اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تارتينا رمضانية!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب 

تارتينا رمضانية!

نيسان سمو

 

العالم جَمهُ ومنذُ أشهُر يحبُس أنفساههُ لعبور تبعيات وتداعيات جائحه الكورونا والأضرار التي أصابت العالم جراء هذا الوباء، وبالأخص الفقراء منه وحصراً المعاناة التي ستضرب شعوب الدول الفقيره والشعوب المُعَتّره. ونخص منها هنا العراق ولبنان ومصر وسوريا واليمن وغيرها.

 

عندما حل شهر رمضان في هذه السنه وتلك الشعوب ملتهبة من شده الالم والجوع بسبب الأوضاع المذريه التي تمر بها. كان يعتقد البعض بأن هذا الشهر سيكون خيراً او عوناً على أوضاع وجوع تلك الشعوب بالرغم من إنه لم يكن كذلك يوماً ما، ولكن ومَن يُشاهد إعلان تلفزيونات تلك الدول سيدرك بأن الرمضان سيكون كما التي سبقها نقمه على شعوبها وليس نعمه. لقد تحدثنا عن هذا الموضوع سابقاً وفي حلقه (البيبسي كولا يرعاكُم في الرمضان) وسنذكر الرابط لمن لم يُشاهد تلك السخرية الكوميديه في نهايه هذه اللوحة.

 

يعود تلفزيون الشعوب الفقيره والمتهالكة لنفس النغمة وتلك الشعوب تعاني أشد الامرين السياسية والاقتصادية والصحية من جه وضربه الكورونا من جه اخرى دون حياء يُذكر.

 

وسنقطف البعض من تلك النماذج التي تُعرض على شاشات تلك الشعوب المتهالكة.

في تلفزيون لبنان المنهار سياسياً وأقتصادياً وصحياً، والذي وصل الى حاله مذريه لم يدنو منها حتى آبان ألاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام (لا أتذكر في أي عام كان! ولكن اعلم بأنه كان قبل بناء الضاحية الجنوبية) نرى في كل اربعه دقائق إعلان عن شاليهات مارينا لليخوت العائمة، والتي تمّ تَشيدها على ارض مساحتها سْتون ألف متر مربع ( الله يخرب بيتكم مو مساحه لبنان كلها لا تتجاوز الاربعون متر مربع ) . يستعرض البيان الشاليهات العالمية والتي تمّ تشيدها بأرقى الطرازات والخبرات العالمية، وما على المواطن اللبناني إلا القيام بزياره روتينية وديه للمنتجع كي يستلم شالي من طراز عالمي، ويمكن له وبالتسهيلات المتوفرة أن يأخذ الشالي معه للبيت. والمنتجع مستعد لتوصيل الشاليهات للبيوت إن تعذر على المواطن عمليه نقلهِ وبأسعار رمزيه. لا اعلم ماذا يقول وما يشعر به ذلك المواطن عندما يشاهد هذه الشاليهات الفارهه والتي لا يمكن له حتى ان يطيف بها في منامه! لا افطن ماذا يقولون اصحاب هذه الشاليهات وهم يعرضون بضاعتهم على مواطن كُل هَمَهُ النوم بقطعه خُبز يابسة! ألا يشاهدوا هؤلاء الوضع المذري لحال المواطن اللبناني! كل الشعب اللبناني ومنذ أشهر ينام الشوارع والأزقة في حراك شعبي جَوعي. الكُل يتباكى ولا يُطالب الحكومة اكثر من توفير الخبز الناشف للمواطن فكيف له ان يزور تلك الشاليهات او حتى الاقتراب منها والليرة اللبنانيه لو جمعت كُلها لا تأتي بسعر شاليه واحد من تلك الكبائر. هل يستطيع ثلاثه ارباع الشعب من شراء كيلو بندورة مع نصف دجاجه ورغيف خبز كوجبه كامله لكل اليوم أم إن تلك الشاليهات هي فقط للربع الباقي! أو يُمكن يكون لسُراق والحرامية فقط! والله فكرة !.

 

تارتينا. هي صوره اخرى يعرضها التلفزيون اللبناني وبطريق مشهيه تحرق فؤاد كل إنسان له فؤاد. يعرضها الجهاز وهي تتزحلق على الصمُّونة وكإنها ناديه كومانتجي وهي تتزحلق على الجليد الرماني! تنزلق التارتينا الرمضانية (هي نوع من الكريما الفرنسية) على الصمُّونة وتقطر عليها قطرات من العسل او الشهد الإيراني مع انواع مختلفه من قِطع الخضار يجعل لكل من يشاهدها أن يهطل لعابه جوعاً ويقطع شفائفه من شده الحصره. فيطلبون المواطن بتجربة عدد من الترتيلات الرمضانية مستخدماُ ما يختاره من انواع الخِضار والكافيار (وكأن المواطن اللبناني حائر وتائه بين انواع الكافيار الاسكندافي)! يا احفاد الله ألا تَبصرون المواطن اللبناني وهو يبحث في النفايات عن قطعه خبز جائفه كي يتسرب في ذلك النهار شيئ لمعدته! كيف له ان يقتني تارتينا وهو راتبه الشهري لا يتجاوز العشره دولارات!

 

وآخر عن معمل حديث على مساحه تسعون هكتاراً، لا يختلف إثنان عند مشاهدته للوهله الاولى بأن يتخيلهُ معملاً لتكرير الغاز الروسي، ألا وهو مصنعاً للجرزات وبذورات كْريتيكا (كْريتيكا فلقت قلوبكم إنشاء الله) . المواطن لا يستطيع أن يقتني على كوسايا تعيسه او بيذنجانايا فطيسه فكيف له أن يشتري فستق وجرزات ومُمَلحات كْريتيكا! ألم يقُل لكم ليس بالفستق وحدهُ يحيى الإنسان!

 

في الآخر تشاهد فتيات شبه عاريات (هاي الشغلة زينه، وخاصة للضاحية) وهُنّ يتطايرنَ في الهواء الهاواي لعرض كريم سافانا للوقايه من ضربه الشمس. ألا تعلمون يا عُبَّاد الله إن اعظم حلم وأجمل اُمنية يحلم به المواطن اللبناني هو أن يقضي ويموت من ضربه الشمس وليس من لطمه الجوع إمام اطفاله!

 

ويعرض العشرات الاخرى مثل مساحيق الغسيل والتنظيف والشامبوهات المقززة للشعر النظيف وغيرها العشرات من هذه المنشورات المُذله لمشاعر كل مواطن لبناني وهو يصوم ( اوتوماتيكياً ) في هذا الشهر الكريم  السويديون. هو ليش أكو ماء صحي للشرب حتى يغسل المواطن شعره!

 

وإذا إنتقلنا الى التلفزيون المصري، لا يمكننا غير أن نَتَجَقْلب هوائياً ونحن نشاهد منظر العشرات من الفتيات وهُن يتطايرنَ في الهواء فرحتاً بغاز الريكزونا الحافظ والمُنظف للاُبط المصري. يعني الشعب المصري لاينقصهُ غير العناية بتنظيف تحت إبطه! شعب نصفهُ جوعان والنصف الآخر تعبان وهلكان وأمي ولا ينقُصَهُ غير التنظيف الإبطي! شعب يموت ربعهُ في العام بسبب حوادث القطارات والتي يكون سببها عدم تنظيف قائد القطار لاُبطه المتلاصق بجسمه (اذا ذراعه متلاصق بجسمه فكيف له ان يقود)! . ريكزونا هو الحل الوحيد لتفكيك وتنظيف القطارات المصرية.

 

في كل دقيقه ونصف يشرق بيان من التلفزيون المصري الرمضاني ليعلن عن منظف الأسنان. وفي كل تلك الدقيقة والنصف يكون المنظف من نوع آخر. آلا تلاحظون وانتم السفهاء بأن كل أمل وحلم المواطن المصري في هذا الشهر الكريم (كما يسميه الإسكندنافيون) هو النيل بجائزه الشهر والتي تتمثل بإنبوبه بوتوغاز! هل المواطن المصري يبحث عن معجون الأسنان أم رغيف خبز الأسنان!.

 

تشرق عليك علامه البراندات للعناية بالبشرة وكل توابعها من مساحيق التجميل والعطور النمساوية وماسح الاظافر الذهبيه وملطف الجو السينائيه. كإنك تشاهد فلم مُرعب عن العمليات التي تقودها الجماعات الارهابيه من أراضي سينائيه! يا عمي الشعب لا يحلم بغير وصول التيار الكهربائي اربعه ساعات في النهار والحصول على جرعه مياه النيل ليسد ظمأه والذي بدأت هي الاخرى بالنَشفان ولا يبحث عن عطر دانماركي!!!!.

 

دوف لتنعيم وتسريح الشعر المُجعد، وكإن كُل هَم ووجع وألم الشعب المصري هو تسريحه شعره المُجعد (يا عمي هاي وساخة قديمة تراكمت بِفعل التسربات والتشققات في رأس الموطن) ! منشور عن توصيل الطلبات الى البيوت (ديلفري). فقط عليك آن تُحمل البطاقة الرمزية الزكية ويصل إليك كل ديلفري من مآكل ومشارب مجاناً للدار. اي مو الشعب المصري لا يتعامل غير بالفيزا والكريديت كارت! لقد تجاوز نظام دفع الكاش وهو في مرحله متقدمة عن العالم.

 

العراق. تتفاجىء بشخص يطير من الطابق العاشر وأحياناً اخرى يقفز من قمة جبل حصاروست او يقفز من نافذه قطار في نفق المانش وتتكسر عِظامهُ وتتطاير أسنانهُ وأنت واقف مثل الاشول لا تعي السبب إلا في آخر اللحظة تشاهدهُ بأن مدّ يدهُ قبل أن يموت ليلتقط حبة كرز كلاتيجي التي كانت قد سقطت ارضاً من احدهم. ألا يعي صاحب هذا الركلام التافه بأنهُ قديم وقديم جداً في إختراعهِ هذا! ألم يشاهد كيف كان الشباب العراقي الثائر من الجوع كان يرمي بنفسه لإلتقاط بقايا حبات قنابل الغازات السامة التي كانت احزاب الله تطلقها ضد المتظاهر في ثورته ضد الجوع والفساد الاخلاقي لرجل الله السياسي والديني!  تظهر في وجهك مباشرهً بنايه يابانية ( تُذَكُركَ بِمفاعل تموز الفرنسي) ألا وهي لعالم الصَحْيات والحَمامات والصنابير المائية وكأنك في حمام سباحه هولندي! يا إبن الله مو اكثر شيء منقرض ومقطوع ومخطوف في العراق هو الماء الصحي،  فماذا سيفعل الفقير العراقي بتلك الصنابير (وين راح يْدَخْلها) ! . راح أتوقف هنا قبل أن أفتح الصنبور عليكم.

 

سوف لا نذهب الى مجلس التعاون الخليجي لأن اصغر وأضعف وأفقر دعايه هناك هي عبارة عن جَمَل إماراتي مشوي يمكن هضمه في اربع ثواني. اما باقي الدول الرمضانية! فهي حدث ولا حرج. سيارات دفع رباعي مجانية، مجوهرات نسائيه للرجال، إشتراكات مجانية في المطاعم العالمية، فطور وسحور على الطريقه الصينية، مسابقات بملايين الريالات الخُرافيه، يطلبون كل مواطني العالم العربي بالإشتراك وما عليه سوى إرسال كلمة نعم، او مشارك، او أوكي وسوف لا يجد غير رئيس جمهورية ذلك المواطن واقف أمام بابه وهو حاملاً شنطه من الريالات السعودية. لا ويجننون المواطن بإرتفاع قيمه الجائزه من مليون في السنوات السابقه الى عشرة ملايين هذه السنة، والمواطن يبدأ يحلم ويتجنن بزيادة قيمة الجائزة وهو لا يعي بأن لا زيادة هناك ولا هُم يحزنون. كُل ما هناك هو إنخفاض في قيمة الريال سنة بعد سنة!!!!!!! ..... وآخر بُدعه كانت عن شاي الكَبوس! وينطقونهُ في الركلامة الكابوس، شاي الكابوس يُكبس على المصارين الدقيقة، تَلتهب الزائدة الدودية، فيطرد الجسم الفضلات المنحوسة والفيروسات الدقيقه، ويقضي مباشرة على الجوع والكوليرا في اليمن! أُخرج خارج البيت وإضغط على زر بابك سيصلك مباشرةً خروف تايلندي محشو بالرز السريلانكي مع السلطات المكسيكية، يا اخي كافي والله جوعتنا. والكل يعلم بأن هطول جائحه الكورونا ( لعنه الله عليها وصلت في غير وقتها ) كانت السبب في إيقاف زحف الجماهير الجائعة لإسقاط أغلب تلك الحكومات.....

 

والعشرات الاخرى من تلك الدعايات الفستقية والنرجسية والتي لا تختلف عن وجوهَهُم الكئيبة وفي جميع نهاياتها يقولون لك: بَس خليك بالبيت! ... إحنا راح نجيك للدار، نلهب ونسحب منك الكَم ليرة الباقيةّ!!!!! إبقى بالبيت ونحن راح نجي ونغسل شعرك بالدوف والجلاتين الهندي.

 

دعايات عاريه وحقيرة، لابسه ثوب الرمضان ولكنها لاتُهين إلا أصحابها ومالكيها وتستهين بروح وحياه الانسان المسلم، والتي هي في الأصل محتقره من قِبل الحاكمين عليه ( والله بدأن نشك في ذنبهم )!

 

ماذا لو شاهد هذا الدعيات الشعب السوري او اللاجئين في المخيمات! ألا تكون جريمة لا يختفر حتى الله لها! في آخر تقرير دولي يقول إن اكثر من ثلاثه مليون مهاجر ونازح سوري مُعرضين للموت جوعاً فهل فكرتُم بهؤلاء المشردين (يُمكن بعد نهوض رامي مخلوف المتأخر من نومه سينظر إليهُم! بالمناسبة هل لأحد إخباري لمَن يرسل هذه الرسائل اليوميه)! . ماذا سيقول الطفل العراقي الظمآن عندما يُشاهد هذه الغازات تتطاير من افواه القناني الغازية في دعاياتكم وهو لا يجد ساقيه خائسهً كي يروي عطشه! كيف سينظر الشعب اليمني إلى هذه البالونات المنفوخة وهو منفوس البطن من شده الجوع! أما الشعب الإيراني! لا هذا مرتاح لأن هذه الداعيات حرام أن يُشاهدها (والله احسن فكره)....

 

لا يسعنا هنا غير أن نقول: اللعنه على كل عِبَاد الله الكفره. ورمضانكم وعيدم مبارك... ولا تنسوا أن تُشددوا على إرتفاع أصوات مآذنكُم في الغرب، فهذا يدعم الوضع الداخلي ويجعل العيد عْيدَين على ذلك المواطن. ويُحرّض الباقي في العالم الإسلامي للهجرة الطوعيه صوب تلك الاصوات! خاصة الذين لم يشبعوا من سماعها في بلدانهم الاصليه ولم يهربوا أو يهاجروا بسبب ذلك الصوت!...

 

هذا هو الرابط الذي وعدناكم به والذي تحدثتُ عن هذه الظاهرة قبل ثماني سنوات. الكلمة كانت قد نُشِرت على هذا الموقع في حينها، إذن هي لِمَن لم يحالفه الرمضان في حينه!.

 

https://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,601834.0.html

 

لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !

 

نيسان سمو  20/05/2020

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.