كـتـاب ألموقع

السيد ماكرون: لا تعود الى بيروت قبل أن تأخذ هذه الرسالة معك!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب 

السيد ماكرون: لا تعود الى بيروت قبل أن تأخذ هذه الرسالة معك!

نيسان سمو

 

ملاحظة مهمة: في الحلقة الماضية قلتُ عار وألف عار على السياسي اللبناني! أنا أعتذر وأقول اليوم: لم أرى في حياتي وجوه سياسية وقحة وقبيحة كوجه السياسي اللبناني: عندما كان ماكرون يتفقد المدينة المنكوبه كانت الجماهير تُطالبهُ بالإنتداب الفرنسي! هل يعي السياسي ماذا يعني ذلك!! فعار ومليون عار عليهم. 

 

لا يعي مُطلقاً (إذا هو بدون وجه إشلون راح يستحي)! إذا كان هناك ذرة من الخجل في وجوههم على الاقل كان خرج رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة أو حتى وزير ليعتذر للشعب اللبناني على ما حصل! بغض النظر عن السبب والمتسبب والمسؤول وغيرها على الاقل إعتذار للشعب على الإهمال الذي دمر مدينتهم! يا أصحاب البلاوجوه: شرطي في العالم الكافر يصفع مواطن يخرج مدير الشرطة او الوزير المختص بعد دقائق ليعتذر عن تصرف ذلك الشرطي فما بالك إذا كُنتُم السبب في تدمير بيرون بأكملها! ولا واحد خرج وإعتذر او تحمل المسؤولية او إستقالة! كان على الحكومة تقديم إستقالتها بشكل جماعي مباشرة بعد الحادث تعبيراً وتأيداً عن حق الشعب بذلك. وترفعون شعار فوق رؤوسكم مكتوب عليها وإحكموا بالعدل! هذا هو عدلكم لهذا إنظروا الى وجوهكم (آني عفت العراق وعلقت بلبنان)!

السيد ماكرون لا تعتمد او تشد ظهرك بمثل هؤلاء السياسيين العفنة . 

 

منذ الثمانينات ولبنان من مأزق الى بلوة وتليها مصيبة وتعقبها خيبة وهزيمة وانهيار البلد بكل مرافقه السياسية كانت او العسكرية او الاقتصادية. بالنسبة الى العسكرية، فلم يحصل لبنان ومنذ الثمانينات غير على الصفعات والضربات تلو الاخرى والدمار الشامل والعدو الصهيوني يتوسع ويقوى ويسيطر ويضرب اين ومتى ماشاء وما أراد. اسرائيل هي الوحيدة التي استفادت من وجود ما يسمى بمحور المقاومة لأنها قتلت اغلب قادة المقاومة اذا كانوا في لبنان او سوريا او فلسطين ( اكثر من مائة وخمسون قائد للمقاومة تم تصفيتهم ) دون قتل مجندة اسرائيلة او حتى الاقتراب من نتن ياهو كما يسميه البعض! الطائرات الإسرائيلية وبفضل محور المقاومة هي الوحيدة التي تصول وتجول في العراق وسوريا ولبنان وتضرب كما تشاء وتقتل من ترغب والمقاومة تتوعد بالرد المزلزل ولكن بعد ان ينتهي لبنان. هذا هو الوضع العسكري الذي جناه لبنان ومنذ الثمانينات والى الان وبإختصار حتى لا يتم التزايد والنفخ بالبوق المقطوع مرة ثانية . نقطة. 

 

اما على الصعيد السياسي فكل شيء انهار قبل ان تنهار العملة اللبنانية. حتى المساعدات العربية التي كانت تُرسل الى لبنان قد توقفت بفعل السياسي الفاسد في ذلك البلد . العالم كله يقول للسياسي اللبناني انت شخص فاسد ولا ثقة لنا بك. الشعب كله يخرج ويومياً الى الشوارع مطالباً ذلك السياسي بالرحيل. لقد وصل الوضع  الراهن في لبنان الى فساد كل مسؤول يقترب من الكرسي. المحاصصة الطائفية والتشكلات المذهبية بدأت تنخر وتنحر المواطن من الوريد للوريد ( كم مرة ومرة حذرناكم من الطائفية يا مجرمين ) . لا فائدة ولا طريق للخلاص من تلك المحاصصة والفساد غير بترك تلك المذهبية والطائفية وهذا شبه مستحيل اذاً يستحيل الحل والخلاص بوجود تلك المذهبية والطائفية. قد يترنح البعض منهم مؤقتاُ عسى ولعله تمر هذه الموجه وقد يدخل رأسه البعض وقتياً تحت اجنحته كي يخدع الجميع لفترة ولكنه سيظهر مرة اخرى بمجرد ان تشرق الشمس على لبنان. اذاً لا فائدة ولا مخرج للتخلص من ذلك المرض نهائياً . نقطة . لقد ختمناه بالنقطة حتى لا يتم الضحك على ذقون البعض في هذه الفترة الظرفية ومن ثم ينهضون من جديد . طريقة صيد الواوية معروفة للجميع . فلا تنخدع يا ماكرون!. 

 

اما بالنسبة للوضع الاقتصادي والاجتماعي فليس في رأس اي مواطن لبناني غير حلم واحد وهو الهروب من لبنان. لم تنهار العملة اللبنانية في تاريخها كما انهارت في ضل الظروف الحالية والتي تعصف بلبنان ومنذ عقود. اكثر من نصف الشعب  اللبناني يترنح تحت مستوى الفقر وهذا ما لم تصل اليه لبنان في كل عصورها الحديثة ( اي قبل الممانعه والمقاومة ) . الفساد والنهب والتلاعب وسرقة القوت والاقتصاد وصل الى مستوى بدأ السياسي فيه لا يخجل حتى لو سميّ بالعار او حتى العاهرة ! اذاً بعد هذا التطور والتقدم الجيني للتركيبة السياسية لا امل في الغد بتاتاً وحتى لا يعود ويفتح فمه الخائس بشعار جديد . نقطة. 

 

معظم الدول العربية والاسلامية الكبيرة لها علاقات مع العدو الصهيوني كمصر وتركيا وباكستان والاردن وقطر وغيرها والباقي في طريقهم للتطبيع وتوقيع معاهدات سلام فهل سيكون لبنان الصغير ذبيحة العيد لهؤلاء المطبعين! لبنان لا يرغب في ذلك وشعبه لا يأبى غير العيش بسلام وهذا من حقهُ!!!! 

 

الحل: بعد أربعون عاماً من التجربة الحالية والتي كانت نتيجتها تدمير بيروت لا يبقى امامنا غير تجربة مخالفة او مغايرة! من حق اي مواطن اذا كان هناك عدل سماوي ان يطالب بالتغير وتجربة طريقة اخرى! اكرر اذا كان هناك عدل سماوي وانا أعي ما اعنيه من العدل السماوي ان يوافق الجميع على تجربة الطريقة الاخرى ، وهي تجربة عدم المقاومة والممانعة . هذا عدل سماوي، أربعون عاماً لكم وأربعون عاماً لنا! وبما إنني واثق بأن لا عدالة سماوية في لبنان لتوافق على ذلك اذاً لم يبقى غير العدل الغربي . 

 

ان تتفق الولايات المتحدة مع روسيا ( الذيل ) او حتى بدون الذيل، ومع المملكة المتحدة وفرنسا  والحصول على الشرعية الدولية والقانونية لإرسال سفن حربية وحاملات طائرات وقوات بحرية وعسكرية لمحاصرة لبنان وإجبار كل سياسي متواجد بالرحيل والقيام بإنتخابات تشرف عليها الحكومة الفرنسية ومنع اي مرشح طائفي او مذهبي للترشح ومن ثم وضع الخطوط العريضة لإدارة البلاد سياسياً واقتصادياً وبإشراف فرنسي. 

 

توحيد البلاد من الشمال الى الجنوب، الجيش اللبناني هو الوحيد الذي يملك السلاح! علمانية الدولة والمساوات العلمانية وحقوق المواطنة العادلة والمتساوية للجميع! تعهد وبأشراف وضمانه دولية بعدم اقتراب اسرائيل او التدخل او التحرش  بلبنان ( هذا حتى انا استطع ان أضمنه )! الباقي تعلمون ما اعنيه. اذاً ليس هناك اي داعٍ للمزايدات الجانبية. الجيش الاسرائيلي لا يهاجم هيفا وهبي او نانسي عجرم! 

 

تقوم الدول المانحة برسم خطة اقتصادية بعد ان تضخ مساعدات كبيرة لترميم وبناء اقتصاد لبناني حُر دون العودة الى الماضي المجرب بتاتاً. 

 

بهذا تنتقل لبنان لا بل تدخل في إطار ووضع جديد للدولة الحديثة بكل معنى الكلمة ( كما كانت في السابق )! وكل هذا يكون بإشراف فرنسي مباشر وحتى غير مباشر ولكنه يكون الرقيب لأي اعوجاج محتمل. 

 

نحن لم نطالب هنا وحتى لا يغضب احدهم علينا غير النهوض بلبنان وشعبه وبكل طوائفه ومذاهبه وأحيائه من جديد للبنان واللبنانيين جميعاً . نقطة. 

 

اكرر جربنا أربعون عاماً الماضية طريقة معينة ولَم نصل فيها غير الى الموت في كل المرافق، اذاً لنجرب طريقة جديدة، وهذه اعتقد عدالة سماوية وليس فيها ضرر او ظلم لأي طرف. من حق اي طرف لا يوافق على التجربة العلمانية الغربية الجديدة ان يخرج من لبنان الى اي بلد يرغب هو فيه لإكمال تجربته الماضية ولكن من بلد آخر غير لبنان. 

 

هذه هي الرسالة التي يجب عليك أخذها معك يا سيد ماكرون وغير ذلك فذيل الكلب لا يستقيم. سيُحاولون إرضائك والموافقه على شروطك بطريقة أو اُخرى فقط للتخلص من معطيات التدمير الذي اصاب لبنان والذين يشتركون جميعهم في تلك الجريمة وما أن تعود الى باريس يعودون قبلك الى فسادهم ومحاصصاتهم ومناحراتهم التافه. تغير جوهري وغير ذلك فلا أمل في العقل العربي الذي هو كالحديد المصدأ فلا يلين او يُطاوع إلا بالدق عليه وبعد تسخينه.. عليك معرفة ذلك يا سيد ماكرون قبل العودة من جديد... 

 

لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر  . 

 

نيسان سمو  08/08/2020