كـتـاب ألموقع

قراءة مختلفة لقصيدة (زينب ياغريبه، الله اشمصيبه)// ذياب مهدي آل غلآم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ذياب مهدي آل غلآم

 

عرض صفحة الكاتب

قراءة مختلفة لقصيدة (زينب ياغريبه، الله اشمصيبه)

ذياب مهدي آل غلآم

 

شعر الكبير الشهيد عبد الحسين ابو شبع

خلال سنوات طويلة معاصرة واستماع ومتابعة وقرأئات كثيرة عن شاعريته وشعره ولا ابالغ حينما اقول انه ملك القصيدة الوصفيه والجمالية في التصوير الفنطازي الساحر والغرائبيه في خلق ابداعه الشعري بكل انواع الشعر وابوابه المعروفة والمتعارف عليها وبهذه الشفافيه البليغة التي تخاطب اعماق المتلقي فتجعله يتماها مع وصفه للحالة وكأنه يعيشها بحال "الزمكانية" لتلك الصورة الشاعريه والشعرية عبد الحسين ابو شبع في شعره الوطني او الاجتماعي او الحسيني لم اجد انه يكتب القصيدة البكائية النائحية الجنائزية الملائية" الروزخونية " لذلك ممن يستمع لشعره الحسيني خاصة لا يجعله ان يذرف دموعه اعتباطا لا بل يخلق في اجوائه روح التحدي ان لا تنزل دمعته اعتباطا ، فالحسين منتصر رغم الاتراجيديا التي تكونت في كربلاء بعد استشهاده نراه يضرب به الامثال في الشموخ قبل الاستشهاد وبعده عند شقيقته زينب بطلة كربلاء واعلامها الذي جسد صرخة الحسين كونوا احرارا في دنياكم من هذا الاستهلال احببت ان اكتب عن قصيدة واحدة كتبها وصهل بها ذو الحنجرة الذهبية عبد الرضا الرادود البغدادي في صحن حضرة الامام علي في سنة التحدي مابين السلطة والمواكب العاشورائية مابين المنع والخروج ضد المنع في بداية السبعينات وكان لابى شبع خريره الثائر شعرا والطافح بالتحدي وكيف لا وهو من رموزه صلابة في النضال والفكر وشامخ الرأس والعنوان ومما كتب عنه الشاعر الكبير مظفر النواب مجزوء انقله لكم.(( تعارفنا مع شاعرنا ابو شبع بالكلمة والنظرة والإحساس، وتلاقينا بالمشاعر، فصغرت إذ ذاك مسافات اللقاء الجسدي، وإنعدمت كل أمتار البعد الطيني النشأة . فأكاد أقول أنه الوحيد في زمانه مزق مكانه، وقفز من دون الكثير فوق مسرح وجوده الجسدي ليرى من كان في آخر صف في القاعة حتى تجاعيد وجهه المنهك التعِب، من أنَّة عاشق بكى فراق حبيبه. وسالت دموعه على وجه أم كانت أعواد المشانق سارقة لفلذة كبدها. لقد أردنا أن نقف على غير المسموع وغير المرئي وغير المعتاد، فوجدناه فيّاض بالإحساس، دفاق بالمشاعر، باكي، متحسر، على شيء كان يتيماً في داخل شاعرنا ألا وهو الإنسان، فمن هذه الرؤيا ومن هذا الباب دعونا ندخل سويَّة الى يتم عبد الحسين أبو شبع، الذي أبكى العيون، ولم يجد أحداً يبكي عليه ...من مقدمة كتبها مظفر النواب لديوان شاعرنا الراحل )) وهكذا اضيف أنا ، كان الشاعر الشهيد ابو شبع ، مرهف الحس جياش العواطف والمشاعر الانسانية ومنها الغرامية وقد قال في ذلك أجمل الأبيات والقصائد والمواويل الشعرية ومن ذلك وصفه ... كان شاعرا شعبيا جمع في اسلوبه الرقة والمتانة وله طابعه المميز عن بقية شعراء عصره ، يتدفق شعره كالسيل وقد استطاع ان يبلور اسلوبه بوعي شعري متقدم في الاغراض الشعرية ضمن الحدود التي يعرفها ، معرفة اكيده . وهذه بعض الابيات الشعريه من قصيدته التي بصددها انا ( زينب ياغريبه الله اشمصيبة ) وانا ركزت على العيون وخاصيتها في الفرح والحزن وارتكازي على الصورة التي صنعها حول العين وجفنها بهذا الاتساق بين اليتم والدم والغربة والليل والجوع والعطش ونار تلتهم خيم والنساء في ضيم وظلام ادهم وكأن زينب تصرخ من اعماق قلبها بنار النداء الى السماء ويصف الحالة ابو شبع في تلك الليلة كيف يكون النداء لنقرأ مع مداخلة مني تلميع لما اريد ان اوصل له في هذا الاتساق مابين لغة محبوكة من الشعر الشعبي ونثر مركز حديث فيه شعر ولعلي توفقت بهذا ؟.

ابو شبع : ماذا يقول الآن؟ الله اشمصيبه : قصة معركة مابين الحق والباطل يرويها الشاعر الخالد الكبير عبد الحسين ابو شبع وهكذا اتناغم معها بالصورالشعرية وابداع الشاعرية الشبعية انها قصيدة الروايه وليس الدمعة الساكبة قصيدة تذكرنا بالعشق وكيف العاشق مدنف بمن يحب ويهوى الى حد الجود بالنفس وهو اقصى غاية الجود الذي قدمه الحسين من اجل استقامة الانسان ما بعد ولحد نهاية الوجود فكونوا احرارا في دنياكم والآن لي مقططفات من هذه القصيدة مع بعض اللمحات مني اتمنى ان وفقت بذلك .

المستهل :

زينب ياغريبه ** الله اشمصيبه

وجهج يازينب وين ** مذبوح اخوج حسين

والجثه سليبه ** الله اشمصيبه

وينقل لنا هذه الصورة الممزوجه بالعشق والبراءة واليتم والموت والنار والحرب والفقد والليل والظلام ووو لخ ... اختصر الكلام واقرأ :

ابسهر عين ابظمه ابخوف ** اشباح من وجه المنيه

جفن عايف منامه ** بعيون اليتامه

***** اقول:

(جفن يجالسهم

ينبغي أن لا نفهم

كلا ، لا ينبغي!

استوقفهم الموت أحياء

تعالوا أعينوني على الليل إنه

على كل عين لا تنام طويل)

فيرد ابو شبع :

خلص يازينب الليل ** البيه توديع الأطايب

والصبح بين عليج ** او بينت بيه المصايب

اتبدل نور الصبح نار ** النار صارت بالحرايب

***** اقول :

(ينبغي أن نفهم

ما يقوله الموتى

كلا ، لا ينبغي! )

يصرخ بذاكرته ابو شبع :

دارت الحومه بالحومه ** ابجف المنيه والقدر

ولن الأهل سبعه وعشر ** انجوم عالغبره وكواكب

وتغيب ضواها ** البدور بدماها

***** اقول :

(يستعدون لحياة جديدة

يتنازعون الخروج الى النهار)

فيعود ابو شبع يذكرنا :

ابرايته وجوده ما رجع ** عالنهر جسمه تخذم

ماظلت الرايه ** طاحت والروايه

لمن راح بالجود ** كَال القدر ميعود .... ماظلت كتيبه

***** واتمثل بقول ابو شبع في تجليباته الآخرى عن لسان زينب :

أجلب الليل والتجليب يآذيني

والحسبات تفرشلي وتغطيني

غفت عين التضدني وساهره عيني

أحسِّب بيك يالساكن بنص إحشاي

ويعود ابو شبع يحدثنا :

وشفتي المهر بالدم ** لمن رد للمخيم

لفاج السرج مكَلوب ** كَلتي حسين مصيوب ...ولن جثته خضيبه .

فاعود لتجليبات ابو شبع الروائية كأنه ينطق عن لسانها :

أجلب الليل ما أدري شبعد بالليل

لاهبني الونين ولوعتي والويل

لو صار الصبح أنهض وأشد الحيل

للشوغات والحسرات آهي هواي

***** اقول :

(حكاياتهم تحتسي قهوة العشاق

يظنون أنهم أسماء جديدة)

ويخبرنا ابو شبع راويا ومذكرا :

هذا اول جرح صار ** ابكَلبج المفجوع يسعر

واجروح عكَبه اتكاثرت ** امن ابدان طيبه اتوذرت

مثل النجوم اتكورت ....! ما هذا التماهي مع النص القرآني ؟

***** واعود لابو شبع حيث ينقل لنا هذه الصورة :

هـاي ام الـطفل تحجي ** اوي الرضيع اعلى هالجمره

شـفـتـي يا زينب يتيمه ** اتحاجي ابوها فوك صدره

كَـوم يـا بـويـة تكَله ** و الأبـو مـكَطوع نحره

كَـوم اتـكَلـه اتسلبت ** بـويـه اتـكَـله اتيتمت

ومسك ختام القصيدة :

و انـكَـضه اعليج النهار ** اعـلى هالحالة يبنت حيدر

لا رجـال و لا خـيـام ** ولا خدر وبي تظل خدر

هذا يازينب الليل ** وعايله مطشره بهل بر

او تـرديـن لـم الـعايلة ** ضـاعـت ابوادي كربله

ويـن الابـو عـقد الوله ** ابـمثل هاي الشدة يحضر

صـيـحـي شوف حالي ** مـا ظـل عـندي والي

حـيـدر حـشـمي بيه ** صـوتـج خل يصل ليه

هـالـصـوت الـيجيبه ** الله اشــمـصـيـبـة

****** وفي مسك الحديث الراوية شاعرنا الراحل الشهيد عبد الحسين ابو شبع بهذه الخاتمة وليست خاتمة لنا مع ابو شبع لكن فقط وجهة نظر عن هذه القصيدة التي لي فيها ذكريات عشق وضيم وقهر في تلكم سنوات الجمر والأمل .

ولابو شبع

أجلب الليل وفراشي دمــع عيناي

أجلب الليل وهموم الغرام إغطاي

انها ليست قصيدة بل رواية شعرية رائعة على لسان الخالد ابو شبع، مشحونة بحركة أطفال و نساء يواجهن القتل والحرق والسبي، ولكن الشاعر مع هذه الرسمة التراجيدية لم ينس الصورة الفنية والخيال الذي يسمو بالعاطفة الحزينة ، مثل:

جفن عايف منامه ** بعيون اليتامه

صورة ترسم الخوف والقهر واليتم وخيال الموت في عيون الطفولة.

لعلي وفقت عندما نزلت الى ساحة القراءة في مشوفة ليلية للحدث، نظرة موجزة الحتمية الى النتائج، بعين الليل الطويل في زمن الغربة، كادت غربته (القارئ) تحاكي غربة الغريبة في نفثات الشاعرمع اسقاط عنصري الزمكانية، كما قال الملك الضليل "وكل غريب للغرب نسيب" ، بل يناغي ويخاطر المعنى بمثله، والجفن بالفراش، ويرد على الجفن الذي يعاف مكانه لأنه يقلب في الليل نجومة وسكونه وظلمته، في قوله: أجلب الليل وفراشي دمــع عيناي.

ملاحظة: مابين الاقواس هو من كلامنا الشخصي وليس من نص القصيدة او من شعر الشاعر ابو شبع