كـتـاب ألموقع

بِكُل بساطة: مَن الذي يمنع المسلم من فصل دينه عن السياسة!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب 

بِكُل بساطة: مَن الذي يمنع المسلم من فصل دينه عن السياسة!

نيسان سمو

 

هذا اهون واسلس سؤال يُطرح على ألسنة الاغلب، ولكنه في نفس الوقت جوابه هو من اعقد الاجوبة العالمية. سوف لا ندخل في مقدمةطويلة بالرغم من لزومها اليوم لهذا سوف نختصر قدر الامكان.

 

من خلال متابعتي ( كباحث انثروبولوجي جيو فستقي ) لاحظت وقرأت وسمعت من اغلب اساتذة العالم الاسلامي ومن اكثر مفكريه وافضل مثقفيه ( ومُعظمهم هارب الى الخارج طبعاً ) نزولاً الى اغلب الناس البسطاء العادين من الطلبة او المتعلمين ووصل الامر في احيان كثيرة الى عامةالشعب ايضاً يقرون ويعترفون بأن لا حل لمعضلة ومشاكل تخلف وتراجع العالم الاسلامي إلا بفصل الدين عن السياسة (  بإستثناء ثعلب الصحراء طبعاً )!!!!!

 

هذا ما ينادي ويطالب به اغلب الشعوب الاسلامية (مالكُم علاقة بقندهار او بيشاور هذوله خارج العالم) . هذا ما يقره اغلب مُثقفي شعوب العالم الاسلامي (كُلهم هاربون لاجؤون طبعاً) ومع هذا لا حركة ولا نطفة ولا همزة نحو ذلك الطلب. 

 

ماذا سيضر الاسلام اذا تم فصل نفسه عن السياسة! هذا هو السؤال الثاني المهم في حلقة اليوم! الجواب وببساطة لا شيء بل العكس،  فالمنفعه ستكون عظيمة من الناحية الدينية حتى قبل الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها. 

 

فحتى الرب سيرتاح من هذه الازدواجية المريبة! حتى الانبياء سيرتاحون في قبورهم او جناتهم. ستصل الصلاة الى الانبياء وهي نقية صافية من قلب مؤمن غير مضغوط او مجبر او مكروه عليها. سيرتاح الامام والشيخ من الضغط المسلط عليه من قبل السياسي وسيتحرر من إزدواجية الاقنعه (كل يوم هناك إنقلاب وتعال يا شيخ غير قناعك واترك كل ما قلته قبل ساعه وأبدأ مع القناع الجديد)! كل يوم يفتي فتوة لصالح الملك او ولي العهد وهو مرغم عليها وبعد ساعة يرحل الملك (اصلاً لما صار ملك او رئيس كان عمره تسعه وتسعون سنة) ويأتي بفتوة اخرى تعاكس السابقة (وكأن الجن كان قد لبسه وخرج منه للإستراحة)! يتم استبدال الدين والقناع والفتوة ووجه الامام او الشيخ بإستبدال الملك او السيد وكأنها عملية كهرومغناطيسية. وهذا حال الشيخ او الامام او المفتي منذ اكثر من الف واربعه مائة عام دون اي تغيراو تأويل للحاصل. 

 

سيرتاح المواطن العام والمثقف والاستاذ وسينطلق بحرية فكرية قد تكون حريته هذه مصدر رزق لملايين البشر. سترتاح المرأة وتتحرر ويرتاح الشاب وينطلق بحريته نحو العالم الجديد. ستندمج الشعوب الاسلامية بالشعوب العالمية وتشارك في بناء الحضارة والمستقبل. ستتحرر الشعوب من قبضة رجل الدين المضغوط من قبل السياسي وتحرر افكارهم وتتغير مفاهيمهم نحو المستقبل الافضل. سيتحرر ذلك الانسان من الرهبة والرُعب الذي ادخله ذلك الرجل الدين مشاركة مع السياسي في قلوبهم. سيتحول الانسان المسلم من انسان خامد جامد غير فعال الى انسان يشارك البشرية في تطورها وتقدمها! ستتولد الحرية الحقيقية وفي اغلب المجالات وكل الاتجاهات ويتخلص من الغرائز المكبوتة ( مو راح يختنق ، ماقادر يتنفس ) . سوف يزدهر المجتمع بعد ان يشارك كل انسان بفكره في تغير الوضع الاجتماعي والاقتصادي والحياتي! سوف يتغير او يختفي الارهابي والعنصري والعقيم والمغضوب عليه  ويتحول الى انسان فاعل ومهم في مجتمعه ! ستتغير نظرة العالم  لكم وبالتالي ستكون السواسية بين شعوبكم وشعوب العالم المتحضر! ستندمج شعوبكم بشعوب العالم! ستزدهر بلدانكم وذلك بفضل الثروات التي تمتلكونها (اذا انفصل الدين سوف يختفي الفساد اوتوماتيكيا) وكذلك ستكون السياحة الخارجية الى بلدانكم من اكبر مصادر دخل بلدانكم (راح يجون يتفرجون على مخلفات واثار تخلفكم وارهابكم) ! سترتفع قيمة عملاتكم وتتوقف الهجرة لا بل ستنعكس ( راح انشوف  الاف الالمانيين طالبين اللجوء في نينوى وابو ظبي) ! 

 

خلاصة ستتغير كل الحياة وفي كل مجالات مائة وثمانون درجة ! 

سيرتاح حتى الدين منكم! سيؤمن من يرغب في ذلك ولكن ايمانه سيكون صادقاً لأنه سينحصر بينه وبين ربه دون مؤاربه او تملق او اكراه! ستصل  صلاة المؤمن الى ربه وهي نقية صافية خالصة من الدسم. سيؤمن من يشاء ويتغير من يرغب ويتحرر من له فكر وتوجه آخر وسيخرج منكم ويدخل إليكم وفي النهاية قالها النبي لا إكراه في الدين! الاهم ستتحرر الشعوب من كل هذا الضغط الاكراهي والذي يرفضهاا لرب قبل الانبياء والذي استمر لاكثر من الف وخمسمائة سنة دون اي منفعة او خطوة واحدة نحو الامام . 

 

وبعد كل هذه المقدمة القصيرة ماهو المانع اذاً ! لماذا لا يفصل المسلم الدين عن السياسة اذاً ! هنا وصلنا الى السؤال الثالث والذي هو اهم واكبر من السؤالين السابقين ( تعال عمي جاوب على هذا السؤال المتعب ) ! راح اجاوب مجبور .

 

الاخوة المسلمون : الذي يذبحكم وينحركم  ويجعلكم تحت عبائته وخيمته ورعبه هو السياسي الذي يشترك في نفس الدور مع رجل الدين ! هذا السياسي هو الذي يخنقكم لأكثر من الف وسبعمائة سنة ! هذا السياسي وفي لحظة وصوله للحكم يقوم بإرشاء وشراء واإرعاب اكثررجال الدين في البلد وذلك من اجل خدمته وليكن ذلك الرجل الدين بوقاً ربانياً يبارك للسياسي ويجعل من المواطن خادماً ، رذيلاً ،  ضعيفًا ،هشاً ، غبياً ، مكفوفاً ، معوقاً ، معتوهاً ووووووووو كل الصفات العالمية يُمكن درجها هنا . 

 

رجل السياسة اول ما يقوم به هو شراء رجل الدين لأن بدونه سيفقد قدراته الإلهيه ، ورجل الدين بدوره مكروهاً او راغباً  كان يطاوع ويتفق مع ذلك السياسي والنتيجة خير امة اخرجت للعالم اضحت آخر امة مُضحكة ومتخلفة ومكروهة في العالم ! رجل السياسة يسلب وينهب نصف خزينةالبلد ومقدرات وخيرات الشعب والربع الثالث يشتري به ذلك الرجل الدين والربع الرابع يتم توزيعه على بعض المرافق العامة والنتيجة الملايين من القتلى والمفقودين والمهجرين والجوعانين والمعتقلين والباقي يموتون جوعاً . 

 

هذا هو السر وببساطة ! رجل الدين يستعبدكم بالإتفاق مع رجل السياسة ( هو بدوي وقُروي ولكن رجُل الدين يجعل منه إلهاً محنكاً )  والدليل شيخ الازهر  ، يكون خادماً وداعياً لرئيسه لعشرات السنوات وما ان تغيرت الظروف وهاجر الى بلد أخر اول ما يقوم به هو خدمة الملك او الرئيس الجديد وذم وقزف  في وجه الرئيس السابق ( إسألواالقرضاوي فهو اعلم مني بهاي السوالف ) . هذا مع اكبر شيخ فما بالك بالذين هُم اصغر منه مرتبه دينية ! في نفس الوقت فرجُل الدين  مستفيد من هذه الشراكة الشيطانية وهو يضحى بهذه الشراكة رجُل مقدس كما هو يطلب منكم تقديس المقدس ( الملك والرئيس والحاشية ) . بإختصار هذه الشراكة والتي عمرها اكثر من الف وثمانية مائة عام ( اشوف كل شوية تطفر قرن شنو خَرّفت ) هي سبب كل بلاوي ومصائب المسلم ! والمصيبة إنها بدون ذلك الفصل ستستمر لقرون اخرى ! هل علمتم الآن لماذا كُنتُ أُطَفر ! ولكن المصيبة والبلوة الاهم والاعظم هي في النهاية ستصلون الى اعلان ذلك الفصل ! هذا لا مفر منه ، لأن بدونه لا حياة لكم ، وتلك الشعوب سوف لا تتمكن من الاستمرار بهذاالعُقم الى مالانهاية . إذاً ستأتي اللحظة وبسبب الانفتاح العالمي التي سيصل فيها المسلم الى الطريق الذي لا مفر منه ألا وهو ذلك الفصل! 

 

يجب عليكم ان تعلموا وتفقهوا وبيقين كبير وجازم بأن كل العالم اصحاب الاديان الاخرى حاولوا وجاهدوا وكافحوا وقتلوا وفعلوا اكثر مماتفعلونه انتم اليوم من اجل الحفاظ واستمرار تلك الشراكة ( الدينية السياسية ) ولكنهم فشلوا واستسلموا في النهاية للحتمية العلمية . وكان ذلك الفشل والاستسلام النقطة الضوئية العظيمة ( يمكن كانت تشبه نقطة الصفر ) في مسيرتهم الانتاجية والتطورية وانطلقوا منها الى العالم الحر .انتم لستم بمختلف عنهم او افضل منهم ، ومهما حاولتم التبرير والتأويل لكنه لن يجدي نفعاً ولا مهرب في نهاية المطاف من ذلك الطريق القويم .

 

إذاً لماذا كل هذا التأخير !  وماهو المانع الذي يمنعكم من تحقيق تلك الخطوة المفصلية الحاسمة في حياتكم ومستقبل إنسانكم . سوف لاتغضبون بها ربكم وانبيائكم ولا حتى رجل الدين ( راح تبقون تصلون من اجله ) ولا السياسي لأنه هو بنفسه يدعوكم ( ولو كان كذباً ونفاقاً ) الى التحرر والتقدم ولا شعوبكم ومفكريكُم ومُثقفيكُم ولا حتى الانسان العادي والبسيط والذي يطالب بدوره بهذا الفصل !  

 

وين المشلكة اذاً ! ما المانع من ذلك الفصل اذا كانت كل الاطراف راضية ! إذاً هناك من لا يرغب في ذلك الفصل لمصالحه الشخصية ، وهُم قلة قليلة ولكنها مُسيطرة عليكم وعلى مقدراتكم وعقولكم وحياتكم . 

 

ولكم في النهاية الأمر والإختيار  .....

 

ملاحظة مهمة لكل مسلم : كل إنسان مسلم بسيط لايهمه ربط الدين بالسياسة ، بل الذي يعنيه هو الحفاظ على دينه وإيمانه ومعتقده وشعائره وهذا حقه وهو حق مصان له . فلكل إنسان الحق في الإيمان بما يرغب  فيه ولا علاقة ذلك بالسياسة ولا يعني المسلم ذلك بأي وجوب او ضرورة ، إذاً لماذا يصًرُ السياسي ورجُل الدين على ذلك الربط القاتل بينما المواطن لا يجني من ذلك غير الفُقر والجوع والتشريد والهروب ! ماهي منفعتك أخي المسلم من ذلك الربط !!!!!! إذاً وبِبساطة لماذا  هذا الإصرار ! فكًر في الامر وستجد السبب القاتل ... لك الحرية ... 

 

 

لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !!!

 

نيسان سمو 04/10/2020