اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (995)- ذكريات مبكرة/ 35

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (995)

 ذكريات مبكرة/ 35

 

الدكتور الشريف عميدا لكلية البنات

      جاءني يوما اخي الدكتور حسين احمد شريف الاعظمي مهموماً، قبل ان يلتحق بجامعته في البصرة التي نقل إليها بعد عودته من اجازته الدراسية في لندن، وقد بدا عليه التأثر والحسرة..! وبعد سؤالي عن حالته هذه، اجابني بأنه متألماً من نقله الى البصرة وكذا ... وكذا ..الخ خاصة ونحن ما زلنا في ظروف الحرب المستعرة.  

     

      في هذه الفترة الزمنية كان وزير التعليم العالي السيد سمير عبد الوهاب الشيخلي، والرجل الوزير، كان يتميز باحترامه للموظف الذي يعمل بجد ومثابرة، مهما كان منصبه في الوزارة..! بل يكافئ ذلك الموظف.

 

      واقع الحال، ذكّرتُ اخي د.حسين الشريف بعلاقتنا مع الشيخ جلال الحنفي، وانا اعرف ان للشيخ جلال حظوة عند الوزير، فذهبنا معا الى الشيخ جلال الحنفي على ضوء علاقتنا به خلال تواجدنا في المعهد كمدرسين فيه، وتحدّثنا مع الشيخ جلال الحنفي في هذا الامر وكان مدرساً في المعهد ايضاً. وشرحنا له الموقف على أمل تسهيل مقابلة الدكتور حسين احمد شريف الاعظمي للسيد الوزير ليشرح له الموقف بنفسه، فكان الشيخ جلال ان سعى بهذا الامر، وتم تحديد موعدا لمقابلة الدكتور حسين الشريف للسيد الوزير.

 

     في مقابلته للوزير، استطاع الدكتور حسين الشريف ان يثير اهتمام الوزير واعجابه بالطرح الذي قدمه الدكتور حسين الشريف..! بعد ان طلب الوزير من الدكتور حسين شرح موضوعه الذي جاء من اجله..! فتحدث الدكتور حسين بما يلي.

-    سيادة الوزير، حصلتُ على اجازة دراسية رسمية الى لندن مطلع عام 1983 وقد اكملتُ سنوات هذه الاجازة بزمن قياسي لشهادتي الماجستير والدكتوراه في ثلاث سنوات ونصف السنة تقريباً او أكثر بقليل، ونحن في زمن الحرب، وعدتُ الى ارض الوطن والحرب مايزال سعيرها مستمراً..! وباستطاعتي ان أبقى سنوات عديدة اتحايل فيها على الدولة ولا اعود سريعاً..! والامثلة كثيرة من الطلبة اصحاب الاجازات الدراسية ممن يتحايل ويبقى لأن الحرب باقية لم تنتهي بعد، او حتى بعد ذلك ربما لا يعود الى ارض الوطن نهائياً وهو الذي بعثته الدولة على حسابها الخاص..! ولكنني ياسيادة الوزير، اكملتُ دراستي بهذا الزمن القياسي بدرجة الامتياز وعدتُ الى الوطن الغالي كي اخدم ابناء وطني الذي يحتاجني ويحتاج الى كل عراقي الآن، لاننا مازلنا في هذه الحرب الظالمة. والمفاجئة ان يظهر تعييني في مكان بعيد بمحافظة البصرة..!

 

     تعجب السيد الوزير من كلام الدكتور حسين وقال له مباشرة بعد ان توقف الدكتور حسين عن الكلام.

-    حياك الله اخي الدكتور، على نـَفَسِك الوطني اولاً، وعلى مثابرتك واجتهادك وحصولك على الماجستير والدكتوراه بهذه السرعة القياسية ثانياً، وعلى عودتك الى ارض الوطن والحرب ماتزال قائمة ثالثاً، وعلى فكرك النير لخدمة الوطن وابنائه ونحن في امس الحاجة الى ذلك رابعاً.

   

بعد هذه المقابلة، ألغى الوزير نقل الدكتور حسين الشريف الى جامعة البصرة، وما كان منه الا ان اعاده الى بغداد، ولم يكتفِ الوزير بذلك..! بل اصدر امرا وزاريا بتعيين الدكتور حسين الشريف عميدا لكلية البنات بجامعة بغداد..! تثميناً لامكانياته العلمية ومواقفه الوطنية.

 

      وهكذا بقي اخي الدكتور حسين احمد شريف الاعظمي الدليمي يتناوب بين عميد لكلية ما تارة، واستاذا مدرساً تارة اخرى في كليات العاصمة بغداد..! ومسافرا الى بلدان عربية اخرى للتدريس، تجربة عمل البروفيسور حسين الشريف غزيرة بالتأمل وجديرة بالاعجاب، حتى تقاعده قبل سنوات قليلة من الآن. ارجو له الصحة والعافية والعمر المديد باذن الله تعالى.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

الاستاذ الدكتور حسين احمد شريف الدليمي الاعظمي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.