآن في تلك المرحلة من التفكك الداخلي والناتج من آثار الضربة الرئيسية للزوبعة. وأقصد من كلمة نحن هنا القومية او الطائفة او الجماعة او الشعب الكلداني او الذي يُسمى بالكلدان، وهذا يلم ويشمل الجماعة والكنيسة وكل الطقوس التابعة لهم (كل القوميات او الطوائف او الجماعات الاخرى تمُرُ بنفس المصيبة ونفس الكارثة دون إستثناء ، والكلدان هنا هُم مثال لا اكثر ولا اقل).

 

العاصفة ادت الى الإندثار الرئيسي ومن الطبيعي أن ينتج عن ذلك إندثار وتفكك آخر، وهو داخلي والذي نحن بصدده. القسم إنتقل الى موجه أخرى. البعض الآخر إبتعد عن هذه الكنيسة او ذلك الطقس. الجماعة الفلانية إنضمت الى الجماعات الاخرى. طيف آخر وجد نفسه وإحتمى في فروع أخرى غير الكلدانية. البعض حمّلَ القيادة المسؤولية في كل الذي أتا بنا. البعض الآخر ينتقد التفكك الاسري واللغوي الذي وصلنا إليه. البعض يُحمل الكنيسة والاكليروس تبعات الوضع المنهك الذي نحن فيه. وهكذا من تفرعات وإتهامات متبادلة ومتناثرة ومتضاربة، والتي لا تقودنا إلا الى الاكثر من الإنشقاق والتفكك والتباعد نيجة الحقد والكراهية والعنصرية المتولدة نتيجة كل هذه العاصفة.. الظروف التي ضربت كانت اقوى منا ومن الجميع فلا يجب تحميل هذا الطرف او ذاك المسؤولية. بل المسؤولية نتيجة الصراعات العالمية والدولية في المنطقة والتي هي بعيدة عن قدراتنا. إذاً يجب أن نتوقف في اللوم وتحميل المسؤولية هذا الطرف او ذاك من اهلنا. نقطة..

 

بعد العاصفة والتفكك :

هناك مَن يحاول الإجتهاد لربأ الصدى وذلك في الإختيار.. جميع الاقسام لديها إختيارات تعتقد بأنها الكفيلة للتصحيح والحفاظ على الموروث (موروث كل تاريخنا فلا داع للتكرار هنا) . هناك إجتهادات وآراء مختلفة في الاولية للحفاظ على التراث التقليدي والكنسي والطقسي وغيرها. هذه الآراء المختلفة بدأت تتضارب هي الاخرى بيننا الى درجة خطيرة جداً. درجة قد نخسر حتى القليل الباقي وندخل مرحلة الإندثار النهائي... لقد طالت اللوحة وعليَ الإنهاء..

 

شخصياً ومن مبدأ الرأي الشخصي لا اكثر: أرى بأن الذي نحن فيه او الماضون فيه من المضاربات والأتهامات المتبادلة وتحميل جهات معينة المسؤولية كخط سير للتصحيح والحفاظ على المتبقي خطأ قاتل. الطريقة خاطئة، وغير ناجعة، ونائجها السلبية ستكون اعظم بكثير عن الإيجابية.

 

شخصياً اعتقد بأن هناك إعصار آخر سَيلي الاعصار الذي نحن فيه. لا اعتقد بأن الزوبعة القادمة ستكون بنفس إتجاه الإعصار الحالي. أي اعتقد ستكون الريح مختلفة الإتجاه وقد تكون لصالح الكثيرون من الذين تضرروا من الاعصار الاول، وقد يكون للمسيحي العراقي حصة كبيرة فيه بشكل أو آخر. كيف! هذا سنراه بعد وجهة وقوة الاعصار القادم . متى ! لا وقت محدد معلوم.

 

ما المطلوب إذاً !

اعتقد لا بل اُومن بأن كل الحلول الفردية الزمنكانية والجغرافية والاقتصادية المتوافرة والثقافة المنتشرة والقادرة على الحفاظ على أي جزء من أجزاء التراث سيكون مهماً ومفيداً جداً للقادم. الظرف لا يتحمل الضرب والنطح والإتهام الغير المجدي بل العمل وإن كان مقتصراً او صغيراً او حتى فرداني، هو السبيل الكبير للحفاظ على الماضي. سأعطي بعض الامثلة البسيطة حتى ننهي الموضوع الذي طال معنا مُجبرين.

 

كل أبرشية لها القدرة وهي في مكانِها على تعليم اللغة (مثلاً) لبعض طلابها فهو امر مهم وكبير. نحن نعلم بأننا لا نملك القدرة على تدريس وتعليم تلك اللغة في كل ارجاء العالم الذي نحن فيه مندثرون.

كل كنيسة وكل دير له المقدرة على أعطاء الدروس في التعليم المسيحي عليه أن لا يتأخر في ذلك.

كل جماعة لها الناس والامكانية في الحفاظ على الفلكلور والتقاليد والعادات التاريخية عليها أن لا تُقصر في ذلك.

كُل إستاذ يجيد قراءة وكتابة اللغة ( ...... ) ولديه الامكانية في تعليم بعض الاطفال او الطلاب على إتقان تلك اللغة فهذا شيء له أجره.

كل مخلص ونزيه وصادق يُمكن له تشكيل جمعية او منتدى او حتى لقاءات تحافظ على إستمرارية التقارب والتعاون والتآخي فهو أمر مقدس... وهكذا في كل المجالات والاصعدة المتوفرة.

 

أي مختصر الكلام إستبدال كل هذه المطالبات الغير الواقعية والضخمة من الكنيسة او ذلك الجانب او وضع اللوم او إتهام هذا الطرف اوذاك هي عمليه غير مجدية. بل على الجميع أن يخدم ويُقدم ويعطي ويُحافظ ومن مكانه على كل الذي يمكن أن يقوم به للحفاظ على هذا الجزء او ذاك. هذه هي الطريقة الانجع والتي قد تسمح بها ظروف الجماعة هنا او هناك دون الولوج في خُطط إعجازية وغير قابلة التطبيق والتفعيل في كل دُول المهجر  يعمل ويقُدم مَن هو قادر ومن مكانه حتى موعد الإعصار القادم. وإلى حينها نكون قد حافظنا على الكثير من الضياع وبأقل الخسائر...

 

ماهو دور الكنيسة وكل ابرشية: على الكنيسة وكل الابرشيات والكنائس وحتى الاديرة وضع خُطط ودراسة لكل الامكانات المتوفرة وحسب تنوعها وإختلافها، ومن ثم تقديم الدعم والعون وبكل إمكاناته المادية والتشجيعية والتحفيزية لكل جماعة او حتى فرد كي يبدأ العمل الصحيح. دور الكنيسة وكل تفرعاتها المنتشرة يكون الاعظم وتتحمل المسؤولية في تنفيذ كُل ما يُمكن تنفيذه على ارض الواقع.. بهذا سنحافظ على كل ما يمكن الحفاظ عليه في إنتظار النقلة القادمة ..

 

من كل حسب طاقته وإمكاناته وهو في مكانه لكل راغب ومُحتاج .

 

المُعارض المسيحي نيسان سمو  28/04/2020

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.