اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الجمهور المتخلف!! كيف يصبح متخلفاً!! لا أعلم!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب 

الجمهور المتخلف!! كيف يصبح متخلفاً!! لا أعلم!

نيسان سمو

 

عندما يؤلف او يكتب كاتب ساخر او هزلي نص مسرحي يعتمد في تأليف نصه في اغلب الأحيان على الخيال الخصب الذي يتمتع به بالاضافة الى تجسيد بعض المظاهر الحياتية التي تمر على منصة مسرح الحياة الارضية  . 

 

يكتب الكاتب النص ويقوم بتوزيع الأدوار على بعض الشخصيات وحسب انطباعه الشخصي والحسي لهذا الممثل او ذاك ! فيكون لبعض الممثلين ادواراً رئيسة في العمل المسرحي ، يلعبون فيها الدور الجاد اكثر مما هو هزلي بان للمتفرج ، ويكون للبعض الاخرين ادواراً كوميدية سخرية هزلية بشكل كبير ، حتى في احيان كثيرة يضحك الجمهور عند رؤيته على المسرح قبل ان ينطق حتى بكلمة واحدة ( الجمهور رسمه في ذهنه بأن هذا هو المهرج المضحك ) . ويكون لبعض الممثلين الاخرين دور وسطي لا تأثير كبير على متن النص غير تكملة التراجيديا . ولبعض الكومبارس الآخرون ظهور مخجل فقير ( يعني حقير ، لا تنسوا هذا الدور ) لا قيمة حقيقية او أهمية لهم على خشبة المسرح غير اداة تَحَكُمية تحريكية للممثلين الرئيسيين . 

 

يبدأ الجمهور بالتفاعل مع النص المسرحي الذي يعرض على الخشبة الأمامية ومع الممثلين وأدوارهم ، فَيُصَفّق بحرارة لهذا الممثل او تلك الحركة او المقولة وأحياناً يستمر التصفيق لفترة طويلة حتى يغضب او يمقت الممثل نفسه ذلك القطع الطويل والمتواصل ( معقولة ما تعلمون بأن هذه مسرحية ) ! يتفاعل الجمهور مع بعض المقاطع الاخرى ولبعض الممثلين الاخرين وبشكل اقل ومتقطع . اما باقي اجزاء المسرحية وللممثلين في الخط الأسفل والكومبارس فلا تفاعل حقيقي مع الجمهور حتى يتعرضون احيانا لنقد وشتائم من بعض الحاضرين ( في صدورهم طبعاً ) . 

 

 

تنتهي المسرحية ، يدخل الممثلون تباعاً لتحية الجمهور . يدخل في بادىء الامر الكومبارس فيصفق لهم اربعه أو خمسة من الجمهور ( يعني مجاملة ) ، وبعدها يدخل الوسطيين اصحاب الأدوار الهامشية ، فترتفع قرقعات الايادي بشكل اكثر ولكنه يبقى خجولاً ، يدخل اصحاب الأدوار الأكثر أهمية ومأثرة  في المسرحية  فيرتفع الزقيق اكثر واكثر الى ان تصل الى ذروة الفيروس ( هاي وين رحت ) وأعني ما ان يدخل الممثل الأكثر هزلي وسخري واللاعب الدور الرئيسي في المسرحية الهزلية ما ان ينهض الجمهور ولا يتوقف عن التصفيق والتصفير والتزمير ويستمر أحياناً لدقائق طويلة والممثل يبدأ من جديد بالشتم واللعن على هذا التأخير وهو يقول في نفسه ( والله كُنتُ اضحك عليكم ) ! 

 

تنتهي المسرحية ، يخرج الجمهور المنتعش بأدوار بعض الممثلين وطبعاً يلعن ابو اصحاب الأدوار الثانوية والهامشية او الكومبارسية . ينتظر نفس الجمهور المسرحية والنص السخري الهزلي القادم لنفس الكاتب او لآخر . 

 

هذ هي حياة الانسان الحقيقية على الارض لا اقل ولا اكثر . نص مسرحي سخري هزلي تختلف فيه الأدوار وتنقسم حسب الظروف والمنتجين للعمل الدرامي .  يهبط الانسان على الارض لا بإرادته ولا برغبته او علمه ولا حتى بموافقته او رفضه ، ولكن يجد نفسه بين مجموعه من المخرجين والمنتجين والكُتاب والممثلين ووووو الخ في المكان الذي يقذف به  عنق الرحم . هنا يدخل الهابط الجديد  بعد ان يشتد عوده بثقافة وفكر المحيطين به معترك الحياة المسرحي ، البعض منهم يصل الى الأدوار الرئيسة والبعض الاخر يكون مكملاً لتلك الأدوار والبعض الاخر لا يتجاوز الأدوار الوسطية او الهامشية والبقية تكتفي بالكومبارسات . 

 

طبعاً الأدوار المهمة والمؤثرة  على مسرح الارض هي الأدوار الدينية والسياسية والتي تنتج هي بدورها  بعض الأدوار الاخرى كالاقتصادية والاجتماعية وغيرها ! فمن كان ممثلاً كبيراً في تقميص الأدوار يصل الى قمة الهرم السياسي او الديني حسب الرغبة والهواية ! القسم يتراوح بين الوسطية والسياسات الإدارية المحلية ( يعني يكوي ملابس الممثل الرئيسي ) والقسم الشاطر والمخادع اكثر يلمس الأطراف العليا وحول الكرسي والأكثر داهية ولعينة وشيطنة ( مع احترامي للتسمية ) يتربع على قمة الهرم ! نفس العملية تجري بين رجال المذاهب ، فَمْنهُم  في غباثته ومكره يصل الى القمة العالية ويقوم هو بتوزيع باقي الأدوار على المساعدين الأقل منه مكراً ودهاءاً . والممثلين الأكثر نشاطاً وتحركاً وملاعين الأرقام يتربعون قِمم المال والمصارف فيجلسون على عرش البنوك العالمية والشركات الممولة لإنتاج المسرحية  ! هكذا تتوزع ادوار المسرح الإنساني . اما الباقون من كل الممثلين الأرضين فتكون ادوارهم مساعده ووسيلة لوصول البارعين الى  القمم ! وطبعاً تكون ادوارهم متدرجة ومتسلسلة في أهمية الدور ، تبدأ بِدور  مساعد الى ان تصل الى كومبارسات ( وهم أغلبية الجمهور ) والبعض الاخر لا يستطيع حتى الوصول الى دور الكومبارس ، فيقف خارج بناية المسرح لينظف أوساخ اسياده ومن  ثم يلتقط ماهو باقي على الارض من حبات الكرز او الكوروفليكس !

 

طبعاً تكون هناك مسرحيات ارضية  تدور احداثها على الارض في العلن والخفاء ،  تدور أدوارها بين الواصلين والمُكَملين والمُهمشين فيتسلق الممثلون الجيدون بواسطة ظهور هولاء المنحنيين الى القمم ، وتتسم هذه العملية بأدوار تتخللها عمليات قد تصل الى العبقرية والدهاء من المكر والخداع والتحايل والصلاة ( في بعض الحالات يحتاجون ذلك النص ) ليصعد أصحابها على الظهور . وهنا تُنتج المسرحية الحقيقية على المسرح . 

 

وهناك البعض يعتقد بأنه ممثل هام وله قدرة كبيرة على التمثيل ان سنحت الفرصة ولكنه مهمش ،  فهولاء ليسوا إلا عدد مكمل لأعداد الكومبارسات وإن كان ظهورهم على المسرح يتجاوز بين الحين والاخر ظهور المهمشين ( يعتقد قد تجاوز دور الكومبارس ولكنه في المساء ينام معهم ) .

 

لكن في كل هذا العرض الكبير يكون صعود رجل الدين الى القمة اهون وأخفف وأقل ابداعاً ومكراً من الوصول القمم الاخرى ! في المسرحيات الاخرى قد يكون الدور جديد ، وقد يكون الطريق مختلف ووعر ، وقد يتخلله صعوبات جمة تصل أحياناً الى تكسير وتطيير الرُقَب ( هسة راح يجي واحد ويقول هي رِقاب مو رُقَب ) والاعناق للبعض وغيرها من التراجيديا للوصول الى الكرسي .

 

فقط في المسرح الديني هناك إستثناء . فالرجل الواصل لا يحتاج مجهودات كبيرة وجبارة  ، فقط عليه ان يكون ماكراً ويجيد فن التمثيل الحقيقي ويختار المخرج الصاعد والمنتج المالك فيشترك معهم في صفقة تقاسم الإيرادات وما عليه بعد ذلك غير تحريك نفس الأسطورة القديمة ! الأسطورة ( شنو أنت ما صدكت سمعت كلمة الاسطورة ) ! التي كتبها وسَرّدَها أعضاء العصور الخالية . العصور التي كان الجميع  يعبد أساطير ذلك المُسَطّر . كل ما عليه ان يخلع او يسحب او يستبدل عبائة التمثال القديم وتغيرها بلون اخر مع بعض البهارات والتوابل الهندية ( هاي ألوانها اكثر زاهية ) .

 

وهنا يجب التأكيد بأن العرض المسرحي المذهبي ينعكس طرديا مع عدد الكومبارسات والمهمشين ! فكلما زاد عدد الممثلين المعممين في المجتمعات ازداد عد المتخلفين في ذلك المجتمع ( هاي بس مو على الارض ! على ارض الواقع العكس هو الصحيح ! فكلما كُثِر الممثلين الروحيين كلما زاد العلم وانتشرت الثقافة العلمية والاجتماعية ! اما في الأعلى فلا علم لي اذا كانت العملية معكوسة ) . بعد لم احضر مسرحية هناك ولكنني بإنتظار نص خارجي !!!!

 

تبدأ المسرحية المتجددة ويبدأ العرض ويبدأ الجمهور بالإقتتال لإقتناء بطاقات حضور العرض ، ويظهر من جديد الممثلون وحسب ادوارهم ، ويبدأ الجمهور والمهرجين ( يمكن اسمهم المتفرجين ) من جديد بالتصفيق والتهليل والتزمير وأحياناً بالترنيم لكل ممثل وحسب دوره الكوميدي . وهنا وجبَ التذكير بأن ليس كل الجمهور قادر على إقتناء بطاقات المسرح ، فلا يتمكن من مشاركة العرض غير من بعيد البعيد ، وهؤلاء هم الأغلبية من الجمهور ( بَس لا تقصد الجماهير الكادحة ) !، ولكنهم هم أيضاً يصفقون من بعيد البعيد وإن لم يعلموا لماذا وعلى ماذا  تهتز ذيولهم النحيفة ! تنتهي المسرحية في وقت من الأوقات ويبدأ التحضير لكتابة نص جديد ومسرحية جديدة وجمهور جديد وكومبارسات مهمشة وعرض آخر . الجمهور نصفه يموت والباقي ينتظر بلهفة العرض القادم ! بعدين هو هَم راح يموت ويقذف المسرح جمهور وكومبارسات جديدة للعرض الذي سَيَليهِ . مسرح يحتاج للجمهور ( ليس بالظرورة ان يكون جمهور حقيقي وفعال بس يكون اسمه جمهور !  اصلاً النص يحتاج لجمهور لا يصلح حتى لدور الكومبارس  ) .... 

 

أنا شخصياً لا أجد نفسي ( ومن على شاكلتي ووضعطي ) غير كمبارس فاشل أمام أحقر الممثلين ! حتى الممثلين الفاشلين لهم أهمية عند المنتج والمُخرج وحتى عند الجمهور الغبي اكثر مني !  

 

السؤال المهم في هذه المسرحية هو : أين يُكمن الخلل ! فينا نحنُ ! في الممثل ! في النص ! عند المخرج أو المؤلف ! كاتب السيناريو !  الجمهور الغبي ! لا أعلم ! ولكنني أعلم بأننا لسنا غير كومبارسات نخدم الأعلى منا ومن الحيث لا ندري !!  يُمكن الجمهور المتخلف ! !!! ولكن كيف يصبح متخلفاً !!!! لا أعلم ! 

 

لا يمكن للشعوب المتخلفية التقدم دون البدأ من نقطة الصفر ! 

نيسان سمو 12/12/2020

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.