اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ألمكتبة

الأخرق / مسرحية شعرية - صفحة 4

 

لم تكن لي بطولة أبي

لم أجرؤ على امتشاق

النجمة في علمنا

كي أغدو نجما

لم تكن لي تفاهة أبي

فالتفاهة والبطولة شيئان مترادفان

عند عبث الأشياء

وعدم الفهم

لم تكن لي إرادة أبي

المدمرة للذات

والذات هنا ذاتك أنت يا أمي

كان يسعى إلى تدمير ذاتك

لما تزول المدن

ويمّحي المقطع الثالث قبل الأخير من الكلمات

بإرادته

ولا بأس أن يدفع الثمن غاليا

كان يريد من العرب أن يقتلوه

فذهب بسلاحه إليهم وحيدا

لكنهم لم يتمكنوا

من قتله

ليس هذا لأنه أبلى بلاء حسنا

وإنما

لأن الأعشاب حنّت عليه

كان مريضًا بالأعشاب

يشربها عند كل وجبة

ةِ

طعام

يشمها

يترك لها كيانه نهبا

يضمها

يهيم بها

وأكثر ما كان عاشقًا لأعشاب كفر قاسم

حمته الأعشاب من الموت

وهو لهذا قتلهم كلهم

ناداه الموت عند ذلك

بثغرِ طائرٍ كان يكره الأعشاب

ويفضل التوت عليها

***

حزنتِ عليه يا أمي

قبل حزنِكِ عليّ

حزنتِ عليه لأنه مات خديعة طائر

وعليّ لأني سأموت

خديعة الرمل

في صحراء النقب

يظل الرمل رمل العرب

والرملُ في الصحراء ذهبٌ لا قيمة له

ككل شيء

كلسان راشيل الزهريّ المتدلي

لسان أشبه بلسان كلب

نفق على حين غرة

بسبب كثرة الوفاء

لصاحبه

كهلاليات فينا

كقبلات فاغنر

كأفكار ابن سينا

الصغرى

الأفكار الجامدة

الأفكار الخامدة

الأفكار الباردة

الأفكار الحاقدة

الأفكار البائدة

الأفكار الساذجة

الأفكار الزائفة

الأفكار

الأفكار

الأفكار

كالدقائق الضائعة على سرير أبيض في شفا عمرو

طال حزنك يا أمي قبل أن تستبدليه بالخوف عليّ

مما لا يُدْرَك

نعم اللامُدْرَك المتوقع

وطال انتظارك

لأني لم أتحقق بالموت

بالعدم

بالفناء

بخنق الوقت بكفي

فجاءك ذلك الطائر المحب للتوت

***

كنتِ تخافين من نار الجحيم

لكنكِ كنتِ واثقةً من دخول الجنة

لهذا ذهبتِ إلى الموت بدلاً من أن يجيء إليك

وأضاء الله للكلاب ولك الطريق المعتمة

كانت الكلاب كثيرة في تل أبيب

كانت تنبح على أبواب اللعنة

كانت الكلاب كثيرة

وكنت واحدًا منها

بلسان يتدلى

زهريّ اللون كلسان راشيل

ولم أكن ككل الكلاب

كل الكلاب وُلدت خاطئة

إلاي

ابن الخطأ أنا

لكني نبحتُ مع الكلاب إلى أن بُح صوتي

لم يسمعنا البحر في يافا

كانت النار تحرق القمر النائم بين أجنحة النوارس

وكان القمر عدو الكلاب

والسمكَ الفضيّ

وباسكال

وكيركجارد

وفتى شفا عمرو الأهيف

لهذا لم أمنع نفسي عن عض حلمته

معهم

فذقت طعم الرماد

لكني لم أبالِ

كان علينا أن نطفئ حريق القمر بشفاهنا

إذا أردنا الصعود إلى النجوم

وألا نهوي في وادي النسناس

***

ويوم كشفتِ لي عن حلمتِكِ يا أمي

وجئتني في الليل

لم أكن أجرؤ على ارتكاب المعاصي

لم أكن بعدُ قد صُنِعْتُ وغدا

لم أكن أقطع البراعم بسكيني

لم أكن أعلم عن المجرم شيئا

قضمت براءتي بأسناني

وغدوت قاتلا

داومت على الغوص في مستنقع بطنك

كي أظفر بأول ميدالية لي

من أظافر ورد لا ينبت في أريحا

كي تقول فخذك عني

ابن الحيرة أنا

كي تكتمل سيمفونية الشجن

التي لن يكتبها فاغنر

كي أصبح في قدمك

نعل السنين

فأركض فيك كغزال فقد الرؤيا

فيك يا أمي

أركض فيك وقد غدوتِ الصحراء

أركض فيك باحثًا عن صَدَفَةٍ ضاعت في البحر

كانت روحي

أركض فيك وأنا أئن من التعب

لكني أداوم على الركض

فيكِ

فيكِ

فيكِ

أداوم على الركض فيكِ

فأفهم أن صفاء الرؤية توجد في عتمة فخذين محرمين

لكنهما أروع من جنون الرمل في ليالي النقب

أركض فيك لأسبق أبي

ويصبح جبل جرزيم أبي

المستبد

أركض فيك ركضَ الأسْوَدِ الآبقِ في ملاعب الحكمة والفضيلة

ثم أبدأ في الصراخ كزمج الماء

لما أرى سفينة غرقى

وأنا في وسط البحر

***

راشيل أختي

أم لسانها الزهريّ المتدلي؟

في داخل الكوخ راشيل

أسمع نشيجها

وهي تبكي

يغدو النشيج قانونًا للوقت

كل هذا البكاء عليّ

أنا حبيب الرمال

والعقارب

الطيبة

طيبة صنادل البدو الذين يسكنون في السراب

هل حقًا أنت حبيبة هذا الوغد العاشق للغروب في صحراء النقب؟

نشيجك سيمفونية الموت

موت العالم

يبكي فاغنر عليّ

كما يبكي الذهب على الرمال

في صحراء النقب

كما يبكي الأطفال وفي أفواههم حلمات أمهاتهم

كما تبكي الآمال

أممَ النمل

لماذا نهدُكِ أبيض

ولسانُكِ زهريٌّ دون لون؟

لم أكن أعرف أن العنادل لا تشدو

نشيجُكِ لها غناء

ولي ندمٌ لم أعرفه إلا اليوم

على النساء اللواتي لم أحببهن

وأحببت دمعهن

وعلى القبلات التي لم أخشاها

وخشيت أقلام الحمرة

نشيجك إلى متى؟

للكون نهاية أما نشيجك...

سيارتي المحطمة تركتها في الكراج

لئلا يسافر نشيجك

ولا يخترق صدري

كنصل الأضاليا

الصفراء

نشيجك أصفر دون لون

لهذا تحب الرمال النشيج

لهذا الطيور الجارحة تبكي في آفاق

الكتب

لهذا كنت ضابطًا ولم أكن شاعرا

***

أيها الحقير يا أبي!

لم أرك تبكي يوما

أيها الحقير يا أبي!

تحبك أمي دوما

وأحذيتي

شوقُ المراكبِ إليك يصير شوقا

ما بعده شوق

لكنكَ يئست من الإبحار الدائم

في مكان ضيق بضيق الأرض

أيها العظيم يا أبي!

هكذا تقول المومسات في الليل

وهن يقفن في حارات يافا

بانتظارك

لأنك لهن عصا سليمان

نعم عصا سليمان يا أبي

والشرطة القادمة من المفوضية العليا للتوراة

وقِطَعُ السجقِ المبهر

لأنك لهن العبور السريع في كهوف الاختناق

ولأنني أكره أحزان أمي

أكرهني ابنًا للفكرة

فكرتك عني

أوروبا فكرة

مثلي

أنا الوغد

والقدس فكرة

مثلي

أنا الوعد

ومخيم قلنديا فكرة

مثلك

أنت الوجد

أيها الحقير يا أبي!

لم تعد شيئًا آخر غيرك

لم أعد شيئًا آخر غيري

كهذه الشجرة الوحيدة في صحراء النقب

المنتظرة لغيري

لم نعد نعرف الانتظار أنا وأنت

بعد أن خرجنا من الوقت

وارتقينا حافة عقرب الساعة

ننظر منها إلى المدن الغارقة في الضباب

إلى نيويورك منها ننظر

وإلى لندن

وإلى باريس وفرانكفورت

وإلى أمستردام

ولا أحد ينظر إلينا

نحن الانتهاء

المتجدد

في ذاكرة النسيان

أيها العظيم يا أبي!

***

لتكملة قراءة المسرحية على الصفحة الخامسة / انقر التالي ادناه

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.