• سوريا والذبح الإسلامي !!-//- حامد كعيد الجبوري

 

اقرأ للكاتب ايضا

إضاءة

سوريا والذبح الإسلامي !!

حامد كعيد الجبوري

لم أكن أملك جواز سفر قبل سقوط نظام ( صدام حسين ) يوم 9 / 4 / 2003 م ، ولأني أحببت سوريا مذ عملت في محافظة درعا كضابط في الجيش العراقي ، ولي علاقات كثيرة مع أصدقاء يسكنون دمشق وغيرها ، لذا سارعت وحصلت على ما يسمونه ( ورقة عبور ) تشبه عمل الجواز بمضمونها ، وهناك في دمشق سكنت في شقة أحد الأصدقاء العراقيين الذين اتخذوا من سوريا محطة لهم ( دويلعة ) ، شاهدت دمشق وحاراتها ، وحماماتها ، والجامع الأموي ، ومقام السيدة زينب ، ومقام السيدة رقية ، وجامع صلاح الدين الأيوبي ، وجلست في مقهى الروضة ومقهى الكمال ومقهى ( النوفرة ) ، وسافرت الى محافظاتها ، وزرت ( السلمية ) ، و ( كسب ) ، وحمص واللاذقية ، وحلب ، وبعد حصولي على الجواز الرسمي بدأت زياراتي لسوريا تتكرر كثيرا ، وربما أسافر مرتين في السنة وأستنفذ كل المدة التي رخّصت لي في البقاء بسوريا لكل سفرة ، كنت أبهر بما أشاهده من الشعب السوري ، شعب مثقف ، يعمل ، يحب الحدائق والزهور ، يحب الحياة ، كنت أتسائل مع الكثير من سواق ( تكسي ) ، وربما مثقفون أجدهم في التجمعات الثقافية في ( المزة ) وغيرها ، مع أصحاب المحلات ، البائعين في ( العربات ) واستخلصت من كل هؤلاء أنهم غير مؤيدين للنظام ولا كارهين له ، يعرفون أن ( بشار الأسد ) يسمح بكل شئ في سوريا إلا شيئين مهمين وهما المخدرات والفتن الطائفية ، وفعلا كنت أدخل لأغلب الجوامع السورية مع صديق عراقي لي مهتم بصلاته في أوقاتها ، لم أستمع لخطبة تثير فتنة طائفية ، ولم أشاهد تجمعا سياسيا معارضا للنظام السوري ولحزب البعث العربي السوري ، ووجدت ما يسمونه الجبهة الوطنية ممثلة بأحزاب سياسية قومية ويسارية ، ولهذه الأحزاب ممثلون وزراء ووكلاء وزارات في الحكومة السورية ، ومرة وجدت شعارات كثيرة تملأ ساحات دمشق تشير الى عيد تأسيس الحزب الشيوعي السوري بشقيه ، وهذا دليل على ان السلطة في سوريا لم تكن لتحكم قبضتها وتحجر وتكمم الأفواه ، وكنت أسأل من يرافقني من السوريين عن ما جرى ويجري في العراق فيجمعون كلهم ويدعون أن يجنب الله سوريا ما حل في العراق ، وتدور الايام ويحصل العراق على شئ من استقراره ويبدأ الربيع العربي الموهوم ، وتتحرك قطر والسعودية وغيرها من البلدان العربية والمستفيدة لتزرع الشقاق والفتن والقتل الطائفي بدءا من تونس ثم ليبيا ثم مصر ، وتسقط تلك الأنظمة الهشة التي ليس لها أي رصيد جماهيري أو دولي معروف ، ويتنبه الشعب السوري الى ما يحاك ضده من تآمر ودسيسة وخديعة يسمونها السلفيون الصحوة الإسلامية ، ويشكل ما يسمى بالجيش الحر السوري ويلتحق به ممن هرب من الخدمة العسكرية في صفوف الجيش السوري ، ويحصلون على رواتب ومغريات كثيرة ، ويلتحق بهذا الجيش من الإسلاميين العرب وغيرهم الكثير ، السؤال هل يستطع الشعب السوري أن يلتف حول نفسه ليحمي سوريا من خطر ( إسلاموي ) موهوم ؟ ، وهل سيقف مثقفو سوريا ووطنيوها بخندق واحد لوأد الفتنة الكبرى ضدهم ؟ ،وهل ستستمر روسيا لدعم النظام ( البشاري الأسدي ) الى مالا نهاية ؟ ، وما هو الموقف الأمريكي والأسرائيلي من هذا التغيير الذي سيغير الخارطة كثيرا ؟ ، أسئلة لا أجد لها إجابة هذه الأيام ، ربما ستستوضح الصورة غدا ، للإضاءة .... فقط .