اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ألمكتبة

مسرحيات مخـتارة// تأليف يـوسف زرا - 4

 

 

5 - حلم كوديا

مسرحية تاريخية ذات طابع ميثالوجي ( أسطوري ) تظهر على شكل حلم لأحد أشهر ملوك مملكة لكش وهو الأمير ( كوديا ) الملك الثاني من مجموعة السلالة الثانية والتي حكمت في لكش من ٢٣٤١ إلى ٢١١١ ق.م ، وكوديا الذي كان ملكا ً ورفض هذا اللقب وسمى نفسه بالأمير فقط ، حكم من ٢١٤٤ إلى ٢١٢٤ ق.م ، يوضح في حلمه القيم والطقوس والمراسيم الدينية التي كانت سائدة أواسط الألف الثالث ق.م ومدى تأثيرها على البنية التحتية لمجتمع مدينة لكش ورسوخ بعض شرائحه إلى طبقات ، منها الملوك والكهنة وانتسابهم إلى منزلة الآلهة التي كانت تعبد في العراق القديم زامنت الحضارة السومرية ثم الأكدية وامتدادها إلى البابلية والأشورية وبقاء تأثيرها حتى القرن السابع ق.م .

تتكون المسرحية من ثلاث مشاهد .

 

شخصيات المسرحية :

الراوي  :  وهو الشخص غير الظاهر ويروي بعض وقائع الحلم .

كوديا    :  الأمير .

ناتشية   :  الآلهة المفسرة للأحلام .

.... القــوش ٢٠٠٧

 

المشهد الأول :

         يظهر كوديا على خشبة المسرح قابعا خلف ستارة خفيفة يعكس ظلها  

         بوضوح بدون حركة وكأنه يحلم بتحرك بطئ مع صوت الراوي حال

         ذكره سلالة لكش الثانية ...

 

الراوي : تؤكد مخلفات الحضارة الرافدينية القديمة إن من عام ٢٥٧٥ حتى

         عام ٢١١١ ق.م ، قامت مدن كبيرة وعظيمة في وادي الرافدين من

         السومريين ، وحكم عدة ملوك وأمراء فيها عبر جيلين ضمن الفترة

         التاريخية أعلاه عدة سلالات ومن مدنها المشهورة مدينة لكش .

         ( توقف بسيط مع عزف منفصل للحن خفيف وهادئ ) ...

       أيها الجمع المبارك: لنسمع ماذا جرى باختصار خلال هذين الجيلين بدءاً 

         بالجيل الأول الذي امتد من عام ٢٥٧٥ حتى عام ٢٣٤١ ق.م ، حكم

         فيها ١٢ ملكا ً ، مدينة لكش كانت المدينة التي قام فيها عدة ملوك

         وأمراء حكماء وأقوياء ، آثار هذه المدينة واقعة في المنطقة الجنوبية

         من العراق الحالي قرب مدينة – الشطرة – ضمن محافظة ذي قار

         ( الناصرية ) .

         الجمع الكريم: مساحة مملكة لكش كانت قرابة ١٦٠٠٠٠٠ متر مربع،

         قامت فيها ( ١٧ ) مدينة أكبرها مدينة لكش ... الملك اوركيجان كان

         آخر ملك من الجيل الأول والذي دام حكمه ( ٢٤ ) عاما ً من ٢٣٦٥

         حتى عام ٢٣٤١ ق.م .

         ( توقف قليل مع عزف منفرد وهادئ ... يصاحبه ... تملل كوديا في

         سريره واستعداده للنهوض .. ) 

الراوي : الجمع العزيز ... ها قد وصلنا الجيل الثاني الذي بدأ في مدينة لكش

         من عام ٢٣٤١ حتى عام ٢١١١ ق.م فيها أيضا ً عدة ملوك وأمراء

         حكماء وأقوياء وأشهرهم الملك الثاني . كوديا الأمير – والذي دام

         حكمه من عام ٢١٤٤ حتى عام ٢١٢٤ ق.م بعد وفاة والده الأمير

         الأول – أور بابا – والذي دام حكمه من عام ٢١٦٣ حتى عام ٢١٤٤

         ق.م .أيها الجمع الكريم: أسم كوديا يحمل معنى ً خاصا ً عن باقي

       الأسماء في ذلك الزمان ... كان يعني ( الرسول ) باللغة السومرية

       وكان منسوبا ً إلى الإله – ننكرسو – كبير آلهة مدينة لكش ، كوديا

       الأمير اختير من بين ( ٢١٦٠٠٠ ) شخصا ً من وجهاء مملكة لكش ،

       تزوج كوديا الأمير من الأميرة ( نن اللا ) ابنة الأمير اوربابا أيها الجمع

       المحب ... قال الأمير كوديا ... أنا اله مملكة لكش ... ولكن رفض أن 

       يوثق اسمه كملك ... كما قام به ملوك مدينة أور الجيل الثالث من بعده ، 

       وكان والده وأمه يحملان الصفة الإلهية ، أمير كوديا كان ملكا ... وأبا

       إلا أن ينادى باسم الأمير كوديا . وهكذا يقراء التاريخ ... بأن أسم كوديا

       جاء باختيار الالهه ( ننكرسو ) لعرش مملكة لكش .

       وتقول المصادر التاريخية بأنه عثر المنقبون على الكتابة المكتوبة من

       قبل الأمير كوديا والتي يقول فيها :-

   ـــ ( أنا كوديا أبن الإله ننكش زيدا ) الإله الخامس لمدينة لكش ... والذي

       تزوج وفق طقس مقدس والذي كان يربطه الكهنة بين الرجل كرمز لإله

       الخصب وبين المرأة كآلهة الخصوبة، ترك كوديا أكثر من ثلاثين تمثالا ً

       له ... نحتت من الحجر الأسود والكتابة باللغة السومرية ... مبينا ً فيها

       ما قدمه من الأعمال الجليلة لمملكته وشعبه ...

الجمع العزيز :-

       أمير كوديا طيلة حكمه نشر الأمن والسلام في ربوع وطنه ذكر كوديا

       في كتاباته كل المدن التي تاجر معها القريبة والبعيدة حتى وصل إلى

       مدينة ( مكان ) وتسمى حاليا ً ( عُمان ) وكان يقدم الخبز والماء البارد

       لجميع آلهة المدن التي كان يصلها في فصل الصيف .

       الأمير كوديا ... أول رجل في التاريخ القديم ترك حلما ً له مكتوبا ً على

       أحد تماثيله وكان شعب الرافدين مؤمنا ً بأن الحلم من الإلوهية ... وكان

       يوجد آلهة تسمى ( ناتشيه ) تقوم بتفسير وقراءة الأحلام ... وكان يرمز

       إلى اسمها كبحيرة تعيش فيها الأسماك والحيتان .

 

مشاهدينا الكرام :

       هلموا كلكم معنا لنرى كيف سيبدأ أمير كوديا يتذكر ما رآه في حلمه

       وكيف ومن سيفسره له، لأنه عجز هو عن تفسيره. ركب أمير كوديا

       سفينته وقصد مدينة – سيرارا – التي تعيش فيها الالهه – ناتشيه –

       وفي طريقه زار معبد الالهه – ( تاتوم لوك ) وقدم له الخبز والماء

       البارد ، وبعد الصلاة واصل السير حتى وصل المدينة المذكورة ...

 

المشهد الثاني :    

       يظهر كوديا على خشبة المسرح بزيه الرسمي وعلامات التعب 

       والخشوع والطاعة بادية عليه وهنا تنعكس الحالة على أرضية المسرح

       بأن تكون الالهه ناتشيه داخل معبدها خلف ستارة خفيفة يظهر ظلها

       للجمهور يسجد كوديا أمام المعبد ثم بداء يخاطبها ويقول :-

       أقبلي يا ألهتنا ناتشيه قرباننا هذا المكون من الخبز والماء البارد يضع

       على منصة عالية رغيف خبز أبيض وأناء من الماء البارد .

ناتشيه : ضعه على المذبح المقدس ... وقد قبلته ألا َلههِ وكبيرهم ( ننكرسو )

كوديا  : إيه : يا ألهتنا ناتشيه كلماتك ذو بلاغة وحكمة

       إيه : يا ألهتنا الموقرة أنت مفسرة أحلام كل الالهه

       إيه:يا ألهتنا المبجلة أنت ملكة كل الدول أنت تقرئين الحاضر والمستقبل

       كوديا يطرق رأسه بكفه الأيمن ويقف خاشعا ً ونصف وجهه للجمهور

       ويقول :- أيتها الجليلة ... رأيت في حلمي رجلا ً عظيما ً في قامته

       كعظمة السماء والأرض رأسه رأس اله وبجناحين كأجنحة الطير –

       امروكود – وتعصف تحت قدميه ريح هوجاء ... ( يخيم على المسرح

       سكون تام ) ...ثم يعلو صوت عاصفة قوية ولعدة ثوان يتقدم كوديا نحو

       المعبد ( والذي هو عبارة عن قوس فوقه عمودان في الجهة اليسرى من

       المسرح ) ... وبخطوات بطيئة ثم ينحني أمام المذبح بكل خشوع ، ماداً

       يده اليسرى على صدره ورافعا ً اليمنى إلى الأعلى .

ناتشيه : اقرأ لي حلمك أيها الفتى كوديا .

كوديا  : رأيت في حلمي أسدين كبيرين أحدهما رابض يمين الرجل العظيم

       والآخر يساره أشار بأصبعه نحوي وأمرني بأن أبني مذبحا ً كبيرا ً ،

       أرجو المغفرة منك لعدم معرفتي ما كان يقصده ... يا صاحبة الوقار

       الكبير ... ظل كوديا يتخطى على أرضية المسرح ذهابا ً وإيابا ً ببطء

       شديد ويفرك بيده .

ناتشيه : أيها الفتى كوديا لماذا تخاف ... سمعت كل ما قرأته .

       أيها الشاب الشجاع والأمير المحبوب ... أفصح ... أفصح كل حلمك لي

       ... وقف كوديا جانبا ً متصلبا ً في مكانه كالتمثال صاغيا لكلمات الالهه

       ناتشيه وعلامات الاستقرار والراحة بادية على وجهه ويقول : -

        إيه يا إلهتنا المزهوة بعقلك

        رأيت شمسا ً مستبرقة في أفق بهي

        وامرأة شابة وجميلة ظهرت لي

        وللمرة الثانية أيتها الحكيمة ... أطلب منك المعذرة لعدم معرفتي بتلك

        المرأة والتي كانت تمسك بيدها اليمنى قلما وباليسرى لوحة معدنية رسم

        عليها عدة نجوم سماوية ، كانت بوضع التأمل والتفكير العميق .

ناتشيه : أيها الشاب المدبر حلمك سيكتب على تمثال كبير منحوت من الحجر

        الأسود ...

كوديا  : جاءت كلمات ناتشيه كشحنة كهربائية ملأت قلبه شجاعة ومعنوية

        عالية وظهرت علامات البسمة على وجهه وقال : -

        ليكن أسمك مقدسا ً بين الالهه ... وأستمر يقص حلمه ... رأيت في

        حلمي بطلا ً يحمل بيديه لوحا ً من حجر اللازورد ورسم عليه أسس

        لمذبح ما ... أصبحت قلقا ً من هذا الحلم المخيف .

ناتشيه : أنت رجل ... لا تخف ولا تحتار ... كن حكيما ً في تفكيرك في دربك

        تنال الخير ويعم السلام والأمن لشعبك ... ولا زلت أسمع كل ما تقوله .

كوديا : أيتها المبجلة ... أيتها المقدسة

        وضع البطل أمامي سلة صغيرة ... كقالب لصنع اللبن من الطين والى        

        جانبه كانت قد نمت شجرة صغيرة وجميلة ... وفوقها تغرد مجموعة

        كبيرة من الطيور ... أيتها الآلهة ... طال حلمي ... لا أريد أن أشغلك

        كثيرا ً .

ناتشيه : فرض علي القانون أن أسمع كل حلم قصيرا ً كان أو طويلا ً .

        انه واجبي واجبي ... أسرد كل ما لديك ... ولا تتأخر .

كوديا  : رأيت إلى جانب ألاهي حمارا ً كان يرفس الأرض برجليه الخلفيتين.

        تنهد طويلا ً, وقال :  إيه يا مفسرة كل أحلام الالهه. هذا مجمل حلمي

        والذي جعلني أركب سفينتي وأصل إليك لتفسريه لي أيتها المبجلة.

 

المشهد الثالث :

        بعد أن انتهى كوديا من سرد حلمه أمام مذبح الالهه ناتشيه ... أصبح

        مستعدا ً للإصغاء لكل كلمة تقولها ناتشيه وهي جالسة خلف الستارة

        مباشرة يبدأ فاصل من الموسيقى بلحن رخيم بوتيرة تعلو ببطء ثم تهدأ

        ببطء ثم يعم السكون والرهبة على وجوه الجمع .

ناتشيه : يا أمير كوديا ... أصغ إلي جيدا ً سأفسر حلمك ... فأستعد لذلك .

        الرجل الكبير الذي ظهر في حلمك ... جسمه بحجم السماء والأرض

        ورأسه رأس الالهه ... وجناحاه كطير – امروكود - ... وتحت جسمه

        ريح هوجاء ... وأسدان رابضان ليمينه ويساره ... بصوت جوهري

        وآمري ... وأعرف ... أعرف من هو هذا الرجل يا كوديا ...

        انه أخي اله – ننكرسو ... أخي الذي أمرك بأن تبني مذبحا له باسم –

        اينينو -

كوديا  : مستغربا ً ومندهشا ً...ننكرسو...ننكرسو اله مملكتي...أخوك أخوك ؟

ناتشيه : أيها الشاب كوديا ... لا تقاطعني دعني أفسر حلمك ...

        والشمس المستبرقة في أفق بهي ... وامرأة شابة وجميلة وفوق رأسها

        تاج زاه وفي يدها قلم ولوح معدني من نجوم السماء مرسوم عليه؟

        كانت بوضع التأمل وتفكير عميق ... يا أمير .... يا كوديا ... يا أخي

        كانت هذه أختي ... أختي – نسابا – نسابا أختي

        وضحت لك حظك كنجوم مشرقة لبناء المذبح .

كوديا  : سررت كثيرا لمعرفتي بأختي وأختك نسابا وكون حظي نجوم مشرقة

        سأبني مذبحا ً كبيرا ً ... سأبني .

ناتشيه : أصغ جيدا ً لتزداد فرحتك ... والبطل الحامل لوحا ً من حجر

        اللازورد ورسم المذبح عليه ... هذا البطل ... كان الإله – نندوبا –

        يأمرك ببناء مذبح ٍ كبير ٍ  له ثم قدم لك السلة الصغيرة لصناعة اللبن

        الطيني ... أسمع جيدا ً السلة ... لتنقل بها الطين الأحمر ... وقالب

        تقطع به اللبن الأحمر للبناء .

كوديا  : أيتها الالهه المقدسة ... كل ما تفسرينه سينفذ بكل إيمان وصدق .

ناتشيه : أقول لك.. الشجيرة الصغيرة والطيور المغردة فوقها. تقول لك، أن

         تبني مذبحا ً بدون توقف ليلا ً مع النهار وتسهر كل أيام البناء وأخيرا  

         أسمع ... إن الحمار الواقف بجانبك ، يرفس الأرض برجليه  الخلفيتين

        ... يا أمير كوديا أخي انه ... أنت ... أنت ذلك الحمار ، عليك أن تعمل

         وتكد وتجتهد وتصبر كثيرا ً هذا هو تفسير حلمك يا كوديا . يا أخي 

         الأمير أرجع لمدينتك ( كرمو ) وأفتح مخازنك وأصنع من الخشب

         الجيد عربة للملك الالهه – ننكرسو- . يجرها حمارٌ جيد وتزين هذه

         العربة بأحجار لازورد المعدنية الثمينة ، وتكون سرعتها . بسرعة

         ( السهم ) وبسرعة ضوء الشمس ويجب أن تصنع من الخشب رمزا ً

         للالهه – ننكرسو – مكتوبا ً أسمك عليها ووداعا ً يا أمير كوديا ...

         وداعا ً يا أخي.

الراوي : يعود الراوي لقراءة خلاصة المسرحية...ويقول أيها الجمع الكريم 

         يجب أن تعرف من هذا الحلم كم كان شعبنا في وادي الرافدين وصل

         علمه وسبق زمانه بآلاف السنين حين طلبت مفسرة الأحلام الالهه 

         ناتشيه من الأمير أن يصنع عربة يجرها (أي يقودها) حيوان (الحمار)

         بسرعة السهم وضوء الشمس...وهذا الحلم ليكن معلوما ً لكم كان قد

         كتب قبل 4144 سنة ومنذ ذلك التاريخ المجيد كان الإنسان يحلم أن

         يحيى حياة متقدمة تقنيا – والعربة المذكورة والسرعة المطلوبة لم

         يتمكن الإنسان إلى هذا اليوم تحقيق صنعها ...

وكان الإنسان منذ ذلك القدم ينشد السلام والمحبة بين الشعوب.

 

6 - حجارة الربــوة

مسرحية على شكل أوبرت بثلاث مشاهد ذات طابع فكري وبمسحة فلسفية، تنطلق من نظرة الصراع الأزلي الكائن في شخصية الإنسان بين صفتي ( الأنا – الشريرة الغامضة ) و ( الذات – الخيرة الواضحة ) وتبين كيف تختفي هذه الشخصية المتلونة أمام إصرار الذات الخيرة على التخلص من – الأنا – المزيفة، وتقف في مقدمة الحياة كساتر يحمي ويضحي من أجل الإنسانية ومستقبلها، نفض ما علق بها ( الشخصية ) من الترسبات والأوهام التي تعيق تقدم الحياة وانطلاقها إلى أرجاء المعمورة .

 

شخصيات المسرحية :

1-   صدى الصوت  : يمثل الأرض الطيبة

2-   لعازر            : شاب ممتلئ حيوية ونشاط وحب الحياة ( الذات )

3-   سوريش         : التاريخ والزمن

4-   قابوس           : الشخصية الخبيثة ( الأنا )

5-   الضبابة          : الخيمة – تكشف شخصية قابوس

6-   الصخرة         : القوة والثبات والتحدي

7-   أرموتا           : فتاة ( رمز الإقدام والتضحية وديمومة الحياة )

نيسان 2000  /   بغداد

 

المشهد الأول :

لعازر  : يظهر فوق تلة بين مجموعة من الحجارة بأحجام مختلفة وكأنه يبحث

          عن شيء ما .

صدى الصوت : من أنت ... وعن ماذا تبحث هنا أيها الفتى ؟

لعازر  : ( يفاجئ بالصوت ومصدره ) يلتفت يمينا ً ويسارا ً وقد سيطر عليه

          الرعب ويقول ما هذا الصوت ... أريد أن أعرف ... أريد أن أعرف

          من أين جاء ... وليس غريبا ً عني .

صدى الصوت : هذا الصوت ... أيها المغفل وقلبك يرتعب هلعا ً ... جاء من

          التراب المقدس الذي تحت قدميك .

لعازر  : هذا ترابي ... ترابي ... وأنا لعازر أبن الشماس يعقوب ... أنه مقدس

          عندي هذا التراب .

صدى الصوت : من يشهد لك بأنك لعازر أبن الشماس يعقوب ... لأن هذا

          التراب مبجل ... ولا يجوز لأي كان أن يدوس عليه .

لعازر  : من قديم الزمان وآبائنا وأجدادنا أقاموا هنا ولا زلنا نزرع فيه ونبني

          عليه بيوتنا ونحفر الآبار .

صدى الصوت : تزرع فيه كي تأكل من ثماره الطيبة ... وتبني البيت عليه

          لتحمي نفسك من برد الشتاء وحر الصيف. ومن الحيوانات المفترسة.

لعازر  : قسما ً بالحق ... قسما ً أيها الصوت الغريب ... نحب ترابنا وننطره .

صدى الصوت : اسمع هذه الأسئلة ؟

          أيوجد كرمة بلا سور ... بلا مالك ؟

          أيوجد حقل بلا حدود ... بلا سقي ؟

          أيوجد بيت بلا أساس ... ولا ينهار ؟

لعازر  : أريد أن أعرف من أنت ... وماذا تريد مني

صدى الصوت : دعني أوضح لك وأقول :-

          ها هو تراب الجنينة يقدم شكواه عليكم لأن سوره قد تهدم ... عليكم

          إعادة بنائه ثانية بناءً محكما ً .

لعازر  : ألا تدري منذ سنين المطر أنحبس في السماء والزرع مات ومياه الآبار

           نضبت وماشيتنا دب فيه المرض وأهلكه كله .

سوريش: ( شيخ مسن ذو لحية بيضاء سريحة على صدره وبيده عصا غليظة

          ... يظهر فجأة ويقول :-  ها هي شكوى حجارة السور تقول :-

         نحن كاليتامى منبوذون في هذا المضيق وذلك الوادي وفوق تلك الربوة

          وذاك التل .

لعازر  : أيها الشيخ الوقور ... الحجارة لا تنطق ولم نسمع بذلك سابقا ً .

سوريش: أيها الفتى لعازر ... أصغ  لهذه الحجارة التي تقول لك قبل أن

          أصل إلى هنا وقل لي ماذا سمعت منها ؟ 

لعازر  : سمعت صوتا من بين هذه الحجارة قبل أن تأتي أيها الشيخ الوقور

          نادى علي ولم أعرف ماذا يريد مني .

سوريش: قلت لك بصدى الصوت الصافي أناس غرباء ينهالون على تكسير 

          هذه الحجارة ... ويسرقون الغالي والثمين منها .

لعازر  : يا أستاذي ... حولي الكثير من الأحجار ... مبعثرة هنا وهناك منها

          قطع كبيرة منحوتة وعليها كتابات ... ومنها مهيأة للبناء وعليها بعض

          النقوش.

سوريش: لماذا تلك الصخرة الكبيرة مثبتة فوق تلك التلة العالية ؟

لعازر  : أيها الموقر. يوجد نقش منحوت على الجهة المطلة على قريتنا والكل

          يجهل هذا النقش، ومنذ متى هذه الصخرة أقيمت على التلة ، ولماذا ؟ 

سوريش: هذا النقش الذي ذكرته ... انه منقوش على جبينك ... أيها الشاب .

لعازر  : ماذا تقول أيها المبجل ... ويا أبَ الزمان ؟

سوريش: أنظر إلى جبينك وأقرأ نقشه جيدا ً وأخبرني بما قرأت .

لعازر   : كيف لي أن أرى وأقرأ جبيني .

سوريش: ما هو مكتوب على جبين صديقك هو مكتوب على جبينك أنت أيضاً

لعازر   : قال آباؤنا منذ قديم الزمان ... هناك كتابة على جبين كل إنسان .

سوريش: أنظر جيدا ً إلى جبينك ... ستخبرني بما قرأت حال أعود إليك ،

            سأعود – سأعود .

لعازر  : أستاذي ... أستاذي ... لا تتركني لوحدي في هذا البر وبين هذه

           الحجارة المخيفة ...

سوريش: اصعد إلى الصخرة العالية ... اصعد إليها وقدم تحياتي وسلامي لها

            أيها الشاب لعازر ... لا تخف من الحجارة ... سأعود ... سأعود .

 

المشهد الثاني :

         أصوات غريبة تقترب وتعلو من عدة جهات  وكأنها عواصف ورعود

         ورياح كاسحة ... لعازر ... يختفي هنا وهناك والخوف مسيطر عليه .

لعازر  : ماذا جرى ... أي زلزال يكون ... أهي نهاية العالم ؟

         أيتها الصخرة العالية ... أوقفي هذا الصخب ... هذا الإعصار

         أوقفي هذا الغضب ... أنت أمرت بذلك .

قابوس : ها .. ها .. سكون .. سكون .. لا رياح .. لا عواصف ولا زلزال

لعازر  : أي صوت سمعت ( ينظر إلى قابوس بريب وشك ويبتعد منه إلى

          الوراء )

قابوس : أيها الشاب لعازر سمعت صوتك ... ورأيتك ترتعش من الخوف

          وأمرت بسكون كل الرياح والعواصف ... والزلازل

لعازر  : يتقدم بحذر ويقول :- من أنت وما أسمك

قابوس : ألا تعرفني يا لعازر ... ها أنا قابوس ... أنا قابوس قابوس توأمك

لعازر  : صوتك ليس لإنسان ... قد يكون صوت ثعلب أو أبن آوى .

قابوس : يا أنت .. أنقذتك من الخوف .. من الرعب .. لعازر .. لعاااااااازر

          ... عاااااااااو ... عااااااااو ...

لعازر  : يقول المثل : إذا عوى كلب في الليل وابن آوى فوق ربوة عالية يعني

           أنهما قد رأيا ملاك يقبض روح إنسان شرير 

قابوس : لا ... لا ... لا تذكر أسم ملاكا ً ... عوووو ... عوووو ..

لعازر  : أنت لست إنسانا ً ... أنت روح شريرة .

قابوس : أنظر جيدا ً ... أنظر ألا أشبه الكثير من الناس ؟

لعازر  : قسما ً ... قسما ً أنت ثعلب ... ما هذه السدارة فوق رأسك .

قابوس : لا تخف مني ... أنا معلم ... معلم يضع فوق رأسه سدارة .

لعازر  : معلم ؟؟ معلم ؟؟ ... وما هذا الذنب الطويل يطوف خلفك ... وماذا

           تعلم ؟ 

قابوس : ذنبي ... ذنبي ... ذنبي ... وضعته لأهزه أمام إنسان قوي ومخيف

          ... وأعلم ... أعلم أولادا صغارا ً كل شيء ...

لعازر  : معلم الكذب والدجل ... أين مدرستك ... وأين دارك

قابوس : أنا أعيش في كوخ صغير ... لأنني بسيط ... وقد يكون شقا ً في جبل

          أو جحرا ً كبيرا ً في وادي أدخل فيه لأحمي نفسي من أعداء كثيرين

          ومدرستي وديان حول القرية .

لعازر  : معلم ... إنسان محترم في القرية لدى الصغير والكبير .

قابوس : ماذا أعمل ... ألاعب الأولاد الصغار وأضحكهم ... ويأتون إلي

          أحيانا ً بدجاجة واحدة أو بعدة بيضات .  

لعازر  : وما هذه الفروة على كتفيك ... إنها للوجهاء والحكماء لماذا تلبسها ؟

قابوس : حقا ً ذكي أنت وعقلك يعمل بسرعة .

         هيا ... هيا أقترب لي ... الآن عرفتني جيدا ً ... مدبرا ً مدبرا ً.

لعازر  : مدبرا ً ... قبل قليل قلت معلما ً ... متى أصبحت مدبرا ً .

قابوس : الحالة تفرض علي أن أتماشى مع الزمن ... أنا حكيم وأنا مدبر .

لعازر  : بالله عليك قل لي ... هل عندك صبغة بعدة ألوان تحملها معك تصبغ 

          نفسك كما تريد ... متى أصبحت حكيما ً وكيف ؟

قابوس : أعمل شغبا ً وفتنة بين عائلتين أو أكثر ... يتصارعون بينهم حد

          الاقتتال ... هنا الفطنة والدهاء والحكمة والتدبير المطلوب مني .

لعازر  : لعنة الله ولعنة الأرض المقدسة عليك يا عديم الضمير .

         انك بعيد عن الإنسانية وبعيد عن الخير والمحبة ...

قابوس : قح ... قح ... قح ... أسمع ما يليه من عمل الحكمة والفطنة .

          أتدخل بينهما وأسوى الأمر لصالح كل طرف وأخذ أتعابي وشكرهم

          لي.

لعازر  : وما هذه اللحية المسرحة على وجهك وصدرك ... يا نساج الشرور .

قابوس : لا تكن أحمق ... كن فطنا ً وداهيا ً مثلي وبدم بارد .

لعازر  : إذا ً ... أنت ... معلم ومدبر وحكيم ... وذو لحية ... ولا تسألني ...

       لماذا أنا لوحدي بين هذه الأنقاض .

قابوس : قل ... قل ... أريد أن أسمع ... هل أنت في ضائقة ومشكلة كبيرة ؟

         أنا قابوس ... مقابل ثمن وفي مقدمة .

لعازر  : أريد أن تصاحبني ونصعد معا ً إلى تلك الصخرة الكبيرة ... كيف لا

          تسقط من علوها وحقك حال وصولنا .

قابوس : لا.. لا.. حان موعد صلاتي. ولا يمكنني الوصول إلى موقع عال .

لعازر  : ها ... سدارة ... وفروه ... سدارة وفروه ... مُصل ٍ .

قابوس : هل أنت أعمى ... ألا ترى هذه اللحية الطويلة على وجهي .

لعازر  : ( يتظاهر بالتودد ) إذا ً دعني معك وعلـّمني الصلاة مثلك .

قابوس : لا ... لا ... صلاتي خاصة ومعبدي لـوحدي فقط .

لعازر  : يا أستاذي ... صاحب اللحية البيضاء ... إذا أنت إنسان تحب الله فأنا

          رجل ضعيف ... أريد أن أصلي معك وأرضي الهي ... ولا أملك من

          حطام الدنيا شيئا ً .

قابوس : إن صليت معي .. تقدم نذرا ً لله ولكبير المصلين وهذا قانون لا غير.

لعازر  : أنا إنسان فقير ... والله ليس بحاجة نذر من فقير مثلي .

قابوس : إذا ليس لك مكان معي للصلاة ... أذهب وصلي مع الفقراء أمثالك .

لعازر  : الإيمان واحد ... ولا يوجد الهب للفقراء وآخر للأثرياء .

قابوس : ولا خبز من السماء ... ولا عمل خير بدون مقابل وأكثر .

لعازر  : الآن أثبتَّ الحكمة ...

قابوس : يحاول أن يتظاهر بالانتصار ويقول ( ها ... ألست حكيما ً ) ؟

لعازر  : كل حسب أعماله يحاسب ... ما تزرعه ... تحصده ... هكذا قال

          أجدادنا .

قابوس : لي قدرة أن تعبر طريق الملكوت بدون صلاة ... وإذا رغبت طريق

          الجهنم أيضا ً وكل بقيمته وثمنه .

لعازر  : يقال إن طريق الملكوت بدون صلاة ... لا ترى بالعين ولا تداس

          بالأقدام .

قابوس : أنظر ... وأسمع جيدا ً ...  ( يهز كتفيه )

لعازر  : ما هذا الصوت من كتفيك أيها المصلي ، انه أصوات أجراس .

قابوس : صوت لمن هم بعيدون عني ... ليفسحوا الطريق لي .

لعازر  : يا أستاذي ... هناك أصوات تصادم أشياء مع بعضها ودحرجة

          صخور من أعلى الجبل .

قابوس : لا يكن عقلك صغيرا ً ... أنها الجان ومخلوقات سود تحت الأرض

          يخافونني ويعثر بعضهم ببعض هربا ً مني .

لعازر  : أين هم ... لا أرى شيئا ً أبدا ً ... لا مخلوقات بيضاء ولا سوداء .

قابوس : أنا أراهم بعين روحانية ... وهم يرونني ويبتعدون عني .

لعازر  : حقا ً ( مستهزئا ً ) حياتك طيبة ... جان ومخلوقات تحت الأرض

          تخافك لا بد أن يخافك الأسد ويفر بعيدا ً .

قابوس : لا ... لا ترفع صوتك ... كي لا يعرفك ولماذا أنت معي .

لعازر  : قل لي ... لماذا مخلوقات تحت الأرض سود ؟

قابوس : ألا تعرف ؟. لعنتها الشمس حين رفعوا رؤوسهم ليروها من زمن

          بعيد .

لعازر  : أستاذي ... أستاذي ... ما هذه الضبابة فوق الجبل ؟

قابوس : يا لك ... أسرع ... أسرع وأبتعد عني وأختفِ مثلي .

لعازر  : يا أستاذي ... أين أنت ... أين اختفيت ... لا تدعني لوحدي ...

          الضبابة غيمة ... قريبة من الأرض ... سترتفع الى السماء وتنزل

          مطرا ً غزيرا ً لتذوب الثلوج القديمة وتنبجس الينابيع وعيون الماء

          وتملئ السواقي .

قابوس: (يحاول أن يهرب ويتحرك بعدة اتجاهات وفي حالة فزع شديد ويقول)

         أنت أرسلت هذه الضبابة.. أنا خبيث، أنا ماكر (ويختفي من المسرح).

لعازر  : الضبابة تنزل مطرا ً كي تغسل وجه الأرض ويظهر كل شيء الخير

          والشر .

صدى الصوت : وينبت الزرع ... والبيادر تجمع الغلة فيها وتطفح الآبار

          والجداول والوديان والغدران بالماء . وتكسو الأرض بالازدهار  

          والورود وبحلة خضراء سندسية وينادي السور :

       ــ هيا هيا أيتها الحجارة أحكمي الإصطفاف .

لعازر  : ينشد هذه الأبيات :

          طـوبـى لـترابـنا المقدس     وطوبى للمطر الهاطل

          الموت لك شرير ودنس      والى الجحيم به نازل 

          سننطر البيت ... سنحمي الكرمة ... سنصون السور ...

..... تسدل الستارة .....

 

المشهد الثالث :

لعازر  : ها هي الضبابة كبرت وكبرت وعلت وتسلقت قمة الجبل وحيت

           الشمس وقالت .

الضبابة: ( مشهد ٌ يمثل أعلى المسرح أما على شكل بخار أبيض يقذف أو

           على شكل رسم غيمة معلقة في أعلى صدر المسرح ) وتقول :

           سررت بك أيتها الصخرة العالية وفوق الجبل شامخة عبر التاريخ

           القديم لي الشرف أن أغسل قدميك وأمسح وجهك البهي أحييك

           بصعودي أحييك.

الصخرة: يا رفيقة العمر ... تهتز الأرض من تحتي حينما تمر السيول وتلطم

           الأمواج ضفاف الوديان ووهدة الجبال .

لعازر   : يا بنت الزمن . أيتها الصلدة . لن تنال منك السيول ولا لطم الأمواج

الضبابة : لأن أقدامك تمتد تحت اليَمْ تمتد وتمتد ...

الصخرة: كان اليَمْ يوما ً يغطي حتى قمة الجبل ... كانت أمواجه تضرب

            قامتي وحتى صدري .

لعازر   : انسحبت مياهه بعيدة عنك ... ولن يبقى أي شيء في موضع واحد

            وأزلي أي لا خلود لأحد ...

الضبابة : أنا مجرد بخار مياه البحار وأعلو إلى السماء أسبح لأله المطر

           لأسقي الأرض وينبت الزرع ويورق الأشجار المثمرة والأزهار

            والورود .

الصخرة: ها  !. ها !. ذكرتني يا ضبابة بأيام الربيع وبراعم الأشجار ووردة

           السوسن كلهم ينشدون ويرقصون حولي .

لعازر   : أيتها الصخرة ها هي حروف حفرت تحت أقدامك وتقول :-

           أفرشوا أفرشتكم في المرج الأخضر. وظلالهم ستكون كخيمة فوقكم.

الصخرة: اقرأ ما هو منحوت على جبيني منذ عهود زمنية غابرة .

لعازر   : ما هو منحوت على جبينك يقرأ بجميع لغات البشر ... لأنه مكتوب

           على جبين الإنسان منذ ولادته الأولى .ولادتي منك أيتها الصخرة ...

           انك نصب لقامتي هناك قبل وجودي .

الصخرة: إننا توأمان في الولادة ومن أم واحدة ... وهي الأرض ... الأرض

سوريش: هيا كلكم يا حاملي أحمالا ً حديدية ... ويا محولي الجبال ... ويا

            ناطري الكرمة تعالوا ... وأريحوا ظهوركم من الأحمال الثقيلة ...

            واستريحوا قرب ينابيع المياه ... والوديان الجارية .

لعازر   : تعالوا نسن مناجلنا بأشعة الشمس لموسم الحصاد ... ونسقي معاولنا

           لتكسير الجبال ومحارثنا ليوم الزرع ، وعدة قلب تربة الكرمة وفأس

           الخضرة .

أرموتا   : ها هو على ظهري خرجٌ مليء بالطعام لحصاد الزرع. خبز التنور

            وماء بارد ولبن وزبيب الكرمة .

سوريش: أرموتا ابنة أرومة مقدسة ... تنمو في الجبال والسهول ،

           استقبلوها كلكم ... إنها تحمل الذبيحة بحضنها، تحمل القربان .

أرموتا  : اقبلوا مني هذه الباقة من سنابل القمح والذرة البيضاء ... حاصل

           أرضنا المقدسة ووطننا المبارك ، يفوح منه نسيم عليل ... من أعالي

           جباله حتى أسفل منحدراته وسهوله .

سوريش: أريج القرنفل والياسمين ... ونعناع الوادي ووردة الصفراء وشقائق

           النعمان في شهر نيسان .

أرموتا  : حناء ومسحوق السماق وأوراق الخطمية وزلال البيض.

لعازر   : ومخدع العروس ركن غرفة تزينها ألوان قوس قزح .

سوريش: ها هما غصنا شجيرة الدفلى على شكل قوس تعلوه ورود وردية .

أرموتا  : يا أستاذي ..... لا تنسَ أن تعقد الستر من زاوية الغرفة إلى الزاوية

           الثانية .

لعازر   : نسي ادم ليعقد الستر وينصب من غصني تلك الشجيرة قوس الزواج

            المبارك للعريسين فوق الباب .

           جاوزت الناموس المقدس يا ادم ...

سوريش: أيها الفتى لعازر ... لا ... لا ادم لم يتجاوز الناموس المقدس للجنة

           لان الجنة ضاقت وكبرت لعدم وجود زاوية فيها لعقد الستر كمخدع

           للعروسين ... ولم ينصب هيكل من غصني شجيرة الدفلى .

           لهذا السبب ادم لم يعقد الستر ... لم يعقد .

لعازر  : الذي لا يتذوق طعم مرارة شجيرة الدفلى ... لن يتمتع برؤية ألوان

           وروده الزاهية .

أرموتا : أيها الأب سوريش ... مضى زمن طويل ومخدع العروسين كبر

         وكبر حتى أصبح مزمورا ً مقدسا ً عظيما ً ويقول :

        يا مخدع العروسين بالستر محاط       للزواج المبارك أرض ببلاط

        من ركن إلى ركن شـــرعه رباط       قدس المحبـــة سـره القمــاط

        حكـــم الزمـــن للتــاريـــخ منــاط       رمــز الكلمــة قالهـا سقـراط

------- 

        كل حرف منه كنور شمس        صنعــة نحلـة بـسر مقدس

        من كل ورد وأريج سنـدس        لأعوام وقرون هو محبس

        يـا أبـن ادم هـبطت بملـبس        وعلى قامتك علامة هوس

--------

     

       يشهد قـلبك وجـفاف فـمك        بتحسس العقل يفرض عليك

       صخرة الربوة تبقى هناك        وفـوق الجبل رمز وجــودك

       كل إنسان ذو قـيمة لـديك        ودع الزمن يمض من بعـدك

--------

 

       يتقدم ثلاثتهم إلى حافة المسرح وأرموتا في وسطهم ... ويعيدون تلاوة

       البيتين الأخيرين معا ً بشكل حماسي وبحركات إيقاعية مصحوبة مع

       مقطوعة موسيقية مؤثرة ذات لحن هادئ متواصل ويرتفع مع الإيقاع

       وينشدون .

       صخرة الربوة رمز الوجود        وفـوق الجبل تناجي الجـدود

       كل إنـسان ذو قـيمة وَجـْـود        ودع الـزمن مُطلـق الـحـدود

       دع الزمن يمض ...

       دع الزمن يمض ...

       دع الزمن يمض ِ مُطلق الحدود . 

      لتكملة القراءة انتقل الى الصفحة التالية (5)

          

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.