اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

العنف ضد المرأة موروث اجتماعي بغيض// باسل شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

باسل شامايا

 

عرض صفحة الكاتب 

العنف ضد المرأة موروث اجتماعي بغيض

باسل شامايا

 

ساهمت المرأة في كافة أرجاء العالم بالنضال من اجل الحصول على حقوقها المسلوبة وأخص بالذكر المرأة العراقية التي عانت من شتى صنوف الاضطهاد من ( عنف – تمييز – وقتل ) على أيدي الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة وما زالت تساهم وبشكل فاعل ومؤثر في عملية تطوير مجتمعها ورقيه وتغييره نحو الأفضل، بمشاركاتها وفي مختلف المجالات مستعينة بشريكها الرجل خصوصا ذلك الذي يؤمن إيمانا صادقا بحقوق المرأة وبحقها المشروع في حياة حرة كريمة،  مادةً يدها له بكل عزم وإصرار لتشاركه في الثورة ضد الظلم والعبودية والاستغلال والاضطهاد والفساد بكافة أوجهه القبيحة والقذرة، فاجترحت الصعاب لكي تتمكن من الحد في تهميش كينونتها والتخلص من تلك التقاليد البالية التي فرضت عليها كامرأة مع ان لها حق العيش كإنسانة لها حقوق وعليها واجبات في المجتمع.

 

 لقد أثبتت بكل جدارة واقتدار أنها أهل للصمود وتحمل اوصاب الزمن الغادر وأهلا للدفاع عن وطنها وشعبها وقد تجسد ذلك في ارتال من النسوة اللائي تهافتن وبقناعة تامة للنضال ضد الأنظمة الرجعية العميلة وعلى امتداد السنين، فنلن شرف الشهادة وهن مؤمنات بأن الطريق الذي سلكن وستفقدن به حياتهن لم يكن الا جسرا لعبور المرأة الى حياة حرة كريمة وإذا عدنا الى الماضي الذي هو امتداد للحاضر سنجد المرأة بمواقفها وبطولاتها عنصرا فعالا في عملية بناء المجتمع وتقدمه وإنقاذه من مخالب الطامعين والجناة والتأريخ خير شاهد على ما بذلته من العطاء في تضحياتها الجسام ونالت بتلك التضحيات أوسمة شرف حتى ألهمت بها عزم الأحرار والمخلصين فمدوا لها يد التواصل النضالي والكفاحي من اجل إبقاء الوطن حرا آمنا كريما. بهذه الديباجة أبدأ موضوعي عن العنف ضد المرأة، هذا المخلوق الجميل الرائع الذي تتجلى فيه إنسانية الإنسان، فهناك جانبان للعنف احدهما يتعلق بالرجل الذي يشاركها الحياة في عملية بناء الأسرة.. فنجد الكثير منهم  يجهلون فهمهم  للحياة الزوجية التي يتقاسمونها سوية، لذلك يلتجئون الى استخدام العنف لأتفه الأسباب.. اما الجانب الآخر فيتعلق بالمرأة نفسها وبمدى تعلمها وثقافتها كي تتمكن وبكل شجاعة وإقدام ان ترفض اي نوع من الاستغلال والتبعية والتهميش والخضوع القسري للواقع المفروض عليها، فلا بد من تثقيف الطرفين ليعي كل واحد منهما بدوره في الحياة حيث يساعد ذلك على الحد من ظاهرة العنف ضدها. فحينما نقول ان المرأة هي نصف المجتمع علينا أن نؤمن إيمانا مطلقا انه لا ديمومة للحياة بدونها، فهي الأم وهي الأخت والزوجة والحبيبة، فعلى كل إنسان حر شريف ومن كلا الجنسين وخصوصا المرأة التي هي صاحبة الشأن لأنها تعاني من قيود الماضي وآلام الحاضر، ان يعملوا كل ما بوسعهم واستثمار المناسبات الاجتماعية والوطنية للوقوف الى جانب المرأة وكيفية مقاومة العنف وتعرية كل من يمارس هذا الأسلوب الوحشي بحقها ..؟ للإجابة على هذا السؤال يجب ان نشخص الأسباب الموضوعية والعوامل التي يتم توظيفها ويعطي تبريرات لمن يلتجأ الى استخدام العنف.. وبعد التعرف عليها ووضع الحلول والمعالجات لها على الجميع العمل بكل جهد وتفانٍ للحد من ذلك ولنعلم ان من يمارسه خاضع لتأثيرات العادات والتقاليد التي توارثها منذ القدم والتي تقلل من قيمة المرأة خصوصا اذا كان تحت وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها. وقبل ان اختم موضوعي أود ان اكتب عن الأسباب التي يتم بسببها عدم تمتع المرأة بحريتها منها تسلط الرجل وحبه للسيطرة والأنا التي تقوده الى ذلك وان تحررها يتطلب منها بذل قصارى جهدها من اجل توعية المجتمع بأنها أي المرأة يجب ان تبرهن أنها قوية وليست مخلوقة ضعيفة خاضعة للتقاليد الموروثة المتخلفة التي جعلت منها ( مع كل الاحترام ) سلعة تباع وتشترى، ومن الأسباب التي تساعد الرجال(عذرا لا أقصد كل الرجال ) في سيطرتهم على النساء بشكل مجحف، عدم وجود قوانين صارمة تحمي المرأة من طغيانه بل هناك قوانين تبيح قتل المرأة وقد فقدت المجتمعات الإنسانية آلافا منهنّ ضحية هذا القانون. وهنا سأروي لكم واقعة حدثت لفتاة في عقدها الثاني، ساحرة الجمال فاتنة المظهر زاهية كزهو الربيع بريئة كبراءة الأطفال، كانت محط أنظار القريب والبعيد على ما منحت من انوثة يعجز القلم عن وصفها، وبسبب ما كانت تتصف به تهافت للزواج منها أولاد عمومتها وأقربائها والجيران لكنها رفضتهم جميعا دون ان تعطي أية تبريرات لذلك وكانت لا تبوح لأحد بحقيقة مشاعرها تجاه شاب تعاهدا على الارتباط وتأسيس أسرة يجمعها الحب لأنها كانت تعلم ان قلبها ومشاعرها لو مالت لشخص ما فذلك يعني ان سجنا مؤبدا ينتظرها وربما تكون العقوبة أقوى لأنه لا يحق لها ان تحب وكل ذلك وفاءا للأعراف والتقاليد الموروثة التي لا تعترف بوجود المرأة ككيان ولا تعطيها الحق بممارسة حقها الطبيعي في الحياة . وفعلا انزل بحق هذه الفتاة البريئة عقوبة الموت ذبحا كالطير وهي تنبض بالحياة بعد أن علموا بعلاقتها بذلك الشاب الغريب.

 

   وأخيرا أقول ان العنف ضد المرأة ليس إلا  ممارسة إجرامية بحق الإنسانية وان تأثيراتها تكون سلبية لأنها تحد من تطور المجتمع وتحرره من مخلفات الماضي.. فعلى من يروم انعتاق مجتمعه وتحرر شعبه من هذه المظاهر السلبية، عليه ان يتكاتف ويتعاون للتصدي لها من خلال التوعية والتعامل بشكل ودي لمواجهة ظروف الحياة وأوصابها .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.