اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الحدث التاريخي يكتب بمصداقية وأمانة// محمد جواد فارس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد جواد فارس

 

الحدث التاريخي يكتب بمصداقية وأمانة،

ولن يكون قابل لإلغاءه من قبل المتصيدين بالماء العكر

محمد جواد فارس

 طبيب وكاتب

 

فالحوار دائما لغة الاكفاء، الواثقين بأنفسهم الراغبين في تطوير أنفسهم الطامحين إلى توسيع آفاق معرفتهم، المؤمنين بأنهم لايمتلكون المعرفة المطلقة، أو اليقينية بل المعرفة النسبية التي تعني دائما _التفاعل، وثقة المحاور بنفسه لايعني أنه  المالك الوحيد للحقيقة.

المفكر العربي جابر عصفور.

 

أكتب عن حدث بتقديري له أهمية بمكان حول كتابة حدث تاريخي حدث معي، وانا أشعر بأن هذا الحدث مهم وقد مضى عليه خمسة عقود من الزمن خاصة وإن الاجيال التي تعيش الان قد تكون سمعت به من الآباء او الأجداد، والحدث هو هروب سجناء شيوعيين من سجن الحلة المركزي، وهم مكبلون بسنوات سجن ثقيلة غير قليلة، هروبهم إلى الحرية التي هي الفضاء والمتنفس من أجل حياة حرة، والتحاقهم بحزبهم الذي هو بحاجة لهم كوادر وقيادات مهمة في كل المجالات، وخاصة بعد ماجرى للحزب الشيوعي العراقي على أثر انقلاب شباط  الدموي عام 1963 وخسر الحزب الشيوعي العراقي أنذاك عدد من قياديه وكوادره. كنت في منظمة مدينة الحلة مسؤول عن الخط الطلابي وبتوجيه من الحزب قمت بنقل اربعة من الهاربين من المدينة إلى منطقة قريبة من ريف الحلة (حي نادر) ومن ثم نقلهم الى الريف في قرية البو شناوة الى الرفيق الكادر الفلاحي كاظم الجاسم، كتبت عن الطريقة التي استخدمتها لنقلهم، وبعد أن عرف بذلك الرفيق عقيل حبش وكان هو أحد المشاركين في حفر النفق انذاك ويروم بكتابة كتابه عن عملية النفق وهروب السجناء وكتابه الموسوم ب( الطريق إلى الحرية ) ، طلب مني أن أكتب  له رسالة اشرح له فيها عن موقفنا في منظمة الحلة حول هذا الحدث الذي هز سلطة عبد الرحمن عارف وجهاز الأمن والمخابرات، ودوري في العملية، وبعد فترة ليست بالقصيرة كلمني أن صديق عرض عليه أي خدمة يقول قلت له ليس لدي  أي طلب سوى لدي كتاب مصفوف وجاهز للطبع فقط ليس لدي مبلغ لإنجاز  طبعه، قال بسيطة نحن نطبعه لك واعطيته النسخة الإلكترونية الجاهزة له على امل ان يقوم بطبعه في مطبعة الرواد المعروفة، وبعد اسبوع اتصل بي الصديق وقال إن لدى صديق مسؤول عن الإعلام والمطبعة لديه أعتراض، وهو يجب حذف رسالة د. محمد جواد فارس ورسالة الصحفي سمير داود، وعندما كلمني عقيل، قلت له الكتاب كتابك وانت حر به وفعلا حذفت الرسالتين وتم طبع  الكتاب وانا بدوري انشر رسالتي التي حذفت من الكتاب واتركها برسم القارئ الكريم  . وهذا نصها

] الرفيق  العزيز عقيل حبش

تحية طيبة

شاكر لك لفسح المجال لي في أن أدلو بدلوي في الحدث التاريخي المهم، في هروب مجموعة من الشيوعيين من سجن الحلة المركزي،

د، محمد جواد فارس

أبدأ مقالتي عن لمحة قصيرة قبل النفق وعملية الهروب البطولية التي أقدم عليها الشيوعييون المكبلون بأحكام  ثقيلة ومتوسطة، عن لمحة تاريخية سبقت الحدث وهي من الأهمية بمكان طرحها لما، جرى، فبعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وما جاءت به من مكتسبات لشعبنا العراقي، وهي كنتاج لنضال الشعب خلال الحكم الملكي المرتبط بسياسة المستعمر البريطاني، ومنها الخروج من حلف  بغداد ، والخروج من عملة الاسترليني وتحرير الدينار العراقي، وتوزيع الأراضي  على الفلاحين في قانون الإصلاح الزراعي، قانون حقوق الأسرة والمرأة ، وأقدام العمال إنشاء النقابات العمالية ، والجمعيات الفلاحية، وقانون شركة النفط الوطنية رقم 80 ، غيرها من القوانين، مما أثار الامبريالية العالمية، لذا بدأ الأمريكان التأمر مع الرجعية العربية لاسقاط النظام والمجيئ بحكومة عميلة تنفذ مخططاتهم، وفعلا وجدوا في البعث والقوميين خير من ينفذ ذلك، نتيجة حقدهم على نظام  قاسم والشيوعيين الذين أكتسحوا الشارع، وتم انقلابهم في الثامن من شباط  1963 ، وقاوم هذا الانقلاب الفاشي الشيوعيين والديمقراطيين وقسم من حكومة عبد الكريم قاسم، وجعلوا من العراق مسلخا لكل من وقف ضد أنقلابهم المشبوه، ونتذكر  بيان رقم 13 بابادة الشيوعيين، وكان قصر النهاية مسلخا لخيرة أبناء العراق الوطنيين من شيوعيين وديمقراطيين، أستشهد قادة الحزب وكوادره ومنهم الشهداء: سلام عادل السكرتير الأول للجنة المركزية، جمال الحيدري, محمد صالح العبلي، محمد حسين أبو العيس، حسن عوينة، عبد الجبار وهبي، ستار مهدي معروف الخواجة والقائمة تطول، ولم تكن تسع سجون ومعتقلات العراق بالسجناء واحكامهم الثقيلة التي صدرت من محاكم أمن الدولة، ومن السجون التالية مثل: سجن نقرة السلمان ، سجن الحلة المركزي ، الموقف العام وسجن بغداد المركزي،

 جاء انشقاق عزيز الحاج _ حسين جواد الكمر بعد أن لملم الحزب جراحه بعد انقلاب شباط الأسود، وأعاد تنظيم صفوفه، واتذكر وأنا كنت في تنظيم مدينة الحلة ومتابع للانشقاق من خلال رسائل متبادلة بين تنظيم الحزب في نكرة السلمان وكان يقودها كاظم فرهود وطرح على التنظيم كتابة رسالتين إلى ل. م اللجنة المركزية وق. م القيادة المركزية ض، وننتظر الجواب لكي يتسنى لنا الانحياز لطرف معين حسب قناعتنا, ولكن رسالة اللجنة المركزية كانت مثقلة بالاتهامات  منها عبارة مؤثرة: أن ماجاء برسالتكم إنما هي أفكار بتي برجوا، وبعد ذلك أعلن عدد كبير من التنظيم موقفهم مع القيادة المركزية، وحسب رأي المتواضع لو كان الحزب موحدا لكان السجناء على رأي واحد، ولكانت عملية الهروب من السجن  منتظمة وبدون أشكالات كما حدثت، ولكان أكبر عدد من السجناء انطلقوا إلى الحرية، وضخ إلى الحزب كوادر الخبرة والتجربة الحزبية وتوسع التنظيم ، ولكن للأسف  حدث العكس.

الهروب إلى  الحرية من سجن الحلة المركزي

على الرغم من الانشقاق في الحزب عمل الرفاق على انجاز مشروعهم في أكمال النفق مع ان العمل في إنجازه لم يكن سهلا، ولكن الارادة كانت هي الأقوى، علما أن السجناء الشيوعيين من الضباط، كانوا قد قدموا مقترحا إلى  رئيس الجمهورية كان انذاك عبد الرحمن محمد عارف قد استلم الأمور بعد مقتل أخيه عبد السلام  محمد عارف، وإلى مديرية السجون العامة يطالبونهم بالمشاركة في حرب حزيران للدفاع عن الأمة العربية ضد العدوان الصهيوني في الخامس من حزيران عام 1967، وكان مطلبهم ينص بالعودة إلى السجن بعد نهاية الحرب، ولكن النظام  العارفي رفض ذلك ولم  يوافق على طلبهم جملة وتفصيلا، وفي شهر أكتوبر نفذت عملية الهروب، وكان ذلك في ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا ، وإقامة الاتحاد السوفيتي .

وقمت انا في اليوم الأول الأول من الشهر وهو موعد مواجهة السجناء، بزيارة  والتقيت بالرفاق من الحلة وهم كل من محسن حسين حمادي الحسن وقد هرب مع السجناء، ولكن لم يذكر اسمه في قائمة الهاربين، ومحسن ناجي البصبوص، وكذلك عبد القادر اسماعيل البستاني رئيس تحرير صحيفة الحزب الشيوعي العراقي ( أتحاد الشعب ) وكنت قد تعرفت عليه في مركز شرطة الحلة وهو ذاهب إلى المحكمة، ولم تكن هناك دلائل تشير على إن عملا جبار سوف يحدث، وعندما حدث الهروب لم نكون نحن الشيوعيون مبلغون في هذا اليوم لكي نتخذ الإجراءات اللازمة لإسكان الرفاق ممن هم ليسوا من سكنة الحلة، وايوائهم لكي لا يقعوا بيد الشرطة التي استنفرت كل قواتها، وانا كنت اتمشى في شارع المكتبات وشاهدت سيارات الشرطة تتجه إلى باب المشهد، حيث سجن الحلة، فعرفت أن السجناء قد هربوا، وبدوري بلغت مسؤول تنظيم المدينة الرفيق محمد علي خوجة نعمة ( حمودي ) على ما شاهدته من استنفار، وكذلك الخط الطلابي الذي كنت مسؤوله المباشر لغرض إيواء الهاربين، وبعد يومين كلفني الرفيق محمد علي، برفيقين من المحسوبين على القيادة المركزية التقى بهم وتحدث معهم حول الانقسام  وتبعاته وتأثيره على وحدة الحزب، وقال لي: أن تذهب وتأخذ عقالين لهم من والدك، والدي كاسب صاحب مقهى صغير في سوق اسطة جابر القديم في الحلة، وهما موجودين في منزل الشهيد شهيد محمد سعيد خوجة نعمة، وقد وصلا إلى البيت وكان المطر يهطل انذاك، ومن حسن الصدف أن البيت المعروف لدى الرفاق في الحلة وذلك مرتبط بحادث استشهاد الرفيق شهيد محمد سعيد خوجة نعمة على يد عصابة الحرس القومي في الحلة في مركز الشرطة، وكانت لجنة الحرس القومي مؤلفة من (وهاب كريم رمضان, عزيز الحسيني، حبيب الأسود، ناجي الدليمي، وانور عبد الهادي القاتل).

خرجت من المنزل صباحا مع حسابي لتبديل جهازي الشرطة والأمن، على دراجتي الهوائية, وهناك أعطيتهم العقالين وقلت لهم سوف أوصلكما واحدا تلو الآخر، وفعلا الأول كان رجلا كبير السن وكان مدير خزينة الموصل قبل أحداث  الموصل ومؤامرة الشواف (أبو عصام) فعلا اوصلته إلى العنوان المتفق عليه وهو في حي نادر بالقرب من معمل النسيج ، بيت الرفيق جبار وناس والدته المناضلة شمسة رحبت بنا وفي نفس اليوم تبعته بالثاني وهو أيضا من أهالي الموصل ولكن للأسف لم أعرف أسميهما، ومن بيت العمة شمسة أوصلهما المراسل الى قرية البو شناوة إلى الرفيق المسؤول في القرية كاظم الجاسم (أبو قيود ) ،

وبعد عدة أيام قال لي الرفيق (حمودي) محمد علي خوجة نعمة، هناك اثنان في قرية عنانة عثروا عليهما رفاق الحزب وأنهما في بيت الرفيق سامي عبد الرزاق الجبوري وعليك إخراجهما من المدينة إلى العنوان السابق، وفعلا ذهبت مساء إلى الكراج ثم دخلت البيت وكان معي الرفيق سامي ملا إبراهيم ولبسا دشاديش، واتذكر أن سامي كان يمازحهم وبيده المسدس، قلت لسامي أحضر تنكر الماء من الكراج، وأركبتهما جنب السائق وانا قرب الباب المكسور، وانطلقنا واوقفت التنكر على بعد مسافة من نقطة تفتيش أمنية وذهبت بهم سيرا على الأقدام إلى منزل  العمة شمسة، وهنا أنتهت مهمتي بأيصال الرفاق إلى العنوان، وهما من مدينة  البصرة، وللصدفة كنت معتقل في شرطة الحلة وطلبوا مني براءة من الحزب ولكني صمدت وبقيت على العهد شيوعيا، كنت في إحدى غرف المركز وإذا  بالشرطي الخفر أبو حسن يفتح الباب لشاب، وهذا الشاب ترك الرفاق وجاء متجها نحوي للسلام وانا سلمت عليه، قال لي ( شنو انت ما عرفتني ) قلت له لا صغرا وأثار التعذيب بجسمي ومنهك، قال انت الذي هربتني ورفيقي من بيت الرفيق في التنكر ( سيارة نقل المياه من الكراج )، تذكرته وقلت له لماذا تكتبون عنا اننا اعتقلناكم ونريد تسليمكم، قال لا لقد قدمتم لنا الكثير ولا يمكن نسيانكم ، وهكذا كنا جنود أوفياء للشعب والوطن ومبادئ الاممية البروليتارية.

ولكن للأسف فلقد شاب عملية الهروب اللغط والتشويه من قبل البعض من أمثال جاسم المطير، وكاظم حبيب، ومحمدعلي محي الدين كما جاء في كتاب أضواء على عملية الهروب من سجن الحلة وفيه تشويه للحقيقة، واليوم اتضح معدنهم وموقفهم من الاحتلال والعملية السياسية.

وهنا أريد أن أذكر حادثة مع المدعو جاسم المطير ففي عام 1997 كان شعبنا يعاني الأمرين من سياسة السلطة الجائرة وكذلك الحصار القاتل الذي شمل الغذاء والدواء وحليب الأطفال، وجهت دعوى لشخصيات شيوعيية ووطنية من قبل حكومة معمر القذافي حول سبل مساعدة شعب العراق في ظل الحصار، وكان الوفد يضم باقر إبراهيم، وعدنان عباس، وخالد السلام، وعلي الشيخ حسين الساعدي وزوجته، وكاتب السطور محمد جواد فارس، وفعلا قدمنا لهم مقترحات لإرسال أدوية، قدمت لهم قائمة بالأدوية التي نحتاجها كوني طبيب والرفاق الآخرين قدموا اقتراحات مجدية في هذا المضمار، وتفاجأنا إن أثنين يكيلون لنا الاتهامات الظالمة وهما جاسم المطير، وباقر صولاغ في جريدة المجلس الإسلامي، اننا عملاء للنظام ومكلفين من قبله، أي وقاحة وقلة ذوق، انهم يريدون  تشديد الحصار الجائر على شعب العراق، لكي  يتسنى لهم الحصول على السلطة كما حدث في احتلال العراق، أن شعب العراق سوف ينهض من كبوته في أقامة نظام وطني حقيقي .

د. محمدجواد فارس

              في ذكرى أنتفاضة تشرين عام 2019 

وهذه هي الرسالة التي حذفت من الكتاب .

  

                       طبيب وكاتب

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.