اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

من أعلام بلادي-- البروفيسور "شاكر خصباك"// عبد الجبار نوري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبد الجبار نوري

 

عرض صفحة الكاتب 

من أعلام بلادي-- البروفيسور "شاكر خصباك"

عبد الجبار نوري

 

أن ا د شاكر خصباك من مواليد 1930 الحله يعد واحداً من أعلام العراق المعاصر فهو قاص وروائي وكاتب مسرحي ومترجم وكاتب مذكرات ومقالات أضافة أنه أكاديمي كبير في علم الجغرافيا ، وقد حصل على درجة الأستاذية عام  ،1974، وهذا النبوغ ليس غريباً أن خاله شاعر ثورة العشرين، محمد مهدي البصير، وهل يخفى القمرُ؟ ، وتمرُ ذكرى وفاة القامة العراقية الثقافية والعلمية البروفيسور أستاذي الجليل "شاكر خصباك" في 22-11-2018 واليوم هي الذكرى السنوية الثالثة.

 

أن يد المنافي الظالمة لعبت بالدكتور الأكاديمي ا.د." شاكر خصباك " بالترحال من اليمن إلى الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً وقد أصيب بفقدان الذاكرة -عن عمر 87 سنة – بعد وصوله إلى الأرض المشؤومة، هل سيرحل عنا خصباك وحيداً غريباً وبلا وداع ومن دون رعاية؟ وهذا ما نتوقعهُ للأسف في زمن الخراب العراقي ( الناقد حسن سرمك ) .

هكذا رحل عنا إلى الأبد في أمريكا مغترباً قسراً ، وربما لعبت الأقدار والصدف الغبية، في نسج مقاربات في وجع المنافي والأقصاء المتعمد والدفن في مقابر الغرباء بينهُ وبين الجواهري والبياتي وغيره.

 

في محور الحديث عن الدكتور " شاكر خصباك " مبدع غزير الأنتاج متعدد المواهب هو ذلك العالم الجغرافي الكبير والأديب الثري العطاء وأستحضار هذا الرمز العلمي والأدبي ما هو ألا أشارة في تقييم الكبار، والأعتراف بأستحقاقاتهم في سيولة أقلامهم وأياديهم البيضاء ، وفضلهم على الأجيال المستقبلية المتلاحقة في رسم سيمياء اللغة والأدب والرواية، فخصباك هو ذلك المبدع في فن أبراز الجمال والحب والسلام والأنسنة التي تفوح بعبق عطاءاته الثرة، ظهر أديباً  في الأربعينيات حقق حضوراً متميّزاً بارزاً، ولمع نجمهُ في السبعينات من القرن الماضي كعالم في علم الجغرافيا، وتميّز مشروعهُ الفكري المناهض للأستبداد، برؤية واقعية في تبني مواقف المظلومين والمقهورين والتصدي لكل أشكال السلطة المستبدة، وهي تلك المواقف التي زجتهُ في المعتقل، وتسبب بعزلهِ من عملهِ الأكاديمي، مما أضطرهُ لمغادرة العراق محققاً نبوغاً في القصة والرواية والمسرح والنقد، ولهُ 15 رواية من أصل 35 عملاً أدبياً، ومثلها مؤلفات وتراجم في علم الجغرافيا.

 

وثمة خاطرة مُرّةٍ تجيشُ في صدري وتؤرقني --- لماذا نحتفي بالفارس بعد ترجلهِ؟ ورحيلهِ الأبدي! ، وربما ثقيلٌ عليّ أن أقول كلمة وداعاً يا بروفيسورنا الذي أعطيت للوطن 60 عاما من عمرك وزمنك ولم تأخذ منهُ شيئاً ، وأين الوطن ليستذكر هذه القامة العلمية والثقافية الموسوعية ، وأين هم من شاكر خصباك العلامة الحيّة المبدعة ونتاجاته العلمية والثقافية والتي أتخم بها خزانة الذاكرة العراقية ، واليوم قد شبع من الترحال ، غاصاً من كأس عذابات المنافي والغربة ، التي فيها موتاً مجانياً يومياّ عبر شهيق هوائها المزكوم في الوقت الضائع لتلك اللعبة الزمنية الغبية في محطة الشيخوخة اللعينة ، وعطلاتها العديدة ، وأن فارسنا قد ترجل ، وها هوقد  مشي في طريق الرحيل الأبدي ، وعندها نمجد الفارس عندما يكبوا حصانه ويترجل ليودعنا ، وتقوم حينها قيامة أعلان الحدادعلى موت تلك القامة التي كان يوماً من رموز الثقافة الكبار، وأحد ركائز التراث العراقي شأنه شأن الرموز العلمية والثقافية والفنية ، وليس بالضرورة لأحتياجاته المالية ربما لأنهُ يعيش من ريع مؤلفاته ونتاجاته الغزيرة الثرة ، ولكنه بحاجة إلى التثمين والتقييم والتكريم والعرفان، لابأس عليك أستاذي الجليل أرقد بسلام إنها بدعة حكام بعد سقوط المنظومة الأخلاقية في العهد الأمريكي الذي سماه الأعلامي العربي الراحل حسنين هيكل .

 

ومن مفارقات القدر أن ينساهُ وطنه العراق وتحتفي به (صنعاء) اليمن - مشكورة - بمنجزات الدكتور شاكر خصباك في 10-6- 2008 وعلى قاعة مركز الدراسات والبحوث اليمني بعنوان ( مضامين تراثية ونقدية عن المنجز العلمي والأدبي للدكتور والأديب العراقي شاكر خصباك ) أحتفاءاً بهِ وتقديراً لدوره الأبداعي العلمي ، وبمناسبة صدور مؤلفاته الأدبية في ثمانية مجلدات ، وقد شارك في الأحتفاء عدد كبير من الأدباء والنقاد وأصدقاء الأديب ، وبعض ممن درس على يديه . 

 

حين تستعرض منجزات شاكر خصباك وأبداعاته الأكاديمية الموسوعية التي تبهر المتلقي العراقي والعربي والعالمي، وربما تعجز عن حصرها لسعتها وتعدد فروعها:

-مقالات مبكرة بين 1945- 1947 منها بحوث ثقافية وأدبية ( دراسات أدبية، نجيب محفوظ، كتابات نقدية، القافلة الضالّة، مكانة المرأة في بلادنا، حديث عن الفن، كليباترا في خان الخليلي، الكاتب الروسي "أنطون تشيخوف" وعشرات المقالات في توضيح معالم أهتماماته الفكرية المبكرة في ميدان الكتابة الأدبية الأجتماعية .

- وهو قاص وكاتب مسرحي جسّد دور المسرح وأهميته في حياة البشر بالأطار الواقعي الملتزم بحواراتهِ المكثفة وبأسلوبٍ رشيق وبتجلياتها الدرامية والمفعمة بالأمل الذي جعله من أسس البناء الدرامي، ويصفهُ بأنهُ أكسير الحياة  أذ لولا الأمل لتعطلت ديناميكية الحياة عبر مسيرتها االطويلة والمملة مثل: ( مسرحية القهقهة ، الدردشة ، وهو وهي ، والشيء ، وبيت الزوجية ، الدكتاتور ) .

- التخصص في علم الجغرافيا حصل على الليسانس من جامعة القاهرة عام 1951 ، وبعدها حصل على شهادة الدكتوراه من أنكلترا في الجغرافيه البشرية عام 1958 ، وعُيّن في كلية الآداب في قسم الجغرافيا ، وكنت حينها طالبا في كلية التربية قسم الجغرافيا ، مع الأسف أنهُ لم يدرسني بل كنت من الطلاب المتابعين لبحوثه ومحاضراته في حقل الجغرافيا البشرية .

 

 

 وأخيراً / ليس من الضروري في هذه المقالة كتابة تفصيلية عن الأستاذ الدكتور شاكر خصباك فهو يستحق أن نكتب عنهُ مجلدات وأطروحات لكن الهدف هو التذكير بهذا ( العَلمْ) الذي خدم وطنهُ والأنسانية عبر فضائين واسعين هما* الأبداع الأدبي في مجال القصة والرواية والمسرح، الثاني: الدراسات الجغرافية بقسميها البشري والأجتماعي ، ومع ذلك تمّ تجاهلهُ بقسوّة من حكومات زمنهِ ومن بعض نقادالأدب المشهورين ربما لأن شهرته العلمية طغت على شهرته الأدبية .

وداعاً أيها الجبل الأشم وتحية أجلال وأكرام لأستاذي الجليل البروف " شاكر خصباك" ولتكن المقالة مرثية من أحد تلامذتك في كلية التربية جامعة بغداد عام 1961.

 

مراجع البحث

-----------------

-روبرت كامبل – أعلام الأدبي المعاصر بيروت مترجم

- الأرتياد والكشف الجغرافي – الدكتور شاكر خصباك

- أنطوان تشيخوف – دراسة – الدكتور شاكر خصباك

- شاكر خصباك – الجغرافية الأجتماعية 1977

 

كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد

تشرين ثاني 2021

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.