كـتـاب ألموقع

الجزء الثاني.. تراجع ملف المسيحيين.. لماذا؟// كامل زومايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كامل زومايا

 

عرض صفحة الكاتب 

الجزء الثاني.. تراجع ملف المسيحيين.. لماذا؟

الذكرى السابعة للإبادة الجماعية

كامل زومايا

 

في الجزء الاول تناولت بشكل مكثف ما تعرض له المسيحيين والاقليات من إبادة جماعية على يد دولة الخلافة الاسلامية والتحديات والاحباط الذي يعيشونه بسبب مواقف المجتمع الدولي والحكومة العراقية ازاء حقوقهم ، وليس في الافق حل لمشاكلهم والعودة الآمنة الى مناطقهم وحماية هويتهم وخصوصيتهم الثقافية ، كما تناولت انعدام التنسيق بين الناشطين والسياسيين ابناء الاقليات قبل وبعد احتلال مناطقهم في حزيران وآب 2014 ومستقبلهم في العراق ، وهذا احد الاسباب الذي جعل التحرك بعد احتلال مناطق يأخذ خط فردي دون العمل الجماعي ، ويقينا ان كل عمل جماعي سيكون له ثمرة للجميع، أما العمل الفردي يبقى طابعه شخصي ولا يبنى عليه لاحقا يزول بزوال تلك الاشخاص ، والعمل المؤسساتي يعمل من اجل  مستقبل آمن لبنات وابناء الاقليات في الموصل وسهل نينوى وسنجار وقد وردت مثلا على نشاطات السيدة الفاضلة الناجية  نادية مراد الحائزة على جائزة نوبل للسلام وسفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة كما تطرقت الى الناجيات المسيحييات والمختطفات والذين مازال مصيرهم مجهول ..

تراجع ملف المسيحيين ... لماذا

1- ففي بداية التهجير والهروب من الموت التئمت المؤسسات الدينية والسياسية ضد الخطر المحدق بمصير شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وتم اسماع صوت شعبنا للامم المتحدة بتظاهرات حاشدة رفضا لاحتلال دولة الخلافة الاسلامية لمناطق شعبنا في الموصل وسهل نينوى ، إلا ان تلك التحالفات والتنسيق اختفى عن الانظار حال انتهاء الفعالية وتم اركان الوثائق ومحاضر الاجتماعات بما تم اقراره على جنب ليدب بنا النسيان ... وهذا الحال لم يكن فريدا من نوعه في حياة شعبنا بل هو متكرر ملازم في وقت الازمات ، فعلى سبيل المثال ايضا ما حدث من تنسيق ونشاط للقوى السياسية لشعبنا بعد مجزرة كنيسة سيدة النجاة  في 31 تشرين الاول 2010 في بغداد الا ان بعد انتهاء فترة الحداد الرسمي انتهى تجمع تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية حيث انفرط العقد والتنسيق لاسباب معروفة ، فما زال البعض لا يريد ان يغادر الفكر العشائري في التعامل مع قضايا شعبنا المصيرية ، والبعض الآخر ليس له القدرة في اتخاذ القرارات المستقلة في حياة شعبنا والسعي من اجل نزع حقوقنا المشروعة، والى جانبذلك مازالت الانا والنوازع الشخصية هم اس الداء في حياتنا السياسية وسلوكنا الاجتماعي ...

2- بعد احداث السادس من آب كان تحرك أكثر المؤسسات السياسية كرد فعل ضد احتلال مناطق شعبنا من قبل دولة الخلافة الاسلامية وكانت تتفاعل مع الحدث بسبب النزوح الجماعي ولكنها لم تتفاعل مع تجريم العدو من حيث ملاحقته جنائيا ولهذا لم يعد ملف الابادة الجماعية له مكان في برامج معظم تلك الاحزاب وليس له اهتمام يذكر ...

3- بعد احداث السادس من آب ايضا كانت المؤسسات الدينية رد فعلها هو كيفية معالجة وترتيب بيتها الديني من خلال العمل الاغاثي ودون البحث في معالجة الاسباب ، ولهذا شمرت سواعدها في الجانب الاغاثي والعمل على نقل معاناة شعبنا الى المجتمع الدولي من اجل دعمهم من الناحية الانسانية البحتة التي تجلت في تقديم الاكل والماوى لمخيمات النازحين ، اما التفكير في المطالبة في رفع صوتهم ضد الجناة فهذا لم يحصل

4- بسبب قلة الوعي الحقوقي لبعض العاملين في السياسة وبعض المثقفين ايضا كانوا ومازلوا اسيرين في تحديد مستوى الجريمة التي اقترفت بحق شعبنا المسيحي من (الكلدان السريان الآشوريين ) والارمني من خلال المقارنة بين الضحايا  ، ففي الوقت الذي  كنا ومازلنا نعتب على بعض من زملائنا الناشطين من اهلنا الايزديين بعدم صحة المقارنة بين الضحايا بل علينا ان نتعامل مع الضحايا وفق المعايير الدولية  لجريمة الإبادة الجماعية، الا اننا اخذتنا العاطفة في حساب عدد الضحايا هنا وهناك ، وكأن الموضوع هو كل مجموعة كم اقترف من ابناءها من القتلى والمخطوفين والمفقودين والسبايا والجرحى .... الخ ولم يتم الحديث عن هوية الجاني وقصده التدميري واهدافه من جراء تلك العمليات التي استباح مناطق الاقليات بشكل عام ...

5- للاسف الشديد اصبح التعامل مع قضية الابادة الجماعية وكأنها ضد المسيحيين كديانة وكذلك مع الايزيديين كديانة دون التركيز على نية المجرم من دولة الخلافة الاسلامية التي كانت تريد ان تنال من هوية الضحية ...

إن هوية الضحية ليست فقط المعتقد والدليل على ذلك تم تدمير المعالم الاثرية والثقافية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري التي ليست لها علاقة مع  الدين المسيحي اطلاقا  والتي عمرها كان قبل المسيحية اصلا

6- لحد الساعة كمتابع....

     لا أعرف  كيف يفكرون احزابنا السياسية الكلدانية السرياني الآشورية وماذا يريدون ؟؟؟

     ماهي اولوياتهم ؟؟؟ بعضهم ( يرفضون الحكم الذاتي ، لماذا ايضا لا نعرف ، محافظة سهل نينوى على اساس اداري جغرافي، ايضا يرفضون.. لماذا؟؟  بالوقت هي فائدة لهم من الناحية الاقتصادية وحماية هويتهم، يتم رفضها ليش متعرف !!! وحدة الخطاب القومي ايضا لهم مشكلة معه  مع  العلم الآخرين المختلفين معنا يعرفون نحن واحد ونحن نعرف اننا واحد ولكن لماذا هذا الاصرار على تشتتنا وتشرذمنا اكثر مما نحن فيه !!!!

     ماذا تنتظر الاحزاب والمؤسسات السياسية لشعبنا وشعبنا مهدد بمصيره ومستقبله وكذلك مهدد بهويته الدينية والثقافية والحضارية ، عليه نتسائل ماذات تنتظرون لكي تدافعون عن الضحايا وعن انصاف و رد الاعبتار للناجيات والمخطوفات ...الخ،  أين عمليات التثقيف والتعريف بالابادة الجماعية اليست من واجباتكم تتضمن هذه المسائل المهمة في خطاباتكم اليومية وليس الموسمية ...

     شيئ آخر محير كيف لنا ان نستذكر بما تعرض له شعبنا في 1915 بانه إبادة جماعية وان ماحدث في سميل 1933 بانه إبادة جماعية وأن ما حدث في صوريا 1969 بأنه إبادة جماعية دون التركيز على الابادة الجماعية في آب 2014 ؟؟؟

الذي نود ان نقوله ونحن نطوي سبع سنوات من حملة منظمة بسلسلة للنيل من شعبنا تحت أنظار العالم والحكومة العراقية التي من المفروض ان تلتزم بما الزمت نفسها بيوم تأسيس الدولة العراقية بحماية الاقليات، وفي ظل هكذا ظروف غير متفائلة من الجميع ، علينا ونحن بأمس الحاجة الى توحيد الصفوف وان يكون لنا خطاب يدافع عن الضحية ويدافع عن بناتنا الناجيات والمختطفات ، ليس عيبا الاعتراف بما جرى ولكن كل العيب على من تستر ويتسر لحد الان على ماجرى من جرائم ضد بناتنا وهو ساكت ، ليست من باب المروءة ان تنام وانت تعلم حق اليقين هناك ضحايا تصرخ ليل نهار....

 

كامل زومايا

6/ آب 2021