لطيف روفائيل
اسألكم ايها القراء الكرام للصحف الالكترونية , مَن مِن الذين قدموا انفسهم كداعمين لقائمة اتحاد الشعب تعرضواالى القوائم الاخرى بالتشهير والازدراء ؟, ومن من هؤلاء استفز كيانا سياسيا من الكيانات المرشحة لعضوية الجمعية الوطنية ؟ سأجيب بدلا عنكم ان كنتم عاجزين عن الاجابة --- لااحد .. وان كنت غافلا عن مقالة او كاتب ارشدوني اليه لنمنح الحق للسيد هوزايا في تشهيره . ان الشيوعيون واصدقائهم وانصارهم ملتزمون اخلاقيا وادبيا بلغة الحوار واحترام الاخر المخالف في الراي والبرنامج والهدف –هذه الاخلاق الموروثة من المعلمين الاوائل للشيوعية العراقية وفي مقدمتهم يوسف سلمان ( فهد) وهو المنادي ( قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية ) – وبقي هذا الموروث ليكون طقسا من طقوس الشيوعي العراقي ( الالتزام الاخلاقي في محاورة الاخر ) . انيروني ايها الاخوان بداعم لقائمة اتحاد الشعب خرق المباديء الاساسية في لعبة الدعاية الاعلامية , وانتقص من الاخرين وشوه سمعتهم رغم كثرة المشوهيين . ترُى – لماذا يتعرض السيد هوزايا الى الشيوعيين مفخرة العراقيين واصحاب التاريخ المجيد واول الداعيين لحقوق القوميات ومنهم شعبنا الكلدو اشوري :هل هي كراهية مكبوته وجدت موقع عينكاوة متنفسا لها – ام استقراء لمنهج الفكر الماركسي ومحاولة اثبات فشله كنظرية وممارسة ؟ دعوني ارجح ان الهدف الذي يرمي اليه وهو فعلا يرمي اليه - هو اثبات فشل الماركسية وسقوطها - عندها كان الاجدر به ان ينتقد الفكر بدلا من التشهير بالحزب وافراده – كنا نتمنى واياكم ان نجد نقدا فلسفيا للفكر الماركسي لربما اقتنعنا بلغته او فلسفته بدلا من التعرض لاشخاص اكانوا شيوعيين ام لم يكونوا وذنبهم الوحيد انهم انظموا تحت لواء قائمة اتحاد الشعب . استوعبت كلماته , كما اعتقد انكم استوعبتموها ايها القراء , مجرد بضعة كلمات مجردة من المعاني تتداول هنا وهناك كاتهامات ليس الا , وحفظها السيد هوزايا انطلاقا من حقده واعاد صياغتها باسلوب عاطفي ليسطرها في موقع عينكاوة حتى ادراكا مني انه نثرها دون ان يدرك موقف الشيوعيين منها. اعود لمخاطبة السيد هوزايا – ان كان هدفك اثبات فشل الماركسية , دعني اثبت لك العكس وليساعدني الله على قدر مقدرتي لفهمي للماركسية –فهي لم ولن تموت كما تتمنى ويتمنى غيرك , ولازالت شامخة في العالم ولازال مقتنعيها الكثير , رغم النكسة التي اصابت محورها الاساي ( الاشتراكية ) –لم ولن تموت رغم الانكسارية والانهزامية التي اصابت عدد من مؤيديها لانها في حقيقة جوهرها تمثل الفكر الانساني السليم في ابسط مفاهيمه , الاشتراكية ( دعوة الى المساواة والعدالة الاجتماعية ) – ولن ننساق وراء الاكاذيب الكبرى , طوابير من اجل الخبز واللحم والبطاطس في زمن الاشتراكية , طوابير في كل شارع من موسكو وفي كل مدينة سوفيتية وطوابير في كل بلد اشتراكي , طوابير ثم طوابير ولاوجود للطوابير – اتعلمون انها اكذوبة نيسان روٌجها الخائفون من خطر الاشتراكية –لقد كانت تهدد مصالحهم . التقط هذه المعلومة كمقدمة لما يليها – ان الماركسية هي علم , والعلم يتكون من وحدة النظرية والمنهج , واية نظرية بدون المنهج هي كالطير الذي قصت جناحاه , وفي اول محاولة للطيران يسقط وهي قوانيين للتطور الاجتماعي واحدى مرتكزاتها , هي نظرية الصراع الطبقي الذي بدأ بالبروز بعد زوال مجتمع المشاعية البدائية , وظهور عصر الاقطاع ومن ثم عصر الصناعة والبرجوازية الصناعية المحتاجة الى الايدي العاملة فكان ظهور الطبقة العاملة بشكلها المنظم واشتداد الصراع الطبقي بين الراسمالية والعمال--- ماهي النظرية ؟؟؟ ينبغي ان اوضح هذا المفهوم - هي انتاج فكري ومعرفي , وهي مجموعة قوانيين واسس ولاثبات صحتها تحتاج الى ممارسة – ولكن ! احيانا عند التطبيق تلاقي صعوبات وتعقيدات واحيانا النكسة كما حدث في تطبيق الاشتراكية – وفي الاغلب لن يكون هذا اثبات لفشل النظرية فالخلل يكون في الممارسة وليس في النظرية --- ولو افترضنا جدلا ان الخلل باديء ذي بدء كان من النظرية , اذا علينا العودة اليها لتوليد نظرية جديدة ضمن الاولى , بمعنى استحداث القديمة بقوانين وقياسات جديدة ملائمة لتصحيح المنهج والممارسة . كي لااستفزك ويصيبك الضجر بهذه التعبيرات , اليك التبسيط في الامثلة التالية – اغلبنا تدرج في المراحل الدراسية , والرياضيات ضمن المناهج الدراسية المهمة , وتعلمنا من خلاله كيفية اثبات صحة النظرية – استخدمنا طريقتين للحل , اما اثبات عكس النظرية ونكون قد وصلنا الى نتيجة مقفلة فنعود ونقر بصحة النظرية – او الافتراض بصحة النظرية في استخدام البديهيات الاساسية في الرياضيات –وان كانت النتيجة مقفلة ايضا علينا البحث في الخلل بالبرهان كما كنا نسميه . الم تذهبوا يوما الى الخياط رغبة في تفصيل وخياطة قميص يلائم المودة , نظريا تمكن الخياط من تصور بعد جهد فكري وقياسي حجم القميص الذي يلائم صاحبه , لكن ! بعد ان اكمل الخياط خياطته وجده كبير الحجم لايلائم صاحبه – يبدو لي ان الخلل ليس في القياسات الاولية وانما للتغيرات الجسمانية التي حصلت في الفترة مابين استحصال القياسات الاولية وانجازه – عليه -على الخياط العودة الى القياسات لاستحداث قياسات جديدة تلائم التغيرات الحاصلة . اتمنى انك اتفقت معي بان لاذنب للنظرية في الفشل --- ولكن حذار ان تعتبر النظرية مطلقة , فهي ممكن ان تكون نسبية وهي فعلا كذلك ,-فهي قابلة للنفي والتحديث بتوليد نظرية جديدة وهذا هو المبدأ الديالكتيكي في النفي والنفي وليس الالغاء والاسقاط , لتبقى النظرية القديمة في ثنايا الجديدة كمساعدة لها – فالعلم مبني على النظريات او ولادة نظريات والماركسية فلسفة والفلسفة اعتبرت احد افرع العلم فمن البديهي ان تكون الماركسية هي فلسفة وعلم --- واكدنا على نسبية النظرية وبما ان الماركسية هي ( نظرية ومنهج وحدة متكاملة ) لايمكن ان تكون مطلقة . لاتنذهل من قول ان الماركسية ليست مطلقة, نحن الماركسيون لم نعتبرها كذلك ولازلنا وانتم المعادين لها كنتم تعتقدوننا نعتبرها كذلك لجهلكم - حيث لاتوجد في هذا الكون حقائق مطلقة الا في ثنايا الاديان فهي ليست قرانا لايمكن المساس بها , انما مجموعة قوانين واسس قابلة للتغير حسب متطلبات الزمان والمكان – وليس هناك من ماركسي متفهم يدعي بالمطلق , ولاثبات ان الماركسية ليست مطلقة نسترشد باقوال المؤسسين , حيث يقول انجلس (( ان نظريتنا ليست عقيدة جامدة بل توضيح لعملية التطور التي تنطوي على جملة من الاطوار المتلاحقة )) ويقول ايضا (( كل المفهوم عن العالم عند ماركس ليس عقيدة جامدة بل طريقة وهو لايعطي عقائد جاهزة بل نقاط الانطلاق لاجل مواصلة البحث وطريقة لاجل هذا البحث )) ولينين كان يرفض الممارسات التي من شانها ان تؤدي الى تجميد الفكر , ففي احدى زيارته التفقدية لفت انتباهه شعارا مكتوبا على الجدار (( يعيش مجلس السوفيت الى الابد )) فعلق قائلا , اذا طبقنا هذا الشعار ستتوقف المسيرة ولن نتقدم خطوة الى الامام . قارن بين كلام لينين وافكاره من اجل التغيير والتطوير وبين بقاء مجلس السوفيت لاكثر من 70 عاما من بعده . أتدركون من كبرياء الامور في الجمود هو العجز عن تطوير النظرية بل حتى في فهم النظرية كمرشد للحل وليس كنصوص مقدسة قابلة للتطبيق في كل الازمنة والامكنة –هذا ما ابتغاه ماركس لشارحيه من بعده . اتعلمون ان الاخطاء القاتلة التي ارتكبت في الممارسة كانت سببا للكوارث التي اصابت النظام الاشتراكي . كان النظام الاشتراكي محاربا من الراسمالية وكان احد صنوفها – الحرب الباردة –كانت حقا مفروضة عليه وكانت الوسيلة الوحيدة لدى الراسمالية لانهاك النظام الاشتراكي فهو قد زلزل الارض تحت اقدام الراسمالية واكتسب تاييد جموع العاملين. سباق التسلح والحرب الباردة وجهان لعملة واحدة – القضاء على الاشتراكية – انساقت الانظمة الاشتراكية الى الفخ , وراء الشعار المرفوع حماية الاشتراكية --اشبه مايكون بالشعارات العربية كل شيء من اجل المعركة – واخذت هذه الانظمة تجاري الراسمالية في سباق التسلح , وكان من نتائجه بناء دولة قوية عسكريا واهمال الجوانب الاخرى فكان الانهيار الاقتصادي ! اليكم حديث وزير الدفاع الامريكي في عهد كندي ( مكنمارا ) في محاضرة اما اساتذة كلية الدفاع الوطني في واشنطن في 14-9-1961 : ((علينا ان نرغم الاتحاد السوفيتي على تغيير اولوياته –ان النظام الشيوعي يعد جماهيره بمجتمع من الرفاهية ينتفي فيه الفقر , ومجتمع المساواة ينتفي فيه التمايز الطبقي ولتحقيق هذه الاهداف فان الاتحاد السوفيتي مطالب بان يضع التنمية كاولوية اولى قبل الامن –علينا ان نرغمه على ان يرفع اولوية الامن ويضعهاقبل التنمية وعلينا ان نشده الى سباق سلاح يقطع انفاسه ويرهن موارده ويتركه في النهاية ترسانة نووي بدون رغيف او قطعة لحم وكذلك فان عملية الامن على الاولويات السوفيتية سوف تنعكس من الخارج الى الداخل فتزيد تركيز السلطة في يد المسؤولين في اجهزة الحزب والدولة مما يباعد بينهم وبين عامة الناس ويعزلهم ))---- فالراسمالية لم تكن بريئة من انهيار النظام الاشتراكي بل كانت لها اليد الطولة وتمكنت من جره الى الفخ الذي نصب له , كما اعد وخطط له وزير الدفاع الامريكي, وغدت السلطة تتركز سريعا بايدي البيروقراطية والانتهازية التي تسلقت الى المواقع المتقدمة من السلطة واصبحت القيادة السوفيتية في وادي وانتقل الشعب السوفيتي الى وادي تفصلهما ابعد المسافات وتحولت الى دكتاتورية صارمة في القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي وتحول الحزب الشيوعي من واعدا للجماهير بالرفاهية الى كما اراد الامريكي جهازا امنيا قامعا للحريات – كل ذلك من اجل الشعار ( حماية الاشتراكية ) . وادخل الاقتصادي السوفيتي في مستنقع لايمكن اخراجه منه . قبل ان نذكركم بالاوليات السوفيتية الاخرى , العودة الى ماركس دائما في غاية الاهمية , فهو يعلمنا ( نحن الماركسيون الاشتراكيون ) ان نفرض على الراسمالية تحمل النتائج السلبية لادخال التكنولوجيا الحديثة , كازدياد البطالة ( وهو واقع حال في البلدان الراسمالية هذه الايام ) وزيادة ساعات العمل مع بقاء الاجور على حالها بل تقنينها , وغلاء المعيشة ... الخ – واسال السؤال الذي اجهد تفكيري , هل استثمر الماركسيون هذه السلبيات لصالحهم ؟ -ان العجز في فهم النظرية وتطبيق تعاليم ماركس واستغلال الثغرات في النظام الاشتراكي من قبل الراسمالية لصالحها ادى الى ركود وتدهر الاقتصاد الاشتراكي وتفوق الراسمالية – لقد كانت في قمة ذكائها , وهذا لايعني ان الراسمالية لها الاحقية في البقاء حسب التعبير الدارويني ( البقاء للاصلح ) فهي ليست افضل النظم للبشرية . تتذكرون المساعدات التي كان يقدمها الاتحاد السوفيتي لحركات التحرر العالمية , وبلدان العالم الثالث المتحررة والتي وجدت في الاتحاد السوفيتي سندا لاجل حمايتها واستمراريتها – كان هذا ايضا من اولويات القيادة السوفيتية وكان عبئا مضافا , وتعقيدات مضافة الى اقتصاده وبدوره كان عبئا مضافا على المواطن السوفيتي وانهاكه , وتباعدت القيادة اكثر فاكثر عن المواطن وحاجاته ورغباته وغدت الوعود بالرفاهية مجردة من معانيها- انظروا الى السد العالي ( اضخم سد تم بناءه في الشرق الاوسط ) بخبرة وفنيين سوفيت , كلف السوفيت كثيرا بدلا من جني الارباح وفي حين طالب الامريكان بارباح خيالية للموافقة على انشائه تبرعوا هم بانشائه مجانا او بارباح تافهة - انظروا الى الدعم الذي كان يقدمه للبلدان العربية في معاركها ضد اسرائيل في حين كانت الاموال العربية تتكدس في البنوك الامريكية – انظروا الى فيتنام وكوبا واثيوبيا واليمن وبلدان عديدة , كم ارهق هذا الاقتصاد السوفيتي , لقد ادخلت القيادات السوفيتية المتعاقبة نفسها في متاهات واغلقت جميع المنافذ التي تؤدي الى الازدهار الاقتصادي سواء ببعدها العالمي او في مركزيتها الصارمة او في سياستها الدكتاتورية لاجل حماية الاشتراكية وحماية الانظمة البرجوازية الوطنية , فكان الانفجار العظيم . الستم معي ان هذه الانظمة المسماة بالانظمة البرجوازية الوطنية قد ساهمت في انهيار الاشتراكية . اعود بكم قليلا الى النظرية والممارسة الدقيقة لها , مسترشدا بعبقرية لينين في تطبيقها , كان يجد ان العمل من اجل الذات لدى العمال في المشروع او المصنع هو الذي يخلق المنافسة والمجازفة وزيادة الانتاج , بمنح العامل من الارباح الناتجة في المشروع وحينها لن يشعر العامل بالغربة تجاه المشروع وسيدرك انه يعمل لنفسه ولمشروعه ولدولته – الا ان بوادر بدايات الانهيار الاشتراكي كان مع مجيء ستالين الذي اهمل مبدأ العمل من اجل الذات فغابت الصفات اللازمة للتقدم الاقتصادي وازدهاره وهي المنافسة الفعالة . وانفاقه الاموال للصناعات العسكرية واهماله المجالات الاخرى التي من شانها تقوية الاقتصاد وبالتالي ازدهار الاشتراكية واثبات وجودها - فكان ذلك بداية الجمود والركود للاقتصاد حتى وصل الازمة الخانقة , والغريب ان القيادات المتتالية اتبعت نفس النهج الستاليني ولم تفطن الى الكوارث المحدقة مما زادالطين بلة , فاصبحت عاجز ة عن اخراج الاشتراكية من المستنقع الذي اسقطت فيه , وجاء غورباتشوف ومعه البريسترويكا يصرخان ( مزيدا من الديمقراطية قليلا من المركزية ) , استبشرنا خيرا وقلنا جاء المنقذ وفي اذهاننا هناك صياغة جديدة للاشتراكية تواكب تطورات العصر ستبدأ مع مسيرة غورباتشوف , ستحياالديمقراطية في الحياة الحزبية والسياسية من جديد , سيعالج المجتمع السوفيتي من مرض البيروقراطية , سيعاود العمال التفكير بالمنافسة لاجل المشروع والوطن كما اراد لينين , ولكننا كنا غافلين عنه ولم نعلم انه جاء ليهدم ماتبقى من جدار الاشتراكية الرخو اصلا والذي لايحتاج لاكثر من معول واحد لاسقاطه . دعوني اتحدث بقدر اكبر من الملموسية – لقد خلق ستالين مجتمعا اقرب الى البطرياركية , بمعنى خضوع المجتمع كليا للسلطة المركزية وقراراتها , بل لقراره في الشاردة والواردة وانتفى التفكير الذاتي من الوجود لم يعد هناك تفكيرا حرا اصبح من العبث مجرد التفكير به وهكذا لم يعد هناك ابداعا في مجالات تطوير التكنولوجيا والصناعة ومجالات اخرى حتى في زمن القيادات المتعاقبة لستالين وبعد ان حول ستالين الدولة السوفيتية من دولة متخلفة صناعيا الى دولة متقدمة تنافس اكثر الدول تطورا وتقدما عاد بسيطرته المركزية المتشددة وليجعل من اسلوبه هذا نموذجا لبعده الى دولة تتخلف عن تلك التي استغلت التكنولوجيا الحديثة لتطوير صناعاتها – اليست هذه حقيقة لامستنا جميعا – وهل الماركسية ومنهجها كان سببا ام من ابتعد عنها في الممارسة . نعم –جعلت هذه الانظمة الاشتراكية بلدانها دروعا دفاعية لحماية شكل النظام وهذا كان ايضا مدمر فلقد كانت هذه الدروع في غاية الهشاشية بسبب وضعها المجتمع في موضع المتقبل والمستجيب وليس المتسائل والمستفسر .. ياللمأساة – جاء ادراكنا لكل ذاك التاريخ متاخرا , لقد اساء قادة الشيوعية في العقود الماضية الى الماركسية كنظرية ومنهج اكثر مما اساء اليها اعدائها وقادوها الى العقم ولم يكونوا بالمستوى المؤمل اليه . فالماركسية لايمكن ان تكون لباسا لمرحلة معينة وهي ليست من المسلمات التي لايمكن الاجتهاد والتطوير بشانها , فهي علم كما اسلفنا قابلة لصياغة الافكار من جديد وحتى تعاليم ماركس قبل اكثر من مئة عام قابلة للتغير واعادة الصياغة وفق قوانين واسس وقياسات تلائم المرحلة فالذي كتبه ماركس لم يكن وحيا مقدسا انزل عليه ليلائم جميع الازمنة والامكنة . هل تتفقون معي في هذا السرد –ان لم تتفقوا وكنتم من المصرين على ان الماركسية انتهت والى الابد وهي لاتلائم رغبات البشرية وان الاشتراكية لم تكن سوى نزوة اخذت حظوظها من الزمن وتبخرت- اقول لكم – لاتستعجلوا.