اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مؤدلجو الدين الإسلامي يتحدون دولهم، من أجل نشر وباء كورونا// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 

عرض صفحة الكاتب 

مؤدلجو الدين الإسلامي يتحدون دولهم،

من أجل نشر وباء كورونا في كل البلدان

محمد الحنفي

المغرب

 

لعل بعض الناس، لا يجدون لذتهم، إلا في ازدهار الموت، والدفن، حتى يجدوا ضالتهم، التي من أجلها وجدوا، أصلا، فكأنهم مبعوثون من الله، لأداء رسالة معينة، في هذه الظروف العصيبة، التي تعيشها البشرية على وجه الأرض، لتنظيم الموت، والدفن. فكأن كورونا تفرق بينهم، وبين من يخالفهم في أدلجة الدين الإسلامي. يعتقدون أن الله أعطاهم مناعة، وحصانة، ضد كورونا، حتى ينجزوا مهمتهم، التي من أجلها وجدوا.

 

إن أي دولة، كما كل الدول، وفي كل القارات، تدرك جيدا، أن وباء كورونا، وباء قاتل، وأن هذا الوباء ينتشر بسرعة فائقة، كما تؤكد، ذلك، كل الأخبار الواردة، من كل الجهات. وفرض أي دولة، وغيرها من الدول، ملازمة المواطنات، والمواطنين بيوتهن، وبيوتهم، من أجل المحافظة على الشعب، من إصابة أفراده بوباء كورونا، حتى يتبين: أن الشعب سليم.

 

ولمحاصرة الوباء، والتغلب عليه، تم إيقاف التواصل بين المدن، والقرى، في كل دولة، إلى أجل مسمى، أو غير مسمى، حتى تتحكم الدولة، أي دولة، كباقي الدول، في انتشار هذا الوباء، في أفق القضاء عليه، بفضل المجهود الذي تقوم به السلطات المسؤولة، على مستوى كل دولة، وفي كل بلد، من البلدان ذات الأنظمة التابعة، من أجل تنظيم المجال، وحراسة، ومراقبة مدى التزام المواطنات، والمواطنين، بالتعليمات التي اقتضتها شروط انتشار وباء كورونا، في كل بلدان العالم أو في أغلبها، على الأقل.

 

غير أن مؤدلجي الدين الإسلامي، لهم رأي آخر، مخالف لما استقر عليه رأي العلماء، والباحثين، في كل القارات، كما هو مخالف لرأي الأطباء، الذين يغامرون بحياتهم، في إنقاذ المصابين بمرض وباء كورونا.

 

وهؤلاء المؤدلجون، يعتبرون أن وباء كورونا، من جند الله، لينتقم إما من الكفار، أو من أجل اختبار المسلمين، ومدى تقبلهم لقضاء الله، وقدره. ومنهم من اعتبره سلاحا، يجب استخدامه ضد بوليس النظام، وجنوده الذين يحولون دون بقائهم في الحكم، أو دون وصولهم إلى الحكم، أو دون بسط نفوذهم على مجموع البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، في أفق تمكينهم من الحكم، قبل أن يرفع الله جنده، المتمثل في وباء كورونا، الجائحة التي عمت كل أرجاء الأرض، لا فرق، عندها، لا بين عربي، وعجمي، ولا بين أبيض، وأسود، ولا بين مومن بهذا الدين، أو ذاك، ولا بين هذا المذهب، أو ذاك، من نفس الدين، ولا بين مؤدلج، ومؤدلج مختلف، لنفس الدين، أو لأي دين آخر، ولا بين منتم إلى هذه الطبقة، أو تلك، ولا بين من يوجد في هذه الدولة، أو تلك، ولا بين مؤدلج للدين الإسلامي، أو غير مؤدلج له.

 

وعلى هؤلاء المؤدلجين للدين الإسلامي، أن يدركوا: أن الصراع الذي يقودونه ضد الأنظمة، بما فيها نظام مصر، أو نظام المغرب، أو تونس، أو الجزائر، أو سوريا، إنما هو صراع ضد العقل، وضد الإنسان، الذي يحمل هذا العقل، ويستخدمه من أجل الإنسانية، لا من أجل نفسه، كما أثبت ذلك العالم المكتشف لدواء وباء كورونا، الذي رفض مليار دولار، الذي عرضه عليه ترامب، واعتبر أن ما توصل إليه من أجل الإنسان، أنى كان لونه، أو جنسه، أو لغته، أو معتقده. وفعلا، اتفق مع حكومة بلاده، على تصنيع الدواء الذي توصل إلى تركيبه، على أن يوزع في جميع أنحاء العالم. وهو ما يثبت أن الإنسان، ليس موجودا في فكر، وفي ممارسة مؤدلجي الدين الإسلامي، بقدر ما هو موجود في العلم، وفي فكرالعلماء، أنى كانوا، ومهما كانوا، وكيفما كان لونهم، أو جنسهم، أو معتقدهم، أو أي شيء آخر، وأن الصراع، الآن، على المستوى العالمي، يجري بين التقدم، والتخلف، وبين العلم، والجهل، الذي يدعي المعرفة العلمية المتدكترة، ولكن في الخرافة، وفي بول البعير، وضرط الحمير، وغير ذلك، مما لا علاقة له بإعمال العقل، أبدا، بقدر ما له علاقة بعمق التخلف، الذي لا نهوض منه أبدا.

 

فإذا كان مؤدلجو الدين الإسلامي، يخوضون حربا شرسة ضد العلم، والعلماء، وضد الطب، والأطباء، وضد الممرضات، والممرضين، وضد الباحثات، والباحثين، اللواتي، والذين يخاطرون بحياتهم، في مواجهة وباء كورونا، وضد السلطات المسؤولة، في هذا البلد الإسلامي، أو ذاك، وضد الإنسانية جمعاء. فإن الجميع، قد أجمع على أن الهدف الرئيسي، الآن، هو تحقيق أمرين رئيسيين:

 

الأمر الأول:  الحرص على سلامة شعوب الإنسانية، من الإصابة بوباء كورونا القاتل، والذي لا يفرق بين البشر. وهذه المهمة، تتحملها الآن الدول، بقواتها المختلفة، وبقوانينها، وبأجهزتها المختلفة، من أجل إلزام الناس بالمكوث في بيوتهم، سعيا إلى نجاتهم من الإصابة بوباء كورونا، في الوقت الذي يقوم به الأطباء، والممرضون بواجبهم، من أجل إنقاذ المصابين بهذا الوباء. بالإضافة إلى كل من تجند من أجل إنجاح عملية العلاج، إلى جانب حفظ سلامة غير المصابين بالوباء القاتل.

 

والأمر الثاني: الانكباب على البحث العلمي، من أجل الوصول إلى إيجاد دواء، لعلاج المرضى، وإلى إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا الجائحة، مع إجراء التجارب المخبرية، قبل الإقبال على التصنيع، والتسويق، إلى جميع أنحاء العالم. وفي كل القارات، وفي جميع الدول المتقدمة، طبعا، وليس المتخلفة، التي لا تجيد إلا الاستهلاك، والتي ينشط فيها هولاء المتخلفون، الذين لا يجيدون إلا أدلجة الدين الإسلامي، الذي صار محرفا على أيديهم، لغاية في نفس يعقوب.

 

وعندما يتعلق الأمر بالدولة المغربية، فإن جائحة كورونا، لا تفرق بين من هو مسؤول في الدولة التابعة، بما فيها المغرب، ومن هو غير مسؤول، وبين من هو ظلامي مؤدلج للدين الإسلامي، ومن هو غير ظلامي، وغير مؤدلج للدين الإسلامي.

 

وكل ما في الأمر، أن الدولة التابعة، أي دولة تابعة، وجدت نفسها مرغمة، على اعتماد الوسائل العلمية، لمواجهة وباء كورونا، الذي ينتشر بسرعة البرق، ليصل إلى كل أرجاء العالم، حتى عم وجوده الكرة الأرضية، وفرض توقف كل أشكال الحياة، وفي جميع المجالات، ووصل إلى درجة إخلاء جميع المؤسسات، التي صارت كل دولة تابعة، لا تستغل منها إلا مؤسسات السلطة، ومؤسسات الإنتاج، الذي يقتضيه استمرار الحياة، ومؤسسات العلاج من وباء كورونا، وهو ما يقتضي منا، كبشر ينتمون إلى الدول التابعة جميعا، وكإنسانيات، وإنسانيين، الإشادة ب:

 

1) طواقم السلطة المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، في كل دولة، الذين واللواتي لا يعرفون، ولا تعرفن الراحة، والنوم، من أجل إلزام الناس بالمكوث في بيوتهم، خوفا عليهم، من الإصابة بوباء كورونا، الذي لا يفرق بين البشر، ولا تنفع معه الأدعية.

 

2) الأطباء، والطبيبات، والممرضين، والممرضات، الذين، واللواتي، لا يعرفون، ولا تعرفن الراحة، والنوم، ويغامرون، وتغامرن، بحياتهم، وبحياتهن، لضمان علاج المرضى، من وباء كورونا.

 

وقد أثبتت التجربة، أن القطاع العام في الصحة، والقطاع العام في التعليم، من الضروريات، التي يجب التمسك بها، في كل دولة، وخاصة، في البلدان ذات الأنظمة التابعة، والحفاظ عليها، والاهتمام بالعاملين فيها، مع تمتيعهم بكافة الامتيازات، التي تجب لنساء، ولرجال الصحة، ولنساء، ولرجال التعليم.

 

3) العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحينن، الذين يعملون ليل نهار، وبدون حقوق، في معظم الأحيان، من أجل ضمان استمرار الحياة الاقتصادية، الضرورية للمجتمع، وخاصة، ما يتعلق بإنتاج حاجيات المعيش اليومين حتى لا تتوقف الحياة.

 

فإذا كان وباء كورونا، يجر إلى هلاك البشرية جميعا، ودون استثناء، فإن رجال، ونساء السلطة، والأطباء، والطبيبات، والممرضين، والممرضات، وكل الطواقم، التي تدور في فلك نساء، ورجال الصحة، والعمال، والعاملات، وباقي الأجراء، والأجيرات، ونساء ورجال التعليم، وسائر الكادحين،  يغامرون، جميعا، بحياتهم، لمحاربة وباء كورونا، الذي سوف تنتصر عليه البشرية بالعلم، لا بالأدعية.

 

ويبقى مؤدلجو الدين الإسلامي، ومؤدلجاته، من الظلاميين، والظلاميات، وحدهم، ووحهن، الذين، واللواتي، يتمسكون، ويتمسكن، بأن يبلغ وباء كورونا مداه، من أجل القضاء على أغلب الناس، ذكورا، وإناثا، وأطفالا، وطفلات، حتى ينشط مؤداجو الدين الإسلامي، لقيام وباء كورونا المستجد، بتصدير الآلاف، إن لم تكن الملايين، إلى الآخرة، من أجل الانتقام من البشرية، المعتبرة، في نظرهم، كافرة، وملحدة، من أجل أن يدفعوا، دفعا، إلى جهنم، وكأنهم شاهدوا الجنة، التي سوف يتمتعون بنعيمها، عندما يلتحقون بالآخرة، وشاهدوا عملية الدفع، التي تمارس في حق غيرهم، إلى جهنم. إنه العبث بالدين، الذي يدعون احتكاره، لينوبوا عن الله في الأرض، من أجل أن يتسلطوا على رقاب البشر، من أجل أن يصير البشر تحت رحمتهم، وفي خدمتهم، في الوقت الي يحصلون فيه على التمتع المزدوج : التمتع بالثروات التي ينهبونها باسم الدين، والتي تمكنهم من السكن في القصور، ويدعون أن الله رزقهم ذلك، بعد أن فضلهم على العالمين، بسبب أدلجتهم للدين الإسلامي، التي تحولت إلى دين جديد، لا علاقة له بالدين الإسلامي.

 

والواقع، أن الدين الإسلامي، كباقي المعتقدات الأخرى، يجب أن يبقى بعيدا عن التوظيف الأيديولوجي، والسياسي، لتحقيق أهداف دنيوية، محضة، لا علاقة لها بالدين الإسلامي، ولا بيوم القيامة، كما هو الشأن بالنسبة للوصول إلى الحكم، من أجل فرض أدلجتهم للدين الإسلامي، على مجموع أفراد المجتمع. وبما أنهم عاجزون عن الوصول إلى رأس السلطة، بالطرق المشروعة، حسب الدستور، وبما أنهم يعتبرون: أن وباء كورونا، من جند الله، يسلطه على من يخالف الدين الإسلامي، وبما أنهم يعتبرون: أن الدين الإسلامي، يتجسد في أدلجتهم له، وأنهم يعتبرون أن وباء كورونا، سوف يخلصهم من معارضيهم، أو، على الأقل، من أغلبيتهم، فإنهم يتقوون به على غيرهم، الذين يدعون عليهم بتسلط وباء كرونا، المستجد، عليهم، من أجل من أجل التخلص منهم، وينسون أن وباء كورونا، عندما يتسلط على البشر، يرفع شعار: (لا فرق بين عربي، وعجمي، ولا بين أبيض، وأسود، مهما كان معتقدهم، بالإصابة بوباء كورونا، مهما كانت مسؤوليته في الدولة، أو الطبقة التي ينتمي إليها، أو القارة التي يتواجد فيها، كما ينسون أن وباء كورونا، لا يواجه بمجرد الدعاء، وقراءة القرءان، والاعتقاد بأن الله سيرفعه عن عباده. فوباء كورونا، لا يواجه إلا بإخضاع المصابين به إلى العلاج، في مختلف المستشفيات، كما لا يواجه إلا بالعلم، وبالبحث العلمي، وباكتشاف الدواء، واللقاح، والشروع في تركيبهما، بعد التأكد من فعاليتهما، والعمل على إنتاجهما، وإيصالهما إلى أي نقطة من العالم، حتى يتم تلقيح جميع البشر، ضد وباء كورونا المستجد، ومن أجل أن يعمل الأطباء، والممرضون، على علاج المرضى المصابين بوباء كورونا المستجد.

 

وما يجب أن يدركه  مؤدلجو الدين الإسلامي، أن أي جائحة تصيب البشرية، لا تفرق بين البشر، مهما كان جنسهم، أو لونهم، أو لغتهم، أو معتقدهم، وقد يصابون بهذا الوباء، الذي قد يأتي على معظمهم، ومعظم أتباعهم، الذين يرددون ما يقولون، ويقدسونهم، إلى درجة عبادتهم من دون الله، أو إشراكهم بالله في العبادة، إلى جانب عبادة كل المؤدلجين، وينسون أن الله، وحده، هو المقدس، ومن سواه من البشر، لا يمكن أن يصير مقدسا، بما في ذلك الرسول: محمد بن عبد الله، الذي جاء، في حقه، في القرءان الكريم: (قل إنما أنا بشر مثلكم، يوحى إلي). فإذا أزلنا تلقي الوحي، يبقى بشرا، يجري عليه ما يجري على سائر البشر.

 

ومعلوم، أن من يقدس غير الله، يصير مشركا بالله. ومؤدلجو الدين الإسلامي، ينسون أن الدين الإسلامي، إنما جاء للقضاء على الشرك بالله، ولم يأت لتكفير المومنين بديانة موسى، أو بديانة عيسى، حتى وإن كان يشير إلى ما وقع فيهما من تحريف، على شاكلة التحريفات الكثيرة، التي يحدثها مؤدلجو الدين الإسلامي، في حق الدين الإسلامي، من أجل جعله دينا جديدا، لا علاقة له بحقيقة الدين الإسلامي.

 

وما نعرفه عن موقف الدين الإسلامي، من المومنين بديانة موسى، وبديانة عيسى، جاء في الآية الكريمة: (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا، وبينكم، أن لا نعبد إلا الله). فلم يعتبرهم كفارا، وملحدين، يجب قتلهم، كما يقول بذلك مؤدلجو الدين الإسلامي، الذين (يؤمنون ببعض، ويكفرون ببعض).

 

فالمؤمنون بالدين الإسلامي بشر، والمؤمنون بديانة عيسى بشر، والمؤمنون بديانة موسى بشر، ووباء كورونا، لا يفرق بين البشر، سواء كانوا مؤمنين بإحدى الديانات الثلاث، أو مؤمنين بدين آخر، أو لا يؤمنون بأي دين.

 

وليس من حق أحد، أن يصدر حكم التكفير، في أي أحد كان. فكل واحد من البشر حر فيما يعتقد، كما جاء في القرءان: (فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر).

 

وإذا تعلق الأمر بالتحريف، فإن مؤدلجي الدين الإسلامي أكثر تحريفا، لما جاء في القرءان الكريم، إلى درجة أنهم يشركون الله، والرسول، وأميرهم، والحزب، والجماعة التي ينتمون إليها، في التقديس، والعبادة، وليس من حقهم، أن يعتبروا أنفسهم، من أهل الجنة؛ لأن ذلك موكول إلى الله، يوم البعث، والنشور، كما جاء في القرءان: (فأما من أوتي كتابه بيمينه، فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه، وأما من أوتي كتابه بشماله، فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه). وهو ما يترتب عنه: اعتبار أن كل ما يتفوه به، أو يكتبه مؤدلجو الدين الإسلامي، إنما هو مجرد ادعاء، بهدف تحقيق شعار أيديولوجي، وسياسي. أما ما بعد الموت، الذي يدخل في حكم العدم، فلا يمكن أن يعلمه إلا الله، أما مؤدلجو الدين الإسلامي وغيرهم من مؤدلجي الديانات الأخرى، فيصيرون كالبشر، لا يتميزون عنهم بعلم الغيب، إلا من باب الادعاء؛ لأن من طبع الإنسان، أنه لا يستطيع قراءة الغيب، أو ما بعد الطبيعة، أو ما بعد الموت، مع أنه، ومن خلال تجربته الطويلة، وانطلاقا من توافر شروط معينة، فإنه يمكن أن يقرأ المستقبل. وهو ما يعرف عند الماركسيين، بالتنبؤ العلمي، وعند المهتمين بالمستقبليات، التي تنال اهتمام قطاعات عريضة من المجتمع، لا رتباطه بالمستقبل البشري، على وجه الأرض، بالإضافة إلى القراءة العلمية للمستقبل، انطلاقا من توافر شروط معينة، أو إمكانية توافرها.

 

وإذا كان هدف مؤدلجي الدين الإسلامي، هو العمل على استغلال مختلف الشروط القائمة، لصالح تبرير توظيف أدلجة الدين الإسلامي، التي يعتبرونها، هي الدين الإسلامي، وسعي: إلى إيجاد مبرر، للوصول إلى امتلاك السلطة، حتى يتمكنوا من فرض أدلجتهم للدين الإسلامي، على مجموع أفراد المجتمع، من أجل الحكم باسم الدين الإسلامي، وباسم الله. فكأن الله نصبهم لأجل حكم البشر، في أي دولة، من دول العالم، وإلغاء مفهوم الإنسان، على الأقل، من الخريطة التي يحكمونها، والشروع في البحث عن المبررات التي يقنعون بها المجتمع، من أجل التخلص من:

 

1) العلمانيين، الذين يشكلون خطرا عليهم، بتمكنهم من إقناع المجتمع، بأن سلامته، وتقدمه، وتطوره، رهين بمدى اقتناعه بضرورة فصل الدين، عن السياسة. فالدين لله، والسياسة للمجتمع. وهو أمر لا يقبله مؤدلجو الدين الإسلامي، الذين يعيشون على ربط الدين بالسياسة، الذين يكتسبون معنى الحق في الحكم، باسم الله. وبالتالي: فإن ذلك الحكم، لا يتحملون فيه أية مسؤولية، خاصة وأن المجتمع، الذي يتم إقناعه بذلك، لا يستطيع محاسبة الله، فيما يقوم به مؤدلجو الدين الإسلامي، الذين يحكمون باسمه، خاصة، وأن الله لا يخطئ، لينسحب ذلك عليهم، باعتبارهم لا يخطئون في حكمهم. وهو أمر يرفضه العلمانيون، الذين يذهبون: إلى أن ما لله، لله، وما لقيصر، لقيصر، الذي يبنون عليه: ضرورة فصل الدين، عن السياسة. وبالتالي: فإن أي حكم باسم الدين، يجب أن يعتبر حكما غير مشروع، مما يبرر ضرورة مواجهته، في أفق التخلص منه، مهما كانت التضحيات، والعمل على محاسبة، ومساءلة، من يصدر ذلك الحكم، باسم الدين؛ لأن هؤلاء الذين يصدرون تلك الأحكام، يسعون، باستمرار، إلى العمل على إقبار العلمانيين، لا لشيء، إلا لأنهم يحرصون على فصل الدين، عن السياسة، احتراما لقداسة الله، الذي يعتبرونه فوق المحاسبة، وفوق المساءلة، والذي لا يمكن أن ننسب إليه إلا الخير.

 

2) اليساريين، الذين يعتبرون أنفسهم علمانيين بالأصل، ونظرا لدفاعهم عن العلمانيين، وتبني كل ما يدعون إليه، وخاصة فصل الدين عن السياسة، الذي أصبح شعارا يساريا بامتياز، بالإضافة إلى اعتبار العلمانية، وسيلة من وسائل المواجهة، والتغيير في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، نظرا لدورها، في العمل، على تحرير الواقع، من السيطرة المطلقة، للأوصياء على الدين، أي دين.

 

وبالنسبة لنا، تعمل العلمانية، في حالة اقتناع المجتمع بها، على تحرير المجتمع، من سيطرة مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين يسعون إلى تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل؛ لأن عملية التحرير، تمكن المجتمع من إدراك خلفيات مؤدلجي الدين الإسلامي، فيمتنعون عن الاستجابة إليهم، سعيا إلى إدراك: أن على المجتمع أن يحرص على تحرره من سطوة الأوصياء على الدين، أي دين، وخاصة من سطوة الأوصياء على الدين الإسلامي، الذين لا زالوا يتصدرون أدلجة الأديان، على المستوى العالمي، نظرا لتمويل تنظيماتهم، من دول (البيترو دولار) على اختلاف توجهاتها الأيديولوجية.

 

ونظرا لكون اليساريين، يسعون إلى علمنة الحياة العامة، وتحريرها من سطوة أدلجة الدين الإسلامي، على اختلاف توجهاتها الأيديولوجية، فإن هؤلاء المقتنعين بأدلجة الدين الإسلامي، ونظرا لكونهم أسرى اقتناعهم بتلك الأدلجة، فإنهم، ونظرا لوفائهم لتعليمات أمرائهم، ولقرارات أحزابهم، يعملون على تنفيذ التعليمات، والقرارات المتخذة، في حق اليساريين. وفي بعض الأحيان، يعملون على تنفيذ قرارات الحكم المستبد، الذي يعملون على تأبيد استبداده، من أجل جعله يرضى عنهم، كما حصل مع الشهيد عمر بنجلون، ومع مهدي عامل، وحسين مروة، وغيرهم كثير.

 

 

3) التنويريين، الذين يعملون على جعل الناس يعملون على استخدام عقولهم، والوقوف على التعامل، اعتمادا على الفكر العقلاني، من أجل الحد من اعتماد الفكر الغيبي، الذي لا علاقة له بالواقع، أو الفكر الأسطوري، الذي لا يمكن أن يكون إلا فكرا متخلفا، ولا علاقة له بتحديث الواقع، وبالعمل على تطوره، وتطويره. وهو ما لا يقبله مؤدلجو الدين الإسلامي، الذين يراهنون على الظلامية، والتضليل، ويحرصون على اقتناع بسطاء المضللين، بالأفكار الغيبية، التي لا تعد ولا تحصى، في خطاباتهم المختلفة، والمتعددة، وخاصة ما يتعلق بالترهيب، من عذاب القبور، وعذاب جهنم، وبالترغيب في جعل أولئك البسطاء، الذين يحلمون بالتمتع بمختلف الخيرات، التي حرموا منها في الحياة الدنيا، في جنات النعيم، مركزين على ما ورد في سورة الواقعة: (وأصحاب اليمين، ما أصحاب اليمين، في سدر مخضوض، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة، ولا ممنوعة، وفرش مرفوعة، إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارا عربا، أترابا لأصحاب اليمين)، التي تجعل خطاباتهم المتعددة، والمتخلفة، لا تهتم، ولا ترغب إلا في شهوتي البطن، والفرج، حتى يحرص البسطاء، على أن يكونوا من أصحاب اليمين، وأن يتجنبوا أن يصيروا يوم القيامة، من أصحاب الشمال (اليسار)، الذين يكون مصيرهم جهنم، كما جاء في سورة الواقعة: (وأصحاب الشمال، ما أصحاب الشمال، في سموم، وحميم، وظل من يحموم، لا بارد، ولا كريم. إنهم كانوا قبل ذلك مترفين، وكانوا يصرون على الحنث العظيم).

 

وبناء على ذلك، فإن مؤدلجي الدين الإسلامي، لا يتحملون التنوير، ولا يسعون إلى سيادة جعل عقول البشر متنورة، ومستخدمة للمناهج العقلية المختلفة، من أجل تفنيد كل ما يذهب إليه مؤدلجو الدين الإسلامي، مما يتناقض مع العقل، وينسجم مع النقل، الذي يستجيب لطروحات كل مؤدلج للدين الإسلامي، مما يتناقض مع العقل، وينسجم مع النقل الذي يستجيب لطروحات كل مؤدلج للدين الإسلامي، سواء كان فردا، أو توجها. ولذلك، نجد أنهم يتخلصون من التنويريين، كما حصل مع فرج فودة، وغيره، ممن يسعون إلى جعل الناس يستخدمون عقولهم، في كل خطابات مؤدلجي الدين الإسلامي.

 

4) علماء الدين الإسلامي، الذين يقدمون خطابا دينيا صحيحا، يحرصون فيه على أن يكون الدين لله، والحكم، في الحياة الدنيا، للبشر، فاصلين في خطاباتهم، بين الدين، والسياسة، أو كما يقولون: ما لله، لله، وما لقيصر، لقيصر، مركزين على ما جاء في القرءان الكريم، الذي يرتبط بأسباب النزول، وبالناسخ، والمنسوخ، وبالشروط التاريخية، التي نزلت فيها مختلف آيات القرءان الكريم، ومعتبرين: أن الدين الإسلامي، هو منظومة من القيم، التي يجب أن يتحلى بها المسلمون، في كل أرجاء الأرض، وإلا، فإنهم إذا تحلوا بقيم أخرى، لا علاقة لها بمنظومة القيم تلك، يفتقدون كونهم مسلمين. ولهذا، نجد أنهم يتخلصون من عالم الدين الإسلامي: صبحي الصالح، ومن على شاكلته.

 

وحسب ما يذهب إليه علماء الدين الإسلامي، الذين يركزون، في خطاباتهم، على الجانب التربوي للدين الإسلامي، فإن مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين يعتمدون قيما مخالفة، ونقيضة، تقريبا، لمنظومة قيم الدين الإسلامي، كما حددها علماء الدين الإسلامي، انطلاقا من النص القرءاني، بالخصوص، لا يمكن أن يعتبروا مسلمين؛ لأن القيم التي اعتمدوها، لا علاقة لها بمنظومة قيم الدين الإسلامي.

 

ولذلك نجد أن مؤدلجي الدين الإسلامي يصرون على التخلص من علماء الدين الإسلامي، حتى يخلو  المجال منهم، حتى وإن لم يكونوا علمانيين، أو يساريين، أو تنويريين، خاصة، وأن علم الدين الإسلامي، مرحلة ما قبل التحول إلى العلمانية، أو إلى اليسار، أو إلى التنوير، كما حصل مع غير واحد من علماء الدين الإسلامي، أو العلمانيين، أو اليساريين، أو التنويريين، وغيره، ممن كشفوا، في كتاباتهم، عن ظلامية مؤدلجي الدين الإسلامي، وعن سعيهم، عن طريق تضليل البسطاء من المسلمين، بالخصوص، حتى يقوموا بدور معين، في وقت معين، من أجل سطو مؤدلجي الدين الإسلامي على السلطة.

 

وبالإضافة إلى ما ذكرنا، فإن سعي مؤدلجي الدين الإسلامي، من وراء التخلص من العلمانيين، ومن اليساريين، ومن التنويريين، ومن علماء الدين الإسلامي، الذين سماهم القرءان: بأهل الذكر: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، هو جعل الجماهير الشعبية فاقدة لكل أشكال الوعي، مما يجعلها لا تتفاعل إلا مع خطاب مؤدلجي الدين الإسلامي، في كل البلاد التي يسود فيها الدين الإسلامي، حتى تصير أدلجة الدين الإسلامي، أفضل وسيلة، للوصول إلى السلطة، التي تتخذ وسيلة لاستئصال التوجهات العلمانية، واليسارية، والتنويرية، من كل مجتمعات المسلمين، مهما كانت، وكيفما كانت، وصولا إلى جعل هذه المجتمعات، بدون استثناء، خاضعة لمؤدلجي الدين الإسلامي، وبدون وعي، بما يقومون به. فأدلجتهم للدين الإسلامي، إما في إطار تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل، ليصير، بذلك، مؤدلجو الدين الإسلامي، مطمئنين على:

 

ا ـ أدلجتهم للدين الإسلامي، التي تصير أدلجته، لمجتمعات برمتها، دينا بديلا، للدين الإسلامي، في أفق تعميم الدين الجديد، على وجه الكرة الأرضية، التي يصير جميع من يعيش عليها، في خدمة مؤدلجي الدين الإسلامي.

 

ب ـ سيطرتهم على السلطة، في كل دولة موصوفة بالإسلامية، التي يعملون فيها، على استئصال العلمانيين، واليساريين، والتنويريين، وعلماء الدين الإسلامي، الذين يحرصون على التمسك بحقيقة الدين الإسلامي، ويرفضون أدلجته، والتخلص منهم جميعا، حتى لا يزعجهم أحد، في تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل، من أجل فرض إرادتهم على الجميع.

 

ج ـ فرض أدلجتهم للدين الإسلامي، على جميع أفراد المجتمع، حتى يصير الجميع مرددا لأدلجتهم للدين الإسلامي، التي تحل محل الدين الإسلامي: في العبادات، وفي المعاملات، وفيما يسمونه بتطبيق الشريعة الإسلامية، التي لا تعني: إلا قطع الأطراف، وقطع الرؤوس، ورجم المرأة، وإرجاعها إلى البيت، وإلزامها بطاعة الرجل، والخضوع لأوامره، مهما كانت درجتها، ومكانتها في المجتمع، من أجل أخذ الجميع، بأسباب تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل.

 

وهكذا، يتبين لنا بما فيه الكفاية، أن تحدي مؤدلجي الدين الإسلامي لدولهم، في زمن تفشي وباء كورونا، في جميع دول العالم، تقريبا، من أجل تحريك جيوش المضللين، للإطاحة بالحكام، في البلدان التي يسودون فيها. أما تحريك جيوش المضللين، ضد فيروس كورونا، فإن فيروس كورونا، لا ينفع معه إلا الاحتياط، وإلا العلاج منه بالطرق المحددة علميا في أفق اكتشاف دواء التلقيح.

 

فمهمة الدولة، في مثل حالة جائحة كورونا، أن تحرص على سلامة مواطنيها، وأن تتخطى بهم كل المراحل، التي تقتضيها هذه الجائحة، وصولا إلى بر الأمان، حتى تقوم الدولة بدورها، سواء في المغرب، أو في الجزائر، أو في تونس، أو في مصر، أو في غيرها من دول العالم، خاصة، وأن جائحة كورونا لا ينفع معها لا الدعاء، ولا الصلوات، بقدر ما ينفع معها الحصار، وبعد المسافة بين الأفراد. فكل مواطن التجمع، تصبح خطرا على مستقبل الشعب، أي شعب. ومهمة الحرص على البشر، تقتضي: أن الابتعاد عن بعضهم البعض، تسهل مهمة الدولة، وهو ما يفوت الفرصة على مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين كانوا يسعون إلى دون إدراك أنهم قد يصيرون هدفا لوباء كورونا.

 

ابن جرير في 31 مارس 2020

 

محمد الحنفي

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.