اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ألمكتبة

مسرحيات مخـتارة// تأليف يـوسف زرا - 5

    

 

7 - الإغـتراب 

          مسرحية ذات طابع اجتماعي وسياسي، وعلاقة الفرد بالوطن كإرث

تأريخي، ودور الاغتراب بانفصال المغترب من هذا الارث التاريخي وانعكاسه على شخصية الفرد سلبا، ولـلاغتراب مبررات عديدة في مسار حياة الانسان .

 

شخصيات المسرحية :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ  يوسف

2 ـ  ابراهيم

3 ـ  جميل

4 ـ  جبرائيل

5 ـ  لورا

6 ـ  ود

7 ـ  بطرس

8 ـ أم يوسف

 

الفصل الأول

المشهد الأول :

        ابراهيم جالس في البيدر، ويظهر عليه القلق والى جانبه يوسف يقرأ ورقة، 

        ويبدأ مشاكسة جميل الجالس الى يمينه. جميل، يحاول ان يمد يده الى جيب

        ابراهيم الذي يمنعه .

 

ابراهيم: الى متى تبقى ساكنا ، يا يوسف ؟

جميل  : فقط ساكنا ، وباردا وسارحا بتفكير بدون معنى ــ يحرك بكتابه .

يوسف : ماذا تريد ؟

ابراهيم: ألا تعلم ماذا يريد ؟!

يوسف : ها هو جميل الى جانبك .

جميل  : دعه .. دعه ، فهو ليس معنا اليوم .

إبراهيم: إذا أنت أخي فقل لي ..

يوسف : هل تعلم ماذا سأقول لك ؟

جميل  : يلتفت الى يوسف .. سيقول لك لا تخرج .

          ثم يلتفت ثانية ويقول له : أخبره أبالجنة أو بالجهنم .؟

يوسف : جميل ، أنا أعرف جنتك في الخارج ، فلماذا لا تخرج ؟!

جميل  : بالنسبة إلي .. بس قل لعمي ربطني بك وهو ( ابراهيم ) يربط نفسه بك .

ابراهيم: صدقني يا يوسف ، خالتي أشعلت النار بيننا .

جميل  : ( باستخفاف ) ماذا تريد ؟ جاءت مقلية بطاو هلك ، مال وقصر وسيارة 

          وملكة جمال .

ابراهيم: لماذا لا تذهب بدلا عني ؟

جميل  : يا ليت .. ولورا ابنة خالتك تقبل ؟!

ابراهيم: اذهب وخذ لورا وسشواراتها والقصر والسيارة وخالتي ايضا .

يوسف : ماذا تريد اكثر من هذا .

ابراهيم: يوسف . من فضلك قل لي ماذا اعمل ؟ لنضع إيد بايد .

يوسف : وقلوبنا ؟ وطرقنا ستفترق عن بعضها .

جميل  : أي شيء يعملون بأيديهم وأقدامهم لا قيمة له في القرية مقابل دولار واحد  

          ولا أحد من شباب القرية سيبقى .

يوسف : هل ناغي سنين دراستنا وننسى وهده جبلنا ؟

ابراهيم: ورسالة خالتي ؟

يوسف : كل واحد ليرجع الى بيته ويفكر بحياته ولا يلحق بغيره .

جميل  : ها هو دخل بالفلسفة .

ابراهيم: دعه يتكلم .

جميل  : لماذا يتكلم ، تريد أو لا تريد سيخرج وابنة خالتك تنتظر .

يوسف : بنت الناس تحبه ويحبها .

جميل  : ماذا سيعطيها ؟ ( يمد يده الى صدر ابراهيم )

          أعطيني رسالة خالتك وصورة لورا .. دعه يراها .

يوسف : لماذا ؟

جميل  : إذا رأيتها .. سيسيل رضابك للسيارة والبيت الذي أمامها ولورا ..

          لا أقول أي شيء ( يوسف في مخاض مع نفسه )

ابراهيم: ( باستحقاق ) أنت لا تعرف يوسف.. ليس مثلك يبحث عن المال وشكل

          السيارة والقصر .

جميل  : لا أصدق .

يوسف : إذا ترى لورا كأنها من هوليود .

يوسف : عمك .. يا ابراهيم ليس بحاجة للخروج .

ابراهيم: لا يوسف ، وأنت تعرفها يا يوسف ، هل أنا محتاج .. ( يحاول أن يتجه

          الى يوسف ولكن جميل يقف بوجهه )

جميل  : دعه ليشعل نارا في بيت عمي .

يوسف : وما هي جريمتي ؟

جميل  : انك تسد الطريق علينا، دعنا نخرج، مهما كان بسيطا يعرف خروجنا انه

          الى الجنة .

يوسف : يعتقد انت ! أمس العم ججيكا ذاك المسكين والجاد ضحك علينا عندما

          سألنا عن الخروج .

جميل  : اخرس عندما قلت ان يعطيك ورقة واحدة (مئة دولار) ماذا تعمل

          بمنجلك؟

يوسف : قالت سيقولون صرتم رجال، وسكتت ومشت ومشى، وسكوته مليء

          باللعنات

جميل  : انت ابراهيم تبقى ساكتا ؟ صير رجل وامشي .

ابراهيم: جميل .. دعنا طريقنا ..ولا تأكل أكلة حارة ويحترق فمك .

جميل  : بالنار يحترق فمك والله انت مجنون .

يوسف : جميل ، دع ابراهيم يفكر ويعرف بنت خالته . ليعرف موضع قدمه .

          ( ويطوي اوراقه ويسير. يحاول ابراهيم ان يلحق ولكن جميل يمنعه )

جميل: ها هل سحرك ؟ ألست رجلا لتعرف طريقك . إن سد بوجهك هذا

         الباب .. لربما سوف لن يفتح باب آخر بوجهك .

 

المشهد الثاني :

          في دار ابراهيم

          جبرائيل جالسا يدخن .. يدخل جميل ويحييه .

 

جميل   : السلام عليك يا عمي .

جبرائيل: أهلا جميل .. أهلا  ( ينظر اليه بحدة ويجلس وكأنه يريد شيئا )

         : ها جميل ماذا يوجد ؟

جميل   : ابراهيم ليس هنا ؟

جبرائيل: لا .. ألستم معا ؟

جميل   : توقعت وجوده في البيت .

جبرائيل: ما الأمر ؟

جميل   : لا شيء

جبرائيل: لا يوجد شيء ( انتابته العصبية ) تكلم ما الامر ؟

جميل   : عمي ، انا اريد ان اسافر الى الخارج

جبرائيل: ومن الذي يمنعك يا بني ؟!

جميل   : بسبب امي لا تقبل وتقول الى اين تذهب وتتركنا وإخوتك لا زالوا 

           صغارا.

جبرائيل: محقة امك. السفر الى الخارج يحتاج الى الملايين. لماذا لا تبيع وتسافر؟

جميل   : ماذا ابيع ؟ جلال الحمير وعدة الحراثة ومناجل مزنجرة التي في

           الآخور!

جبرائيل: بع قطع الاراضي الزراعية التي عندكم .

جميل   : لا تقبل امي .. اخرج مع ابراهيم .. وأنا اعطيك كل ما تريد ،

           وآخذ اراضيك .

جميل   : وبس أمي ؟!

جبرائيل: ابني .. انا عمك .. غدا تصل وتشتغل وترسل لي المبلغ المطلوب وتعود

           اراضيك اليك .

جميل   : أصادق انت ؟! ( يتقدم يقبل يده .. يمتنع ) عمي لا انسى فضلك .

جبرائيل: أأنت مجنون .. ألست عمك ؟ وإبراهيم أخوك .

جميل   : ولكن اخبرك . العم ابراهيم انه يخاف من السفر .

جبرائيل: ابراهيم ابني هو اعرفه .. طول عمه خائف ، رماد بأسه .

           من يفتح مثل هذا الباب بوجهه ويخاف .. قل ماذا تريد وأين هي .

جميل   : تريد الصدق .. ابراهيم يتبع يوسف ابن عمه .

جبرائيل: ليوسف ..هذا الولد لا يشبه والده الله يرحمه . عنيد ورأسه قوي ، انا

           سأعرف عملي معه. أنهض وابحث عنه واحضره عندي.

           (يخرج جميل، وجبرائيل يتكلم مع نفسه )

           ها .. يوسف يلعب بعقله .. وأنت يا يوسف

           أفندي ، ماذا عندك ، ولماذا لا تسافر؟

           وإذا تخرجت من الكلية ماذا ستعمل ؟

           ماذا تصير ؟ .. وأراضيك لولا انا لكانت قد ضاعت لدى الغير .

  (هنا يدخل ابراهيم ويلاحظ توقف أباه عن الكلام ويعتكف في زاوية ويبدأ يقرأ )

جبرائيل: ها ابراهيم ماذا عملت ؟

ابراهيم : عن ماذا ؟

جبرائيل: ذهبت الى الكنيسة وأخذت الاسم ؟.

ابراهيم : لا بابا لا .

جبرائيل: لماذا ؟ وما هي نيتك ؟ وخالتك بانتظارك ؟

ابراهيم : الم تقل نفكر ؟

جبرائيل: بماذا تفكر ؟ الرزق وصل اليك .. وسماء فتحت لك بابا .

           ابني بماذا تفكر ؟

ابراهيم : كأنك منزعج مني وتريد ان تدفعني ؟

جبرائيل: ابني اخاف عليك .

ابراهيم : اذا انا هنا بجانبك وتخاف علي .. فكيف هنا بالغربة ؟

جبرائيل: قابل ابقى حيا لك ؟ غدا ان متت ....

ابراهيم : الله لا يجعل ... ولكن لست بحاجة لترسلني الى الخارج .

جبرائيل: كيف لست بحاجة يا ابني ! .. أتصدق كلام الناس باني املك عنابير من

           الذهب ؟

ابراهيم : الذي تملكه يكفينا .. دعني اكمل كليتي، بعد سنة أكون مهندس، اذا

           سافرت الان سوف اخسر كل دراستي .

جبرائيل: ( يتوجه نحو ابراهيم بعصبية ويأخذ الكتاب من ويرميه ارضا )كفى من

           هذه الكتب ، ارمها من يدك .. لا تعتمد على ثروتي ..( يضرب الكتاب

           بقدمه )لا تصدق احدا كلهم يكرهونني. مضى زمان التملق امامي عندما

           كانوا يقرضون مني بالفائدة ، وبهذه الدنيا صاروا أحسن مني .

ابراهيم : مالك من غيرك بابا .

جبرائيل: كيف ذلك وهم يكرهونني ويحسدونني .. عسى لا تشرق الشمس لأحد .

           انظر ماذا حل بحالي .. لست ذاك جبرائيل الذي يخافونه . وحتى رجال 

           الحكومة كانوا يدعونني خواجا جبرائيل .. وحاليا يضحكون عليّ .

ابراهيم : انت هكذا تعتقد ولست بحاجة لي .

جبرائيل: اتحسس اصبحت لا شيء .. لا شيء .

ابراهيم : اقول لست بحاجة إليّ .

جبرائيل: لم يعد لي قيمة ولا يحترمونني وليسوا بحاجة الى مالي .

ابراهيم : أتريد ان اسافر وأتركك لوحدك ؟

جبرائيل: بسببي ارحل .. وهناك كن سند ظهري ومدني بالدراهم بالدراهم .

           اذا كنت صاحب الغيرة .. لا تنظر أحدا وتقول لنفسك والدك مهان .

ابراهيم : لا تقل هكذا وتعذبني .

جبرائيل: لم يعد أحد يحترمني .. ألا تتذكر عندما كنت أمر في السوق من بعيد 

          كانوا يناجوني من البقالين والبزازين والقصابين (يشعل سيكارة بعصبية) 

         ماذا أقول ؟ اليوم ذهبت الى القصاب لأشتري كيلو لحم بثلاثة الاف دينار.

ابراهيم : ماذا تعمل .. هذا سعره اليوم ؟

جبرائيل: ثلاثة آلاف .. لا تعرف كم هي .. انا اعرف تعب ثلاث سنين وفائز .

           وبيادر وثلاثة قرى .. كيلو واحد لحم فقط تساوي ...

ابراهيم : ابي .. لا تقهر .. لقد جمدت دراهمك وجلست عليها ولم تشغلها .

جبرائيل: خفت عليها .. وها هي تطير وتهرب .. اسمع .. اسمع ..

           ذهبت الى بطرس القصاب ووقفت امام دكانه خائفا ومستحيا، ولم يظهر  

           علي، وكأنه لم يراني .. وقبلت وناديته ( ها بطرس كيف حالك ) توجه

           لي وقابلني بوجه عابس .

           فقلت له أوزن كيلو لحم ... وفي تلك اللحظة وصل حبوكا .. حبوكا

           المخبل كل عمره كان مدينا لي . وكان يدفع الاقصاد في موسم الحصاد 

           أو بفترة ندف الصوف .. وحال ان رأى بطرس القصاب حبوكا دار

           ظهره نحوي وصاح ، أهلا أهلا بأبو جورج ، هيـّا لدي أحسن لحم لا

           يستحقه إلا انت، وكانت رائحة البصل تفوح من حلقه. وقال اوزن ثلاث

           كيلوات لحم، ومن هذا الفخذ . فنساني بطرس ، وبدأ يقطع المعلاق

           وزوج من الكلية ويرقص والسكين بيده. ويقول المبلغ يكون أربعة عشر

           الف وخمسمائة دينار .. فقال حبوكا .. اضف عليها من العظام بمبلغ

           خمسمائة دينار اخرى للقطة .. وأنا واقف كالصنم عين تشوف وأخرى

           تبيض. ثم اخرج ربطة من الدنانير الحمراء. وأهملني بطرس القصاب.

           قل لي : اين أذهب وأرمي نفسي، ولهما في الخارج مجنونين وكل شهر 

           يرسلان ورقتان .. يقول لك يتكلم انكليزي جيدا ، أسمعت ؟.

ابراهيم : وما لنا والناس يا بابا ؟!

جبرائيل: لا تقل وما لنا والناس ؟ .. الطريق امامك مفتوح وخالتك تناديك.

           ( هنا يدخل جميل )

جميل   : ها متى جئت، سألت عنك الكثير .

ابراهيم : لما تسأل ؟ وماذا تريد ؟

جميل   : قل له يا عمي .. أتعرف لماذا انا فرحان .

جبرائيل: ها .. وماذا يوجد ؟

جميل   : حصلت على طريقة للخروج الى يونان من دون أي مبلغ .

جبرائيل: كيف دون دفع أي مبلغ ؟

جميل   : ودون الانتظار في الاردن .

جبرائيل: قل .. قل .. وكيف ؟

جميل   : بطريق المهربين تدفع عشرة أوراق وتصل الى اليونان .

جبرائيل: ها ابراهيم سمعت .. تعلم .. تعلم .. يا جبـ ...

جميل   : ليتني بموقعك .. كنت أذهب مشيا على الاقدام .

جبرائيل: تعلم .. يا .. تعلم ..

جميل   : عمي .. انا اعرف ابراهيم يرغب بالخروج .. ولكن يوسف يؤثر عليه .

جبرائيل: ما لك ويوسف ..؟

جميل   : أتعرف ماذا سمعت ؟ يمكن يوسف سيضحك علينا وسيخرج سرا بدون

           معرفتنا به .

ابراهيم : انت كذاب .. يوسف لا يخرج .

جبرائيل: يا انت .. لا تصدق .. يوسف ابليس .. ابليس .

ابراهيم : يوسف سوف لا يترك بيته والقرية .

جبرائيل: وما لك منه ... دعه وشأنه .

جميل   : أتعرف لينا يحبها ... وسوف نخرج .

جبرائيل: ها ... برهو ..أبق بعنادك .

ابراهيم : لا اصدق .. يوسف لا يكذب .

جميل   : وإذا يوسف لم يخرج .. أتخرج انت ؟

ابراهيم : ( دون تفكير ) أخرج .

جميل   : أسمعت عمي .. كأنه ظل يوسف .

جبرائيل: ( يوسف ) .. اذا فتح هذا الباب امام يوسف .. لباع عشرة مثلك وخرج.

ابراهيم : بابا .. يوسف لا يكذب عليّ ... يوسف ينوي ان يعمل بأراضيه .

           ( يقف الوالد وهو عصبي )

جبرائيل: اسرح .. اسرح بعقلك .

جميل   : عمي لا تقلق .. دع ابراهيم عليّ .

جبرائيل: أنا .. فكر جيدا .. وأنت يا جميل لا تخف يا ولدي .. انا بعونك من دينار

           الى مليون .. دع والدتك .. انا سأقنعها ( ويخرج )

ابراهيم : قل لي .. بأي لغة ولسان تتكلم مع ابيك ؟

جميل   : أقول لك لا تصدق يوسف . دعنا نخرج . أعلمك الطريق الى هوليود .

           والله سأجعلك ملياردير بالدولار .

 

المشهد الثالث :

            في دار يوسف ..

            يوسف يقرأ كتاب، وأوراق ويسجل، امه تراقبه. تحاول جذب انتباهه،

            تعطيه قدح ماء وتبقى واقفة فوقه .. ثم تجلب له الشاي . ولا يتفوه بأي

            كلمة .. وتحاول ان تجذب انتباهه ثانية .

أم يوسف: يوسف .. يا يوسف ..

يوسف   : ( دون ان يلتفت اليها ) ها .. ها . ماذا امي ؟

ام يوسف: ألم تذهب الى بيت عمك بتي ؟

يوسف   : أتريدين ان تقولي، ألم تذهب الى بيت لينا ؟

أم يوسف: ثم ماذا .. أعلم تحبها .. وهي تحبك .. ألم أقول أن أخطبها لك ؟

يوسف   : ( دون ان يرفع رأسه ) .. لم يحن وقتها . ( يعود الى قراءته )

أم يوسف: يوسف .. يوسف .. ألا تسمع .

يوسف   : ها أمي .

ام يوسف: سمعت ان لينا وأخوها سيذهبون الى الخارج .

يوسف   : الله معهم .

أم يوسف: يا يوسف .. أقول لينا ستذهب الى امريكا .

يوسف   : قلت الله معها .

أم يوسف: لماذا .. أعرف ان المسكينة تحبك انت .

يوسف   : وأنا مالي منها.

أم يوسف: قليلا انظر اليّ ( فأخذت الكتاب منه ) وأنا ايضا احب ان لا تخسرها .

يوسف   : أأنهبها ؟ ولماذا ... قلت اذا لم اكمل دراستي واستقر ... فلا اتزوج ...

            ماذا تريدين بعد ان تعرفي ؟

أم يوسف: دعني أقول لك .. اذا انت تحبها لنخطبها، لكي لا تخرج .. وأعرف كم

            امها طماعة، ستبيعها في امريكا .

يوسف   : والآن ماذا تريدين ؟

أم يوسف: لا أريد ان اتحمل خطيئة البنت وخطيئتك .. ماذا تقول لأعمل وان ابيع 

            نفسي .

يوسف   : لا تتعبي نفسك .. ليأخذوها، وإذا ترغبين بالخروج لا مانع لديّ، أنا لا

            أخرج ولن أتركك .

ام يوسف: ولينا .. اذا تريد الان اذهب الى ...

يوسف   : لا تتعبي وتجهدي نفسك ِ... التقيت بلينا وقلت لها .. انا لن اسلك طريق

            خروجك .. وبدأت تئن.. وأمي ترغب بذهابي، وأيضا أخي معي، وأنا 

            لست حرة. وانت ِ لماذا لا تخرجين ؟ وقد وضعتني امي امام طريقين.؟

            انا لا أخرج وهي راغبة بالخروج .

أم يوسف: ولكن لا أريد ان تقلق وتقلقني .

يوسف   : لا أمي لا أبيع نفسي وأبيع راحتي وسابقى هنا .

            ( وهنا يدخل الخال .. ويعود يوسف الى كتابة اوراقه )

أم يوسف: أهلا جبرائيل ، هيا اجلس واشرب قدحا من الشاي الذي تحبه .

جبرائيل : ها ، يوسف .. ماذا تعمل ؟

يوسف   : أهلا بخالي .. أني أقرأ .

جبرائيل : ماذا بك مع يوسف ؟

ام يوسف: بخصوص لينا بنت متي كما قلت لك سابقا .

يوسف   : أمي عندما ... ( يقاطعه جبرائيل )

جبرائيل : لماذا يا بني .. ألست خالك .. أعرف كل شيء .. إذا ترغب الان نذهب

            ونخطبها ، وسيجعلونها هدية لك حالا .

            ألست أقول . أعرف يوسف. إنه شبيه والده، الله يرحمه. صاحب كلمة.

أم يوسف: قلت نخطبها قبل ان يسفروها الى امريكا .

            اذا في نيتي اي انسان لي في امريكا. مائة كيوسف يبيعونه،

            ويوسف يحبها.

جبرائيل : ومن اين الدولار .. ليس لي احد في امريكا .

            لماذا لا يخرج يوسف ؟

يوسف  : انا يوسف لا يخرج .

جبرائيل: لماذا يا يوسف ألا تسمع ؟ ولماذا لا تتكلم ؟

يوسف  : ها خالي .

جبرائيل: لماذا لا تخرج ؟

يوسف  : لا أتمكن .

جبرائيل: اغذا الموضوع هو الفلوس ...

يوسف  : كيف ؟

جبرائيل: بع اراضيك (هنا يوسف ينهض ويرمي ما بيده على الارض ويصرخ)

يوسف  : لا خالي لا ... لا تقل هذا ... عظام ابي في قبره تغلي وتثور .

           تكلمي أمي ألا تتذكرين الكلمات الاخيرة لأبي وهو على فراش الموت :          

           ــ ( ولدي لا تنسى ترابك ولا تترك اراضيك )    

           بدمي انطر اراضي والدي .. يا خالي لا تتكلم بخصوص الاراضي .

جبرائيل: لا تبيعها الى الغريب ( مجنون ) بعها الى خالك !!

يوسف  : لا خالي .. لا تجعلني ارفع صوتي، أو لا احترم قدومك .

جبرائيل: براحتك .. براحتك مع خالك يا يوسف .

يوسف  : خالي ! بخصوص بيع الاراضي لا تقل شيئا ؟

جبرائيل: قلت .. اذا تريد فلوس .. آني أخذ الاراضي ومتى تخرج وتشتغل

           وتسددها ، بعدها تعود الاراضي اليك .

يوسف  : لا خالي لا . لا اريد الفلوس ولن أخرج .

جبرائيل: ماذا تعمل هنا ؟ والعالم يغرق ولم يبقى خبز لنا هنا . انظر الى فمي ،

           سقطت ثلاثة اسنان منه ولم تعد يداي تمسك بشيء .

يوسف  : ولماذا يا خالي ، ألا تملك المال ؟

جبرائيل: وأنت ايضا .. من اين ؟ راجعت طبيب الاسنان ، فقال كلفة السن الواحد

           بخمسة وعشرون الف دينار .. بس واحد بخمسة وعشرون الف ؟؟!!

يوسف  : إذن . بما تخرج ابراهيم وتخرج جميل ؟ وتخرج ..

           لا تجهد نفسك انا  لا أخرج .

جبرائيل : اذا انت لا ترغب بالخروج.. لا تخرّب غيرك .

            حماتي لا تقبل ابراهيم ان يخرج .

يوسف   : ابراهيم رجل وله حساباته وآراءه .

جبرائيل : وأنت تحرض على ذلك !

يوسف   : ليس لي سلطان عليه .. اذا ترغب بعدم التحدث معه .. سوف لن ادخل

            بيتك .. ( يخرج غاضبا  ). ولكن لا تتحمل خطيئة ابنك

جبرائيل : ( واقفا ) قف في مكانك .. أسمعتِ ؟ يقول لم أخربه !!!

أم يوسف: لماذا هكذا يا أخي ؟

يوسف   : ( يقاطعه دون أن يتكلم شيئا )

جبرائيل : يريد ان يغلق الباب في وجهنا . أيوج انسان يأتي الي شيئا كما تعمل له

            خالته ويرفضها .. وأنا اعلم ابنك سيخرج ويضحك على ابراهيم .

يوسف  : لا يوسف لا يكذب يوسف اقبض قلبه الجريح وظل ساكتا وأنت اذهب

            واخرج ابنك .

جبرائيل : سأذهب ( يخرج ) لهم قطعتين حقيرتين من الاراضي وهم خائفون .

 

المشهد الرابع :

            يوسف يسير مترددا بين وقت وآخر ينظر كأنه ينتظر شخصا، حتى 

         وصل ابراهيم حاملا حقيبتين .. يهجم عليه يوسف يحضنه وغيره يقبله.

 

يوسف : جيد .. جئت بهذا الطريق لأراك آخر مرة .

ابراهيم: عرفت ستنتظرني .. اعذرني .. ولم اترك الوالد بدون اعتذار .

يوسف : ارحل، الله يكون معك . وكن رجلا شجاعا ولا تنسى القرية والأقارب .

ابراهيم: اذكرني واطلب لي . واعتقد هنا ستعمل جيدا . ولا تبالي للأب فهو خالك 

           وصالحه .

يوسف : ارحل بسلام ، ولا تفكر بنا ، حين تصل أخبرني كيف اكتب لك

          ( هنا يصل جميل )

جميل  : لا زلت واقفا والجميع ينتظرك .. استعجل .. مع السلامة يا يوسف

          خسارة .. هيا الحق بنا .

يوسف : (وهو يسحب ابراهيم ) انا افكر فيك . علـّم نفسك الكمبيوتر وعلمنا .

الفصل الثاني

المشهد الاول :

         في دار ودِ ، وهم على المائدة وابنتها لورا تأكل واقفة وعلى عجل ...

 

ود ِ   : لماذا لا تجلسين لورا ؟ ابنتي الى أين ؟ كأنه يوجد ورائك عمل ينتظرك !!

لورا  : sorry mam .I'm harry , I'll not turn back till ten o'clock

ود ِ   : ماذا ؟!! لن ترجعي حتى العاشرة صباحا ؟ والآن الساعة التاسعة .

لورا  :no mamy , ten at night

ود ِ   : ساعة عشرة ليلا ؟ الى اين ذاهبة . ومع من ؟!

لورا  : with my friend

ود ِ   : ماذا ؟ مع الأصدقاء ومن هم ؟ أنسيت اليوم ؟؟

لورا  : what mam ?

ود ِ   : أنسيت اليوم سيصل ابن خالتك في الساعة العاشرة ليلا ؟

لورا  :o.k. mam I'll be here at six

ود ِ   : يا بنت ، لا يجوز .. والولد قادم من بعيد بسببك وأنت حبيبته .

لورا  :  please mamy

ود ِ   : ( تقف بوجهها ) أقول لن تذهبي . وإذا من أول يوم هكذا .. ففي اليوم الثاني 

         تهزمينه بسكينة .. ( صوت منبه السيارة ) تفقدي من هو ؟

لورا  :by mam .. he's uncle peter

         تقابل بيتر بالباب hello uncle 

         ( وتخرج بينما أمها تضرب كفا بكف، وتلتفت الى صورة زوجها ..

         بينما يقف بطرس بالباب يسمعها )

ود ِ   : ما العمل مع هكذا أولاد. لماذا رحلت وتركتني لوحدي؟ ماذا اعمل بالمال

         وماذا اعمل بشركة المخازن والسيارات .. هيا هيا تفقد أولادك !

بطرس: ما الامر ؟ ( تلتفت اليه منهارة وتقول وكأنها تبكي )

ود ِ    : ألا ترى .. وتسأل ما الأمر ؟

بطرس: ماذا اليوم ؟

ود ِ    : أولادي يتوارى امام عيني ولا أتمكن من عمل أي شيء. هيـّا أسألني اين 

         ابنك بن .. أقول لا اعرف .. أين ذهبت ابنتك لورا ؟

         أقول لا أعرف .. وقل ماذا يعملون ؟ أقول لا أعلم لا أعلم ..

بطرس: أعود وأقول انتم السبب، ( تقاطعه )

ود     : لا تقل انتم السبب كثيرا ما حاولت ان اعلمهم واربيهم كما يجب، كان  

         يمنعني أبوهم الله يرحمه .

بطرس: كنت أقرأ في آذانهم، ستفقدون أولادكم . كنتم تضحكون عليّ . لم تسمحوا

         بأن يدرسوا جيدا ولا أن يشتغلوا ويتعلموا منكم .

ود     : كان يقول ، لست بحاجة . لنعوض ما فاتنا وليفرحوا اولادنا . لمن كونت

         هذه الثروة .!

بطرس: وأنت الالم عشت في قرية عليك ...

ود     : ما كان يقبل .. ما كان يقبل .

بطرس: الله يرحمه انقطعت جذوره . وآني خائف على ولديك، بن إنهزم، ولورا،

          لا تتواجد في البيت ولا تعرفين ماذا تعمل واين تذهب .

ود     : ولكن لماذا أرسلت بطلب ابن اختي واستشرت بك . المسكين اليوم 

          سيصل، وكيف لا أقلق .

بطرس: اليوم  ؟!  ومتى  ؟

ود     : في العاشرة والنصف ستصل الطائرة ، وكنت بخصام مع لورا .

بطرس: جعلتني قلق عليه .. أيا مسكين .. حينما يصل ولا يشاهد خطيبته في 

         السيارة .

ود     : وماذا سأقول .. أدبر الأمر ؟

بطرس: جميعنا سنستقبله ونفرحه ونسر قلبه .

ود     : ولورا إذا ما وصلت ؟

بطرس: ما العمل أعلمك الكذب ؟ تحججي بشيء ما . وإلا ..

ود     : وإلا ماذا ؟ لا تخيفني يا بطرس !

بطرس: انا خائف، لربما ينهزم ابن اختك .

ود     : لست خائفة على مجيء المسكين ابراهيم ويرى صحة سعادة هذه الحياة.

بطرس: في الاكل والشرب ؟ بسيارات جديدة وبلبس الدولارات ؟

          لا ود لا ، وإذا قدم، فلن يبيع نفسه بالرخص ولا يقبل بسيرة لورا .

ود     : ماذا تقول ؟ ألا يغيرها الزواج ؟؟

بطرس: أخاف ان تغيـّر الولد نفسه .. أو أنه مجنون.

ود     : فإذا لماذا ارسلت في طلبك ؟ أوصي اولادك ليحيطوا حولي ويكوموا مع

          ابراهيم .

بطرس: والولد بن الى اين وصل ؟

ود     : لا اعرف .

بطرس: بن يمكن قد وصل الى المكسيك .

ود     : لا تخيف قلبي ماذا اعمل ؟ الله يحق امريكا .

بطرس: لماذا امريكا ؟! هي جنة وهم جهنم يمكن ان يعيش فيها كملاك أو كأبليس

          كل واحد. كثير من المهاجرين من القرى قد حافظوا على تقاليدهم .

ود     : ماذا جلبت لي امريكا ؟

بطرس: الله يكون في عونك ِ. كم انا خائف عليك ِ.

          كان زوجك يضحك علي ويسميني مستر بيتر . وأنت ِ يا  ود وصلت الى 

          بغداد وأصبحت وردا .. وهنا اصبحتِ مدام فلورا .. و و

          ( يرن جرس الهاتف .. تذهب اليه وتعود )

ود     : يطلبك مستر دانيال من الشركة ( يذهب، وبعد قليل يعود )

بطرس: خبر جيد من بن ابنك .

ود     : اين هو ( بفرح ) تكلمت معه .. انا ذاهبة ..

بطرس: لا ، لا  مستر دانيال يقول بن قد أخذ مبلغا من البنك في هاواي وصرف

          صك باسم الشركة بمائة الف دولار، وصديقه قال أيضا انه لعب القمار.

ود     : ماذا اعمل ، اختلطت الأمور عليّ .. سأجن .

بطرس: قفي، قفي وفكري بالمسكين الذي سيصل.

ود     : لا تتركني لوحدي .

بطرس: لا تخافِ سأكون معك .

 

المشهد الثاني :

         ابراهيم في أمريكا .. جالس يقرأ كتابا .. تدخل ود ، وتقف :

 

ود     : هلو ابراهيم . قد نهضت باكرا ، لماذا ؟

ابراهيم: منذ كنت بالقرية دائما انهض باكرا في الصباح.

ود     : في أيام العمل انهض .. وإلا يوم استراحة ونوم وجولة مع ...

ابراهيم: أنا ومع مَن ؟ كلكم تأخرتم .. ولورا أيضا .

ود     : لورا .. اعذرها، بحق الله تحبك، لا زلتم جدد في علاقتكم. اصبر ولا

          تنزعج، أنت تجعلها تمشي كما تريد .

ابراهيم: كيف ؟ حتى كلامي باللغة الانكليزية يضحكها .

ود     : تكلم معها باللغة السريانية . تعرف كل شيء .

ابراهيم: فرحت !.. تعرف اللغة السريانية ! ولماذا لا تتكلم ؟

ود     : ببي الله يرحمه ما كان يقبل .

ابراهيم: أين لورا . ألا تتناول الفطور معنا ؟ في القرية كنا نجلس ونأكل معا ً.

ود     : لا تذكر تلك الأيام، كم كانت طيبة .

ابراهيم: متى عادت لورا أمس ؟

ود     : حال نومك، هي دخلت وسألت عنك .

ابراهيم: أريد ... يعني أريد ..

ود     : قل ابراهيم .. أنت أصبحت ابني وهذا بيتك . وأنت ستكون شريكا في كل

          أعمالنا .

ابراهيم: لو لورا وبن هما معي في العمل !

ود     : لا تخف على الاموال . اريدكم فرحانين . أطل صبرك ابراهيم واصبر

          فلورا تحبك . أطلب منك ان تسيرها كما تريد .

          ( هنا تنزل لورا مرتدية زي رياضي . تتقدم . : هلو باري .

ابراهيم: وصباحك مبروك لورا . تقترب منه وتقبله بطريقة الانف.

ود     : ( توجه كلامها الى لورا  ..

          كم يحبك ِ، اجلسي انه ينتظرك ِ.

لورا   : sorry  B  I'm in harry

ود     : ( بعصبية ) الى اين ؟؟

لورا   :to the club  ( ودون ان تنتظر جوابا تتوجه الى الباب . ولكن امها

          تسرع وتمسك بها )

ود     : الى اين ؟ وإبراهيم .!

         ( تسمع صوت سيارة .. تسرع لورا .)

لورا   : so long my friend 

ود     : هيــ .. من هو ؟

لورا   : Tom , Lisa and Robi

ود     : هيـّا أنا وأنت ( ابراهيم ) نتناول الفطور. لديها من الصبح رياضة في

          النادي ، سترجع.

ابراهيم: خالتي ، أنا استحي من نفسي. يعني ماذا اعمل يا خالتي ؟

ود     : ماذا .. قل  قل !!

ابراهيم: أنا لا أريد أن أكون ثقيلا على لورا، إذا لا نتزوج لنبقى كالإخوة .

ود     : لا ،( تجلس أمامه وتمسك بيده ) لا تقل هكذا. أنا سبب مجيئك لكي تكون

          رجلا لها، وتكون كابني، مثل عيوني ويدي . لا تقلق، فقط اصبر قليلا،

          يجب على لورا أن تتبعك ( هنا يدخل بطرس )

بطرس: السلام عليكم .

ود     : أهلا بالأب العزيز ( تدعوه للجلوس، بينما يتقدم ابراهيم ليصافحه )

ابراهيم: أهلا بالعم بطرس .

بطرس: كيف هو ابننا العزيز ؟

ابراهيم: شكرا لك .

بطرس: كيف رأيت أمريكا ؟

ابراهيم: ( ينظر ابراهيم إلى خالته منكس الرأس وحزين ) : لا أعرف ماذا أقول،

          لم أرَ شيئا منا .

ود     : سأعمل قهوة طيبة ( وتخرج )

بطرس: ها ، ابراهيم أين لورا ؟

ابراهيم: ذهبت مع صديقها .

بطرس: أعلم بأنك لا يستسيغ عقلك بخروجها مع أصدقاء آخرين .

ابراهيم: وهل هذا صحيح ؟

بطرس: اذا تريد اغمض عينيك واسكت .. واذا تريد تكلم وافتح عينيك واسحبني

          لطريقك .

ابراهيم: لا اعرف ما اقول .

بطرس: ابني اريدك تصير رجل ... وإلا انهزم .

ابراهيم: عم بطرس، انها جهنم .

بطرس: ليست كل امريكا هكذا.

ابراهيم: أيوجد بيوت مثل بيتكم ؟

بطرس: كثيرة وأكثر ملتزمة بآداب البيوت الاخرى ...

         هيا انهض وتناول الفطور لتمشي معي حالا .

ابراهيم: الى اين ؟

بطرس: جئت مسرعا لكي لا تنزعج وتحزن .

ابراهيم: ماذا يوجد ؟

بطرس: خبر محزن .. خبر من أولادنا في اليونان .

ابراهيم: قل عم بطرس ماذا حدث ؟

بطرس: تلفون من يونان .. بغرق مركب بين تركيا واليونان .. وكان فيه قسم من

          أولادنا .. ( هنا تدخل ود )

ابراهيم: من القرية ؟؟ ومن ؟

بطرس: مسكين جميل ابن عمك .

ابراهيم: ( يصرخ ) لا .. لا عم بطرس ، لا لا .

ود     : الذي خرجتم سوية ؟ لا يا مسكين .. رأسك طيب ابراهيم، الله يرحمه،

          البقية بحياتك .

ابراهيم: لماذا يا الله !!؟ مسكين هو الذي دفعني الى الخروج، كان يقول : سأصل

          قبلك ... ماذا ستعمل امه وأخوته .. أصبحوا في ارض جرداء.

ود     : لا تحزن عزيزي، حظه هكذا كان ( تخرج )

بطرس: قف وامسح دموعك وحتى نعود،( ترجع ود ومعها ورقتان ( 200 $ )

ود     : خذ هاتين الورقتين وأرسلها لوالدتك وأخوتك واكتب لهم بأنك لن تنساهم.

بطرس: الشكر لك يا ود . هيا ابراهيم نذهب ونخبر اصحاب الرسائل والفلوس .

          يقف ابراهيم ويمسح دموعه .

ود     : كيف يا عم بطرس، زواج لورا وإبراهيم ؟

بطرس: الله عليك، دعي الزواج حاليا .

ابراهيم: متى غرق المسكين ؟

بطرس: هذا الولد قد غرق قبل 25 يوما . يعني من زمن كان ابراهيم في الاردن.

ابراهيم: كنت قد سمعت بغرق المركب .

بطرس: الى قبل عشرة ايام علمت . والذين غرقوا بسبب المهرب انهزم ولم يخبر

          احدا بذلك ، وسننتظر بعد هذا القدر عدة ايام ، وليتعرف ابراهيم ولورا

          لبعضهما اكثر.

ود     : ماذا تفصل نحن نلبس .. ألم أقل بأنك أبا لنا !

 

المشهد الثالث :

            بعد الزواج

            يظهر ابراهيم يقرأ ولورا واقفة امام المرآة .. وهو يراقبها :

 

ابراهيم: الى اين لورا ؟

لورا   : تذهب تشوف فريند .

ابراهيم: قلي ذاهبة أرى .. أي فريند ؟ صديق أو صديقة .

لورا   : اهو

ابراهيم: هل انا زوجك ؟

لورا   : يلا قوم وذ مي .. آيت كورا كارد .. يلا ( بعصبية )

ابراهيم: كارد يعني حارس أو ناطور ؟ لا لورا .. لأكون معك من قلبك من حبك.

لورا   : ( تفتعل الضحك ) sorry ، لا تزعلنا .. انت معك من حبك .

ابراهيم: كم مخزن عندكم لورا ؟

لورا   : (تفرد اصبعين ) 2 تتي

ابراهيم: جيد يعني اثنين ( لورا صدق بس اثنين ) ولكم شركة كومبني ؟.

لورا   : يــس (yes  ) .

ابراهيم: لماذا لا تشتغلي انت في المخزن . وأنا مع اولاد العم بطرس بمخزن اخر

لورا   : نــو .. لا.. انا لا اعرف عمل ( مترجية ) او باري ....

I  don't  want  any  work            

ابراهيم: انا لست مرتاحا لخروجك مع اصدقائك

لورا   : يعني (what) (تهز رأسها) ثم ترمي حقيبتها على مقعد بعصبية وتجلس 

         امامه تنظر اليه بقسوة ، تدخل ود ...

ود    : والآن ماذا يوجد .. ( تتقدم من لارا ترفعها وهي تنفر منها ) وتقول :

         ها ماذا يوجد ؟

لورا   :  no  mammy no  ( بشدة )

ود     : ابنتي لازلتما عريسين ....ماذا ابراهيم ؟

ابراهيم: لا زالت لورا لا تعرف انها متزوجة .

ود     : لا لورا .. بـرهـــو يحب انتِ .

لورا   :   no برهو يريد خولا ابنة عمتي ايزا ( فتؤشر برقبتها ويداها )

ود     : ( بعصبية ) يريد ان تكوني معه ولا مع غيره .

لورا   : ( تنظر لورا الى ساعتها ثم الى ابراهيم والى امها ) وتقول :

          You late I'm late 

          ( وتاخد حقيبتها ) I'll  go out 

ابراهيم: ( يرمي الكتاب ... ويقلب ما يجد امامه ) ..

          ها خالتي الى اين ذهبت ... وعند مَن ؟

ود     : لا ابراهيم ... لا تشك بها .. لورا تحبك .

ابراهيم: لم يعد بمقدوري تحملها .

ود     : اصبر .

ابراهيم: لا اتحمل.

ود     : لورا بدلت لأجلك، ولا تتكلم السرياني ( اصبر ) ( وهي ترجوه ) .

ابراهيم: ليس جوعاً و لا ظمأ .. ولا جرح ولا مرض كي اصبر .. لورا لورا

          تدوس على شيء في قلبي وعقلي .. صخب الجهنم تنشر بمخي .

ود     : لا ابراهيم لا تقل هكذا .

ابراهيم: ليتك تسمع ... قف ابراهيم وشوف زوجتك بحضن من هي .

ود     : لا ابراهيم لا... اذا خانتك اقتل نفسي .. اجلس اجلس ( يشعل سيكارة ) .

ابراهيم: لأجلها وبسببها تعلمت شرب الخمر والسيكارة .

ود     : سأجلب لك كوب شربت لترتاح قليلا ( وتخرج )..

          ( ثم طرق على الباب .. يدخل بطرس ) .

بطرس: السلام عليكم .

ابراهيم: اهلا بالعم بطرس ( تعود ود ومعها قدح ليمون ) .

ود     : اهلا اهلا جئت بالوقت المطلوب ... اجلس سأسقيك كأسا أيضا

          تخرج ود .. بينما يراقب الرجل ابراهيم ويقول :

بطرس: ها ابراهيم ؟

ابراهيم: عم بطرس..انا اريد ان اشتغل خارج عملكم .

بطرس: لماذا ؟

ابراهيم: لأتحسس بنفسي وبجهدي وبثمري .( يكون ود قد دخلت ).

ود     : أي فكرة للمجانين .. اليست هذه الاشغال لك !؟.

ابراهيم: لا .

ود     : ابراهيم لا تقتلني يكفيني حزني من بن ولورا .

بطرس: يا ولدي  ماذا يوجد  ؟

ود     : أنا سأخرج .. ليأخذ راحته  في كلامه  ...وأنت ابونا .

          اترجاك اغسل دماغه ( وتخرج )

          ويبقى ابراهيم ينظر الى الارض .. بقعة صغيرة قذرة يعالجها برجله ...

          والرجل يلح عليها .

بطرس: ها ابراهيم .. ماذا جرى ؟ ما تلك القذارة ؟

          ( ويصرخ ابراهيم وكأنه مجنون يحادث اباه )

ابراهيم: اريد ابي .. تعال ابي وشوف في قصور امريكا الجميلة توجد قذارة .

          انظر القذارة تمشي وتفترش، ستصل اليّ وتلبسني .

بطرس : ولدي ابراهيم .

ابراهيم: لا عمي بطرس ستخنقني القذارة .. طين القرية كنا نغسله بالماء وهذه

          القذارة كحريق في قلبي .

بطرس: ليكن .. افتح قلبك وتكلم وأخرجه .

ابراهيم: تعبت عم بطرس تعبت .. أكاد أحترق .

بطرس: إقبل وكأنك قربان وتقف مع خالتك .

ابراهيم: خالتي أخذت الخطوة الاولى، وبنية صافية للقرية، قالت. اسحب الجبل

          ورائي

بطرس: الذي يقبل القربان يعرف يخسر اشياء كثيرة .

ابراهيم: وأنا أعرف كي لا أخسر في النهاية .

بطرس: سألتك قبل الزواج .. وقلت لورا تحبني !

ابراهيم: بعد الزواج عرفت تحبني كي تزين نفسها وتفرح وخالتي كالمطرقة فوق

          رأسي ( ماذا بك .. بيت ومال وشابة حلوة كالوردة.. ويا عم بطرس ..

          الوردة بدون رائحة كأنها من ورق )

بطرس: انا في انتظارك انت كي ..

ابراهيم: ( يقاطعه ) . لورا تجرني خلفها .. كنت أقول لها .. لنتهيأ للزواج .

بطرس: افتح قلبك ابراهيم ولا تستحي مني .

ابراهيم: لا تفهم لورا عندما اتكلمها عن القرية والنية الصافية لأهلها عندما اتذكر

          مقابلة واحدة مع ابنة قريتي التي كانت تحبني وأحبها. عند الصباحات 

          في طريق الكنيسة زقاق فارغ ونحن وجها لوجه. كانت تحمر وجوهنا،

          وترتجف شفاهنا، ويعقد لساننا .

بطرس: ( يقبله ) ابني، مهما كنت قلقا، علم اولادك العمل الجيد، كما يقول المثل :

ابراهيم: اذا كان لي اولاد ( يرن الهاتف وحالا ابراهيم يذهب يتحدث ويعود 

          ضاحكا بسخرية يهز يديه ) مستر برايلي كب. مدام ستيفن.. الله يرحمه

          عمي اسطبانوس .. نزل الى بغداد وصار سيد اسطيفان ثم وصل الى    

          امريكا صار مستر ستيفن .

بطرس: اضحك قليلا . هيا لنذهب الى العمل في الطريق يا ولدي سأتكلم معك .

          ويبقى الامر متروك لك لتحل عما حولك .

ابراهيم: كيف ؟

بطرس: لا تترك زوجتك ترف عينيها لوحدها . ولا تجعلها تشعر بانك تحيطها

          وتربطها بالحبل .. رافق حياتها وامشي معها، وستتمكن من صياغتها من

          جديد .. امضي معها واجعلها تحبك ( يمسك بيده وينهضه ) 

 

المشهد الرابع : 

          في الطريق، لورا وكأنها تسحب ابراهيم .. ابراهيم يحمل بعض الهدايا.

 

ابراهيم: ها .. لورا الى اين ؟

لورا   : فور استوديو .

ابراهيم: ( متذمرا ) هم صديق !

لورا   : لأعرفك به .

ابراهيم: لماذا وهل عندك شراء بدله أم بانتنطار آخر. أو كلب جميل.

لورا   : اهو ابراهيم .. انا اريد .. أريد .

ابراهيم: ماذا تريدين ؟

لورا   : أريد أن أقول شوف زوجي better   يعني بشطؤ than you  .

ابراهيم: الست محتاجة لورا ؟ لنعود الى السيارة، تعبت من حمل هذه الاشياء

          ( وهنا تلمح احدا، وتصرخ )

لورا   : هلو ، Tom  _ Tom

ابراهيم: من هو ؟

لورا   : توم صديقي ! ( وهنا يتقدم أحدهم بملابس مضحكة مع اكسسوارات )

توم    : هلو ، لورا . ( يحاول أن يحتضنها، لكن ابراهيم يقف بينهما، وهذا يبعد

          ابراهيم. وابراهيم يقول بعصبية )

ابراهيم: الى اين .. انت الى اين ؟؟ !!

توم    : what's the mater ?

لورا   : my husband Bary

توم    : husband هلو  husband

لورا   : Bary  ... Barham

توم    : ويؤشر بقبلة . وابراهيم يغضب ويسحب لورا، ولورا تمانع أيضا غاضبة

         وتوم يقرص خدها وهي مسرورة، وابراهيم يدفع توم .

 

         بعد أن يغادر توم يمشيان ثم يصادفها آخر ينظر الى لورا ، وابراهيم

         يسحبها وينظر الى هنا وهناك ، ولورا غاضبة منه وممتعضة ..

 

  لتكملة القراءة انتقل الى الصفحة التالية (6)

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.